|
|
الهجوم الفاشيّ على النساء : مشروع 2025 ، عالم ما بعد منع الإجهاض ، و السعي المسيحي الفاشيّ لإستعباد النساء
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 08:14
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
جريدة " الثورة " عدد 933 ، 24 نوفمبر 2025 www.revcom.us
- " ليس بوسعكم كسر كلّ السلاسل ، بإستثناء واحدة . ليس بوسعكم قول أنّكم تحرّرتم من الإستغلال و الإضطهاد بإستثناء أنّكم تريدون الحفاظ على لإضطهاد الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول نريد تحرير الإنسانيّة و مع ذلك تحافظون على نصف الإنسانيّة مستعبدَة من النصف الآخر . " ( بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 3: 22 [ كتاب متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] ) - " هناك سبب لجعل القوى الفاشيّة في هذه البلاد إخضاع النساء من النقاط الأكثر حدّة و الأكثر تحديدا لبرنامجها . بالنسبة لها ، حقّ النساء في التحكّم في أجسادهنّ و حياتهنّ و مستقبلهنّ الخاصين – لا سيما حقّ الإجهاض – يهدّد كامل النظام البطرياركي / الذكوري المسيحي الفاشيّ الذى يقاتلون بلا هوادة لفرضه . مكاسب النساء التى تمّ النضال من أجلها نضالا مريرا طوال العقود القليلة الماضية صارت تهديدا وجوديّا لرؤيتهم ب " أمريكا عظيمة " . و هم على حقّ في ذلك . فتحرير النساء لا يتوافق مع المجتمع الإضطهادي الذى يهيمن عليه البيض - المسيحيّين - الذكور." ( بوب أفاكيان ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 3: 22 [ كتاب متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] ) و يستطرد بوب أفاكيان : " إضطهاد النساء مرتبط وثيق الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، مستغِلّين و مستغَلّين ، و من غير الممكن القضاء على كلّ مثل هذه الظروف دون التحرير التام للنساء ." لهذا رهانات المعركة حول الإجهاض و وسائل تحديد النسل و تحرير النساء ليست شيئا أقلّ من مستقبل تحرير الإنسانيّة نفسها . و لهذا لم يفتأ الفاشيّون يتقدّمون بصفة شاملة نحو صناعة كابوس لملايين النساء و الفتيات . تكريس مشروع 2025 : هيكلة إستعباد النساء تتحرّك : إنّ مشروع 2025 هو الرؤية الفاشيّة و الخطّة الفاشيّين الشاملين لترامب 2.0 و كيف ينظرون وضع قبضتهم لإنشاء أمريكا فاشيّة تماما . و جزء كبير من مشروع 2025 يتضمّن برنامجا شاملا لإعادة هندسة الحكومة الفيدراليّة كي تصبح الأمومة الإجباريّة هي القانون و الثقافة و النظام الأخلاقي المفروض – إداريّا و قانونيّا . - إعادة تشكيل أجزاء مفاتيح من الحكومة بما فيها وزارة الصحّة و الخدمات الإنسانيّة ، بتعيين فاشيّين و تطهير اللغة . يدعو مشروع 2025 بصراحة إلى تغيير HHS ( ووكالات أخرى ) كي تجعل من أولويّاتها "حماية الحياة غير المولودة " و تطهير اللغة من مصطلحات مثل " الجندر " و " الصحّة الجنسيّة و الإنجابيّة " و " المساواة الصحّية " من توجيه القطاع الصحّي و تعيين سريع لموظّفين يتقاسمون مع الفاشيّين إيديولوجيا مناهضة الإجهاض . و بعدُ هذا ما يجرى : فعديد الوكالات