في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و الصناعة كعامل قيادي – الفصل السابع من كتاب - الإقتصاد الماويّ و الطريق الثوريّ إلى الشيوعيّة - ( كتاب شنغاي )

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 00:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

-----------------------------------------------------------------------------------------
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 53 / أكتوبر 2025
https://www.4shared.com/s/f0cy-lRknfa
شادي الشماوي
الإقتصاد السياسيّ الماويّ و الطريق الثوريّ إلى الشيوعيّة – كتاب شنغاي [ 1975 ]
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/PoliticalEconomy/FundamentalsOfPoliticalEconomy-Shanghai-1974-English.pdf
نُشر بمقدّمة و كلمة ختاميّة لريموند لوتا – بانر براس ؛ نيويورك 1994

ريموند لوتا إقتصادي سياسي ماويّ كتب و حاضر كثيرا حول المسائل الإقتصاديّة و السياسيّة العالميّة و كذلك حول الثورة اشتراكيّة و تشتمل كتبه " إنهيار أمريكا " و " الإتّحاد السوفياتيّ : إشتراكيّ أم إمبرياليّ – إشتراكيّ ؟ " و " و خامسهم ماو ".
--------------------------------------------------------------------------------------------------
الكتاب كاملا بنسخة بى دى أف متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن
-----------------------------------------------
(This is not an official translation )
------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة الكتاب 53 :
…
و المحتويات التفصيليّة لهذا الكتاب 53 ، فضلا عن هذه المقدّمة ، هي :
• ملاحظة الناشر
• مقدّمة لريموند لوتا
• إختصارات الأعمال المذكورة بصفة متكرّرة
1 : لندرس بعض الاقتصاد السياسي
2 : المجتمع الإشتراكي يدشّن عصرا جديدا في تاريخ الإنسانيّة
3 : النظام الإشتراكي للملكيّة هو أساس علاقات الإنتاج الإشتراكية
4 : إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة
5 : تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا / إقتصادا في النفقات
6 : الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط
7 : في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و الصناعة كعامل قيادي
8 : الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ
9 : التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك
10 : المعالجة الصحيحة للعلاقات بين الدولة و المجموعات و الأفراد
11 : كيف يتمّ توزيع السلع الإستهلاكيّة الفرديّة في المجتمع الإشتراكي ؟
12 : التقدّم نحو الشيوعيّة
- كلمة ختاميّة لريموند لوتا
- قراءات مقترحة
- فهرست كلمات

محتويات الكتاب بشيء من التفصيل ( من إقتراح المترجم )

• ملاحظة الناشر
• مقدّمة لريموند لوتا
مقدّمة ريموند لوتا : الإقتصاد الماويّ و مستقبل الإشتراكيّة
- الماركسيّة و طبيعة الإشتراكيّة و بناؤها
- الإتّحاد السوفياتيّ : الإختراق و الحدود
- القفزة النظريّة الماويّة
- كتاب شنغاي : تاريخه و إرثه

• إختصارات الأعمال المذكورة بصفة متكرّرة
------------------------------------
الفصل الأوّل : لندرس بعض الإقتصاد السياسي

موضوع الإقتصاد السياسيّ

موضوع الإقتصاد السياسي هو علاقات الإنتاج

الإقتصاد السياسي هو الأساس النظريّ لصياغة الحزب لخطّه الأساسي

المزج بين النظريّة و الممارسة للتعلّم الجيّد للإقتصاد السياسي

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل الثاني : المجتمع الإشتراكي يدشّن عصرا جديدا في تاريخ الإنسانيّة

المجتمع الإشتراكي و دكتاتوريّة البروليتاريا

الثورة البروليتاريّة و دكتاتوريّة البروليتاريا شرطان لظهور علاقات الإنتاج الإشتراكيّة
لا يمكن لعلاقات الإنتاج الإشتراكيّة أن تظهر صلب المجتمع الرأسماليّ
جوهر " نظريّة قوى الإنتاج " هو معارضة الثورة البروليتاريّة و دكتاتوريّة البروليتاريا
المجتمع الإشتراكي مرحلة من الصراع بين الرأسماليّة المتداعية و الشيوعيّة الصاعدة
نظريّة التناقضات الأساسيّة في المجتمع الإشتراكي هي الأساس النظريّ لمواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا
التمسّك بالخطّ الأساسي للحزب لكامل المرحلة التاريخيّة الإشتراكيّة
يمثّل المجتمع الإشتراكي بداية صنع البشر للتاريخ عن وعي
القفزة الكبرى سموّ في تطوّر التاريخ الإنسانيّ

