أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 10:21
المحور:
الادب والفن
اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت من الفرنسية أكد الجبوري
…
…
…
تركتُ أرصفة المدينة إلى أرصفة أخرى
في مدن أخرى،
ملايين البشر لملايين البشر الآخرين،
نفسهم بلا نهاية،
لم أشبع!
لماذا انتقلت؟
تموت الكلمات بتغيير الأفواه،
يُستنزف الحظ نفسه في توفير النرد.
يا لها من رحلة غريبة قطعتها بين البشر،
كم سلكنا من طرق، يا عيني،
ويا لها من دهشة عند كل منعطف جديد
أن الصباحات كانت متشابهة،
أن البشر كانوا متشابهين،
قوارب قديمة راسية على أرصفة متعفنة،
وجودات مصفرة -
ألم أكن أعلم أن جذورهم مدفونة
تحت الأرض - والرحلة العبثية، والعطش؟
كان في درناتهم شيء جديد:
معجزات الجوع، والبرد،
يا لكثرة الوجوه!
يا له من عالم ممتلئ عندما غادرنا
الميناء! هل كان مشهدًا أم رؤيا؟
والآن وقد أملحت البحار رئتيّ،
كنورسٍ عجوز، في أملٍ منهكٍ،
أغلقُ الكتابَ القديمَ وأقول: ما الفائدة؟
لماذا كلُّ هذا الماءُ مضروبًا في كلِّ هذا الماء؟
ولِم كلُّ هذه الأرض؟
ربما يكون الإنسانُ ملكَ هذا العالم، لكنني،
وأنت، كلُّ هذه الظلالِ التي ينهشها الغضبُ،
والشفقةُ، إلى اللامكان ورغبةُ العدم،
عن ماذا نبحث؟ هل أنا من اخترعك؟
نظري مُتعب. ماذا يفعلُ البشر؟
هل هم غائبون؟
عن أنفسهم؟ -
أم، وقد أفترستهم حمىٌ خفيةٌ مثلنا،
عائدون من رحلةٍ رأوا فيها هم أيضًا
كائناتٍ، وموانئَ، وبحارًا لا معنى لها،
أشياءَ أبديةً، تافهةً جدًا للذوق،
وأشياءَ حساسةً، رقيقةً فانيةً
أشياء قابلة للزوال
يا عزيزتي!
…
…
…
يتبع … مختارات بنيامين فوندان الشعرية
* - / مقتطف من "حين تركتُ أرصفة المدينة"()
—
* بنيامين فوندان (1898-1944)(). كاتبًا وشاعرًا ومخرجًا رمانيًا - فرنسيًا، اشتهر بفيلمي الـ"شوكة" (1936)() و"الجبل الغامض" (1934)(). تُوفي في 2 أكتوبر 1944() في معسكر اعتقال أوشفيتز-بيركيناو، أوشفيتشي، مالوبولسكي، بولندا().
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