أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - النضال الآن في سبيل ثورة اشتراكية جديدة















المزيد.....



النضال الآن في سبيل ثورة اشتراكية جديدة


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 00:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من " الفجر الأحمر " /" Aurora Roja" ، لسان حال المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
جريدة " الثورة " عدد 924 ، 22 سبتمبر 2025
www.revcom.us

ملاحظة ناشر موقع أنترنت revcom.us : الترجمة التالية من الإسبانيّة إلى الأنجليزيّة أنجزها متطوّعون من موقع revcom.us . بوسعكم تنزيل نسخة الكرّاس بى دى أف باللغة الإسبانيّة وهو متكوّن من 44 صفحة من : RevolucionSocialista-OCRM.pdf
-----------------------
1- نحتاج إلى ثورة فعليّة ، لا شيء أقلّ من ذلك :
لماذا ؟ لأنّنا نعيش في ظلّ نظام ، نظام رأسمالي تهيمن عليه الإمبرياليّة . و هذا النظام الاستغلالي و الاضطهادي هو السبب الكامن للكثير و الكثير من عذابات الناس ، و الكثير و الكثير من الجرائم و الكثير و الكثير من الفظائع . و عالميّا ، هذا النظام ، الرأسمالي – الإمبريالي ، يدفع الإنسانيّة و عديد الأنواع الأخرى نحو منحدر الاضمحلال الممكن ، سواء بسبب تدمير بيئيّ مستشري أو كارثة حرب نوويّة بين القوى الإمبرياليّة العظمى مثل الولايات المتّحدة و الصين و روسيا ، بينما يجرى اقتراف جرائم ضد الإنسانيّة في كلّ مكان ، من مثل الإبادة الجماعيّة للفلسطينيّين و الفلسطينيّات . و في المكسيك ، أفضى إلى عدد كبير متنامي من الجرائم الدامية ، و اختطافات و إخفاء و قتل للنساء و اغتصابات و تجارة بالنساء و تسميم الطبيعة و البشر و جرائم كبرى أخرى و فظائع كبرى أخرى غير ضروريّة و غير مقبولة تماما .
و هذه الثورة ليست ملحّة فحسب و إنّما هي ممكنة . و نحن نناضل بجدّية الآن من أجل هذه الثورة . و إن لم تكونوا تشاركون الآن في هذا النضال ، تحتاجون فهم – و يحتاج المزيد من الناس إلى فهم – ما هي الثورة الفعليّة و لماذا هي ممكنة ، و التغييرات التحريريّة الراديكاليّة الممكنة مع هذه الثورة . هذا ما سنتطرّق إليه هنا .
علينا أن نواجه واقع العالم الذى نحيا فيه ، و أن لا نظلّ على الخطوط الجانبيّة ، أسرى النضال الضيّق ل " المضيّ قُدُما " آملين أن لا تطالنا الجرائم و الفظائع التي تحيط بنا . و بفهم أنّ عالما أفضل بكثير ممكن ، بوسعكم و ينبغي عليكم فتح أذهانكم ، و فتح قلوبكم إلى الناس ، و الالتحاق بالنضال في سبيل مجتمع اشتراكي جديد يحمل الأمل و التحرير و التعاون بين البشر .
2- ثورة فعليّة تطيح بهذا النظام و تنشئ نظاما آخر مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير :
بما أنّ المشكل الجوهريّ هو النظام نفسه ، فهناك ثورة فعليّة لوضع نهاية لهذا النظام . كيف نضع نهاية لهذا النظام ؟ يجب أن نطيح بالدولة الحاليّة و نحطّمها ، هذه الدولة التي تقمع الناس و تقتلهم دفاعا عن هذا النظام الاستغلالي و الاضطهادي . و بدلا منها ، سيشكّل ذات النضال الثوريّ لملايين الناس دولة ثوريّة جديدة مغايرة جذريّا ستشجّع على و تدعم و تدافع عن النضال لوضع نهاية لكلّ أشكال الاستغلال و الاضطهاد .
يجب كذلك القضاء على الاقتصاد الرأسمالي الذى تهيمن عليه الإمبرياليّة و الذى يستغلّ منتهى الاستغلال و يفقّر الناس و يحطّم البيئة و يخوض حربا دمويّة ضد الناس في مسعاه بلا هوادة لتحقيق أقصى الأرباح . و الثورة المظفّرة ستصادر المنشآت الاقتصادية للرأسماليّين الكبار المحلّيين و الرأسماليّين الأجانب و تعبّد الطريق للتعاونيّات الطوعيّة في النشاط الاقتصادي للفلاّحين ، و ملاّكي المتاجر الصغيرة ، و التجّار الصغار . و هذا ما من شأنه أن ينشأ اقتصادا اشتراكيا جديدا مكرّسا لتلبية حاجيات كافة الناس ، متجاوزا كافة أشكال اللامساواة و الاستغلال و الاضطهاد و دافعا إلى الأمام الثورة العالميّة .
و بكسر هذه السلاسل ، سيقع إطلاق العنان لإبداع الملايين المقموعين أو المشوّهين الآن في غالب الأحيان لينقدوا الثقافة الفاسدة و الأنانيّة و العنصريّة و الأفكار الذكوريّة السائدة راهنا و ستنهض و تزدهر ثقافة جديدة و متنوّعة حيويّة و ثوريّة و أفكار ملهمة .
باختصار ، هذه الاشتراكية وليدة ثورة فعليّة ستنشأ نظاما اقتصاديا جديدا و نظاما سياسيّا و ثقافة جديدة مغايرين راديكاليّا و أفضل بكثير . و سيمثّل ذلك تقدّما تحريريّا عظيما لشعب المكسيك ، و في الوقت نفسه ، سيدعم و يعطى دفعا و إلهاما للنضال الثوري للشعوب عبر العالم . و هذه الثورة جزء من النضال العالمي من أجل الشيوعيّة ، مجتمع خال من الطبقات و الاستغلال و الاضطهاد ، يحقّق تحرير الإنسانيّة قاطبة .
و هناك حاجة إلى ثورة فعليّة ، لا شيء أقلّ من ذلك ، على خلاف مع الأوهام الخاطئة المتنوّعة التي يقع الترويج لها على أنّها " بدائل " ، و هذا ما سنتناوله بالحديث أدناه .
3- نحتاج ثورة فعليّة ، و ليس ما يسمّى ب " ثورة إيديولوجيّة " :
لما يسمّى ب" الثورة الإيديولوجيّة " تأثير على عدد له أهمّيته من الناس بأشكال مختلفة و إلى جردات متفاوتة . و الفكرة الأساسيّة لهذا الطرح هي أنّه لبلوغ تغيير جوهريّ ، كلّ ما نحتاجه هو تغيير أفكار الناس ، سواء في الأسرة ، في المدرسة و المعهد أو في المجتمع ككلّ . هذا وهم خاطئ يأسر الناس ليستمرّوا في المعاناة في ظلّ النظام القائم الفاسد . هذا ما يُفضى إليه ، بغضّ النظر عن النوايا التقدّميّة للناس المتأثّرين بهذه الفكرة .
صحيح أنّ تغيير أفكار الناس غاية في الأهمّية . و بالفعل ، تغيير تفكير الناس جزء جوهريّ من السيرورة الثوريّة ، في آن معا قبل و بعد الإطاحة بهذا النظام و إنشاء نظام مغاير راديكاليّا . لكن أوّلا ، تغيير أفكار الناس نحو أيّ أفكار أخرى و ما هي غاية هذا التغيير ؟ ينبغي أن يكون لا شيء أقلّ من الدفاع عن تحرير الإنسانيّة قاطبة ، و ليس مجرّد مصالح فئة أو بلد ضد الآخرين ، فئات و بلدان . ينبغي أن يخدم الناس و أن يكون الناس رعاة للبيئة ، بدلا من مجرّد البحث عن " شيء لي و لشعبي أنا " .
هذا من ناحية و من الناحية الأخرى ، لئن تواصل الاقتصاد الرأسمالي في سيره بمنافسة لا رحمة فيها لكلّ فرد ضد الآخر ، لئن تُركت وسائل الإعلام السائدة و تُرك التعليم ، و تُركت الحكومة و المؤسّسات الأخرى بيد الطبقات الحاكمة ، ما هي الأفكار التي ستسود و تسيطر و تهيمن ؟ مهما كانت محاولاتهنا تغيير أفكار الناس ، فإنّ مؤسّسات الرأسماليّة و سير الاقتصاد الرأسمالي ذاته و العلاقات التي يفرزها بين الناس ستستمرّ في فرض الأنانيّة و العنصريّة و كره النساء و أفكار أخرى كامنة في العلاقات الاقتصادية و السياسيّة و الاجتماعية للنظام الرجعيّ القائم . فقط فكّروا في المنافسة اليوميّة للحصول على مدرسة جيّدة ، و الحصول على شغل ، أو غادروا المنافسة . إنّ سير النظام نفسه يزرع الأنانيّة و موقف " أنا أوّلا " . و هذا بغضّ الطرف عن الثقافة السائدة القائلة بأنّ أهمّ شيء هو " المضيّ قُدما " دون الاهتمام بالآخرين ، و " الوقوف " فوق الآخرين ، و يجب على الرجال أن " يقهروا " النساء و قيم أخرى كامنة في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية للنظام القائم .
ختاما ن إن جانت لديكم الجرأة على العمل حسب أفكار تتنافى حتّى مع مظاهر كيفيّة سير النظام القائم ، ماذا يحدث ؟ الدولة الرأسماليّة ، و جيشها و حرسها الوطني و شرطتها ستأتى لتعاقبك و تقمعك أو قتلك . و يمكن لهذا أن يكون مباشرا ، على غرار القتل الجبان للأستاذ الجامعي يانكى كوثان على يد شرطة حكومة مورينا [ حزب سياسي ] لولاية غاريرو ، ليكون ذلك تحذيرا لجميع الذين يتجرّؤون على القتال في سبيل شيء بأساسيّة الحقيقة و العدالة ل 13 أستاذ جامعي من آياتزولا وقع اختطافهم و إخفاؤهم في عمليّة مشتركة بين الجيش و الشرطة و الجريمة المنظّمة . أو يمكن أن يجدّ ذلك بصفة غير مباشرة، على غرار القتلة المستأجرين لقتل سمير فلورس عقب تهديده من قبل نائب من الحكومة الفدراليّة لمعارضته مصنع كهروبائيّ حراري مدمّر للبيئة في ولاية مورالوس ( مشروع وعد الرئيس المكسيكي السابق لوباز أوبرادو [ أملو ] بإيقافه أثناء حملته الانتخابية ، و لاحقا فرضه بالقوّة ). و يشهد العدد الكبير من الناشطين اجتماعيا و الصحفيّين و المحامين المقتولين سنة بعد أخرى على عواقب التحرّك وفق أفكار أكثر تقدّميّة في ظلّ هذا النظام .
و من الواجب أن نشير على وجه الخصوص إلى ، و أن نحتقر ما يسمّى ب " ثورة الضمائر " وهي مصطلح استعماله شائع لدي أعضاء مورينا ( حركة البعث القوميّ ) . عمليّا ، يساوى هذا تكرار ما يقوله الرئيس أثناء ندواته / ندواتها الصحفيّة الصباحيّة و غضّ النظر عن تراكم الجرائم ضد الشعب و تدمير البيئة . و كلّ هذا متواصل في ظلّ حكومات ما يسمّى ب " التغيير الرابع " [ أرضيّة تحالف الحزب الحاكم راهنا عبر البلاد ] ، و كذلك في ظلّ الأحزاب الانتخابية المقيتة لل" معارضة " البرجوازيّة .
