أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مزكين حسكو إبداع وروح لا تهدآن كلما ضاقت المساحات














المزيد.....

مزكين حسكو إبداع وروح لا تهدآن كلما ضاقت المساحات


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


تعد الشاعرة والأديبة مزكين حسكو واحدة من الأسماء التي اختارت طريقها عبر الإبداع، إذ جعلت من الكتابة الجمالية فعلاً يومياً لم يتوقف عند حدود الشعر وحده، بل تجاوزته إلى السرد بأنواعه. فهي شاعرة، وناقدة، ومترجمة، وكاتبة مقال، وصوت حاضر في السرد، حيث يتجاور عندها النص الشعري المكثف مع المقالة النقدية المضيئة، ومع مشروع الرواية والسيرة. كل ذلك، يتبدى خيارها واضحاً: أن تكون الكتابة استمراراً للحياة، لا استجابة طارئة لظرف.
واستهلالاً لابد من الاعتراف أن المؤسسات الثقافية في روج آفا كردستان- أولاً- لم تمنحها ما تستحقه من مساحة، ولم تلتفت إلى تجربتها البتة، كما أن المؤسسات في إقليم كردستان لم تكترث بتجربتها، بما يليق بمبدعة أصدرت أربعة عشر كتاباً بين الشعر والسرد، من دون أن تتوقف. بل حولت هذا التهميش إلى دافع إضافي، فأصرّت أن تكون لها زاويتها الخاصة التي تختارها هي، لا التي تُفرض عليها. تأسيساً على ذلك، ويتضح أن حضورها لا يقوم على الاعتراف الخارجي بقدر ما يقوم على ثقتها بالنص، وبقدرة الكتابة على أن تكون معيارها الأول والأخير.
إنما اللافت أنها لم تنكفئ أمام هذا التجاهل، بل ظلت تمنح التقدير حتى لمن قصّر بحقها، لأن معيارها بقي مرتبطاً بالإبداع. من هنا نرى أن مزكين حسكو لم تضعف أمام مفارقة مؤلمة: دعوات لمناسبات ثقافية في الإقليم أو في الوطن ذهبت إلى أسماء كثيرة منها أسماء بلا أثر إبداعي وازن، فيما هي، صاحبة التجربة الثرية، كانت تستبعد. أجل، لقد أحست بالألم في أعماقها، من دون أن تبوح به إلا لمقربين رمنهم شقيقها منال وكنت أحد هؤلاء، فهي لم تستسغ ولم تسوّغ لنفسها أن تعلن مرارة تنكر كثيرين من حولها لتجربتها، من بينهم من قد يستغل الدعوات أو النقد أو الإطراء المجاني عبر بازارات رخيصة، ووفق معايير عابرة، مرفوضة من لدنها، نتيجة إبائها وشموخ روحها، وعلة قامتها، فقد جعلت من الصمت شكلاً آخر من أشكال القوة ومواجهة النماذج الحياتية الناشزة.
إذ نجدها لما تزل نتابع مشاريعها الموزعة بين الشعر والقصة والسيرة ناهيك عن رواية لاتزال تنتظر الاكتمال، سيرة تتهيأ للظهور، ومقالات نقدية تتلمس طريقاً مغايراً للقصيدة الكردية الحديثة، نفهم أن كتابتها لم تنفصل يوماً عن خطتها المستقبلية. مشروعها الحياتي والإبداعي. فهي لا ترى النص منجزاً منقطعاً، بل حلقة في مسار متصل. هكذا ظلت تزرع وروداً في صفحاتها الافتراضية، كأنها تقول إن الجمال ليس زينة بل جزء من مقاومة يومية
تأسيساً على ذلك يمكن النظر إلى تجربتها كعلامة على قدرة المبدع الشاعر الكاتب أن يصنع لنصه مكانة حتى من دون سند مؤسساتي. إذ لم تكن القنوات الكردية، لا في روج آفا ولا في الإقليم، عادلة معها، حيث غيّبت صوتها، ولم تخصص لها المساحات التي تليق بمبدعة عاشت حياتها في خدمة الكلمة. ومع ذلك لم تتوقف، بل كتبت، ترجمت، حررت، وأدارت نصوصها بشجاعة، كأنها لا تنتظر الاعتراف بقدر ما تنتظر اكتمال مشروعها الأدبي
من هنا فإنه يمكن القول إن مزكين حسكو اختارت أن تعيش في فضاء الكتابة لا في هوامش الاحتفاليات. فهي لم تحتج إلى إطراء عابر، بل إلى نص يثبت وجوده بصلابته. وبذلك تتحول سيرتها إلى برهان على أن الإبداع الكردي المعاصر، رغم محاولات التهميش، يملك أصواتاً تفرض حضورها بما تنتجه لا بما يُقال عنها. إنها لا تكتب لتملأ فراغاً، بل لتفتح أفقاً آخر، أفقاً يزداد وضوحاً كلما حاول الآخرون حجبه



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارعو طبول الإبادة وأبواق الفتن والقتل والدمار مشروع تفكيك ا ...
- قارعو طبول الإبادة وأبواق القتل والدمار مشروع تفكيك المكونات ...
- لماذا استهداف آل الخزنوي؟ من محمد طلب هلال إلى البغدادي إلى ...
- نورالدين صوفي ومحاولة لسداد جزء من دين متأخر
- بين مؤتمري دمشق والحسكة وامتحان الوطنية السورية
- كرسي النهاية سرّ التهافت عليه!
- وثيقة الجنرال كركيزة فحسب: الموفد الكردي هو من يقرر حقوق شعب ...
- زياد رحباني شاعراً وهو في الثالثة عشرة من عمره مجموعة- صديقي ...
- سوريا بعد أربع عشرة سنة: ضرورة إعادة تدقيق تعريفي الثورة وال ...
- السيد أحمد الشرع من الجائزة الكبرى إلى مأزق الدم خياران خطير ...
- اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل تدق آخر مسمار في مصدا ...
- على هامش سقوط تصريح باراك وسقوط حلم المتبركين به
- الانتخاء باسم العشائر خدعة تأسيسية لحرب أهلية مؤجّلة مجاهدون ...
- نزع صاعق القنبلة المحرمة: العشيرة مظلة تعايش وقيم عالية ومسم ...
- السويداء مدينة منكوبة! و-حبل الدمار على الجرار- إن لم نتعظ!؟
- الحرب على الدروز- سباق للتفوق على جرائم الأسد
- الشيخ الدرزي الذي قتل مرتين حلاقة الشاربين تمهيداً لإبادة طا ...
- لا حياد لأصيل أمام الظلم ضد المتجبر حتى لو كنت أنا
- حرب الإبادة على الدروز: السويداء كنطع وعنوان لتكرار فصول الم ...
- محرقة البنادق وروح جبال الكرد: لا ضير أن نتابع الميثاق- طائع ...


المزيد.....




- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مزكين حسكو إبداع وروح لا تهدآن كلما ضاقت المساحات