لنجعل البنية الفوقيّة تنهض تماما بالدور المبادر و لنستخدم عن وعي القوانين الموضوعيّة

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل الثالث : النظام الإشتراكيّ للملكيّة هو أساس علاقات الإنتاج الإشتراكيّة

النظام الإشتراكيّ لملكيّة الشعب بأسره و الملكيّة الجماعيّة / التعاونيّة للشغّالين

نظام الملكيّة الإشتراكيّة للشعب بأسره هو الأساس الإقتصاديّ لدكتاتوريّة البروليتاريا

يجب على البروليتاريا و الشغّالين أن يتحكّموا في وسائل الإنتاج

المصادرة و الشراء طرق لتركيز نظام ملكيّة الدولة الإشتراكيّ

نظام الملكيّة الإشتراكي للشعب بأسره يملك تفوّقا هائلا

لن يوجد تعزيز للإشتراكية دون مشركة الفلاحة

من الضروريّ تحويل الإقتصاد الفلاحيّ الصغير إلى إقتصاد فلاحيّ إشتراكيّ

التنظّم هو الطريق الضروريّ للتحويل الإشتراكي للإقتصاد الفلاحيّ الصغير

الكمونات الشعبيّة الريفيّة في الصين تطوّر هام في نظام الملكيّة الجماعيّة

عبر الصراع يتعزّز و يتطوّر نظام الملكيّة العامة الإشتراكيّة

الدرس الجدّي لإعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتيّ

الصراع من أجل تعزيز الملكيّة العامة الإشتراكيّة و تطويرها

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش
الفصل الرابع : إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة

موقع الناس و العلاقات المتبادلة بينهم في الإنتاج الإشتراكيّ

عرف موقع الناس في الإنتاج و العلاقات المتبادلة بينهم تغييرا جوهريّا

نظام الملكيّة العامة الإشتراكيّ شرط مسبّق لتركيز العلاقات الإشتراكيّة

تظلّ العلاقات الإشتراكيّة بين الناس تحمل الطابع الطبقيّ

الدور النشيط الضخم للعلاقات بين الناس

تعزيز العلاقات الإشتراكيّة و تطويرها في مسار الصراع

تطوير العلاقات بين الناس و التشجيع المتبادل بين الصناعة و الفلاحة

لنشجّع على " أسلوب لونغ - شيانغ " (*) و تطوّر علاقات التعاون الإشتراكيّة

الميثاق الممتاز الذى خطّته شركة أنشن للحديد و الفولاذ نموذج لمعالجة العلاقات المتبادلة بين المؤسّسات

التأثير الهائل للبنية الفوقيّة على تشكلّ العلاقات بين الناس

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

ملحق الفصل الرابع : أتباع الطريق الرأسماليّ هم البرجوازيّة داخل الحزب


الفصل الخامس : تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا / إقتصادا في النفقات

طبيعة الإنتاج الإشتراكيّ و هدفه و وسائل بلوغ هذا الهدف

غيّرت الملكيّة العامة الإشتراكيّة تغييرا جوهريّا طبيعة الإنتاج الاجتماعيّ

إنتاج العمل الإشتراكيّ في آن معا إنتاج إجتماعيّ و إنتاج سلعيّ

الإنتاج الإشتراكيّ وحدة بين سيرورة عمل و سيرورة خلق القيمة

يجسّد القانون الإقتصاديّ الجوهريّ للإشتراكيّة أكثر علاقات الإنتاج الإشتراكيّة جوهريّة

هدف الإنتاج الإشتراكيّ هو تلبية الحاجيات المتنامية أبدا للدولة و الشعب

القيام بالثورة و دفع الإنتاج

القانون الاقتصاديّ الأساسيّ للإشتراكيّة يحدّد كلّ المظاهر الكبرى لتطوّر الاقتصاد الإشتراكيّ

تطوّر الإنتاج الإشتراكيّ العالى السرعة وحدة بين الإمكانيّة الموضوعيّة و المبادرة الذاتيّة