تغيير طريقة تفكير الناس أساسيّة لتحقيق تغيير جوهريّ و راديكالي بيد أنّه يجب أن يكون ذلك جزءا لا يتجزّأ من سيرورة القيام بثورة فعليّة . ما يسمّى ب " الثورة الإيديولوجيّة " يُشبه التفكير في أنّ شخصا يغرق في البحر يحتاج فقط إلى تغيير أفكاره ، بالصراخ " ابتهج ، بوسعك القيام بذلك " . ليس خاطئا أن نحاول تشجيع الناس ، إلاّ أنّه علينا أن نغيّر الوضع الماديّ الحقيقيّ ، بأن نمدّ الغريق بسترة نجاة و نساعده على الخروج من الماء . هكذا هو الأمر . نناضل لأجل تغيير تفكير الناس كجزء لا يتجزّأ من النضال لتغيير كلّ شيء ، كي لا تواصل الإنسانيّة الغرق بحر هذا النظام الذى فات أوانه ، و بدلا من ذلك نزرع حياة جديدة و أملا في عالم يرغب الجميع الحياة فيه .
4- لا شيء جوهريّ سيتغيّر بواسطة الانتخابات في ظلّ النظام الراهن :
و تبيّن تجربة المكسيك الحديثة أنّه من غير الممكن تغيير أيّ شيء جوهريّ بواسطة الانتخابات . لقد وُجدت غبطة حقيقيّة في صفوف العديدين و أملا بتغيير فعليّ عندما وقع إبعاد مجرمي و مصّاصي الدماء من الحزب الدستوري الثوري (PRI) و حزب العمل القومي (PAN ) في نهاية المطاف من السلطة بانتصار لوباز أوبرادور و مورينا سنة 2018 . لكن ما الذى حدث ؟ لقد وعد بإعادة الجيش إلى ثكناته غير أنّه فرض أكبر عسكرة لمجتمع المكسيك في التاريخ . و بشّر ب" الحضنات و ليس الرصاصات " في حين أنّ عدد القتلى و المختطفين المخفيّين بلغ أعلى مستوياته في ايّة فترة نيابيّة رئاسيّة بستّ سنوات ، و فوق كلّ شيء ، حاول " إخفاء الذين وقع اختطافهم و إخفاءهم " ساعيا لمحوهم من السجلّ المدنيّ الرسميّ . يقولون " نحن لا نقمع " بينما ، في ظلّ أملو و [ الرئيسة المكسيكيّة الحاليّة ] شاينباوم ، يواصل الجيش و الحرس الوطني و الشرطة قتل المواطنين و المهاجرين كما وثّقنا ذلك بإطناب على موقعنا على الأنترنت . ( أنظروا ، ضمن مقالات أخرى، " مجازر جديدة يقترفها الجيش : في الإعدامات و العسكرة ، أجل هم الشيء نفسه " ].
يزعمون " نحن نختلف عن الليبراليّين الجدد " بينما يكرّسون المشاريع الكبرى القاتلة للأثنيّات و البيئة التي لم تفعل الحكومات الليبراليّة الجديدة السابقة سوى الوعد بها ، من مثل ما يسمّى ب قطار " المايا " و ممرّ إستثموس بين المحيطين، ضمن عديد المشاريع الكبرى الأخرى . و ينعتون و هم على حقّ المعارضة البرجوازيّة ب " الخونة " فيما يتّبع مورينا أيضا أوامر واشنطن ، وهو حتّى يدعو إلى " التعاون " مع إدارة ترامب الفاشيّ ل " محاصرة " و قمع و ترحيل و قتل المهاجرين . و في الواقع ، بدأت الفترة الرئاسيّة بستّ سنوات للرئيسة الحاليّة للمكسيك ، كلوديا شينباوم ، ب قتل الجيش لسّتة مهاجرين في الشياباس و مهاجرين آخرين في شهواوا . و هي تحافظ على عديد السياسات الليبراليّة الجديدة من الماضي وهي تحثّ حتّى على بلوغ مستويات عالية من الاستثمار الإمبريالي الأجنبي و أرباح عالية للتجّار الكبار . و قد رفضت شينباوم حتّى إبطال قانون 2007 للضمان الاجتماعي الذى وصفته هي ذاتها ب" الليبرالي الجديد " و وعدت بإبطاله أثناء حملتها الانتخابية ، و هكذا حكمت على الأساتذة و آخرين بجراية تقاعد بائسة . وهي تسعى إلى التغطية على هذا بوعد منافق آخر : صناديق رفاه لن تتحقّق مستقبلا .
أجل ، يضخّون المزيد من المال ل" برامجهم الاجتماعية " للحصول على دعم الناس لكن جوهريّا ، لم يتغيّر أيّ شيء . و في الواقع ، بالنسبة إلى الكثير من الناس ، لا سيما حيث يوجد " حكم مشترك " مع الجريمة المنظّمة ، مضى الوضع من سيّئ إلى أسوأ .
و لماذا ؟ ببساطة لأنّ أملو ، شينباوم و مورينا زمرة كذّابين و محتالين شأنهم في ذلك شأن مجمل سياسيّ هذا النظام ؟ لا، ليس بسبب هذا و حسب . المشكل أعمق . لأنّه ، مهما كان مدى نزاهة و حسن نيّة شخص ن عند وصوله إلى سدّة الحكم ، عليه / عليها أن تواجه واقع كيف يسير و يجب أن يسير النظام الرأسمالي الذى تهيمن عليه الإمبرياليّة . عليهم البحث عن المزيد من الاستثمارات و القروض الأجنبيّة من الإمبرياليّين ، و عليهم أن يشجّعوا الأرباح الفاضحة للتجّار الكبار المحليّين و الأجانب ، و إلاّ فإنّ الاقتصاد سينهار . عليهم للاستجابة لمطالب بخاصة إمبرياليّة الولايات المتّحدة . و عليهم أن يدافعوا على النظام الذى يستغلّ فيه قلّة من الناس و يضطهدون الغالبيّة العظمى ، أو سيتحوّل كلّ شيء إلى فوضى .
و مثلما ورد في مثال استخدمه بوب أفاكيان ، مؤلّف " الشيوعيّة الجديدة " ، ما سيحصل في هذا النظام إذا ما تمّ التصريح بأنّ لكلّ فرد الحقّ فى الأكل ، كي يتمكّن أيّ شخص من الذهاب إلى السوق أو الفضاء التجاري الكبير و يأخذ ما يحتاج إليه دون دفع ثمن ما اقتناه ؟ بداهة ، ستنجم عن ذلك فوضى ، و سرعان ما تختفى السلع من المكان إيّاه لأنّه ، من سينتجها مجانا ؟ توجد القدرة الإنتاجيّة لتغذية الجميع تغذية صحّية ، و ليس في المكسيك فحسب ، و إنّما عبر العالم ، و مع ذلك ، في ظلّ هذا النظام ، يعرف الكثيرون الجوع و يعانى الكثيرون من سوء التغذية . فقط في ظلّ نظام مختلف ، في ظلّ اشتراكية حقيقيّة ، سيكون من الممكن ضمان شيء جوهريّ من مثل حقّ الأكل .
و هكذا ، من غير الممكن تغيير أيّ شيء جوهريّ عبر الانتخابات لأنّه حتّى لو كانت لديك أفضل النوايا ن عندما تصل إلى السلطة ، تجد أنّ÷ عليك أن تتصرّف في انسجام مع السير الضروريّ للنظام الاقتصادي و السياسيّ الراهن . و بالتالي ، كما قال ماركس ، الانتخابات البرجوازيّة في أفضل الأحوال ليست أكثر من حقّ اختيار ممثّلي الطبقة الحاكمة الذين سيضطهدون الشعب و يقمعونه في الفترة القادمة . إنّ التغيير الذى يحتاجه بصفة استعجالية جدّا الناس لن تأتي به الانتخابات في ظلّ هذا النظام بل تأتي به ثورة فعليّة تتخلّص من النظام الراهن و تنشئ نظاما مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير : الاشتراكية المسترشدة بالفهم العلميّ للشيوعيّة الجديدة .
5- من غير الممكن " تغيير العالم دون إفتكاك السلطة " ؛ لا بدّ من تحطيم سلطة الدولة القائمة و تشكيل سلطة دولة جديدة، مغايرة جذريّا و ثوريّة :
و ليس ممكنا أيضا " تغيير العالم دون افتكاك سلطة الدولة " بتعميم المشاريع البديلة المستقلّة ذاتيّا ، و الإدارة الذاتيّة و الدفاع الذاتي ، أو مشاريع أخرى مشابهة في ظلّ النظام الراهن . في نهاية المطاف ، " افتكاك السلطة " ضمن النظام الراهن ، سواء بواسطة الانتخابات أو بوسائل أخرى ، لن يغيّر أيّ شيء للأسباب التي أشرنا إليها للتوّ . ما من شيء جوهريّ يمكن أن يتغيّر دون تحطيم و تفكيك سلطة الدولة القائمة ، الدولة الرأسماليّة ، و التخلّص من كامل النظام القائم ، و إنشاء نظام مغاير راديكاليّا بواسطة ثورة فعليّة .
و عادة ما يذكر أنصار موقف " تغيير العالم دون افتكاك سلطة الدولة " بواسطة المشاريع البديلة تجربة جيش زاباتا للتحرير الوطنيّ ( EZLN ) كمثال ، بالرغم من كون القادة الزاباتستا لا يستخدمون تلك الجملة . ما الذى تدلّل عليه تلك التجربة ؟ إنّ انتفاضة الفلاّحين و السكّان الأصليّين سنة 1994 قد ألهمت الملايين و إن لم يكن برنامج جيش زاباتا للتحرير الوطني ليتخطّى بنا عتبة النظام الرأسمالي الحالي ، لأسباب شرحناها في مكان آخر . ( أنظروا على سبيل المثال ، " لا بدّ من دفن النظام الرأسمالي ، و ليس محاولة " دمقرطته " " على موقعنا على الأنترنت ) . و مع ذلك ، في غضون بضعة أيّام ، أوقف اجيش زاباتا الانتفاضة و شرع في مفاوضات مع الحكومة . و تاليا ، خانت الحكومة حتّى المطالب المحدودة التي قبلت بها و أمضت عليها في اتفاقيات سان أندراس .
بالدعم المالي و غيرها من أشكال الدعم من قوى متنوّعة في أوروبا و غيرها بالأماكن ، بلغ جيش زاباتا للتحرير الوطني بعض التغييرات الجزئيّة في مناطق تأثيره الأكبر المحدودة في التشياباس ، و يمكننا و يتعيّن علينا التعلّم من تلك التجربة . و مع ذلك ، الدرس الأكبر هو الحدود الضيّقة للتغيير ضمن النظام القائم ، دون الإطاحة بالنظام الرأسمالي . و بالرغم من أنّ الزاباتيّين قاموا بالكثير لتجنّب العداء مع الحكومة ، و ما الذى حصل ؟ كلّ حكومات كلّ الأحزاب الانتخابية نظّموا بما في ذلك بنصيحة من إمبرياليّة الولايات المتّحدة ، حملة منهجيّة من الهرسلة و القمع و القتل في صفوف الزاباتيّين مستخدمة الجيش و الحرس الوطني و الشرطة و القوّات شبه العسكريّة و خاصّة في الفترة الأحدث ، مهرّبو المخدّرات القتلة . و تتواصل الحملة القمعيّة الرجعيّة اليوم . يجب أن نندّد و نقاتل هذا القمع ضد جيش زاباتا للتحرير الوطني . يجب كذلك الاعتراف بأنّ هذا يؤكّد الحاجة للإطاحة بالدولة و كامل النظام القائم و ليس فقط مجرّد إيجاد " بدائل " ضمن حدود النظام القمعي القائم .
