أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - أطروحة - اللامركزية السياسية - القسدية ، بين أكاذيب الدعاية وحقائق الوقائع !














المزيد.....

أطروحة - اللامركزية السياسية - القسدية ، بين أكاذيب الدعاية وحقائق الوقائع !


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضية اليوم إشكالية نظرية وسياسية، ساهمت في صناعتها بشكل رئيسي ثقافة النخب السياسية المرتبطة بشكل مباشر بمسد، أو المتواطئة مع مشروعها "الديمقراطي"، وقد برعت منابر تلك الثقافة السياسية اليسارية بنهج تغييب الحقائق ، واحترفت التضليل السياسي.
في هذه المرحلة من احتدام الصراع على مصير الكيان الجيوسياسي السوري، بات إدراك الحقائق الواقعية في مواجهة منابر و أبواق وثقافة التضليل أفضل وسائل السوريين لمواجهة تحدّيات مشروع تقسيم سوريا ونهضتها.
أعتقد أنّ التقييم الموضوعي لأطروحة نظام حكم "اللامركزية السياسية" يتطلّب فهم الشروط التاريخية السورية المحددة، وليس وفقا لنهج سحب وإسقاط تجارب دول أخرى، في شروط مختلفة وسياق تاريخي منفصل.
ما هي طبيعة الشروط التاريخية والراهنة السورية التي تحدد طبيعة نظام اللامركزية السياسية؟
هي الشروط التاريخية السورية الممتدّة منذ ٢٠١٥ حين قدّم على الصعيد النظري مركز راند(RAND) للبحوث والتطوير التابع للبنتاغون الأمريكي أطروحة "اللامركزية السياسية" بعد مضي عام على تدخّل جيوش الولايات المتّحدة وتحالفها الدولي في الصراع المسلّح بذريعة مكافحة داعش، وتنسيق تدخّل روسي مكمّل خلال صيف العام التالي، وفي إطار العمل على توفير أفضل شروط إقامة "قاعدة ارتكاز عسكرية وتحكّم لوجستية" على مثلث التخوم السورية التركية العراقية. طبيعة وقائع السيطرة التي تبيّن حقيقة أهداف تلك النظرية اللامركزية في خطط السيطرة الأمريكية هي التي صنّعتها معارك الحروب المتواصلة حتى نهاية ٢٠١٩:
قبل تدخّل جيوش واشنطن في صيف ٢٠١٤، وتنسيق تدخّل روسي مكمّل خلال صيف العام التالي، كانت قد تحققت السيطرة على سوريا لصالح الميليشيات والفصائل التي تقاتل قوى سلطة الأسد والنظام الإيراني وداعش، فكان الهدف الرئيسي لتدخّل جيوش واشنطن وموسكو ولجهودهما الدبلوماسية (آستنة) هو إعادة توزيع حصص السيطرة لصالح سلطات أمر واقع ميليشياوية جديدة، تضمن مواقعها أفضل الحصص للولايات المتّحدة وروسيا، وقد نتح عن معارك واشنطن والشركاء الروس تبلور أربع سلطات أمر واقع، كان فيها لروسيا وإيران "الحصّة الأسدية"، وحصل البنتاغون الأمريكي على "حصة الأسد" القسدية، بينما نجحت جهود تركية موازية في انتزاع "حصة" سيطرة لصالح الميليشيات الموالية!
في مطلع ٢٠٢٠، توافقت مصالح وسياسات القوى المتصارعة على شروط هدنة مؤقّته، واعتراف غير مباشر متبادل بوقائع السيطرة، فتحت الطريق لقيام تسوية سياسية وفقا لأفكار " النظرية اللامركزية"، تضمّنت خارطتها توفير شروط حالة تهدئة واستقرار دائمة بين أربع سلطات منفصلة، و تأهيلها سياسيا، بما يكرّس خارطة تقاسم سوريا، وقد حافظت "حدودها " على استقرار دائم حتى صبيحة هجوم ردع العدوان..
في ضوء هذه الوقائع الجديدة التي فرضتها واشنطن بالتنسيق مع روسيا (وإسرائيل) وإيران، يصبح الهدف الرئيسي لنظرية اللامركزية السياسية هو تثبيت مرتكزات هذه السلطات، وإعطائها الشرعية السورية، لفرض خارطة تقاسم سوريا على المدى البعيد، وقد كان من الطبيعي أن تتبناها قسد (ومسد، والنخب السورية المرتبطة بها)، طالما ستشكّل النظام السياسي السوري الأكثر تلبية لمتطلّبات شرعنة وجود الكيان "اللاشرعي" والحفاظ على سيادته !
بعد إسقاط سلطة الأسد الإيرانية، و تحوّل حكومتي الإنقاذ والمؤقتة الى سلطة سورية، وتقدّم خطوات تفكيك فصائل "غرفة العمليات العسكرية" في مسارات بناء مؤسسات الدولة السورية الجديدة الأمنية والعسكرية، وإدراك قيادة قسد لمخاطر إعادة توحيد الجغرافيا والسلطة على مصالحها الخاصة، رفضت شروط الاندماج في أوّل لقاء بين القائدين مظلوم عبدي وأحمد الشرع في ديسمبر، وأطلقت استراتيجية شاملة لتفشيل مسارات العملية السياسية الانتقالية بآفاقها الوطنية.