الفدراليّة – بما فيها HHS ، و مراكز مراقبة الأمراض و مكتب التصرّف في الموارد البشريّة – شرعوا في إستبعاد أو تغيير لغتهم في وثائقهم الموجّهة للعموم و في وثائقهم الخاصة تبعا للأوامر التنفيذيّة و التوجيهات الداخليّة . تتمثّل الإستراتيجيا في حقن أهداف إستراتيجيّة في ذات سير وكالات الحكومة و من ثمّ’ القوانين و الأولويّات المفروضة ، و الممارسات العاديّة تتبدّل دون الحاجة إلى تشريع جديد . الهجوم على حبوب الإجهاض ( مايلبرستون ) من خلال مراجعات و مقاضاة . يشخّص مشروع 2025 إبطال أو تجميد موافقة الFDA على مايلبرستون على أنّه أساسي . و هذا الدواء واحد من الأدوية المستخدمة لمعالجة الإجهاض و قد تبيّن بشكل متكرّر أنّه آمن . و على الرغم من الوقائع ، شنّ نظام ترامب " مراجعات " حديثة لتوصيف هذا الدواء و الموافقة عليه – تحرّكات إداريّة يمكن أن تُستخدم لفرض تقييدات جديدة ( أو تبريرها لاحقا ) – حتّى مع أنّ الولايات الفاشيّة تبقى على مقاضاة توسيع الFDA للحاصلين عليه سنة 2023 . و هذه المراجعات غايتها بوضوح سياسيّة وهي تهدّد الشكل المتاح أكثر من غيره للإجهاض بالنسبة إلى الملايين . خنق البنية التحتيّة للرعاية الصحّية – Title X و المساعدة الطبّية و تمويل الإنجاب المخطّط له . يهدف جزء من مشروع 2025 إلى قطع الدعم الفدرالي للتنظيم الاجتماعي [ التخطيط الأسريّ ] و شبكات المصحّات و السماح لقوانين الولايات و القوانين الفدراليّة لإستبعاد مقدّمي خدمات من مثل الإنجاب المخطّط له و البرامج الموجّهة للعموم . و تحوّلت هذه الخطّة إلى عمل قانونيّ و إداري سنة 2025 : و ما يوفّره برنامج Title X و تمويلات تخطيط إنجاب أخرى وقع تجميدها أو إستهدافها ، و قد أصدر الكنغرس ميزانيّة لغة ستقتطع من إستعادة مصاريف المساعدات الطبّية من بعض المقدّمين لخدمات مرتبطة بالإجهاض ( رغم أنّ المحاكم قد منعت جوانبا من ذلك القانون إلى حدّ الآن ) . و الولايات و السلطة التنفيذيّة الفدراليّة تصدر بنشاط قوانينا و أوامرا لتقليص تمويل المصحّات التي تقدّم أدوية التحكّم في الإنجاب ، و فحص مرض السرطان بالأشعّة و رعاية الأمراض المعدية جنسيّا . و هذه إستراتيجيا متعمّدة لتقليص قوّة العمل الأوسع نطاقا بقطاع الصحّة وهي متكوّنة في معظمها من النساء ، و قطع تمويل و تجريم الرعاية الصحّية للنساء التي هي ضروريّة للإستقلال الجنسيّ . وضع نهاية للأطبّاء عن بُعد و تجريم العلاج عن بُعد . يوصى مشروع 2025 بصراحة بإعادة منع الإجهاض الطبّي عن بُعد و توزيع الحبوب عبر المراسلات . و قد تحرّكت بعدُ أربع عشر ولاية لمنع تقديم وصفات طبّية للرعاية الصحّية عن بُعد أو لتقييد إرسال أدوية الإجهاض – ما أنتج عدم تكافئ جغرافي و نظام التمتّع بالخدمات عالي الثمن يستنسخ هدف مشروع 2025 لجعل الإجهاض عمليّا غير ممكن بأثمان رخيصة بالنسبة إلى النساء و اللواتي تقمن في منطاق ريفيّة . و تأثير الشبكة هو تحويل نمط رعاية آمن و لامركزيّ إلى نشاط خطير إجرامي في أنحاء شاسعة من البلاد . إستراتيجيّات قانونيّة لفرض أنّ " الجنين شخص " . مشروع 2025 و مبادرات الولايات