يمكّن النظام الإشتراكيّ الإنتاج من التطوّر بسرعة لم يشهد لها مثيل في المجتمع القديم

الخطّ العام بوصلة بناء الإشتراكيّة بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا / إقتصادا في النفقات

لنحقّق قفزة كبرى إلى الأمام في الإقتصاد الوطنيّ من خلال الإستقلال و التعويل على الذات

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل السادس : الإقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط

التطوّر المخطّط و المتكافئ للإقتصاد الوطنيّ

قانون التطوّر (*) و المخطّط يعدّل الإنتاج الإشتراكيّ
قانون التطوّر المخطّط نقيض قانون التنافس و الفوضى في الإنتاج
الإقتصاد المخطّط يبيّن تفوّق النظام الإشتراكيّ
يجب معالجة العلاقات التناسبيّة في الإقتصاد الوطنيّ معالجة صحيحة
لا يزال قانون القيمة يؤثّر على الإنتاج الإشتراكيّ
التخطيط في المقام الأوّل و السعر ثانويّ
بينما توجد حاجة لإستخدام قانون القيمة ، توجد حاجة إلى تقييده
يجب على المخطّط الإقتصاديّ الوطنيّ أن يعكس متطلّبات القوانين الموضوعيّة
يجب على المخطّط الإقتصاديّ الوطنيّ أن يعكس متطلّبات القوانين الموضوعيّة
التوازن العام * هو المنهج الأساسيّ لعمل التخطيط
إتّباع المبادئ الأساسيّة لعمل التخطيط
أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش
الفصل السابع : في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و الصناعة كعامل قياديّ

العلاقة المتبادلة بين الفلاحة و الصناعة الإشتراكيّتين

الفلاحة هي أساس الإقتصاد الوطنيّ

يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس لتطوير الإقتصاد الوطنيّ

المخرج الجوهريّ للفلاحة يكمُن في المكننة

في الفلاحة ، لنتعلّم من تاتشاي

يجب على كلّ التجارات و الصناعات أن تدعم الفلاحة بجهودها

الصناعة هي العامل القياديّ في الإقتصاد الإشتراكيّ

إطلاق العنان لدور الصناعة كعامل قياديّ

تحقيق التصنيع الإشتراكيّ بطريقة خطوة خطوة

في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ

المعالجة الصحيحة للعلاقة بين الصناعة و الفلاحة و تعزيز تحالف العمّال و الفلاّحين

لترابط الصناعة و الفلاحة في المجتمع الإشتراكيّ طبيعة مزدوجة

جوهر ترابط الصناعة و الفلاحة هو مسألة تحالف العمّال و الفلاّحين

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل الثامن : الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ

ممارسة الإقتصاد في النفقات و المحاسبة الاقتصاديّة

الإقتصاد في النفقات ضرورة لتطوير الإقتصاد الإشتراكيّ

دلالة الإقتصاد في النفقات بالنسبة إلى تطوّر الإقتصاد الإشتراكيّ

النظام الإشتراكيّ يفسح المجال واسعا أمام الإقتصاد في النفقات

المحاسبة الإقتصاديّة وسيلة هامة لتطوير الإقتصاد الإشتراكيّ بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا

إستعمال المحاسببة الإقتصاديّة لبلوغ نتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا / إقتصادا في النفقات

الجماهير الكادحة هي سادة المحاسبة الإقتصاديّة

نظام المحاسبة الإقتصاديّة نظام تسيير للمؤسّسة الإشتراكيّة

يجسّد نظام المحاسبة الإقصاديّة العلاقات بين الدولة و مؤسّسات الدولة و العلاقات صلب مؤسّسات الدولة

تعزيز التسيير بنظام محاسبة إقتصاديّة في الكمونات الشعبيّة الريفيّة

المعالجة الصحيحة للتناقض بين الحساب بالقيمة الإستعماليّة و الحساب بالقيمة

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش
الفصل التاسع : التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك

