أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل تدق آخر مسمار في مصداقية سلطة الشرع وحاشيته














المزيد.....

اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل تدق آخر مسمار في مصداقية سلطة الشرع وحاشيته


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيراً، وبعد طوال انتظار، كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل عن تقريرها الذي جاء كطلقة باردة في صدر العدالة، وفي أبشع صورة ترقى إلى محاكم طغاة دمشق، السابقين على السيد أحمد الشرع، إذ لم يحمل من شروط العدالة والقانون والضمير والإنصاف سوى قشرة ملساء تخفي تحتها قبح التواطؤ، وتضليل الحقائق، ومحاولة ترميم ما لا يمكن ترميمه من مصداقية سلطة الشرع وحاشيته.
تقديم هذه اللجنة لمحكمة مستقلة تحت إشراف أممي مباشر بات واجباً لا رجعة فيه، لأن ما صدر عنها لا يرقى إلى أي مستوى أخلاقي أو قانوني. إذ إن التقرير بدا وكأنه محاولة لتبرئة قادة الفصائل من مسؤوليتهم المباشرة، على الرغم من أن الفيديوهات المتداولة- في أقل تقدير- تظهرهم بوضوح، يقتادون الضحايا، ويصدرون الأوامر، ويشرفون على تنفيذ المجازر.
لم يُعلن عن تقديم أي من هؤلاء إلى المحاكم، ولم نسمع عن توقيف واحد من قادتهم. فلا مذكرات توقيف، ولا جلسات محاسبة علنية، ولا إجراءات قضائية، ما يكشف أن اللجنة كانت أداة سياسية رخيصة لتبييض وجوه الغارقين والوالغين في الدم، لا لكشف الجناة، وتطبيق العدالة لاسيما إن حكام دمشق استولوا على كرسي السلة كامتداد لشريعة إسلامية لقضاتها المنصفين قصص من تاريخهم الناصع. أما رأس السلطة المؤقتة، فلا يمكن فصله عن هذه الجريمة. فحين وقعت المجازر، لم يُدن، لم يوقف مايتم، لم يتحرك، بل بدا أميل إلى القتلة، عبر أول تصريح له، قبل أن يظهر بعد فوات الوقت كمن يملي على اللجنة مخرجاً ناعماً لمأساة دامية، ولا يخفى على أحد أنه ممن توحموا على السلطة التي آلت إليه عبر بطاقة يانصيب، وهو الذي يلزمه ربع قرن من إعادة التأهيل ليكون مجرد مواطن سوري صالح.
مسؤوليته في هذه المجازر وما تمخض عن لجنة تحقيقه المزيفة لا تتوقف عند الصمت، بل تتجاوزه إلى التغطية، والموافقة الضمنية، بل إنه كان يدرك سلفاً سير عمل اللجنة المملى عليها، بطريقة لا يمكن أن يسكت عنها المواطن السوري، ماعدا من قبل أن يكون مع ميليشيات الإرهاب: قاتلاً أو مسوغاً لجرائمه. إن من يقدم نفسه رئيساً للجمهورية، ويتولى منصب القائد العام، يُسأل عن كل قطرة دم، وكل جريمة ترتكبها قوات تتبع لما تُسمى وزارة الدفاع. السلطة التي استطاعت وقف التدهور في السويداء خلال ساعات، كان يمكنها أن تفعل الشيء ذاته في الساحل، لكنها لم تفعل، وهو ما يكشف أن القرار لم يكن خارج يديها.
التقرير سقط قانونياً منذ أول تعاريج وأثر قطرات حبره المزورة على الورق. فهو لم يحمِّل المسؤولية لأصحاب القرار، بل انشغل بتسويغ الأفعال، وتمييع الوقائع، وتغليف الجريمة بغلاف الظروف، متجاهلاً القوانين الدولية التي تُجرّم كل من يعلم بوقوع جريمة ولا يتحرك لوقفها. باعتبار أن مبدأ "المسؤولية القيادية" قد غيب عمداً، ما يُعد تزويراً قانونياً مكشوفاً.