المدافعة عنه يدفعون منطق ما يسمّى ب " الجنين شخص " – أنّ للجنين حقوق قانونيّة مستقلّة عن المرأة التي تحمل هذا الجنين كجزء منها – ما يفتح الباب أمام التتبّعات بتهم الإجرام للمرأة الحامل تحت ذرائع من مثل وضع حياة الجنين في خطر و القتل غير المتعمّد أو حتّى القتل عمدا. إستخدام الميزانيّة الفدراليّة كسلاح . أثناء إغلاق ال43 يوما و مفاوضات الميزانيّة التي تلت ذلك ، طالب القادة الجمهوريّون بإلغاء التغطية الماليّة للإجهاض في كافة خطط ACA [ Affordable Care Act ] (2 ) عبر البلاد قاطبة – حتّى في الولايات حيث الإجهاض قانونيّ و حتّى في الولايات التي تستخدم أموالها الخاصة للتغطية الماليّة للإجهاض . و كانت تلك أوّل محاولة فدراليّة هامة لمنع الإجهاض التغطية الماليّة للإجهاض عبر البلاد قاطبة ، بغضّ النظر عن قانون الولاية. وهو يعكس بشكل مثالي ما يتطلّع إليه مشروع 2025 من إستخدام التمويل الفدرالي كسلاح لوضع نهاية للإجهاض على النطاق القومي . تقويض الوضع المهنيّ و الإقتصاديّ للنساء . يبحث مخطّط الفاشيّين عن تقليص المكانة الإجتماعيّة و الإقتصاديّة للنساء بالهجوم على المؤسّسات التي تتحمّل عمل النساء المدفوع الأجر و مكانتهنّ المهنيّة . قبل بضعة أيّام ، تحرّكت وزارة التعليم لتضيّق على المفهوم الفدرالي " للدرجة المهنيّة " المستعمل للحصول على القروض و التمتّع ببرامج إجتماعيّة – تغيير يستبعد فعليّا عديد المجالات التي تهيمن فيها النساء ( لا سيما ، الممرّضات ذات الشهادات العليا ، و الصحّة العموميّة و البرامج الصحّية المرتبطة بذلك ) من التغطية على القروض و التأمينات العالية . و هذه الحركة ستقلّص من الحصول على التدريب المتقدّم و تزيد من النقص و تؤثّر بصفة لها دلالتها على مداخيل النساء و إستقلاليّتهنّ . و إعادة التصنيف الإداريّة هذه منسجمة مع المسعى الواسع النطاق لمشروع 2025 لتحجيم الحركيّة الإقتصاديّة للنساء و القاعدة المهنيّة التي تسند الصحّة الإنجابيّة و صحّة الأم . تطبيع تجريد النساء من إنسانيّتهنّ . و يرتهن البرنامج أيضا بإعادة تشكيل كيفيّة حديث المجتمع حول الحمل : تقليص النساء الحوامل إلى " أوعية " و " مضيّفات " أو " حاضنات " ( لغة لطللما إستعملها الخطاب المعادي للإجهاض ) يجعل التتبّع القانوني و العمليّات الطبّية تبدو عاديّة ، و يحوّلهنّ إلى حاضنات ما يصبغ الشرعيّة على إعادة صياغة فاشيّة للقوانين. طموحات مشروع 2025 تتحقٌّ بعدُ على مستوى الولايات ، و السلطة التنفيذيّة الفدراليّة تتحرّك بسرعة و توصى ( مراجعات و تغيير في المسؤوليّات و إشارات تعديليّة ) بمحاولة غلق الأمومة الإجباريّة في جهاز الولاية . و الهدف ليس " تقليص الإجهاض " أو " حماية الجنين " – إنّما هو تغيير ذات مفهوم إنسانيّة المرأة بعيون القانون . بالنسبة إليهم ، حرّية النساء و إستقلالهنّ لا ينبغي أن يقع تقييدهما فحسب بل ينبغي أن يقع سحقهما . و كلّ هذا ينبع مباشرة من ما كتبه بوب أفاكيان قبلا سنة 2020 ( " فاشيّو اليوم و الكنفدراليّة : خطّ مباشر ، و صلة مباشرة بين جميع أشكال الإضطهاد " ) : " المركزيّ حقّا هو أنّ الإجهاض و التحكّم في الإنجاب يوفّران للنساء نوعا من الإستقلال ، نوعا من حرّية تقرير ما إذا و متى تنجب أطفالا- و أجل ، حرّية معيّنة في إقامة علاقات جنسيّة من إختيارهنّ ، على أساس رغبتهنّ الخاصة في ذلك، دون خشية الحمل في وقت غير مرغوب فيه أو لم يقع تقريره . هذا الإستغلال و هذه الحرّية النسبيين هما منبع الجنون في صفوف المسيحيين الفاشيين لأنّهما يقفان ضد تقليص دور النساء إلى " مساعدات " للرجال و مربّيات للأطفال خدمة لهؤلاء الرجال في أسر بطرياركيّة / ذكوريّة ، يهيمن فيها الذكور ، و إلى موقع التابعات المضطهدات في المجتمع ككلّ ." لا تسويات ، لا " أرضيّة مشتركة " ، و لا أوهام : حرّية النساء كقضيّة حارقة في النضال ضد الفاشيّة : هدف المسيحيّين الفاشيّين ليس دوس القانون – و إنّما هو تغيير المجتمع تبعا لتأويلهم الحرفيّ للإنجيل ، المغلّف بتفوّق البيض و الشوفينيّة الأمريكيّة. نظرتهم للمجتمع ترتهن بإخضاع النساء و إعادة تركيز الأمومة الإجباريّة و إعادة إرساء العلاقات الأسريّة البطرياركيّة و سحق أيّ تحدّى للأدوار الجندريّة التقليديّة . و هذه ليست " حربا ثقافيّة " . هي صدام بين مستقبلين متعارضين جوهريّا . لقد توقّع القائد الثوري ، بوب أفاكيان ، هذا الصدام القادم تماما قبل أربعين سنة . ففي سنة 1985 ، كتب : " كامل مسألة موقع النساء و دورهنّ في المجتمع تطرح نفسها بحدّة أكبر فأكبر في ظروف اليوم الشديدة – هذا برميل متفجّرات في الولايات المتّحدة اليوم . و من غير المعقول أن يجد كلّ هذا أيّ حلاّ سوى حلّ في الإطار الأكثر راديكاليّة و عبر وسائل في منتهى العنف . و المسألة التي لم تحدّد بعدُ هي : هل سيكون الحلّ حلاّ راديكاليّا رجعيّا أم حلاّ راديكاليّا ثوريّا ، هل سيعنى تقوية قيود العبوديّة أم كسر العلاقات الأكثر حيويّة في هذه القيود و تعبيد الطريق لإمكانيّة تحقيق إلغاء كامل لكافة أشكال مثل هذا الإستعباد . " مع إشتداد هجوم نظام ترامب الفاشيّ ، يغدو من الواضح أكثر فأكثر أنّ : الحزب الديمقراطي ليس بوسعه و لن يقدر على إيقاف هذا الهجوم . فهو يحوّل غضب الناس إلى حملات إنتخابيّة و آمال واهية في حين يتواصل نزيف النساء . وهو يساوم ضمن الإطار الذى حدّ>ه ترامب بينما يتمّ غلق المصحّات . وهو يحاول أن " يبقى مدنيّا " و " يلعب حسب الضوابط " مع أناس يعتقدون أنّ النساء مواطنات من درجة ثانية . و في بيانه القويّ سنة 2022 ، " النضال من أجل حقوق الإجهاض و تحرير النساء " ، كتب بوب أفاكيان : " الهجوم على حقّ الإجهاض يسعى إلى مزيد تشديد إضطهاد النساء وهو بعدُ رهيبا و منعهنّ من التحكّم في حياتهنّ و في أجسادهنّ ذاتها و تقليصهنّ إلى مربّيات أطفال تابعات بقسوة إلى الرجال و المجتمع البطرياركي التفوّقيّ الذكوريّ . إنّ الأمومة الإجباريّة في الواقع إستعباد للإناث . و كلّ ما يستهين أو يصرف الإنتباه عن هذه الحقيقة الأساسيّة يساعد موضوعيّا هذا الهجوم الجوهريّ على نصف الإنسانيّة الأنثويّ – يقوّض القتال من أجل تحرّرهنّ و تحرير الإنسانيّة ككلّ من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال ." مرّة