و محاولات " مجموعات الدفاع الذاتي " ، " شرطة جماعيّة " ، " بلديّات مستقلّة ذاتيّا " و مشاريع بديلة أخرى عادة ما تمثّل جهودا بذلها الناس و مقاومة هجوم نظام الاستغلال و الموت القائم . و مع ذلك ، واجهوا حملات مناهضة للثورة ، مجدّدا من كلّ الأحزاب الانتخابيّة ، لأنّهم جميعا يمثّلون و يدافعون عن ذات النظام الرأسمالي التي تهيمن عليه الإمبرياليّة .
و في حين أنّ هذه المحاولات لبلوغ بعض التغييرات الجزئيّة في مكان محدّد أو آخر يظلّ تحت حصار النظام المهيمن ، أو هي ، في الواقع ، قمعوا أو تواطؤوا ، النظام الرأسمالي القاتل يواصل تخريب الحياة و سحق الآمال و فرض البؤس و الاختطاف و الإخفاء و عمليّات القتل ، و كذلك تحطيم البيئة في المكسيك ككلّ .
بغضّ النظر عن نوايا الذين يشجّعون إمكانيّة " تغيير العالم دون افتكاك سلطة الدولة " أو ، عامة ، من ينطرون الحاجة إلى الإطاحة بالدولة و كامل النظام الرأسمالي بواسطة ثورة فعليّة ، هذا الموقف يدين أيضا الناس الذين يواصلون التعرّض للعذابات غير الضروريّة في ظلّ هذا النظام .
حان الوقت لاستبعاد الأوهام الخاطئة لنوع من " الثورة الإيديولوجية " أو " ثورة الضمائر " و " التغيير " الانتخابي أو " تغيير العالم دون افتكاك سلطة الدولة " ، مقيّدين أنفسنا في " بدائل " أنّه ، في أفضل الأحوال ، ليست سوى ضمّادات توضع على جراحات سرطانيّة لنظام فاسد . بالنسبة إلى الشعب ، بالنسبة إلى الإنسانيّة ، العمليّة الجراحيّة الراديكاليّة الضروريّة هي ثورة فعليّة . و علينا أن ندعم كلّ نضال عادل و نعبّأ الجماهير في النضالات المفاتيح ضد سلطة الدولة . لكن لوحدها ، هذه النضالات ، و إن كانت عادلة و ضروريّة ، في أفضل الأحوال قادرة على استعادة قسط صغير من الأرض أو تنازلات أخرى . طال الزمن أو قصر ، يتمّ الهجوم عليها و في نهاية المطاف إلحاق الهزيمة بها أو تخريبها من قبل النظام أن لم تكن لها روابط بالنضال من أجل ثورة فعليّة . و بدلا من حصر الناس في النضالات الضروريّة لكن المحدودة للبقاء على قيد الحياة في ظلّ هذا النظام المجرم ، يجب علينا أن نقاتل سلطة الدولة و نغيّر الناس من أجل الثورة.
6- هذه الثورة ممكنة لأنّ عددا متناميا من الناس لم يعد بوسعه الحياة مثلما كان الأمر في السابق ، و الطبقات الحاكمة تواجه صعوبات متزايدة في مواصلة الحكم كما في السابق :
من الشائع سماع أنّ رأي أنّ الثورة ليست ممكنة لأنّه " أنظروا إلى اين يوجد الناس ". لكن أنظروا إلى أين يوجد الناس فعلا ! مجموعات كاملة يقع تهجيرها و اجتثاثها و تحطيمها ، سواء جرّاء المشاريع الكبرى القاتلة للحكومة أو جرّاء العمليّات المنجميّة المدمّرة للرأسماليّين المحلّيين و الأجانب ، أو جرّاء الجريمة المنظّمة ، التي تزحف بصورة متصاعدة على طول البلاد و عرضها بالتعاون مع السلطات على كافة المستويات و كافة الأحزاب الانتخابية . و يواجه الشباب في عديد الأماكن الخيار الصعب بين أن يضطرّوا إلى الالتحاق بالمافيا و الفرار مع عائلاتهم إلى أماكن أخرى ، أو أن يتجرّؤوا على المواجهة مستخدمين مجموعات الشرطة و وسائل أخرى ، التحالف الثلاثي الجهنّميّ للحكم ، و الجريمة المنظّمة و التجّار الكبار . المقاتلون و المحامون و الصحفيّون الشرفاء يقع قتلهم أو اختطافهم و إخفاؤهم من هنا و هناك . مع كلّ مدّة رئاسيّة بستّ سنوات جديدة ، العدد الدمويّ للقتلى و المختطفين و النساء و الأطفال المتاجر بهم ، و" الحكم المشترك " مع تجّار المخدّرات و الابتزاز و فظائع أخرى ، يرتفع .
علاوة على ذلك ، إزاء هذا الوضع ، يصارع آلاف الناس ، حتّى بشجاعة كبيرة . و يستمرّ عديد أعضاء الأسرة في القتال للعثور على أحبّائهم المختطفين و لفضح التواطؤ الإجرامي للسلطات ، رغم التهديدات و قتل عديد الأمّهات و باحثين آخرين عن المختطفين الذين وقع إخفاؤهم . و المقاومة الجسورة و المصمّمة و أحيانا حتّى المسلّحة لعديد مجموعات السكّان الأصليّين و فلاّحين آخرين دفاعا عن أراضيهم و مائهم و غاباتهم و محاصيلهم الفلاحيّة ضد المشاريع الكبرى القاتلة التي تقف وراءها الحكومة و التجّار الكبار ، و كذلك الإرهاب و التجنيد القسريّ و الابتزاز الذى تسعى الجريمة المنظّمة لفرضه بالتعاون مع الحكومة و التجّار الكبار ، ملهمة . و الشوارع تمتلئ بصفة دوريّة ببحر من اللون الأخضر و اللون الأرجواني بسخط و غبطة النساء المناضلات لوضع نهاية لقتل النساء و من أجل الحقّ التام في الإجهاض ، و لوضع حدّ للبطرياركيّة. و أعضاء الأسر و الطلبة و الأساتذة و النشطاء و آخرون يواصلون القتال من أجل الحقيقة و العدالة لضحايا مجزرة ساحة تلالتيلولكو سنة 1968 و درتي وور و أكتيال و الألتشاركو و آيتزنابا و جرائم أخرى ضد الشعب و التي و يجلا تبقى بلا عقاب فحسب و إنّما قد قدّمت الحكومة جوائز عديدة لضبّاط الجيش المسؤولين المجرمين . و العديد من الناس عبر مدينة المكسيك نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على الإبادة الجماعيّة في فلسطين ، بينما الحكومة الراهنة المسمّاة " يساريّة " ترفض قطع العلاقات مع إسرائيل أو حتّى تعترف بوضوح بأنّ ما يجرى إبادة جماعيّة . و يقاتل آلاف الناس حتّى بجسارة و إنكار للنفس ، و ليس من العادل أن ندير لهم ظهورنا و نبرّر سلبيّتنا نحن ب " السلبيّة " الظاهريّة لغالبيّة الناس . في الواقع، المشكل بالنسبة لعديد الناس هو ليس فقط " السلبيّة " بل أنّهم لا يرون أو ليسوا مقتنعين بكيفيّة التمكّن حقّا من تغيير الوضع.
الحقيقة هي أنّ ملايين الناس في المكسيك يحتاجون بيأس لثورة و المزيد و المزيد من الناس لا يستطيعون مواصلة الحياة كما في السابق . و هذا مظهر من الإمكانيّات المتطوّرة لتطوّر غير متكافئ لوضع ثوريّ يتطلّب مزيد البحث و التحليل . و يجد هذا التعبير عنه في مناطق شاسعة من الريف و في مدن عديدة صغيرة الحجم و متوسّطة ، و في " أحزمة الفقر " حول المدن الكبيرة . و مثال مذهل لكلّ من هذا الوضع الثوريّ الممكن و الإمكانيّات الثوريّة للجماهير هو الظهور المتكرّر في أنحاء متنوّعة من المكسيك ، أوّلا في الريف ، بأشكال مختلفة من " مجموعات الدفاع الذاتي " و " شرطة المجموعة " و بأشكال أخرى من المقاومة الشعبيّة المسلّحة . و هذه ليست بحدّ ذاتها نضالات ثوريّة تهدف إلى الإطاحة بالنظام ، و في وجه اعتداءات خبيثة من قبل الحكومة و تجّار المخدّرات و قادة التجارة ، و ينتهى الكثيرون مسحوقين أو منتدبين من طرف الحكومة . و مع ذلك ، تعبّر بصفة ملموسة جدّا أنّ الظروف في أنحاء هامة من المكسيك تُجبر الجماهير على التسلّح كوسيلة وحيدة فعّالة لمقاومة الفظائع التي تعيشها .
و على الرغم من أنّ الإمكانيّات الثوريّة للجماهير لم تتمظهر بعدُ في ظهور شعب ثوريّ بالملايين ، فإنّ هذا لا يعزى لكون غالبيّة الناس راضين بهذا الوضع . و حتّى قسم هام من السكّان – الملايين – يفكّر في أنّ الثورة ضروريّة على أنّ فهمهم لما يعنيه هذا يختلف بدرجة كبيرة ، و لا يرون بعدُ كيف سيكون هذا ممكنا .
و كيما يمكن تحويل هذا الشعور و هذه الرغبة و هذه الحاجة إلى قوّة ماديّة واعية ، إلى حركة أقوى فأقوى من أجل الثورة، نواة نامية من الشيوعيّين الثوريّين يجب أن تتّصل بالناس لتثير النقاشات و تقنعهم بحقيقة أنّه ليس علينا أن نستمرّ في الحياة و نحن نعاني و نموت على هذا النحو ، و لتنظيمهم الآن من أجل ثورة فعليّة . يتطلّب الأمر المضيّ ضد الدوغما الخانق ل" اليسار " الإصلاحيّ الذى يشدّد على أنّ الثورة هي " الملجأ الأخير " في مستقبل بعيد جدّا عندما يكون الناس " غرقين إلى العنق في المياه " . يرفضون رؤية أنّه بالنسبة إلى الملايين قد ارتفعت المياه بعدُ أبعد من أعناقهم . و يكاد الكثير منهم يغرقون او قد غرقوا بعدُ في مياه قاتلة لهذا النظام . ليسوا في حاجة إلى قيادة إصلاحيّة سائدة في ما يسمّى ب " اليسار" ترفض مواجهة الواقع كما نعيشه . يحتاجون إلى قيادة ثوريّة قادرة على التحليل العلميّ للوقائع الفعليّة التي تجعل من الثورة ممكنة و إقناع المزيد و المزيد من الناس بهذا الواقع . و من هذه الوقائع ، كما أشرنا بعدُ ، هو أنّ المزيد و المزيد من الناس لم يعودوا قادرين على الحياة كما فعلوا قبلا أو بكلّ بساطة ، لم يعودوا معنا .
و المظهر الآخر للسير الممكن للوضع الثوري المتطوّر بصفة غير متكافئة ، ليس في مستقبل ما بعيد ، لكن وسط ما نشهده الآن ، هو أنّ الطبقات الحاكمة تواجه صعوبات متزايدة في حمك المكسيك . و هذا يعبّر عنه جزئيّا في المنافسة التافهة بين الأحزاب البرجوازيّة التي فقدت بدرجة كبيرة مصداقيّتها - PAN,PRI,PRD – و الأحزاب البرجوازيّة لما تسمّى " التغيير الرابع ". مع ذلك ، يقع التعبير عنه حتّى أكثر حدّة في النزاعات العنيفة بين مجموعة أو أخرى من الرأسماليّين الكبار ، بما في ذلك ممثّليهم السياسيّين ، المتحالفين مع كارتيل جريمة أو آخر . أصحاب المليارات قادة أهمّ الكارتالات يمثّلون بعدُ جزءا من الطبقات الحاكمة ، أي ، الرأسماليّين الكبار المحلّيين و الأجانب و الملاّكين العقّاريّين في الريف . إنّهم يمارسون السلطة المحلّية أو " الحكم المشترك " في مناطق متزايدة من المكسيك . و هم مترابطون و يتآمرون مع الكثير من الرأسماليّين المسمّين " قانونيّين " و مع السلطات على المستويات كلّها ، ليس في المكسيك فحسب و إنّما أيضا في الولايات المتّحدة . و الصدامات بين مختلف المجموعات – كلّ من تلك المجموعات " القانونيّة " و " غير القانونيّة " – من الطبقات الحاكمة يجرى التعبير عنها بشكل مفتوح أكثر في واقع أنّه لم يعد بوسعهم تنظيم انتخابات دون ارتكاب مجازر كبيرة في حقّ المرشّحين و مسانديهم ، و كذلك الدخول في حروب دمويّة تخوضها مختلف الكارتالات أ المتحالفة عادة مع جزء أو آخر من الدولة ، و رجال الأعمال " القانونيّين ". و الأعمال المفترض للدولة ضد الجريمة المنظّمة لا صلة لها عمليّا بالقضاء على هذا الزبد لكن بالأحرى بتفضيل هذا أو ذاك من المجموعات المتعارضة أو أن يظهروا للرأي العام أنّه " يجرى القيام بشيء " .
