أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في بعض تمظهرات مأزق وعي وسلوك نخب المعارضات اليسارية.














المزيد.....

في بعض تمظهرات مأزق وعي وسلوك نخب المعارضات اليسارية.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صباح الخير،
أسوأ تمظهرات ما تسمّي نفسها قوى اليسار الديمقراطي هي حالة إنكار وجود وقائع الصراع على سوريا، وتقمّص رؤى ومشاريع سياسية غير واقعية! هي حالة من استبدال ثقافة أيدولوجية منفصلة بحقائق الواقع الصلبة، والبناء على أوهامها!

١أبرز الوقائع التي تمنع الرؤية الأحادية الإيدولوجية النخب "اليسارية" من رؤيتها قبل ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ هي المرتبطة بالوقائع التي صنعتها قوى مشروع تقسيم سوريا بعد تدخّل جيوش حلفاء وشركاء الولايات المتّحدة خلال ٢٠١٤ ٢٠١٥، وبلورت في سياق معارك متواصلة حتى مطلع ٢٠٢٠ أربع سلطات أمر واقع ميليشاوية، تجسّدت لاحقا بأربع حكومات منفصلة، تتصارع على الشرعية السورية ومناطق النفوذ والنهب الاقتصادي.
٢ أبرز الوقائع التي تفشل النخب السياسية والثقافية اليسارية في رؤيتها بعد إسقاط سلطة الأسد هي طبيعة "الصيرورة" الجديدة التي أطلق مساراتها إنجاز إسقاط سلطة الأسد الإيرانية في الثامن من ديسمبر، وهي، بطبيعة قواها السورية، وعوامل سياقها الأمريكية، مرحلة نوعية، تختلف عن كلّ ما سبقها من تحوّلات سياسية منذ ١٩٤٥، وتوجّب قراءة سياسية وطنية نخبوية مختلفة نوعيّا !!
٣ وفقا لرؤيتها المؤدلجة المتخيّلة، المنفصلة تماما عن عوامل الصيرورة الجديدة، تعتقد نخب اليسار السابق أنّ السلطة الانتقالية لا تملك مشروعا وطنيا ديمقراطيا، لانّه لايتوافق مع رؤيتها ومعاييرها السابقة لطبيعة المشروع الوطني الديمقراطي، وتجاهلت طرح التساؤل المشروع، الذي ينبغي أن تحفّز طرحه أيضا تجربتها التاريخية التي أثبتت عدم موضوعية مشروعها الوطني الديمقراطي في مواجهة مشروع سلطات الأسد البائدة :
هل تصورنا لطبيعة المشروع الديمقراطي واقعية، تتوافق مع الشروط السورية المحددة التي صنعتها عوامل سياق إسقاط سلطة الأسد؟ هذا تساؤل كبير، لم تطرحه الشخصيات والتيارات النخبوية التي تعتقد أن مشروعها الديمقراطي صالحا لكلّ زمان ومكان!! هل يجوز أن نختلف حول رؤية الوقائع ، طالما هي موجودة، وقد يكون من الطبيعي أن نختلف مثلا حول طبيعة المشروع الوطني الديمقراطي المتوافق مع الشروط السورية المحددة الجديدة !