أخرى ، مع قوّة ترغب في تمزيق المجتمع المدنيّ و تحدّى المحاكم و التلاعب بالإنتخابات و إستخدام سلطة الولايات لفرض الحكم الفاشي لا يمكن أن توجد " أرضيّة وسطيّة " . لا يمكن أن توجد سوى طريقة واحدة لإيقاف نظام ترامب الفاشيّ الذى يكرّس هذه الفظائع و لديه المزيد منها في جعبته . يجب على الملايين أن ينهضوا – في إحتجاجات جماهيريّة مستمرّة ، غير عنيفة و مصمّمة – و أن يرفضوا مغادرة الشوارع إلى أن يتمّ إلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشيّ . هكذا جرى إيقاف الفاشيّة في أنحاء أخرى من العالم . و هكذا يجب أن يقع إيقافها هنا . نداء منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism.org ل " إسقاط نظام ترامب الفاشيّ " يُختم بهذه الكلمات القويّة " المستقبل لم يُكتب بعدُ . نوع المستقبل الذي سنحصل عليه مرتهن بما سنفعله . " إذا أخفقنا في التحرّك ، سيُكتب على حساب أجساد النساء – بالآلام و الإهانات و العذابات . و أيّ مستقبل يستحقّ العيش فيه يجب أن يم{ّ بالقتال ضد الفاشيّة التي تشدّد بسرعة من قبضتها على المجتمع . لذا علينا أن لا نترك الآخرين يكتبون لنا مستقبلنا . إستجيبوا لنداء " لنرفض الفاشيّة " : تعالوا إلى واشنطن دى سى و إلتحقوا بالنضال من أجل هذا المطلب الإستعجالي و الموحّد : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن ! الإنعكاسات الإنسانيّة – حالات خمس منذ الإنقلاب على حقّ الإجهاض القانوني ( روي مقابل وايد Roe v. Wade) خلف كلّ منع ، و كلّ جلسة تشريعيّة و كلّ معركة في المجلس هناك حيوات إنسانيّة فعليّة – نساء أجسادهنّ أضحت أرضيّة معارك بالنسبة إلى أجندا الماغا [ جعل أمريكا عظيمة من جديد ] الفاشيّ . و منذ الإنقلاب على حقّ الإجهاض القانوني ، تضاعفت الفظائع . فقط تأمّلوا في هذه الحالات الواقعيّة الثلاث : - آمندا زوروسكي – أوت 2022 ، ولاية التكساس – حُرمت من الإجهاض الضروريّ طبّيا عقب تمزّق أغشيتها خلال الأسبوع 18 ؛ و تطوّر لديها تسمّم و عانت من جراح إنجاب دائمة لأنّ موفّري الخدمات رفضوا العناية بها في ظلّ المنع الكلّي تقريبا في التكساس . - عنبر نيكول ثرمان – سبتمبر 2022 ، ولاية جورجيا – طوّرت عدوى تهدّد حياتها إثر تناول حبوب إجهاض طبّية ؛ و أدّى التأخير و الخوف من القانون إلى إنتظار قرابة العشرين ساعة إجراء عمليّة D&C إلى وفاتها و قد إكتشف لاحقا أنّ العدوى كان يمكن علاجها . - سيلينا ماريا شندلار سكوت – مارس – أفريل 2025 ، ولاية جورجيا – جرى إيقافها بعد محاولة إجهاض و إتّهمت بالقتل و التخلّى عن جثّة قبل سحب التهمة عندما أكّد المتفحّصون الصحّيون أنّ الجنين لم يُظهر أيّ علامات حياة مستقلّة . - أدريانا سميث – ماي – جوان 2025 ، ولاية جورجيا – أُعلن موتها الدماغي و أُبقيت على قيد الحياة لأكثر من 90 يوما بالرغم من عدم رغبة الأسرة في ذلك ، حتّى يتمكّن الجنين من مواصلة التطوّر في ظلّ قانون صارم ، ما أفضى في النهاية إلى ولادة سابقة لأوانها . لقد إستُخدم جسد أدريانا إستخد اما تاما كحاضنة لمواصلة الحمل في ظلّ قانو الولاية الذى يعتبر