فظائع جديدة مواصلة للإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتحدة – إسرائيل : أمطار غزيرة تتسبّ في فيضانات في غزّة ، و الأطفال يتركون مبتلّين تماما ، و خشية إنتشار الأمراض و القتل لم يتوقّف

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 15:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

جريدة " الثورة " عدد 932 ، 17 نوفمبر 2025
www.revcom.us

الإبادة الجماعيّة التي تقرفها الولايات المتّحدة - إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لم تتوقّف وإنّما إتّخذت شكلا فظيعا جديدا . الشتاء حلّ مع الأمطار الغزيرة . و إسرائيل تواصل منع الغذاء و الدواء . و يظلّ الجرحى دون علاج . و يعيش الملايين ضمن الموتى الذين لا يزالون تحت الركام . و هجمات إسرائيل على المدنيّين مستمرّة . و لا يزال وحوش الإبادة الجماعيّة يناورون و لا تزال أيديهم طليقة .
هذا " إيقاف أطلاق نار " يجلب " سلام " المقابر و " سلاما " قائما على تواصل الهيمنة على الشعب الفلسطيني و إضطهاده.
أمطار غزيرة تتسبّب في فيضانات كبيرة :
فظاعة الأمطار الإعصاريّة الغزيرة تضاعفت بالتأثيرات المستمرّة لإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل في غزّة .
فليلة الجمعة ، 14 نوفمبر 2025 ، سقطت أمطار غزيرة على غزّة و دامت إلى ساعات الصباح و خلّفت فيضانات كبيرة و أغرقت مئات الخيام و قدا جاء في تقرير لجريدة هآرتس أنّه " بينما كانت مياه الأمطار تتسلّل و تدمّر ممتلكات المقيمين فيها ، بعض الناس المهجّرين اضطروا إلى التنقّل إلى أراضي أعلى مستوى هروبا من المياه المتصاعدة المستوى " . و تبيّن الصور و أشرطة الفيديو من غزّة الخيم الممزّقة و الأطفال المبتلّين تماما و حافي القدمين و الأسر التي تبحث بيأس عن مأوى .
" كانت الأمطار غزيرة و كانت الثقب عديدة جدّا . مفارشنا و أغطيتنا كانت مبتلّة " ، هذا ما صرّح به شاب في غزّة يعيش في خيمة مع أوليائه و ثلاثة أطفال من أقاربه . حتّى المستشفيات أغرقتها المياه .
حسب المسؤولين في غزّة ، أكثر من 900 ألف إنسان يواجهون خطر الفيضانات و أحياء برمّتها يمكن أن تغرق بفعل نظام الصرف الصحّي في غزّة الذى دمّرته الهجمات الإسرائيليّة وهو عادة ما يفتقر إلى الوقود ليشغّل نظرا للحصار الإسرائيلي.
لماذا تفضى الأمطار الغزيرة إلى مثل هذه التبعات الخطيرة ؟
لأنّ إسرائيل قد دمّرت المنازل و المباني عبر غزّة بأكملها ، تاركة مئات آلاف البشر دون مأوى .
لأنّ القنابل و القذائف الإسرائيليّة – الولايات المتّحدة زوّدتها بمعظمها – قد حطّمت أو لأحقت أضرارا ب85 بالمائة من طرقات غزّة و المياه و الكهرباء و أنظمة الصرف الصحّي .
و لأنّ إسرائيل منعت عمدا المساعدات الأساسيّة المنقذة للحياة – بما فيها الخيام فقد منعت إسرائيل 95 بالمائة من 300 ألف خيمة وعد بها إيقاف إطلاق نار ترامب . و بالنتيجة ، 93 بالمائة من الخيام في غزّة غير قابلة للسكن و العديد منها تضرّر جرّاء المناخ القاسي أو القنابل الإسرائيليّة ما أجبر عشرات الآلاف على محاولة البقاء على قيد الحياة في ملاجئ بديلة مؤقّتة و خيام ممزّقة أو في منازل حطّمتها القنابل .
ترامب و خطّة القوى الإضطهاديّة لمستقبل فلسطين ... تواصل الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل في غزّة في ظلّ إيقاف إطلاق النار
يخطّط نظام ترامب الفاشيّ و تخطّط إسرائيل و قوى عالميّة و إقليميّة إضطهاديّة أخرى بنشاط و تتنافس حول " خطّة سلام" ترامب و مستقبل الشعب الفلسطيني . و في الأثناء ، إيقاف إطلاق النار الذى صنعه ترامب لم يجعل تأثيرات الإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل بدعم من الولايات المتّحدة و جرائم الحرب تتبخّر ، إنّها لا تزال تخيّم على غزّة . لا يزال مئات الآلاف مرضى و بلا مأوى و / أو جياع . و الموتى – المقدّر عددهم بعشرة آلاف تحت الأنقاض – غالبا لم تقع إستعادة جثامينهم و دفنهم . و الجرحى ، بمن فيهم 6 آلاف مبتوري الأيدي أو الأرجل ، لم تتمّ بعدُ معالجتهم . و مستشفيات غزّة ، و أنظمة الغذاء و الماء لا زالت معطّلة إن لم تكن مدمّرة ، و إعادة البناء لم تبدأ بأيّ طريقة كانت لها معنى .