أما الأدلة المرئية، من فيديوهات وصور واعترافات منشورة، فلم يتم اعتمادها بشكل قانوني. كما ولم تُعرض على خبراء، ولم تُحلل، ولم تُطابق مع الأسماء، بل جرى طمسها كما لو أنها أدلة لابد من تهميشها لإنجاح مهمة اللجنة المأجورة، فلا وثائق حاسمة البتة، لأن تجاهلها بهذا الشكل الممنهج يُعد اشتراكاً في حجب الحقيقة، لا حياداً قضائياً. من هنا، فإن اللجنة لم تعكس اعترافات الناجين، ولا مشاهدات أهالي الضحايا. كما لم تُفتح جلساتها علناً، ولم يُسمح للمراقبين المستقلين بالاطلاع على حيثيات التحقيق. فما صدر عنها، إذاً، ليس تقريراً، بل بياناً سياسياً هدفه تهدئة السخط، لا إنصاف الضحايا، وتشجيع إرهابيي الفصائل على استمراء المجازر واحدة تلو الأخرى، وهذا ما يؤكد أن الحل لن يأتي من لجنة محلية شكلها الطرف المتهم نفسه. بل إن العدالة تبدأ بلجنة أممية نزيهة تعمل ميدانياً، تُعيد فتح الملف كاملاً، وتعتقل جميع قادة الفصائل المتورطين، وتحاسبهم فرداً فرداً، بدءاً ممن أمر ونفّذ، وصولاً إلى من صمت وبارك.
كل جملة. كل عبارة. كل كلمة وكل رقم في هذا التقرير صفعة في وجه العدالة، وكل تقرير لم يكتب فيه اسم القاتل هو خنجر جديد في صدر من قُتل، وبات واضحاً لكل سوري حر أن آخر مسمار دُقّ في نعش مصداقية الشرع وحاشيته كان هذا التقرير المزور نفسه. أما الحقيقة، فلا تزال تُقاوم بين أكفّ المكلومين، وصور الأبرياء، وأصوات الأمهات الثكالى التي ستظل تلاحق الجناة الإرهابيين أينما كانوا.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش سقوط تصريح باراك وسقوط حلم المتبركين به
- الانتخاء باسم العشائر خدعة تأسيسية لحرب أهلية مؤجّلة مجاهدون ...
- نزع صاعق القنبلة المحرمة: العشيرة مظلة تعايش وقيم عالية ومسم ...
- السويداء مدينة منكوبة! و-حبل الدمار على الجرار- إن لم نتعظ!؟
- الحرب على الدروز- سباق للتفوق على جرائم الأسد
- الشيخ الدرزي الذي قتل مرتين حلاقة الشاربين تمهيداً لإبادة طا ...
- لا حياد لأصيل أمام الظلم ضد المتجبر حتى لو كنت أنا
- حرب الإبادة على الدروز: السويداء كنطع وعنوان لتكرار فصول الم ...
- محرقة البنادق وروح جبال الكرد: لا ضير أن نتابع الميثاق- طائع ...
- محرقة البنادق وروح جبال الكرد: لاضير أن نتابع الميثاق- طائعي ...
- شاعر جميل على سرير الشفاء حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- طبول الحرب على الكرد. قرابين بريئة على مذبح سلام موهوم!
- سقوط مشروع باراك وفضيحة الصمت الدولي المناطق الكردية من التف ...
- -ملأكة- الشيطان وشيطنة الملائكة
- لماذا لم يؤسس صلاح الدين دولة كردستان؟ التاريخ المغيَّب، وفا ...
- لماذا لم يؤسس صلاح الدين دولة كردستان؟ التاريخ المغيَّب، وفا ...
- مكر بعض ال- نخب- من السوريين: حين يصبح الاعتدال ستارًا لطمس ...
- الشيخ سعيد بيران في مئوية ثورته وإعدامه: مقاربة لدحض الرواية ...
- السجن السياسي تاجٌ ودافعٌ للحفاظ على كرامة الذات والآخر لا ج ...
- عشر سنوات على قرار ميركل: إنقاذ حياء وجه العالم وسوريا في ال ...


المزيد.....




- كاتبة فلسطينية: غادرت غزة للانتقام لها
- ترامب يتهم أوباما بـ-الخيانة ومحاولة قيادة انقلاب-.. ومكتب ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تُقيل مدعية عامة حلت محل ألينا حبة محا ...
- ماذا قالت الحكومة السورية عن فيديوهات لـ-إعدامات ميدانية- في ...
- لقاء مرتقب بين ماكرون وسلام الخميس في باريس لبحث الأمن اللبن ...
- أوكرانيا تفقد أول مقاتلة ميراج 2000 فرنسية في حادث تحطم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: هناك احتمال لتجدد الحملة على إيران
- صراع -رصاص- على مفاتيح النفوذ في الخرطوم
- قسد: تسليم السلاح في الوقت الحالي مستحيل
- بعد تهديد أميركي.. إسرائيل تترقب رد حماس على هدنة غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - اللجنة الوطنية للتحقيق في مجازر الساحل تدق آخر مسمار في مصداقية سلطة الشرع وحاشيته