كلّ من البحوث في جريمة ولاية أيوتزينابا التي تجريها مجموعة من الأخصّائيّين المستقلّين متعدّدى الاختصاصات (GIEI) و وثائق " Guacamaya Leaks " ، تبيّن أنّ الجيش المكسيكيّ قد شخّص بوضوح الجماعات الإجراميّة و أعضائها ، لكن، و هذا يبعث على دهشة ، لا يمكن أن يعثر إلاّ على مجموعة أو أخرى ، حسب مصالحه . و في الواقع ، الجريمة المنظّمة متغلغلة في المستويات الثلاثة من الحكم و الطبقات الحاكمة عامة بحيث أنّ السلطات ليست قادرة و لا تنوى أن تقاتلها قتالا حقيقيّا . و الآن إدارة ترامب الفاشيّ ضغطت على الحكومة المكسيكيّة – التي تنوى دائما " التعاون " ( كما تقول شاينباوم نفسها ) مع هذا النظام الفاشيّ – لتنظيم المزيد من العمليّات ضد بعض الفئات من الجريمة المنظّمة . و هدف فاشيّي الولايات المتّحدة ليس كذلك القضاء على الجريمة المنظّمة و إنّما بالأحرى إخضاعها – و المكسيك عامة – للمزيد من السيطرة المباشرة لإمبرياليّة الولايات المتّحدة . و هناك تاريخ كامل من التعاون بين حكومة الولايات المتّحدة و الجريمة المنظّمة ، من ذلك فضيحة " إيران كنتراغايت " ليس سوى المثال الذى نال الدعاية الأكبر ، و فيه استخدمت الولايات المتّحدة تجارة المخدّرات لتزويد المعادين للثورة في نيكاراغوا بالسلاح .
و كلّ هذا يغذّى النزاعات و الصدامات الدامية بين مختلف القوى الرأسماليّة ( في آن معا " القانونيّة " و" غير القانونيّة "، رغم أنّ الصعوبة متزايدة في تمييز الواحد عن الآخر ) . وهم يتسبّبون في مخاطر متفاقمة و حالات فقدان التحكّم و السيطرة مثلما جدّ في الهجمات المسلّحة في سينالوا و تشياباس و غارارو و متشاكان و غواناخواتو ، و حتّى في الاغتيال الحديث لمساعدين قريبين من والي مدينة مكسيكو . و رغم أنّ النموّ المنتشر للجريمة المنظّمة يمثّل مشاكلا هامة بالنسبة إلى الثورة ، فهو يدفع بالمكسيك نحو بحر متنامي من الدماء ، معرقلا الحياة اليوميّة للملايين و منتجا ظروفا متفاقمة من الخروج عن التحكّم و السيطرة . تفتح الصراعات الداخليّة في صفوف الطبقات الحاكمة شقوقا في هيكلة السلطة من خلالها يمكن للإمكانيّات الثوريّة المقموعة للجماهير أن تنفجر بقوّة هائلة .
و يتداخل ظهور إمكانيّة تطوّر وضع ثوريّ غير متكافئ في المكسيك ، يتداخل بعمق مع الأزمة الراهنة في الولايات المتّحدة . فالصدام ينمو بين محاولات إدارة ترامب تعزيز الفاشيّة – و الدكتاتوريّة السافرة للطبقة الحاكمة – و نضال عدد متنامي من الناس ضد ذلك ، و بصفة خاصة الاحتجاجات المنتشرة عبر الولايات المتّحدة دفاعا عن المهاجرين و ضد تعزيز النظام الفاشيّ . و مثلما حلّل بوب أفاكيان ، مؤلّف الشيوعيّة الجديدة ، تحليلا عميقا و علميّا ، ينطوي هذا الوضع على كلّ من الخطر المريع لتوطيد الفاشيّة في الولايات المتّحدة و إمكانيّة ثورة – أجل ثورة ! – في أعتى بلد إمبريالي في العالم . و الحزب الشيوعي الثوريّ ، و الشيوعيّون الثوريّون [ Revcoms ] يقاتلون ضد كلّ كافة العراقيل من أجل كلّ من ترحيل ترامب الفاشيّ من السلطة و إنجاز ثورة تحريريّة . و بما أنّ إمبرياليّة الولايات المتّحدة هي أقوى حصن يدعم النظام الاستغلالي و الاضطهادي في المكسيك ، فإنّ هذا النزاع العميق عبر الريو برافو / غراندي يفتح أيضا كلاّ من المخاطر المريعة و الإمكانيّات الثوريّة الهائلة هنا.
لقد استغلت الولايات المتّحدة منتهى الاستغلال و اضطهدت منتهى الاضطهاد و نهبت الشعب المكسيكي بلا رحمة ، مثلما تفعل مع الشعوب الأخرى حول العالم . و تعزيز الفاشيّة في الولايات المتّحدة سيمضى بهذا إلى مستوى آخر من الوحشيّة و الفظائع ، كما يترجم ذلك في توصيف ترامب بصفة مستمرّة للمكسيكيّين و المهاجرين المضطهَدين عامة على أنّهم " مجرمين و مغتصبين " ، و كذلك في العدوان و التجسّس المتصاعدين ضد المكسيك من قبل حكومة ترامب ، رغم ضمانات شاينباوم التواطئيّة بأنّ هذا " تعاون ".
هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، تقدّم حركة " يجب ترحيل ترامب ! " بدفع من منظّمة " لنرفض الفاشيّة " RefuseFascism ، و أيضا النضال في سبيل ثورة فعليّة في الولايات المتّحدة ، يشجّع و يحفّز الإمكانيّات الثوريّة في المكسيك ، و تقدّم الحركة من أجل الثورة في المكسيك يشجّع و يحفّز النضال من أجل الثورة في الولايات المتّحدة . لهذا من الأهمّية بمكان أن ننسج وحدة في صفوف المضطهَدين من الجانبين من الحدود ضد الرأسماليّين الكبار و حكوماتهم في كلا البلدين .
بإختصار ، الثورة ممكنة في المكسيك ، و ليس في وقت بعيد ، بل في الوقت الذى نعيش فيه ، لأنّه لم يعد بوسع المزيد و المزيد من الناس الحياة كما في السابق ، و الأزمة السياسيّة في الولايات المتّحدة هي الأخرى تزيد من حدّة كلّ هذا . و مع ذلك ، ليس من الممكن لكلّ هذا أن يؤدّي إلى ثورة فعليّة دون تشكيل نواة قيادة شيوعيّة ثوريّة لا تنفكّ صفوفها تتوسّع تسترشد بالفهم العلمي ، و ليس ب " الحكمة " السائدة لمعظم ما يسمّى ب " اليسار " .
7- تتأتّى إمكانيّة الثورة من وضع ثوريّ تفرزه تناقضات و أزمات النظام ، و ليس التراكم البطيء للنضالات من أجل الإصلاحات :
على عكس ما كنّا نحاجج من أجله ، الغالبيّة الطاغية لما يسمّى " اليسار " تنظر إلى الثورة كشيء هلاميّ و بعيد ، و في أفضل الأحوال ككلمة رنّانة تضاف إلى خطاباتها أمام حضور وقع انتقاؤه . لماذا ؟ لأنّها لا تقارب المسألة مقاربة علميّة و إنّما بالأحرى مقاربة إصلاحيّة غير قادرة على النظر إلى ما أبعد من النظام الاضطهادية القائم . إنّها تتصوّر ( أو وقع تدريبها خطئا على التفكير في ) أنّ الثورات تجدّ نتيجة حركة جماهيريّة متنامية من أجل المطالب الآنيّة ، و بما أنّه لا توجد راهنا موجة عالية في نضال الجماهير ، تستنتج أنّ آفاق الثورة بعيدة جدّا . هذا هو دوغما جميع " الشيوعيّين " الزائفين من مختلف المجموعات التي تتماثل مع " الحزب الشيوعي المكسيكيّ " ، و عديد المجموعات التروتسكيّة المتحوّلة ، و حتّى عديد الفوضويّين ، ضمن آخرين .
لا تحصل الثورات على هذا النحو ، من خلال المراكمة التدريجيّة للقوى في النضال اليوميّ من أجل المطالب . تحدث الثورات نتيجة احتدام التناقضات الأساسيّة للنظام التي تؤدّي إلى وضع ثوريّ . كان هذا حال الثورة الروسيّة التي حدثت في خضمّ التناقضات العميقة للنظام التي انفجرت إبّان الحرب العالميّة الأولى . في البداية ، كان الموقف الثوري للبلاشفة في معارضة الحرب الإمبرياليّة معزولا أكثر و حتّى واجه رميا بالحجارة من قبل الجماهير الوطنيّة ، لكن مع تفاقم احتدام كافة التناقضات في مسار الحرب ، نشأت ظروف ظفر الثورة الاشتراكية . و في حال الثورة الصينيّة ، جعل وجود تطوّر غير متكافئ في الوضع الثوريّ من الممكن خوض حرب الشعب الطويلة الأمد انطلاقا من الريف إلى أن جدّ تحوّل في الوضع العالمي غداة الحرب العالميّة الثانية جعل من الممكن افتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها . ( من أجل تحليل أعمق لهذه التجارب و مدى مناسبتها ليومنا هذا ، ننصح بدرجة كبيرة كتيّب بوب أفاكيان الممتاز ، " الثورة : منعرجات كبرى و فرص نادرة " المتوفّر على موقع أنترنت revcom.us ). و مثلما نناقش بالتفصيل أكثر في " الأمل الثوريّ " ، الثورة المكسيكيّة لسنة 1910 ، مع أنّها ليست ثورة اشتراكية ، هي أيضا لم تحدث مثلما يتصوّر الثوريّون المزيّفون . انفجرت مع اشتداد استغلال و اضطهاد الفلاّحين من قبل الملاّكين العقّاريّين الكبار و الهيمنة الإمبرياليّة في وضع كان يبدو وضع لامبالاة من طرف الجماهير .
ما من أحد أعمى من الذين لا يرغبون في النظر . ما من أحد ينوى فتح عينيه يمكن أن يُنكر واقع أنّ النظام يفرز وضعا يتصاعد فيه اليأس بالنسبة إلى ملايين الناس . و لا يمكن إنكار أنّ حمّام الدم المريع للجرائم و الاختطافات و الإخفاء من قبل رجال العصابات الإجراميّة و الجيش و الحرس الوطني و الشرطة و وكلاء الإمبرياليّة يعبّر عن الظروف المتنامية من الخروج عن التحكّم و السيطرة . بيد أنّ " الثوريّين " و " الشيوعيّين " المزيّفين الإصلاحيّين و المعادين للثورة يرغبون في توبيخ الجماهير بسبب فقدانهم الخاص للإرادة الثوريّة . موقفهم ، في جوهره ، هو أنّه " عندما تنهض الجماهير في نضال ثوريّ ، نحن أيضا سنعترف بأنّ الثورة ممكنة " . لا ، لا ، لا ، لا . لا ألف مرّة ! الجماهير تصنع الثورات لكن كما أشار ماركس ، الثورات ليست نتاج ما يفكّر فيه الناس أو يفعلونه في لحظة معيّنة ، و إنّما لما تجبرهم على مواجهته اهتزازات هذا النظام – طالما وُجدت قوّة ثوريّة قائدة قادرة على قيادة نضال الجماهير نحو النصر . و في حال الثورة الاشتراكية ، مثل هذه القوّة القائدة يجب أن تسترشد بفهم علميّ صحيح للمشكل و للحلّ ، ضمن أشياء أخرى .