المأزق في رؤيتنا، التي تعجز عن قراءة الوقائع، وكانت النتيجة الواقعية لهذا العجز المزمن أن أقصت "القوى الديمقراطية" نفسها عن قوى صناعة التغيير الجديدة، ووضعت مشروعها المتخيّل في مواجهة المشروع الوطني الواقعي، فوجدت نفسها ذاتيا وموضوعيا على أرضية مشروع قوى التقسيم- البديل الواقعي لمشروع السلطة الجديدة"اللاوطني" في منظور قوى اليسار المنفصلة!! ...النتيجة الواقعية هي أن أصحاب المشروع الديمقراطي التخيّلي قد باتوا حلفاء لأسوأ ما أنتجه الصراع من ممثلين عن قوى التقسيم العنصرية والطائفية التي تقودها سلطة قسد وأدواتها في الساحل والسويداء - بقايا شبيحة سلطة الأسد الإيرانية ، الميليشاوية والطائفية ، فخرجوا موضوعيا وذاتيا عن أرضية الوطنية السورية؟ الإنكار الذي تمارسه هذا القوى لا يغيّر الوقائع الموجودة، وقوى اليسار الديمقراطية التاريخية في مأزق وجودي، وعلى العقلاء البحث عن الأسباب الذاتية، وآليات تغيير الذات، عوضا عن وضع رؤية سياسية معيارية غير واقعية، وضعت أصحابها على أرضية مشروع تقسيم سوريا، الذي بات خارج سياقات وصيرورة صناعة حاضر ومستقبل المشروع الوطني السوري الذي تقوده السلطة الجديدة، وتملك جميع عوامل تحقيق أهدافه، بغضّ النظر عمّا تواجهه من تحدّيات الانتقال السياسي!
علاوة على كلّ ما سبق، ما يحصل اليوم من صراع في إدلب ضد القوى التي تعارض تقدّم مسارات العملية السياسية الانتقالية، خاصة على صعيد حصر السلطة والسلاح بيد مؤسسات الدولة السورية الجديدة، لايختلف في الجوهر عن ما حصل من معارك في مواجهة قوى مشروع التقسيم في الساحل والسويداء ، ويبيّن أبرز ملامح المشروع الوطني الذي تقوده السلطة الجديدة ، ويسقط دعايات بروباغاندا قوى مشروع التقسيم حول طبيعة الصراع الطائفية !!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد رؤية الدكتور راتب شعبو لطبيعة المشهد السياسي السوري ا ...
- العملية السياسية الانتقالية في سوريا- تحدّيات ومآلات.
- في أبرز خطوات إلغاء قانون قيصر وأثار إنجازها المحتملة على تس ...
- انتخابات مجلس الشعب السوري الجديد- آمال وتحدّيات.
- خطة ترامب للتسوية في غزة ، وفرصة السلام الممكن !
- في طبيعة الجريمة السياسية المنظمّة ضد العلويين في الساحل الس ...
- في خارطة الطريق السورية لمعالجة جراح السويداء.
- في أبرز محددات المعارضة الوطنية السورية.
- الصراع على الساحل، وبعض وقائع فشل ممارسات السلطة الجديدة.
- في عوامل شرعية السلطة الإنتقالية في دمشق.
- بيان القوى الوطنية الديمقراطية في اللاذقية- تساؤلات وهواجس!
- في آخر مستجّدات الصراع على الساحل السوري.
- لماذا هذا الإصرار على توصيف الصراع على سوريا بين ٢ ...
- كيف نفهم طبيعة سياسات روسيا تجاه سوريا الجديدة، التي اطلقت خ ...
- في الاسباب الحقيقية لتبنّي اللامركزية السياسية   في رؤية ومش ...
- كيف يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع المسلّح على مناطق سيطرة ...
- الصراع على السويداء ، و عوامل مشاريع السيطرة الإقليمية!
- - حزب العمل الشيوعي في سوريا- مثالية النظرية، ومأزق الممارسة ...
- لماذا تراجعت الإدارة الجمهورية عن مشروع السيطرة الإقليمية ال ...
- كيف نفسّر تباين الخطاب الرسمي حول طبيعة المسؤولية عن الهجوم ...


المزيد.....




- رصدته الكاميرا.. مشتبه به يشعل النار بحضانة أطفال في جورجيا ...
- بعد هجوم سموتريتش على السعودية.. لابيد يوجه رسالة للرياض بال ...
- وزير الخارجية الأمريكية يزور إسرائيل، وتنديد باستمرار منع ال ...
- إسرائيل تقصف العمق اللبناني وتزعم استهداف معسكرات وصواريخ دق ...
- جمال كريمي بنشقرون :جزء من الأغلبية الحكومية ومن يستثمر في ق ...
- الاتحاد الأوروبي يقر حزمة من العقوبات على روسيا وعلى حركة ال ...
- سوريا: مخيم الهول.. مصير عائلات تنظيم الدولة بعد 2019
- مذكرة توقيف دولية ثالثة يصدرها القضاء الفرنسي ضد بشار الأسد ...
- معاناة أهالي غزة في الحصول على مأوى
- لماذا يفضل بعض السوريين البقاء في تركيا؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في بعض تمظهرات مأزق وعي وسلوك نخب المعارضات اليسارية.