المبادلات و تبادل العملة في المجتمع الإشتراكيّ

للمبادلات الإشتراكيّة صفات خاصة و مميّزات و أدوار جديدة

مميّزات الأنواع الثلاث في المجتمع الإشتراكيّ

من الواجب محاصرة الحقّ البرجوازي في التبادل الإشتراكيّ و تقييده

تطوير التبادل السلعي الإشتراكيّ و دفع تطوير الإنتاج و تحسين معاش الشعب

يجب على التبادل السلعيّ الإشتراكيّ أن يتّخذ أشكالا مناسبة من التنظيم

جعل مفاعيل التجارة الإشتراكيّة تنهض بدورها تماما

يجب أن يكون المال خادما للتبادل الإشتراكي

في ظلّ النظام الإشتراكيّ ، يشرع المال في كسب خصوصيّات و أدوار جديدة

لنتمكّن من قانون تداول المال خدمة للبناء الإشتراكيّ

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل العاشر : المعالجة الصحيحة للعلاقات بين الدولة و المجموعات و الأفراد

توزيع و إعادة توزيع الدخل الوطنيّ الإشتركيّ

الدخل الوطني الإشتراكيّ ينبع من الشعب و يعود إليه

توزيع الدخل الوطنيّ يتناسب مع المصالح الأساسيّة للشغّالين

الدور الهام للتمويل العام في توزيع و إعادة توزيع الدخل الوطنيّ

ميزانيّة الدولة رابط مهمّ في النظام الماليّ

الإقتصاد يحدّد الماليّة و الماليّة تؤثّر في الاقتصاد

العلاقات التناسبيّة بين المراكمة و الإستهلاك هي عموما علاقات متناسبة

المراكمة الإشتراكيّة هي مصدر إعادة الإنتاج الموسّعة

يجب أن توجد نسبة صحيحة بين المراكمة و الإستهلاك

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل الحادي عشر : كيف يتمّ توزيع السلع الإستهلاكيّة الفرديّة في المجتمع الإشتراكي ؟

المبدأ الإشتراكيّ " من كلّ حسب قدراته ، إلى كلّ حسب عمله "

توزيع السلع الشخصيّة حسب المبدأ الإشتراكيّ ل " من كلّ حسب قدراته ، إلى كلّ حسب عمله "

" من كلّ حسب قدراته ، إلى كلّ حسب عمله " نفي / إنكار للأنظمة الإستغلاليّة

التوزيع حسب العمل يختلف قليلا جدّا عن المجتمع القديم

تجنّب نزعتين في توزيع السلع الإستهلاكيّة الشخصيّة

هناك شكلان أساسيّان من توزيع السلع الإستهلاكيّة الشخصيّة

نظام الأجر هو الشكل الرسميّ للتوزيع في إقتصاد الدولة

نظام نقاط العمل هو الشكل الرسميّ للتوزيع في الإقتصاد التعاونيّ الريفيّ

نقد و نبذ إيديولوجيا الحقّ البرجوازي و تغذية الموقف الشيوعيّ إزاء العمل

بناء الإشتراكيّة و بلوغ الشيوعيّة يتطلّب أن نغذّى الموقف الشيوعي إزاء العمل

عند تغذية الموقف الشيوعيّ إزاء العمل ، علينا نقد و نبذ الحوافز الماديّة

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش

الفصل الثاني عشر : التقدّم نحو الشيوعيّة

من المجتمع الإشتراكيّ إلى المجتمع الشيوعيّ

الشيوعيّة تيّار تطوّر تاريخيّ لا يقاوم

المجتمع الإشتراكيّ مرحلة ضروريّة على طريق المجتمع الشيوعيّ

المجتمع الشيوعي هو المجتمع الأتمّ و الأكثر تقدّما و الأكثر ثوريّة و الأكثر عقلانيّة

الشيوعيّة الزائفة رأسماليّة حقيقيّة

بلوغ الشيوعيّة ثورة إجتماعيّة عميقة

المثابرة على مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا هو الطريق الوحيد لبلوغ الشيوعيّة

التشبّث بالأمميّة البروليتاريّة و دعم الثورة العالميّة

أهمّ المراجع للدراسة
الهوامش
--------------------------------
- كلمة ختاميّة لريموند لوتا