ما من شكّ أنّه ، في الوضع الراهن ، هذا ليس بالأمر الهيّن . فنحن نحتاج إلى الكثير من النقاشات و الصراعات في صفوف الجماهير لإقناع حتّى الناس ذوى الذهنيّة الأكثر ثوريّة بأنّ ثورة فعليّة ضروريّة ، ممكنة ، و تحريريّة . لماذا ؟ ضمن أسباب أخرى ، لأنّ الماسكين بزمام النظام الرأسمالي لهم بداهة مصلحة قويّة في إقناع الناس بأنّ مثل هذه الثورة ستكون سيّئة جدّا و حتّى مستحيلة ، بينما يقمعون بخبث حتّى النضالات من أجل أكثر الحاجيات أساسيّة . و كذلك لأنّ " اليسار " المزيّف السائد يقمع الإمكانيّات الثوريّة للناس ، مضلّلا إيّاهم بجمل فارغة عن " ثورة " مفترضة في المستقبل البعيد . و يبشّرون بأنّه ينبغي أن نقيّد أنفسنا الآن بالنضال لأجل فتات في ظلّ هذا النظام . و لئن تمّ إتّباع هذا الموقف الخاطئ بعمق ، سيكون ذلك المستقبل عمليّا و في أفضل الأحوال كوكبا لا يمكن الحياة فيه .
و علاوة على ذلك ، إمكانيّة تطوّر وضع ثوريّ غير متكافئ ليست لتظهر بسهولة ؛ فالأمر يتطلّب العِلم . الأمر يتطلّب علم الشيوعيّة الجديدة للتوغّل إلى تحت سطح القوّة الهائلة و القوّة القمعيّة الحقيقيّة جدّا لدي النظام و إدراك أنّ أزمات النظام نفسها و الصراعات الداخليّة في صفوف السلطات القائمة تفتح انشقاقات من عدم التحكّم و السيطرة التي من خلالها يمكن أن تنفجر الإمكانيّات الثوريّة للجماهير المستغَلّة و المضطهَدَة . و الأمر يتطلّب علما للتوغّل تحت السطح و رؤية أنّ الوضع الذى تعيشه ملايين متنامية ليس ببساطة تراجيديا و دموع – وهو كذلك ، إلى حدّ كبير – و إنّما ينطوي أيضا على اشتداد الإمكانيّات الثوريّة للجماهير ، التي يمكن أن تنفجر بقوّة هائلة ، حتّى و إن كان الناس أنفسهم لا يدركون بعدُ قوّة إمكانيّاتهم الثوريّة الهائلة .
ثمّ’ حاجة إلى العلم للتوغّل تحت السطح ، تحت الظاهر ، و تحليل المظاهر و اشتداد إمكانيّة التطوّر اللامتكافئ للوضع الثوريّ الذى سلّطنا عليه الضوء هنا . الأمر يتطلّب نواة شيوعيّة ثوريّة متسلّحة بهذا العلم و تطبّقه عمليّا . و هذا يقتضى تبليغ ها الفهم العلمي بأنّ الثورة ممكنة للناس ، ليس في مستقبل بعيد ، بل في الزمن الذى نعيش فيه . يجب أن نبلّغ هذا إلى الناس و يجب نقاشه و الصراع حوله و يجب أن يقتنع المزيد و المزيد من الناس به و يجب تنظيمهم الآن من أجل الثورة.
8- يجب تنظيم الناس من أجل الثورة ، و لا يجب أن يقعوا في شرك النضالات من أجل المطالب الإقتصاديّة الآنيّة التي هم بعدُ بصدد خوضها :
للتوّ كتبنا أنّه يجب تنظيم الناس من أجل الثورة ، و يمكن أن نسمع بعدُ كورال التشكّيات من ما يسمّوا ب " الثوريّين " الانتهازيين : " من غير الممكن الحديث للناس عن الثورة . لا يستطيعون فهمها " هراء ! هل حاولوا أبدا ذلك ! نحن حاولنا. لقد تحدّثنا عن الثورة و الشيوعيّة الجديدة ، و ناقشنا هذا مع فلاّحين و مع مثقّفين ، و مع عمّال مياومين و طلبة ، و مع تجّار و أمّهات و آباء يبحثون عن أحبّائهم الذين وقع اخطافهم و اخفاؤهم . باختصار ، مع كلّ أصناف الناس . لأنّ ثورة فعليّة لا يمكن أن تكون إلاّ نتيجة نضال واعي للشعب . و اكتشفنا أنّه من الممكن الحديث مع كافة أصناف الناس عن ثورة فعليّة . البعض ضدّها ، و يعتقد آخرون أنّها غير ممكنة ، و يثيرون كافة أنواع الشكوك و التساؤلات . لكن لا يوجد أحد لا يستطيع " الفهم " . حتّى الناس الأكثر اضطهادا الذين حرمهم النظام من كلّ الفرص ، لديهم آراء حول الثورة و يطرحون علينا أسئلة جوهريّة " كيف سيكون من الممكن إلحاق الهزيمة بالجيش المكسيكيّ ، ناهيك عن تدخّل اليانكي ؟ " [ اليانكي = إمبرياليّو الولايات المتّحدة-المترجم ]" لقد قيل لي إنّ الشيوعيّة سيّئة لأنّه إن كانت لديك بقرتان، سيفتكّون منك واحدة " . " بعد الثورة ، ألن يكون الأمر ذاته ، مثلما في نيكاراغوا ؟ "، " لا أري أنّ هذا ممكن الآن نظرا للموقع الذى يوجدون فيه الناس " . و عديد الأسئلة الأخرى .
يحتقر " الثوريّون " المزيّفون الناس زاعمين أنّهم " لا يستطيعون الفهم " . يوبّخون الجماهير على تخلّفهم هم الخاص . و هم أنفسهم لا يرغبون في الخوض في المشاكل الحقيقيّة للقيام بالثورة ، لأنّه في الواقع ، هم لا يبحثون عن ثورة فعليّة و إنّما بالأحرى عن حركة إصلاحيّة ضمن الحدود الخانقة لهذا النظام ، و أحيانا يمجّدون ذلك بخطاب " ثوريّ " . لذا يكرّرون بلا توقّف الدوغما القديم و المشروخ ل" اليسار " الانتهازي في العقود الماضية و عبر العالم قاطبة : " يجب تنظيم الجماهير للقتال من أجل مطالبهم الأقرب إلى قلوبهم " و بهذا يقصدون النضالات الاقتصادية التي ، في الكثير من الأحيان، بعدُ الجماهير نفسها بصدد خوضها .
إنّهم ليسوا معنيّين بأنّ هذا لم يؤدّى أبدا إلى ثورة فعليّة . إنّ من يسمّون زورا و بهتانا ب " اللينينيّين " لا يهتمّون بأنّ هذا الموقف الاقتصادي / الاقتصادوي هو على وجه الضبط الموقف الخاطئ الذى جادل ضدّه لينين في عمله الشهير " ما العمل ؟ " و دون نبذ شامل لهذا الدوغما الإصلاحيّ ، لم تكن الثورة البلشفيّة لتنتصر أبدا.
المطالب الاقتصادية و غيرها من المطالب ضد الظلم عادلة و يتعيّن أن ندعمها و نشجّعها . و أحيانا يمكن أن تكون لها حتّى تأثيرا سياسيّا له دلالته ، كما هو الحال في النضال الحديث للأساتذة من أجل تقاعد مناسب و الذى أوضح بشكل كبير أنّ حكومة مورينا تقف إلى جانب Afores ( مديري صناديق التقاعد المموّلة سنويّا ) ، و البنوك و النظام الرأسمالي ، و ضدّ حتّى أكثر حقوق الشعب أساسيّة ، رغم الاستعمال المستمرّ للحزب الحاكم حاليّا لكلمات " الشعب ، الشعب ، الشعب " إنّ النضالات من أجل إصلاحات ضروريّة و يمكن أحيانا أن تنهض بدور هام ، لكنّها يجب أن تابعة ، كما قال لينين ، مثلما الجزء تابع للكلّ في النضال من أجل الثورة و الاشتراكية .
و مع ذلك ، أكثر ما تحتاجه الجماهير من الثوريّين الحقيقيّين ، من الشيوعيّين الثوريّين ، ليس مجرّد المساعدة على تنظيم النضالات التي يعرف بعدُ الناس كيف يخوضونها و هم بصدد خوضها راهنا . أكثر ما تحتاجه هو الفهم السياسي العلمي الذى حرمها منه هذا النظام و الذى لن تجده ببساطة في النضال اليومي من أجل مطالب فوريّة . و تحتاج بصفة استعجالية أن تفهم الحقيقة العميقة و مفادها أنّه ليس علينا أن نقبل بتواصل عذاباتنا في ظلّ هذا النظام الذى فات أوانه و الذى يدفع الإنسانيّة نحو هاوية الاضمحلال ، أو على الأقلّ نهاية الحضارة كما نعرفها . تحتاج إلى فهم علميّ أساسي للماذا النظام الرأسمالي هو المشكل و للماذا الثورة الاشتراكية الفعليّة هي الحلّ . تحتاج أن تفهم لماذا مثل هذه الثورة ليست ضروريّة بصفة ملحّة فحسب بل هي أيضا ممكنة و ما الذى علينا فعله لكي تحقّق في نهاية المطاف الظفر .
المسألة ليست أنّ الناس لا يقدرون على فهم هذه القضايا . المسألة هي أنّنا نحن الشيوعيّين الثوريّين نحتاج أن ننهض بمسؤوليّتنا تجاه الناس و تجاه الإنسانيّة لتبليغهم هذا الفهم ، و لنصارع معهم و نناقش بطريقة صحيحة ، و لتنظيمهم من أجل الثورة . و بالقيام بهذا ، وجدنا أنّ هذا النضال ليس سهلا . فهو يقتضى الكثير من الصراع و النقاش حول جبال القمامة الهائلة للأفكار الخاطئة التي يروّج لها عامة النظام الرأسمالي ؛ و الحزب الرأسمالي المفترض " يساري " الذى يمسك الآن بالسلطة و الذى كرّس نفسه لمحاولة شراء ذمم و إخضاع أو تحطيم الحركات الشعبيّة ؛ و المجموعات المفترض أنّها " ثوريّة " و " شيوعيّة " المهرّجة الانتهازية السائدة ضمن ما يقدّم نفسه على أنّه " يسار " في المكسيك . هذا ليس نضالا سهلا ؛ إنّه نضال يذهب ضد التيّار ، لكن من الممكن كسبه و تنظيم أقلّية لها أهمّيتها من أجل الثورة الآن .
تنظيم هؤلاء الناس الآن من أجل الثورة أمر استعجالي لأنّ الثورة الفعليّة لا تحدث ببساطة بظهور وضع ثوريّ . فالغالبيّة الغالبة من الأوضاع الثوريّة لا تفضى إلى ثورات . إمّا أن يقع إجهاضها لغياب قيادة ثوريّة كما هو الحال في ما يسمّى بالربيع العربي 2010-2011 ، و إمّا لا تتجاوز حدود النظام الرأسمالي – الإمبريالي جرّاء التوجّه الخاطئ للقيادة ، كما هو الحال في الثورة النيكاراغويّة سنة 1979 . إن كنّا ننتظر نضوج وضع ثوريّ قبل تنظيم الناس من أجل الثورة ، فإنّنا الفرصة للقيام بالثورة سنفوّت و نحكم على الناس بمواصلة التعرّض لفظائع هذا النظام القائم دون أيّ داع .