ضمن شروط إطلاق استراتيجية دفاعية / هجومية شاملة، بات نجاح أهدافها يشكّل الفرصة الأخيرة لشرعنة وديمومة سيطرة سلطة قسد على أكثر من ربع مساحة سوريا، تروّج قسد لمشروع اللامركزية السياسية كنظام سوري جديد، وتطالب بحقوق المكوّنات من أجل تعميم نموذجها في الساحل والسويداء... وهي تتمسّك بهذه الشروط، وتقدّم كل أشكال الدعم للقوى الانفصالية.
بناء على الوقائع، يصبح من الموضوعية الاستنتاج أن تطبيق أهداف وخطوات مشروع اللامركزية السياسية في هذه المرحلة من الصراع على مصير الكيان الجيوسياسي بين مشروع توحيد الجغرافيا والسلطة والسيادة ومشروع التقسيم الذي تقوده قسد، يؤدّي إلى تثبيت شروط تقسيم سوريا، لأنه يعطي لقسد شرعية بقاء مؤسسات إقليمها، ويعطي شركاءها مشروعية إقامة كانتونات طائفية في الساحل والسويداء.
من الطبيعي أن ترفضه السلطة الجديدة.... وتبذل جهودها للتوصّل إلى حل دمج سياسي، وفقا لاتفاق ١٠ آذار، لكن قيادة قسد تمانع وتراوغ، وتراهن على حصول تغيّرات في الساحل لصالح مشروعها، كما تراهن على دعم اللوبيات التي تموّلها في واشنطن، وعلى تقاطع جهود إسرائيلية وإيرانية.... وفرنسية، وعلى أكاذيب ما تروّجه شبكات إعلامية اخطبوطية، تموّلها بسخاء من أموال النفط السوري المنهوب، يعمل بعضها داخل مؤسسات الدولة الجديدة، وفي مناطق سيطرتها!!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى السنوية الأولى للتحرير المجيد، تحدّيات كبيرة وإنجا ...
- في معايير التفكير الوطني السوري!
- الصراع على سوريا، ودور المرجعية الكردستانية في إقليم كردستان ...
- انضمام سوريا إلى التحالف الدولي- مخاطر وفرص!
- زيارة الرئيس الشرع التاريخية إلى واشنطن، وأبرز تساؤلات المشه ...
- الإعلام الرسمي، وقضايا الصراع على سوريا!
- في بعض تمظهرات مأزق وعي وسلوك نخب المعارضات اليسارية.
- في نقد رؤية الدكتور راتب شعبو لطبيعة المشهد السياسي السوري ا ...
- العملية السياسية الانتقالية في سوريا- تحدّيات ومآلات.
- في أبرز خطوات إلغاء قانون قيصر وأثار إنجازها المحتملة على تس ...
- انتخابات مجلس الشعب السوري الجديد- آمال وتحدّيات.
- خطة ترامب للتسوية في غزة ، وفرصة السلام الممكن !
- في طبيعة الجريمة السياسية المنظمّة ضد العلويين في الساحل الس ...
- في خارطة الطريق السورية لمعالجة جراح السويداء.
- في أبرز محددات المعارضة الوطنية السورية.
- الصراع على الساحل، وبعض وقائع فشل ممارسات السلطة الجديدة.
- في عوامل شرعية السلطة الإنتقالية في دمشق.
- بيان القوى الوطنية الديمقراطية في اللاذقية- تساؤلات وهواجس!
- في آخر مستجّدات الصراع على الساحل السوري.
- لماذا هذا الإصرار على توصيف الصراع على سوريا بين ٢ ...


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور ومقاطع فيديو نُشرت من جزيرة إبستين
- ماثيو بلازي يحوّل محطة مترو مهجورة في نيويورك إلى منصة لعرض- ...
- شاهد كيف يتحول نزلاء أحد السجون في أفريقيا إلى محامين
- تداول فيديو لـ-استعادة قوات حكومية السيطرة على معسكر في اليم ...
- إسرائيل تؤكد هوية جثمان رهينة تايلاندي .. وقتلى في قصف على غ ...
- كيف سيبدو العالم في ظل احترار بدرجتين مئويتين؟
- ?التصلب المتعدد.. هذه العوامل تؤثر على مسار المرض
- إسرائيل تتخفى في ثوب جديد ودول العالم تخشى المشاركة
- لاجئو سوريا بالأردن بين العودة إلى وطن مدمر أو البقاء في فقر ...
- -تحت التوتة-.. مشروع شبابي داخل أسوار القدس القديمة


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - أطروحة - اللامركزية السياسية - القسدية ، بين أكاذيب الدعاية وحقائق الوقائع !