أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سيرة بين السبورة والصحيفة والقضية: توفيق عبدالمجيد مناضل لم يساوم!














المزيد.....

سيرة بين السبورة والصحيفة والقضية: توفيق عبدالمجيد مناضل لم يساوم!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


سيرة بين السبورة والصحيفة والقضية:
توفيق عبدالمجيد سيرة مناضل لم يساوم!


إبراهيم اليوسف
يمرّ الغياب على هيئته الكاملة حين يُذكر اسم الكاتب الكردي توفيق عبد المجيد. صديق بداياتي في مرحلة التعليم، رفيق المهنة، الكلمة، وأحد أولئك الذين ظلّوا مخلصين لفكرة التعليم كرسالة، لا كوظيفة، كأحد أشكال نضاله في سبيل قضية شعبه. عرفته منذ الثمانينات، في ثانوية عربستان، وفي معهد إعداد مدرّسي العربية، ثم في معهد إعداد المعلمين، حيث جمعتنا السبورة، وهاجس أن يكون للعلم دوره في الحياة لا في الكتب وحدها.
كان من أوائل من وافقوا على تأسيس رابطة الكتاب الكرد في سوريا، ومن أوائل من انخرطوا في منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف، مؤمناً أن الكلمة مسؤولية، وأن العدالة لا تُطلب بالهتاف، بل بالعمل الدؤوب. أعاقته الموانع التنظيمية، لكنه لم يتراجع. إلا أنه بقي من عداد الأوفياء الذين يحفظون العهد في السرّ كما في العلن.
.
كان من أوائل من وافقوا على تأسيس رابطة الكتاب الكرد في سوريا، ومن أوائل من انخرطوا في منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف، مؤمناً أن الكلمة مسؤولية، وأن العدالة لا تُطلب بالهتاف، بل بالعمل الدؤوب. أعاقته الموانع التنظيمية، لكنه لم يتراجع. إلا أنه بقي من عداد الأوفياء الذين يحفظون العهد في السرّ كما في العلن.
كرّس عمره لأسرته، لشعبه، لقضيته، وعمل في التعليم ما يقارب أربعة عقود، حمل فيها همّ التنوير إلى قاعات مكتظة، ومقاعد باردة، وقلوب عطشى. كان وفاؤه لحزبه نادراً، لا يبتغي منه منصباً ولا تميّزاً، بل نتيجة وفاء نابع من يقين لا يُزعزع. عمل في إعلام -البارتي-، فارتفع الخط البياني لصوته، وبلغ الإعلام في مرحلته أوجه، حتى حين أحاطته التهديدات وضاقت عليه الأرض.

قيل له يوماً: "ستُقتل"، فاضطر إلى اللجوء إلى تركيا. هناك واصل عمله، لكنه لقي خذلاناً مما سمي- الائتلاف- مع بعض من رآهم رفاق درب في المعارضة، إذ كان يتم تفضيل أبناء وذوي ومقربي المسؤولين- في وقائع معروفة- على الكفاءات في إعلام المعارضة وحتى مؤتمراتها. لكنه ظلّ رغم ذلك يحمل وجعه بصمت، ويواصل الكتابة بإصرار الصادقين.
أنهكه تجلّط الدم، الذي داراه بالعلاج، على أتمه، كلما تآمر عليه، في خطة وهجوم جديدين، لكنه لم يُطفئ فيه الرغبة في الفعل، إلى أن تعب من مواجهات عديدة، كان المرض من بينها. تولّى موقع نائب رئيس تحرير -القلم الجديد-، وكان من أعضاء الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا. اضطر بعد أن عاد إليه، بعد انتفاء داعي الابتعاد، إذ كان قد غادره تحت ضغط التجاذبات، لكنه عاد إليه بعد زمن، وقال لي يومها: إبراهيم، لقد ألزموني...!
وكانت الغصّة واضحة في صوته.
كتب عن كل ما يهم شعبه. عن البارزاني الخالد. عن الرئيس مسعود. عن كل تطورات تلك المرحلة، كتب عن كثير من أصدقائه في محنهم، وكتب عن الناس كما لو كان يكتب عن نفسه. في انتفاضة الثاني عشر من آذار، كان صوته بيننا حاضراً، ينقل الانتهاكات إلى بيتنا الذي سمّاه غرفة العمليات. كان الصلة بيننا وبين مجموع الأحزاب الكردية، يوافي الأسماء، ويُسعف الرسائل، ويحوّل الخطر إلى فعل تضامن.
رحيله خسارة، ليس لأنه رحل فحسب، بل لأن من يشبهونه قلّة. لم يُذكر كما يستحق، ولم يُنصفه الذين أفادوا من صدقه وصبره. لكنه باقٍ في ذاكرة الذين عرفوه عن قرب، أولئك الذين ما زالوا يرون في المعلم والمثقف الحقيقي شجرة ظلّها مديد، حتى بعد أن يرحل عنها الماء.
رحمك الله يا صديقي أبا نيرودا، الأصيل، يا ابن الوفاء والطيبة والنبل التي لم تفسدها فيروسات النميمة والمؤامرة والخيانة والغدر.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهبة الوداع في هانوفر مزكين حسكو تعبر إلى الضفة الأُخرى من ا ...
- الشاعرة مزگين حسكو: حكاية الحرف صفر وبياض الحلم والانطلاقة
- مزكين حسكو... في أمسية- دوكر- هذه الليلة!
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- نداء إلى الكتّاب والمثقفين والإعلاميين والمختصين من أجل مئوي ...
- المثقف الكردي والسياسي ثنائية الكلمة والسلطة
- إنهم يقتلون أحفاد المكزون السنجاري: مجازر في قرى كردية في ال ...
- مزكين حسكو تتنفس برئتي الكتابة والحلم
- ثنائية الشجاعة والتهور على حافة الوعي واللاوعي
- البنية المزدوجة في نص زكريا شيخ أحمد من النَفَس الملحمي إلى ...
- بطاقات الصباح جسور ضد العزلة والشتات
- الكرد والظاهرة الصوتية تحت تأثير ثقافة الشركاء
- الإعتاميون: حين يتحول الإعلام إلى منبر للكراهية
- مزكين حسكو إبداع وروح لا تهدآن كلما ضاقت المساحات
- قارعو طبول الإبادة وأبواق الفتن والقتل والدمار مشروع تفكيك ا ...
- قارعو طبول الإبادة وأبواق القتل والدمار مشروع تفكيك المكونات ...
- لماذا استهداف آل الخزنوي؟ من محمد طلب هلال إلى البغدادي إلى ...
- نورالدين صوفي ومحاولة لسداد جزء من دين متأخر
- بين مؤتمري دمشق والحسكة وامتحان الوطنية السورية
- كرسي النهاية سرّ التهافت عليه!


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سيرة بين السبورة والصحيفة والقضية: توفيق عبدالمجيد مناضل لم يساوم!