نحن بصدد تنظيم الناس من أجل الثورة الآن بتطبيق العلاقة الجدليّة و الترابط بين مظهرين : - ننشر بجرأة الشيوعيّة الجديدة من خلال عمليّات فضح للنظام و ترويج للنظريّة و التحليل الشيوعيّين الثوريّين ؛ و – تعبأة الجماهير في النضال ضد الجرائم المفاتيح للنظام التي تبيّن طبيعته الرجعيّة و أنّ أوانه قد فات ، على غرار النضال من أجل الحقيقة و العدالة لأيوتزينابا و كلّ الأشخاص المختطفين و المخفيّين ، و النضال ضد قتل النساء و من أجل حقّ الإجهاض ، و النضال ضد الإبادة الجماعيّة في فلسطين و عديد النضالات الأخرى التي شاركنا فيها إلى جانب الكثير من الآخرين . و في هذه النضالات، من الأساسي أن نقاتل لرفع وعي الناس و كذلك روحهم القتاليّة و أن نعارض هذا النظام الإجرامي ، و هكذا نعزّز كذلك النضال من أجل ثورة فعليّة .
و أيضا و هذا أمر غاية في الأهمّية ، نحن ننظّم الناس ضمن حركة الثورة وهي منظّمة جماهيريّة ثوريّة موحّدة حول ستّ نقاط توجّه أين يمكن للناس أن يساهموا بطرق متباينة في تعميق الحركة من أجل الثورة بينما يناقشون بفكر نقديّ و يتعرّفون على الشيوعيّة الجديدة . و نحن نروّج و نبنى المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك كنواة شيوعيّة ثوريّة نحتاجها الآن في النضال في سبيل تشكيل حزب شيوعي ثوري من نمط جديد تقوده و يطبّق عمليّا الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان.
9- نحن بصدد تشكيل نواة شيوعيّة ثوريّة تسترشد بالشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان و نقاتل الهجمات الخبيثة عليها من قبل الحاقدين عليها :
إنّنا نقاتل بجدّية لتنظيم الناس من أجل ثورة فعليّة و لتشكيل نواة شيوعيّة ثوريّة متنامية الصفوف نحن في حاجة إليها . و لن نكذب عليكم ، نحن قلّة . هناك حاجة لأن يلتحق بنا عديد الناس الآخرين و يساهموا بأفكارهم و إبداعهم و قلوبهم و جهودهم في هذا النضال لأنّه ما من سبيل حقيقيّ آخر كمخرج للجماهير المستغَلَّة و المضطَهَدَة و لا للإنسانيّة .
بتنظيم الناس من أجل ثورة فعليّة ، أهمّ شيء هو أن يكون الفهم القائد صحيحا حقّا و علميّا ، و أن يتناسب مع واقع العالم الحالي و كيف يمكن حقّا تغييره لتحرير الناس . إن كان الفهم القائد غير صحيح ، إن لم يتناسب مع الواقع الفعليّ و كيف يمكن تغييره حقّا ، سيقود الحركة إلى طريق مسدود و لن يقطع أبد مع هذا النظام .
لهذا من المهمّ جدّا أن يكون قائما على العلم ، على فهم متطوّر على أساس أدلّة واقعيّة ، و ليس على النزوات و الأمنيات . و اليوم ، هذا العلم هو العلم الثوريّ الذى أسّسه ماركس و رفعته إلى مستوى جديد الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان . و بالتعلّم ، ضمن أشياء أخرى ، من الاختراقات الكبرى و أيضا من الأخطاء التي لها دلالتها في الثورات الاشتراكية السابقة بقيادة لينين و ماو تسي تونغ ، و بتحليل المظاهر الجديدة للرأسماليّة – الإمبرياليّة اليوم ، أنجز أفاكيان قفزة جديد في علم الثورة ، إطارا جديدا لتحرير الإنسانيّة – إطارا أكثر علميّة و أكثر ثوريّة و أكثر تحريرا و أكثر تناغما مع زمننا .
في مواجهة إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي سنة 1956 و تاليا إعادة تركيز الرأسماليّة في الصين سنة 1976 ( رغم أنّها تواصل تسمية نفسها " شيوعيّة " ) ، الغالبيّة العظمى من الثوريّات و الثوريّين حول العالم تخلّوا عن الثورة و الشيوعيّة بينما تحوّلوهما آخرون إلى كلمات جوفاء . و على العكس منهم ، كرّس أفاكيان حياته للقتال في سبيل المستغَلّين و المضطهَدين و في سبيل الثورة الشيوعيّة العالميّة . و فضلا عن ذلك ، كرّس أكثر من أربعين سنة لتحليل و تطوير فهم أعمق للماذا تمّت إعادة تركيز الرأسماليّة في هذه التجارب الاشتراكية السابقة و كيف نقاتل بطريقة أفضل لمنع مثل إعادة تركيز الرأسماليّة هذه ، و مزيد التقدّم و بشكل أفضل في موجة جديدة من الثورات الاشتراكية حول العالم . لقد طوّر رؤية ملهمة و واقعيّة لمجتمع آخر ممكن ، مجتمع لا يُسمح فيه بالمعارضة و النقاش و التفكير النقديّ و حسب و إنّما يقع التشجيع عليهم ، بينما يجرى التشجيع على و تقديم الدعم لنضال الناس لوضع نهاية لكلّ أشكال الاستغلال و الاضطهاد و اللامساواة الاجتماعية و التمييز العنصريّ .
و في الواقع ، القفزة النوعيّة في علم الثورة مع الشيوعيّة الجديدة أعظم ميزة نملكها الآن في النضال من أجل عالم مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير . بإبحار علميّ ، بإمكان سفينة أن تبلغ وجهتها و لا تضيع في البحر . بالقيادة العلميّة للشيوعيّة الجديدة ، من الممكن رسم طريق صحيح نحو تحرير الإنسانيّة . و دون قيادة علميّة ، سيضلّ النضال الثوريّ طريقه و يغرق في المياه الآسنة للرأسماليّة – الإمبرياليّة .
لقد طبٌّت المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك ( OCR,M ) هذا التوجّه العلميّ للشيوعيّة الجديدة على الظروف الملموسة للمكسيك في الإطار العالمي . و صاغت توجّها وبرنامج أساسيّين للثورة في المكسيك ما يحتاج إلى مزيد التطوير و التعميق. و يتجسّد هذا في وثائق مثل " الثورة التحريريّة " و " الأمل الثوريّ " ، ضمن عدّة وثائق . هناك حاجة إلى التحاق عديد الناس الآخرين بسيرورة النقاش و الخوض في الشيوعيّة الجديدة ، و تطبيقها على الظروف الملموسة للمكسيك ، و النضال لتشكيل حركة متنامية من أجل ثورة فعليّة في وضع استعجالي نعيش فيه. إن أردتم حقّا القتال من أجل تغيير عميق و حقيقيّ، عليكم الالتحاق بحركة الثورة ، و نتعرّف نقديّا على الشيوعيّة الجديدة و المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك ، و نساهم في قتال السلطات القائمة و تغيير الناس من أجل الثورة . نحن منفتحون جدّا على النقاش و الجدال و النقد ، و بوب أفاكيان نفسه كان نموذجا في الردّ على النقد و الاختلافات بحجج عقلانيّة . لقد كان المبادر بنقد الآخرين و مساعدتهم على التعلّم من الأخطاء التي قام بها هو ذاته .
و يحظى أفاكيان بتقدير و حبّ الكثيرين لذات سبب حقد الآخرين له : لأنّه القائد الأمميّ الأكثر ثوريّة و علميّة في زمننا. و يُعزى هذا لقتاله بلا مساومة من أجل أعمق مصالح الناس الذين يعانون بلا داع في ظلّ هذا النظام ، و تأكيده على أنّ الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك ضروريّة ، و مساهماته الرائدة في علم الثورة . و على عكس هذا ، المشاريع السخيفة للحاقدين على أفاكيان الباحثين ليس عن تنظيم ما يفترض أنّه حركة " ثوريّة " خدمة لمصلحة أقلّية ، حركة ضمن و دون القطع مع الإطار الخانق للنظام الراهن ، باهتة مقارنة بمشروع أفاكيان . و الاعتراف بمساهمات أفاكيان لا يمثّل " عبادة للفرد " كما يزعم الحاقدون . إنّه تقدير و تعلّم نقديّ من مساهماته الهامة في العلم ، بالضبط مثلما نقدّر أيضا أو يتعيّن أن نقدّر مساهمات دارون و إنشتاين أو مارى كورى أو لينين أو ماو تسي تونغ .
و نقد مضمون الشيوعيّة الجديدة المدعوم بحجج معقولة مرحّب بها جدّا : و يساهم نقاشها في تعميق فهم الجميع و في تصحيح الأخطاء حيث توجد . لكن الشيوعيّين و الثوريّين المزيّفين الموالين للنظام ، و الحاقدون الذين يشوّهون و يفترون على الشيوعيّة الجديدة ، ناشرين الأكاذيب بدلا من تقديم حجج جدّية ، لا يبذلون طاقتهم لتجنّب مضمون عمل بوب أفاكيان ،شأنهم في ذلك شأن مصّاصي الدماء في الخرافات الذين يتجنّبون الضوء . يقتصرون على الهجمات الخبيثة و الشخصيّة و المعتمد على الأكاذيب لأنّهم غير قادرين على دحض المضمون العلمي للشيوعيّة الجديدة .
و النضال ضد الإمبرياليّة مهزلة و خداع دون النضال ضد الانتهازية ، هذا ما قاله لينين . و يظلّ هذا صحيحا بعمق اليوم. سيقولون إنّنا " معزولون ". و لسنا نخشى أن نكون " معزولين " عن الانتهازيين . لسنا نخشى أن نكون " وحيدين " مع الجماهير النزيهة بملايينها ، فيما نقاتل لنوضّح للناس النزهاء حقيقة مضمون الشيوعيّة الجديدة ن ضد التشويهات الخبيثة التي يصنعها الانتهازيون . في هذا ، لسنا نقاتل من أجل مصالح " مجموعتنا " . نقاتل من أجل إيجاد نقاش على أساس المبادئ و النقد النزيه لمضمون كلا الموقفين ، و هذه هي السيرورة الجوهريّة و الحيويّة لأيّ حركة ثوريّة حقيقيّة .