لقد خفّض إيقاف إطلاق النار حجم الهجمات الإسرائيليّة لكنّه لم يُغيّر تعطّش إسرائيل إلى الدماء و محاولة الإبادة الجماعيّة و لم توقف هجماتها المستمرّة و تدميرها المستمرّ و حصارها المستمرّ . جميعها متواصل ، جميعها بهدف إبقاء قدم إسرائيل على أعناق الشعب الفلسطيني و المضيّ بهدفها الإبادي الجماعي إلى أبعد حدّ ممكن بينما لا تدوس بشكل فاضح خطّة ترامب ليستفزّ ردّ الولايات المتّحدة أوردّا عالميّا .
جاعلة الأمور أسوأ ، تستمرّ إسرائيل في منع الصحفيّين من دخول غزّة . و قد قتلت أكثر من 200 صحفيّ كانوا يقومون بالتغطية الإخباريّة من داخل غزّة . و وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتّحدة و في العالم قد قلّصت من تغطيتها للوضع في غزّة .
و إليكم هنا بعض طرق تواصل الهجمات الإجراميّة الإسرائيليّة ، عادة في خرق مباشر لإطار خطّة ترامب التي أمضت عليها :
تواصل الهجمات و القتل . إسرائيل لا تقتل العشرات أو الآلاف في اليوم الواحد لكنّها لا تزال تقتل بشكل دائم الفلسطينيّين و الفلسطينيّات . و في نوفمبر 2025 ، قتلت إسرائيل طفلين جنوب غزّة و نفّذت غارات جوّية في شمال غزّة و وسطها و جنوبها . و في 12 نوفمبر 2025 ، قتلت ثلاثة فلسطينيّين آخرين . و في 13 و 14 نوفمبر ، وردت تقارير عن غارات جوّية أخرى و قتل فلسطينيّ آخر .
و يجعل هذا عدد القتلى الفلسطينيّين على يد إسرائيل منذ دخول إيقاف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 11 أكتوبر يبلغ على الأقلأّ 260 قتيلا منهم 107 من الأطفال و 632 جريحا . و العدد الجملي الرسميّ للقتلى في غزّة منذ 7 أكتوبر 2023 يبلغ الآن 69.187 و الجرحى 170.703 .
في 18 شهرا من مجازر الإبادة الجماعيّة – من أكتوبر 2023 إلى مارس 2025 – لم توجّه إسرائيل إتّهاما بجريمة عدا لثلاثة جنود و لم تقع إدانة إلاّ حالة واحدة عن المجازر في غزّة .
و الواقع هو أنّ حملة إسرائيل برمّتها في غزّة كانت وحشيّة ، و جرائم مدوّية بسببها تنبغى محاكمة كامل القيادة السياسيّة و العسكريّة و الجنود الذين نفّذوها بتهم جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة !
لا تزال إسرائيل تمنع الغذاء و الحاجيات الأساسيّة . لقد سمحت إسرائيل بدخول نوع ما من المزيد من الغذاء و المساعدات و فتحت ما لا يقلّ على نقطة دخول جديدة ، لكن حصارها الشبيه بالحصار النازي مستمرّ . و إليكم هنا بضعة طرق جاءت بشأنها تقارير في الأسبوع الماضي :
- لقد إتّهمت الأمم المتّحدة إسرائيل بمنع إدخال 1.6 مليون حقنة تلقيح للأطفال و تقريبا مليون قارورة من حليب الأطفال ، حائلة دون تطعيم أكثر من 40 ألف طفل سنّهم أقلّ من ثلاث سنوات ضد شلل الأطفال و حصبة و الأمراض الرئويّة .
- ورد في تقرير لجريدة النيويورك تايمز ، " مئات الشاحنات الآن تدخل غزّة يوميّا ، و بالرغم من كون العديد منها تحمل سلعا تجاريّة للبيع أكثر منها مساعدات إنسانيّة مجانيّة " . و هذا يعنى أنّ المزيد من الغذاء القليل الفائدة يدخل إلى غزّة – مثل الشكولاتة و الشيبس أو السودا لكن ليس الغذاء الذى يحتاجه الناس بعد مجاعة . و يقول مسؤولون في الأمم المتّحدة إنّهم ما إنفكّوا يواجهون التقييدات الإسرائيليّة ل لسلع التي يمكن أن يجلبوها إلى غزّة .
- و جاء في تقرير لمنظّمة الصحّة العالميّة أنّ فقط نصف مستشفيات غزّة تشتغل جزئيّا . و مع ذلك إسرائيل أكثر عدوانيّة حتّى في منع الأطبّاء الأجانب من دخول غزّة كمتطوّعين . و أحدهم الدكتوؤر فيروز سيدوا ، جرّاحة عظام من كاليفرنيا .