الجنين شخصا . - تيارا وولكر – نهاية 2024 ، ولاية التكساس – قضيّة السنة الماضية التي ظهرت إلى النور مؤخّرا : أمّ عمرها 37 سنة لها تاريخ معلوم من التشنّج ما قبل الحمليّ المتكرّر طلبت برعاية إجهاض لتنقذ حياتها و لم يوفّر لها العاملون بالمصحّة الرعاية المطلوبة لذا توفّيت بعد أن إزدادت حالتها سوءا و لم تجرى لها عمليّة إجهاض . و هذه ليست سوى عيّنات قليلة من آلاف النساء المتضرّرات عبر البلاد و اللواتي وقعت التضحية بصحّتهنّ و كرامتهنّ و حرّيتهن ّ و بالنسبة لبعضهنّ حيواتهنّ ذاتها على مذبح معادلة مسيحيّة – فاشيّة قاتلة : المنع القانوني مضاف إليه الإضطهاد و الشلل البيروقراطي يعادلون ـأخير أو منع الرعاية و تبعات ذلك الصحّية الكارثيّة ، و ، في حالات كثيرة جدّا ، الموت . تجريم الحمل – ارتفاع عدد المحاكمات : منذ قرار المحكمة العليا سنة 2022 الذى إنقلب على حقوق الإجهاض الفدراليّة ، شهدت الولايات المتّحدة إنفجارا في محاكمات الحمل. وقع سجن النساء لمحاولة الإجهاض ولطلب حبوب الإجهاض عبر الإنترنت، ول" للمخاطرة الكيميائيّة " و لولادة جنين ميّت و السعي إلى إجراء إجهاض ذاتي ، و لعدم البحث عن رعاية ما قبل الولادة . و في سبتمبر من هذه السنة ، عدالة الحمل Pregnancy Justice نشرت تقريرا يوثّق أكثر من 400 جريمة عبر ما لا يقلّ عن 16 ولاية – عدد يرتفع شهرا بعد آخر . و تعتمد معظم المحاكمات على المخاطرة بالجنين ، و الإهمال و ما شابه ؛ و العديد منها تستهدف النساء ذات الدخل الضعيف و النساء ذات البشرة الملوّنة ؛ و يشمل بعضها إدّعاء إستخدام مواد معيّنة أثناء الحمل و تبعات الحمل مثل فشل الحمل . و يفتح هذا التحوّل القانوني طريقا واسعا لسلطة الولاية على عقاب النساء و التحكّم فيهنّ . و إليكم كيف يبدو جعل " الجنين شخصا " في الممارسة العمليّة : المرأة تتبخّر و الجنين – مجموعة خلايا لا يمكن أن تعيش خارج الرحم – يُصبح الكائن الوحيد الذى له دلالة قانونيّة . و تضحى المرأة الحامل " مشهد جريمة " كامنة . و تضحى أفعالها جرائم محتملة . و يغدو جسدها دليلا . و يعزى ذلك إلى أنّ في المنطق الفاشيّ ، المرأة ليست شخصا . إنّها مضيفة ، حاضنة و وعاء . شيء وجبت مراقبته و عقابه و التضحية به . الأمومة الإجباريّة = إستعباد الإناث . هوامش المقال : 1- Title X برنامج فدرالي يُموّل الرعاية الصحّية للإنجاب بثمن زهيد – بما في ذلك وسائل منع الحمل و فحص الأمراض الجنسيّة المعدية ، و التصوير بالأشعّة لمرض السرطان ، و الخدمات الوقائيّة المتّصلة بذلك – أساسا للمرضى ذوى الدخل الزهيد . 2- خطط ACA خطط ضمان صحّيّ يوفّره) Affordable Care Act ( « Obamacare» بواسطة أسواق منظّمة فدراليّا حيث الأشخاص بوسعهم إقتناء تغطية حينما لا يكون لديهم تأمين من موظِّفِهم . و يجب على هذه الخطط أن تلبّى معاييرا فدراليّة – بما في ذلك تغطية الخدمات الصحّية الأساسيّة – و يعوّل عليها ملايين الناس ، لا سيما أولئك ذوى الدخل الزهيد أو المتوسّط الذين يطلبون منحا فدراليّة تقلص جرايات شهريّة .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ
...
-
في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا
...
-
هجمات كبرى تتشكّل في الأفق – نظام ترامب يتحرّك نحو تجريم الم
...
-
نظام ترامب الفاشيّ لن يدمّر نفسه – ليس بوسعنا التهرّب من مسؤ
...
-
أتباع الطريق الرأسماليّ هم البرجوازيّة داخل الحزب – ملحق الف
...
-
تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف
...
-
إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة - ال
...
-
الأمم المتّحدة تصادق بشكل مخزي على - خطّة سلام - ترامب الفاش
...
-
المجتمع الإشتراكي يدشّن عصرا جديدا في تاريخ الإنسانيّة -الفص
...
-
النظام الإشتراكي للملكيّة هو أساس علاقات الإنتاج الإشتراكية
...
-
الإقتصاد الماويّ و مستقبل الإشتراكيّة - مقدّمة ريموند لوتا ل
...
-
لندرس بعض الإقتصاد السياسيّ - الفصل الأوّل من كتاب - الإقتصا
...
-
بوب أفاكيان : الثقافة و المبادئ و المعايير الذين نحن في حاجة
...
-
النضال الآن في سبيل ثورة اشتراكية جديدة
-
مجرمو نظام ترامب الفاشيّ يتحرّكون ضد فنزويلا ... و كافة أمري
...
-
مع تواصل النضال المصمّم للمساجين السياسيّين الإيرانيّين ، يف
...
-
فظائع جديدة مواصلة للإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات ا
...
-
إسرائيل تهدّد جني الزيتون في الضفّة الغربيّة – - للإرهاب الي
...
-
فاشيّو ترامب يشدّدون قبضتهم على فنزويلا فيما يستعدّون لجرائم
...
-
الفاشيّة لم تعد تهديدا يلوح في الأفق ، إنّها تسحقنا… الآن- ل
...
المزيد.....
-
كاتب إسباني: إقصاء اليمين المتطرف في أوروبا ليس الحل لكشف زي
...
-
ب?ياننام?ي (??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? ع??اق) ل?س?ر ?ووداو
...
-
When Obedience Becomes Complicity: From M? Lai to Today’s Mi
...
-
German Unions and the Working Poor
-
مقرّرات هجينة لقمة المناخ في البرازيل
-
الاشتراكي الديمقراطي ”الوضع في سوريا لا يزال هشاً، ومن المهم
...
-
عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغر
...
-
الفصائل الفلسطينية تستعد للبحث عن جثة أسير شمال غزة.. ومكتب
...
-
لبنان.. بابا الفاتيكان يدعو المسيحيين إلى الاهتمام بالفقراء
...
-
الجلسة العامة الثلاثون للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الما
...
المزيد.....
-
الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل
...
/ شادي الشماوي
-
الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ
...
/ شادي الشماوي
-
في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف
...
/ شادي الشماوي
-
الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية!
/ كاوە کریم
-
إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة - ال
...
/ شادي الشماوي
-
المجتمع الإشتراكي يدشّن عصرا جديدا في تاريخ الإنسانيّة -الفص
...
/ شادي الشماوي
-
النظام الإشتراكي للملكيّة هو أساس علاقات الإنتاج الإشتراكية
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|