10- نقاتل من أجل إشتراكيّة جديدة ، حقيقيّة تبعث الأمل و تحريريّة و تعاونيّة ، و ليس من أجل " اشتراكية " مزيّفة تبقى على الرأسماليّة بمزيد من ملكيّة الدولة و " البرامج الاجتماعية " :
سيفتح انتصار الثورة الاشتراكية الفعليّة في المكسيك فجرا جديدا و أفقا جديدا تماما لتحرير الشعب و ، في نهاية المطاف ، تحرير الإنسانيّة قاطبة . لسنا نتحدّث عن شيء مثل " الاشتراكية " المزيّفة و الدولة الرأسماليّة الفعليّة لبلدان مثل كوبا و فنزويلا و صين الوقت الحاضر . . بالنسبة إلى " الاشتراكيين " و " الشيوعيّين " المزيّفين ، تعادل " الاشتراكية " ببساطة درجة من ملكيّة الدولة و بعض التخطيط الاقتصادي و بعض البرامج الاجتماعية للتخفيف نوعا ما من بؤس المستغَلّين و المضطهَدين . و مع ذلك ، متى كانت ملكيّة الدولة و التخطيط تسير وفق المبدأ الرأسمالي لأقصى الأرباح ، النتيجة هي مجتمع رأسمالي لا يختلف عن تلك المجتمعات التي تعلن أنّها رأسماليّة . هذا هو الواقع الصارخ لصين اليوم ، بأصحاب المليارات و سوق بورصتها و تصرّفاتها كقوّة إمبرياليّة عظمى تتنافس مع إمبرياليّة الولايات المتّحدة حول الهيمنة على العالم . و كوبا مثال آخر من الرأسماليّة تحت غطاء " اشتراكي " . و فيما ينبغي التنديد بالحصار الإجرامي المضروب على كوبا من قبل الولايات المتّحدة و ينبغي معارضته ، فإنّ هذا الحصار كان أكثر فعاليّة حتّى نظرا لواقع أنّه من البداية ، الثورة الكوبيّة ظلّت ضمن حدود النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، مرتهنة وقتها بالاتحاد السوفياتي الذى كان يعيد تركيز الرأسماليّة ( تحت غطاء " اشتراكي " ) . كان تركيز الجزيرة على الربح الأقصى فأعطت الأولويّة لزراعة القصب السكّري للتصدير بدلا من فلاحة متنوّعة لتغذية الشعب . و لاحقا ، صارت الجزيرة بشكل متصاعد مفتوحة للاستثمار الإمبريالي الأجنبي و صارت مرتبطة ب " صناعات " مثل السياحة المرفوقة بالدعارة و المبرّرة بسفور من قبل فيدال كاسترو نفسه عندما قال ، " النساء الكوبيّيات يرغبن في ذلك " ، و هذا فضح للذات و فضح لموقف مقرف كاره للنساء .
تقتضى الاشتراكية الحقيقيّة لكنّها لا تنحصر في ، مصادرة الملكيّة الرأسماليّة و تحويلها إلى ملكيّة الشعب بأسره ، و إلى تخطيط الاقتصاد . و هذا يستدعى أن يكون التخطيط محكوما ليس بالمبدأ الرأسمالي للربح الأقصى و إنّما بالمبادئ الاشتراكية لتلبية حاجيات الشعب و مواصلة تغيير اللامساواة و العلاقات الاضطهادية و الأفكار الموروثة من المجتمع القديم و المساهمة في التقدّم بالثورة العالميّة .
و فوق كلّ شيء ، كانت الصين الثوريّة و كذلك كان الإتّحاد السوفياتي التجربتين الأولتين للتقدّم على طريق الاشتراكية الحقيقيّة ، قبل إعادة تركيز الرأسماليّة في كلا البلدين . و على عكس الدعاية البرجوازيّة ، لقد أجزتا عمليّا اختراقات ملهمة كبيرة تبيّن ما يستطيع المستغَلّون و المضطهَدون عندما يمسكون بسلطة الدولة . و أيضا شهدتا أخطاء لها دلالتها و هذا الأمر غير مفاجئ اعتبارا لكونهما مثّلتا التجربتين الأولتين غير المسبوقتين لمجتمع مغاير راديكاليّا و أفضل ، تحت قصف النيران الرأسماليّة – الإمبرياليّة التي ظلّت مهيمنة على العالم .
و مع ذلك ، لسنا حتّى نتحدّث عن إعادة أفضل مكاسب هذه الثورات الاشتراكية الحقيقيّة ، مع تجنّب الأخطاء الماضية . نتحدّث عن اشتراكية جديدة مستلهمة من إطار جديد لتحرير الإنسانيّة ألا وهو الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان، مطبّقة على الظروف الخاصّة للمكسيك .
مع نظام آخر ، يمكن لكلّ شخص أن يحصل على ما يحتاج إليه للحياة حياة تامة . لن يكون على أيّ كان أن يقلق و يحزن و يتألّم من الصراع اليومي للبقاء على قيد الحياة كما هو الحال في ظلّ النظام القائم . إنّ الموارد و المعرفة العلميّة و التكنولوجيّة بعدُ موجودة لتوفّر الغذاء الصحّيّ ، السكن اللائق ، و الرعاية الصحّية النوعيّة للجميع . و بالرغم من كون هذا سيكون صراعا عسيرا للقطع مع عراقيل الهيمنة الإمبرياليّة للاقتصاد و المجتمع في المكسيك ، سيكون هذا ممكنا بالمكسيك بتطوير اقتصاد اشتراكي مستقلّ و أمميّ عقب ثورة فعليّة . فقط بسبب الرأسماليّة التي تبحث عن الربح الأقصى يعاني عديد الناس من الجوع و سوء التغذية ، يعيشون في الشوارع و يموتون لنقص أو غياب الأدوية و الرعاية الصحّية ، أو الرعاية الصحّية دون المعايير المطلوبة .
و ستكسر الثورة المظفّرة عراقيل الرأسماليّة و الهيمنة الإمبرياليّة بمصادرة شركات و رأسمال الرأسماليّين الكبار المحلّيين و الأجانب و كذلك عدم تسديد الديون الخارجيّة و عدم الالتزام بالاتفاقيات غير العادلة . و يمكن لهذا أن يُرسيّ أسس اقتصاد اشتراكي جديد يسترشد بمبادئ خدمة حاجيات الناس و يعتنى بالبيئة و يشجّع الثورة العالميّة من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء. لن يكون بعد ذلك اقتصادا مرتبطا بإملاءات الإمبرياليّة و الرأسماليّين الكبار ، استنادا لمنتهى الاستغلال لليد العاملة ذات الأجور الزهيدة ، و نهب الموارد الطبيعيّة ، و تدمير الطبيعة .
و يتمّ الشروع في الانتقال الاستعجالي إلى موارد الطاقة النظيفة ، مقلّصين دراماتيكيّا و في نهاية المطاف واضعين نهاية للارتهان للوقود الأحفوريّ ( النفط و الغاز الطبيعي و الفحم الحجريّ ) الذى يتسبّب في ارتفاع حرارة الكوكب و يدفع كوكب الأرض إلى كارثة وجوديّة بالنسبة إلى نوعنا البشريّ و عديد أنواع الكائنات الأخرى . و في الوقت نفسه ، سيُتوجّه بنداء للناس و للعلماء عبر العالم ليلتحقوا بالنضال المصمّم ضد هذا التدمير لكوكبنا الوحيد . و تنهض المكسيك بدور حيويّ في هذا الإطار ، ليس بسبب المثال الذى سيعطيه هذا التغيير بالنسبة إلى العالم لكن أيضا بسبب التأثير الذى سيكون للثورة هنا على إمكانيّات ثورة في الولايات المتّحدة أكبر مصدر عالمي للتلوّث ، إن لم تكن قد اندلعت بعدُ ثورة على الجانب الآخر من الحدود .
و سيجرى تغيير الفلاحة التي تهيمن عليها الآن بدرجة كبيرة الشركات الكبرى و عادة الشركات العالميّة التي تسمّم الأرض و الماء و الهواء و منتوجاتها ذاتها بمبيدات الحشرات و الفلاحة ذات المنتوج الواحد و المحاصيل المعدّلة جينيّا ، و المحتشدات الفاسدة للخنازير و غيرها من الماشية ، بدرجة كبيرة للتصدير . و هذه الشركات الكبرى ستتمّ مصادرتها و سيتمّ التعويل على الفلاّحين و العمّال المياومين في إنجاز توزيع راديكالي للأرض و تغيير الوحدات الفلاحيّة الكبرى ، محترمين حقوق السكّان الأصليّين . و على هذا الأساس و استنادا إلى سيرورة مشركة طوعيّة ، ستنشأ فلاحة جديدة لامركزيّة و متنوّعة معتمدة على طرق عضويّة و صحّية لتغذية الناس .
و سيجرى اجتثاث من الجذور لاضطهاد السكّان الأصليّين الذين يشكّلون جزءا من العامود الفقريّ للجيش الثوريّ و الطليعة الثوريّة و الذين لن يسترجعوا الأراضي التي تعود لهم شرعيّا فحسب و إنّما سيركّزون كذلك مناطق حكمهم الذاتي . و بدلا من الولايات المصطنعة الراهنة التي غالبا ما تقسم أمّة من السكّان الأصليّين على عدّة ولايات في المكسيك ، ستقام مناطق حكم ذاتي في مناطق التمركز بحكوماتها الخاصة و التخطيط الاقتصادي الخاص حيث كافة الناس من السكّان الأصليّين و غير الأصليّين سيتمتّعون بحقوق متساوية . و كجزء من التخطيط الإشتراكي القومي ، ستُعطى الأولويّة لرفع مستويات حياة السكّان الأصليّين و الريف عامة . و سيقع التشجيع على تطوير لغات السكّان الأصليّين ، هذه اللغات التي تتعرّض الآن للمنع بطرق عدّة فعلا ، و ستشجّع الدولة الجديدة الثوريّة نضالا عبر البلاد ضد العنصريّة التي لا تزال سائدة في مجتمع المكسيك .
و هذه الدولة الجديدة ، المغايرة راديكاليّا و النابعة من النضال الثوري الواعي لملايين الناس ، ستعبّئ الناس أنفسهم بطرق جديدة لإدارة القضايا العدليّة بسرعة وفق سيرورة قانونيّة لازمة و احترام حقيقيّ لحقوق المتّهم و اعتقال و المتابعة عدليّا و عقاب قتلة النساء و المغتصِبين و المهرسلين للنساء الذين يتمتّعون تقريبا بالإفلات تام من العقاب في مجتمع اليوم الذكوري الكاره للنساء . و سيتمّ تركيز حقّ النساء في أن يكون أو لا يكون لها أطفال تركيزا نهائيّا ، مع حقّ الإجهاض عند ا]ّ لحظة أثناء الحمل و توزيع وسائل منع الحمل لتصبح في المتناول . و طوال السيرورة الثوريّة ، سيقع إطلاق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة لتغيير المجتمع برمّته و بخاصة لتجاوز كافة أشكال الاضطهاد و اللامساواة تجاه النساء ، و كذلك الإيديولوجيا الذكوريّة التي تبرّ{ هذه الأشكال . و أيضا ، ستتمّ حماية المساواة و احترام المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا حماية تامة ، و سيجرى قتال الأفكار المسبٌّة الرجعيّة بهذا الصدد عبر المجتمع بأكمله .
و بطرق جديدة لإدارة العدالة إدارة عاجلة لكن أيضا وفق سيرورة قانونيّة لازمة و احترام لحقوق المتّهَم ، سيقع عدليّا تتبّع العديد و العديد من المسؤولين عن جرائم الدولة و سيجرى عقابهم ، من مجزرة 1968 ، إلى الحرب القذرة ، و أكتيال، و أيتزنابا و المجازر في حقّ المهاجرين في ظلّ الحكم الراهن . و بما أنّ الدولة الجديدة وليدة النضال الثوريّ الواعي للشعب لن تتواطأ مع كلّ من التجّار الكبار " القانونيّين " و غير القانونيّين ، سيقع بسرعة و بصفة نهائيّة تفكيك كارتالات الجريمة المنظّمة ، موفّرين لمن كانوا ضمن هذه المنظّمات و الذين يتمّ انتدابهم عادة قسرا مخارج لإعادة التأهيل و الاندماج في المجتمع .
كلّ هذا سينظّمه دستور اشتراكي جديد سيكون ، على عكس القوانين المتحكّمة و المجتمع المكسيكي الحالي ، محترما و سيكرّس بثبات بما يضمن حقوق الناس . و دستور الجمهوريّة الاشتراكية الجديدة في شمال أمريكا ، الذى ألّفه بوب أفاكيان مثال ممتاز لرؤية و مفهوم جديدين لمجتمع اشتراكي تحريري حقّا . و بينما ينسحب هذا الدستور بصفة خاصة على تراب ما يسمّى الآن بالولايات المتّحدة ( و ليس على خصوصيّات مجتمع المكسيك ) ، فإنّه يسترشد بعدّة مبادئ و طرق كونيّة للشيوعيّة الجديدة لقيادة مجتمع اشتراكي و مواصلة الثورة ، ينبغي أن تطبّق عمليّا في جميع البلدان . و مثال لهذا هو مبدأ اللبّ الصلب و الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب ، الذى سنشرحه بعد قليل .