- و قد دمّرت إسرائيل تدميرا منهجيّا النظام الصحّي بغزّة – حوالي 94 بالمائة من مستشفياتها متضرّرة أو مدمّرة – و الآن تهدّد بترحيل حوالي 90 مريضا فلسطينيّا موجودين الآن في القدس الشرقيّة إلى غزّة . و يشمل هذا رضّعا ، و شيوخا و آخرين يتلقّون العلاج . و قد ندّ>ت الفرق الطبّية بهذا على أنّ÷ غير قانوني حسب القانون الدوليّ . و قال مريض بالكلي للسى أن أن ، " سأموت هناك في غضون يومين " ، إن تمّت إعادته إلى غزّة .
تدنيس جثامين الفلسطينيّين . فى إطار إيقاف إطلاق النار ، أعادت إسرائيل جثامين 330 فلسطينيّا و فلسطينيّة . و لم يقع تشخيص أيّ منهم و قد ظهرت على العديد منهم علامات التعذيب و الإنتهاكات . في الأسبوع الفارط ، في حوار صحفي مع قناة الجزيرة ، طبيب جرّاح تفحّص الجثامين وجد أن القلوب و الكبد و الكلي و القرنية قد نزعت بالجراحة ، و لاحظ مواقع جراح و أدلّة على ذلك ، و كذلك لاحظ علامات حرق على الجلد ناجمة عن إستخدام مواد كيميائيّة حافظة . و يضاهى هذا سرقة أعضاء بشريّة من قبل إسرائيل .
تجريف 1500 مبنى فلسطينيّ . في الأسبوع الماضي وجد محلّلا بقناة البى بى سى أنّ الجيش الإسرائيلي كان يواصل تجريف و تفجير و تحطيم المنازل الفلسطينيّة و مباني أخرى في المناطق التي يسيطر عليها . و بيّن التحليل أنّ ما لا يقلّ عن 15.. مبنى بمن فيها أحياء بأكملها ، وقع تحطيمها عقب دخول إيقاف إطلاق النار حيّز التنفيذ . و هذا إنتهاك كامل لإطار إيقاف إطلاق النار و يدلّل بوضوح على أنّ إسرائيل تستمرّ في حملتها لجعل غزّة غير قابلة للعيش فيها بالنسبة إلى الفلسطينيّين ، سواء وُجد إيقاف إطلاق نار أم لم يُوجد .
النظام الذى يحرّك هذا الكابوس :
إنّ الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطينيّ ليست نتيجة الطبيعة الإنسانيّة و إنّما نتيجة طبيعة النظام – التفوّق اليهودي ، و دولة إسرائيل للفصل العنصري / الأبارتهايد ، و الدعم و المساندة التامين من قبل رأسماليّة – إمبرياليّة الولايات المتّحدة .
و مثلما كتبنا على موقع أنترنت revcom.us في جوان 2024 :
" ما يجرى في غزّة لم " يبدأ " في 7 أكتوبر 2023 ، و ليس أساسا " حربا " بين إسرائيل و حماس . إنّها مذبحة من طرف واحد لفلسطينيّين و فلسطينيّات في الغالب الأعمّ عُزّل .
لقد إستغلّت إسرائيل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عليها – و قد تضمّن جرائم حرب أخذ أسرى و قتل مدنيّين – لمحاولة معالجة ما يرونه حكّام إسرائيل تهديدا وجوديّا . و هذا يعنى : في المجال الذى تسيطر عليه الآن إسرائيل ( دولة إسرائيل و الأراضي التي تحتلّها ) ، اليهود أقلّية . و هدف إسرائيل من الهجوم الإبادي الجماعي الجاري على غزّة هو تقليص الفلسطينيّين إلى حالة لن يستطيعوا معها أن يمثّلوا أيّ تهديد لوجود إسرائيل كنظام أباتهايد . ، دولة تفوّق يهوديّ . ( لاحظوا مثلا أنّ نتن- النازي يحدد هدف إسرائيل على أنّه " ضمان أن لا بعدُ تمثّل غزّة " – و ليس حماس – " تهديدا لإسرائيل " ) . "
و ذلك القتل الإبادي الجماعيّ و التدمير و المجاعة المفروضة و الأمراض و محاولة سحق وجود الشعب الفلسطيني ذاته تصاعد تصاعدا جهنّميّا ...
و مثلما أوضح القائد الثوري ، بوب أفاكيان ، لماذا " لماذا يدعم ... كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة إسرائيل في إرتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ؟ "
" لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء ". و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ). و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم . "
إنّ القتل و الإضطهاد و الإبادة الجماعيّة للشعب الفلسطيني في غزّة و الضفّة الغربيّة و داخل إسرائيل يجب أن توضع له نهاية . و الملايين حول العالم الذين نهضوا يجب أن يواصلوا المطالبة بإنهاء هذه الهيمنة و هذا الإضطهاد الإمبرياليّين ، و يجب أن نواصل النضال من أجل عالم مغاير تماما و أفضل بكثير !
أوقفوا الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة – إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني !
إرفعوا الحصار على غزّة !
هذا النظام برمّته فاسد و غير شرعيّ ! نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا !
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل