عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة نبل وأخلاق ومصداقية وخدمة الوطن والشعب وليست لهو ولعب وثرثرة وصناعة الفوضى بنشر الإشاعات والأكاذيب ومعاداة النظام القائم والمناداة بإسقاطه وهو المنتخب شعبيا. فعلى هؤلاء المعارضين على الأقل إحترام من انتخبوه وساندوا مشروعه السياسي فلو كان سياسيا ضليعا وحصيفا وقديرا لما تورط في هذه المتاهة وانحاز وتفاعل مع ما يطرحه جماعة ربيع الخراب العربي. وقد راهن مع غيره على ضعف نظام قيس سعيد وعدم وجود سند حزبي له وقد اعتقدوا أن تجربة 14 جانفي ربما تعاد وأنهم هم من قادوا ثورة وفرضوا على بن علي الهروب تحت صيحات بعض الأنفار أمام وزارة الداخلية وهذا لمن يعلم حقائق الأمور مجرد هراء ودجل. فقد وقعت صفقة دولية كما وقعت في سورية العام الماضي لخروج بن علي من الحكم ثم التخلص عسكريا باستعمال المتطرفين الإسلاميين وهكذا كان الأمر بالنسبة لليبيا وسوريا الذي استعصى عليهم الأمر لكن في النهاية تم اسقاط النظام وحل مكانه المتطرفون الداعشيون وقد تم سحب البساط من التقدميين والعلمانيين والسياسيين.وهذا الذي حدث في سورية أخيرا حدث في تونس بداية من 14 جانفي 2011 مع إختلاف بسيط يتمثل في درجة حدة التطرف لمن تسلموا السلطة والخاسرون هم أنفسهم المجموعات التقدمية والعلمانة والمثقفة سياسيا واليساريين بالخصوص حتى أصبح الأمر مزحة "اليساريون يطبخون ليأكل الإسلاميون". فلو كان سياسيا لما تحرك في ركاب حركة النهضة وهو مرشحها للعديد من المناصب عندما كانت في الحكم لتستغل يساريته وحقوقيته المعتبرة للتوظيف كغطاء فقط مثلما فعلت مع المرزوقي والباجي قايد السبسي وبن جعفر وغيرهم. كما لا يخفى عنه أن التدخل الخارجي قد ولى وانتهى ولم يعد ممكنا في ظل التغيرات الإستراتيجية العالمية وأن الفترة الحالية ولمدى سنوات قادمة هي مخصوصة للملمة الأوضاع واستقرارها وليس لخلق أزمات جديدة ولذلك فما يفعله المعارضون دون سند شعبي وازن ليس سوى غوغائية وصرخة في الصحراء لا تنتج شيئا وأن ما يقوم به هؤلاء هو مجرد مضيعة للوقت.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