إنّ الحزب الشيوعي الثوري ، المكسيك المستقبلي ، و قد قاد النضال الثوريّ للملايين ، سيوفّر قيادة للدولة الاشتراكية الجديدة ضمن إطار مبادئ الدستور الجديد . و مع ذلك ، على خلاف حتّى أفضل التجارب الاشتراكية الماضية ، لن تسعى للعب هذا الدور القيادي باحتكار المواقع القياديّة في الجهاز السياسي و الاقتصادي الجديد ، لكن بالأحرى بتقديم الاقتراحات للمؤسّسات الجديدة و من خلال تأثيره و تعبئته للجماهير لمواصلة تغيير المجتمع و المساهمة في الثورة العالميّة بإتّجاه الهدف الشيوعي الوضّاء . و هذا الهدف هو مجتمع خال من الطبقات و الاستغلال و الاضطهاد أو اللامساواة الاجتماعية ، بتغيير جوهريّ لكافة الأفكار المتخلّفة التي تتناسب مع العلاقات في المجتمع الرأسمالي . هذا المجتمع الشيوعي المستقبلي سيكون مجتمعا بشريّا حرّا و متنوّعا حقّا عبر الكوكب .
حتّى مع التغييرات الكبرى و الراديكاليّة التي ستكون ممكنة مع انتصار الثورة الاشتراكية ، ستظلّ قائمة عديد العلاقات و اللامساواة الموروثة من المجتمع القديم – بين النساء و الرجال ، و بين السكّان الأصليّين و السكّان غير الأصليّين ، و بين المناطق الريفيّة و المناطق المدنيّة ، و بين العمّال بالساعد و العمّال بالفكر ، و بين الذين يكسبون أكثر و الذين يكسبون أقلّ ، ضمن أشياء أخرى . و الكثير من الأفكار المتناسبة و المبرّرة لهذه اللامساواة ستظلّ موجودة هي الأخرى . و كلذ هذا ليس غير عادل فحسب بل يمثّل كذلك أساس إمكانيّة إعادة تركيز الرأسماليّة و ظهور قادة ، حتّى ضمن قسم من الحزب الشيوعي الثوريّ ، الذين سيقاتلون للعودة إلى الطريق الرأسمالي ، كما حدث في المجتمعات الاشتراكية في روسيا و في الصين في القرن الماضي .
و بالتالي ، سيكون من الأساسي مواصلة تشكيل لبّ صلب متنامي ، مع الحزب الشيوعي الثوري كعنصره القيادي و أيضا ضمّ عدد متنامي من الناس الآخرين في المجتمع الجديد ، الذين سيقاتلون لمواصلة الثورة في ظلّ الاشتراكية ، خطوة خطوة مقلّصين كلّ اللامساواة و العلاقات الموروثة من المجتمع القديم ، و مقتلعين أيضا الأفكار المتخلّفة و الاضطهادية المتناسبة مع تلك العلاقات .
بالتفاعل و في نهاية المطاف ، كجزء من النضال لمواصلة الثورة في ظلّ الاشتراكية ، سيتمّ إطلاق العنان لحرّية كبيرة في صفوف الشعب و لجوّ معارضة و نقد و جدال مشجّع كما لم يشهده العالم أبدا من قبل . و هذه السيرورة من الجدال و المعارضة و النقد الواسعين في المجتمع الاشتراكي أمر أساسي ليس للناس ليشعروا بالحرّية في التعبير عن أنفسهم و مواصلة حياتهم و حسب و إنّما أيضا ليبلغوا الحقيقة و يشخّصوا الأخطاء و ليشاركوا عدد متنامي من الناس الذين كانوا قبلا مستغَلّين و مضطهَدين في حكم المجتمع الجديد و في الخوض في التحدّيات الكبرى لتغيير كلّ شيء خدمة لمصلحة الشعب و في نهاية المطاف خدمة لمصلحة الإنسانيّة قاطبة .
و في حين أنّ أيّ محاولة لإعادة تركيز المجتمع القديم بواسطة السلاح سيقع قمعها ، سيكون الناس أحرارا حتّى في المحاججة دفاعا عن المجتمع الرأسمالي القديم . ستنظّم الانتخابات و ليس للحكومة وحسب بل كذلك للجان القياديّة لكافة المؤسّسات الاقتصادية و الاجتماعية و التعليميّة و الثقافيّة و غيرها في المجتمع . و هذا يعنى أنّ المجتمع سيكون مغايرا راديكاليّا عن مجتمع اليوم : كلّ مكان شغل ، مثلا ، ستسيّره لجنة ثوريّة منتخبة من طرف العاملين و العالمات هناك . و سيكون هذا هو الحال في كلّ مؤسّسة من مؤسّسات المجتمع . و سيكون بوسع المرشحين الحاملين لوجهات نظر متبينة أن يشاركوا في الانتخابات ، مع أنّه ستوجد حماية لمنع إعادة تركيز الرأسماليّة بواسطة الانتخابات إلاّ متى صوّتت الغالبيّة الطاغية في هذا الاتجاه .
و كلّ هذا تطبيق لمفهوم لم يُسمع به من قبل صاغه بوب أفاكيان ، مفهوم لبّ صلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب . تطبيقه في هذه الحالة هو التشجيع كلّ من لبّ صلب متنامي يصارع لمواصلة الثورة في ظلّ الاشتراكية ، و جوّ رحب من الجدال و المعارضة و النقد عبر المجتمع . و بالنسبة إلى القيادة الثوريّة ، سيكون بلا شكّ من العسير جدّا محاولة أن يشمل ذلك كلّ هذا و أن يجري التعلّم منه على نحو يساهم في بلوغ الحقيقة و تجاوز المشاكل و التقدّم صوب مستقبل شيوعي وضّاء . و أحيانا ، سيتطلّب الأمر المضيّ إلى حدّ نكاد فيه نسحب و نتمزّق ، مثلما قال أفاكيان ، من طرف قوى متنوّعة من مختلف أنحاء المجتمع تدفع بنا دفعا . و مع ذلك ، هذه سيرورة أساسيّة لتشكيل مجتمع جديد حيويّ يكون أكثر تحرّرا من ايّ وقت مضى ، و بلوغ الحقيقة في كلّ تعقيداتها ، معترفين بالأخطاء و مصحّحينها ، و مانعين إعادة تركيز الرأسماليّة و محقّقين قفزات أكبر نحو تحرير الإنسانيّة قاطبة .
من الترابط بين هذا اللبّ النامي المصارع من أجل مواصلة الثورة في ظلّ الاشتراكية ، و التنوّع الواسع للتفكير و المعارضة و النقاش ، و الثقافة الجديدة المتنوّعة و الملهمة ستظهر مشجّعة قيم التعاون و الاحترام المتبادل و الأمل في المستقبل وهي أشياء بالكاد نقدر على تصوّرها في وجه الثقافة الفاسدة و الأنانيّة و الكارهة للنساء و العنصريّة السائدة اليوم .
11- تحدّى لكلّ فرد ، أمام عالم فظيع يتعذّب ، و عالم جديد وضّاء يصارع ليولد :
ليس في المكسيك فقط بل عبر العالم ، النظام الرأسمالي - الإمبريالي القديم الذى فات أوانه بلغ حدوده . و تتصاعد المعاناة غير الضروريّة سنة بعد أخرى ، و تصبح حياة مليارات البشر أكثر يأسا و تترنّح الإنسانيّة على حافة تهديدات وجوديّة للكارثة البيئيّة و الحرب النوويّة . العالم القديم يتداعى لكنّه لن ينهار بثقله الخاص . يجب التخلّص منه قبل أن يتخلّص منّا.
يشارف المجتمع القديم على الموت وهو يعيش أزمات و اضطرابات كبرى . لكن تحت السطح الكئيب ، تُفتح إمكانيّات جديدة لثورة فعليّة تحريريّة حقّا . و تحويل هذه الإمكانيّات إلى واقع نضال تحريريّ في سبيل ثورة فعليّة يرتهن بما يقوم به كلّ فرد منّا . لنتجرّأ على التعرّف على الشيوعيّة الجديدة . و لنتحلّ بالشجاعة و الجرأة و التفكير النقديّ ولنتبنّى الالتزام تجاه الناس الذين يحتاجون بيأس إلى ثورة و لنلتحق بالمعركة في سبيل مجتمع اشتراكي جديد ، مجتمع أمل و تحرير و تعاون يصارع ليولد .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرمو نظام ترامب الفاشيّ يتحرّكون ضد فنزويلا ... و كافة أمري ...
- مع تواصل النضال المصمّم للمساجين السياسيّين الإيرانيّين ، يف ...
- فظائع جديدة مواصلة للإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات ا ...
- إسرائيل تهدّد جني الزيتون في الضفّة الغربيّة – - للإرهاب الي ...
- فاشيّو ترامب يشدّدون قبضتهم على فنزويلا فيما يستعدّون لجرائم ...
- الفاشيّة لم تعد تهديدا يلوح في الأفق ، إنّها تسحقنا… الآن- ل ...
- الصراع المحتدم في شيكاغو ، و المعركة السياسيّة العامة لترحيل ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 117 : فاشيّو ترامب / ماغا - مضطهِدو ...
- تصاعد العنف الإسرائيلي في الضّفة الغربيّة إلى أعلى مستوياته ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 125 : لا المحاكم و لا الحزب الديمقر ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 120 : أعداد هائلة من الناس قطعوا خط ...
- بيان لسجينة سياسيّة إيرانيّة سابقا ، سوسن غولمحمّدي : تحتاج ...
- 5 نوفمبر ، واشنطن دي سي : ليشنّ الآلاف – ولينمو عددهم إلى ال ...
- ترامب يطلب من إسرائيل أن تلتزم بخطّة - سلام - إمبرياليّته – ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 113 : كان فاشيّو ترامب / الماغا ليك ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 114 : إلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / ...
- سجناء حكم الإعدام ينظّمون إعتصاما و إضراب جوع في أكبر سجن في ...
- الأسرى الفلسطينيون بإسرائيل و النظام السجنيّ الإسرائيليّ الش ...
- تواصل الإبادة الجماعيّة التي تقترفها الولايات المتّحدة / إسر ...
- بوب أفاكيان – الثورة عدد 138 : إتّهامات ب- معاداة الساميّة - ...


المزيد.....




- اليوم الرابع لاعتصام “البوابة نيوز”.. متضامنون مع الصحفيين
- احتجاجات عمال “مياه الشرب” مستمرة
- A Bold Campaign to Confront Global Crises
- «الديمقراطية»: العدوان الإسرائيلي تحدٍ لمجلس الأمن والأطراف ...
- ترامب يقول إنه سيجتمع مع رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني ويص ...
- السودان: حرب الجنرالات تدمر البلد وتقتل الشعب
- العدد 628 من جريدة النهج الديمقراطي
- العدد 629 من جريدة النهج الديمقراطي
- الصحراء الغربية: استعداد جزائري لدعم وساطة بين البوليساريو و ...
- Reflections on Zohran Mamdani’s Victory from the Global Sout ...


المزيد.....

- النضال الآن في سبيل ثورة اشتراكية جديدة / شادي الشماوي
- الماركسية والمال والتضخم:بقلم آدم بوث.مجلة (دفاعا عن الماركس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب / امال الحسين
- كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو& ... / عبدالرؤوف بطيخ
- قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي / امال الحسين
- كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2 ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة / رزكار عقراوي
- كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - النضال الآن في سبيل ثورة اشتراكية جديدة