نظريّة و ممارسة التخطيط الماوي : دفاعا عن إشتراكيّة فعّالة و ملهمة
مقدّمة :
– السياسة فى مصاف القيادةI
قيادة التطوّر الإقتصادي و قياسه :
التسيير و الإدارة و التحفيز بواسطة السياسة :
– المركزيّة و اللامركزيّة ، و مشكل المعلوماتII
الرأسماليّة و مشكل المعلومات :
اللامركزيّة الماويّة و تخطيط المناطق :
مرّة أخرى حول الإدارة المركزيّة و التنسيق المحلّي ، و المعلومات الإجتماعيّة :
التخطيط عبر الخطّ :
- القوانين الإقتصاديّة ، التوازن و مرونة المخطّطIII
ليس الإستقرار أسمى الأهداف :
مرونة المخطّط :
فهم أعمق للتوازن :
نجح و فتح آفاقا جديدة -IV
– أكثر فعاليّة من أيّ وقت مضى V
الهوامش :
- قراءات مقترحة
- فهرست كلمات
الإقتصاد السياسيّ الماويّ و الطريق الثوريّ إلى الشيوعيّة – كتاب شنغاي [ 1975 ]
الفصل السابع

في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كقاعدة و على الصناعة كعامل قياديّ

العلاقة المتبادلة بين الفلاحة و الصناعة الإشتراكيّتين

الفلاحة و الصناعة هما القطاعان الأكبر في الإنتاج المادي في الإقتصاد الإشتراكيّ . و الفهم الصحيح لأهمّية و دور هذين القطاعين في الإقتصاد الوطنيّ و المعالجة الصحيحة لعلاقتهما أساسيّين إن كنّا لنعزّز و نطوّر تحالف العمّال و الفلاّحين و ندفع نحو تطوّر سريع و مخطّط للإقتصاد الوطنيّ الإشتراكيّ .

الفلاحة هي أساس الإقتصاد الوطنيّ

يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس لتطوير الإقتصاد الوطنيّ

من أجل الحياة و الإنتاج و الإنخراط في نشاطات ثقافيّة و إجتماعيّة ، يجب على الناس أوّلا أن يعالجوا مشكل الأكل . و الإنتاج الفلاحيّ شرط مسبّق لبقاء البشر على قيد الحياة و لجميع النشاطات الإنتاجيّة . و الفلاحة ( بما في ذلك التجميع و الزراعة و الصيد البرّى و البحريّ و تربية الماشية ) كانت القطاع الوحيد للإنتاج في المراحل الأوّليّة للمجتمع الإنسانيّ. و لأنّ إنتاجيّة العمل كانت متدنّية للغاية في تلك الحقبة من تاريخ الإنسانيّة ، كمسألة محض بقاء على قيد الحياة ، كان من الضروري أن ينخرط كلّ العمل المتوفّر في المجتمع البدائي في النشاطات الفلاحيّة . و فقط عندما تطوّرت الإنتاجيّة في الفلاحة إلى درجة انّ قسما من قوّة العمل تمكّن من تنمية المنتوجات الفلاحيّة بكمّية كافية لإعالة كافة أعضاء المجتمع ، أمكن تحرير العمل لينخرط في نشاطات أخرى . و هكذا ، إنفصلت الصناعات الحرفيّة عن الفلاحة لتصبح فرعا مستقلاّ من الإنتاج ؛ و ظهرت التجارة و كذلك فعلت فروع للنشاط الإنساني منشغلة بالإنتاج الفكريّ كالثقافة و التعليم . و بقدر ما كانت إنتاجيّة العمل أعلى في الفلاحة ، بقدر ما تطوّرت أكثر فروع خارج الفلاحة تهتمّ بالإنتاج الماديّ و الفكريّ . و قد لاحظ ماركس " بقدر ما يقلّ الزمن الذى يتطلّبه المجتمع لإنتاج الحنطة و الماشية إلخ بقدر ما يكسب المزيد من الوقت لإنتاج آخر ، ماديّ أو فكريّ ".(1) وأشار كذلك إلى أنّ " هذه الإنتاجيّة الطبيعيّة للعمل الفلاحي...هي أساس كلّ فائض عمل ."(2) فى جوهرها ، الفلاحة هي أساس بقاء الإنسانيّة على قيد الحياة و أساس الوجود المستقلّ و مزيد تطوّر فروع أخرى من الإقتصاد الوطنيّ . هذا قانون إقتصاديّ ينطبق على كلّ المراحل التاريخيّة في المجتمع الإنساني .
و يصبح دور الفلاحة كأساس للإقتصاد الوطنيّ أبرز في المجتمع الإشتراكي منه في أيّ مجتمع سابق . ففي المجتمع الرأسمالي ، القانون الموضوعي للفلاحة كأساس للإقتصاد الوطني يلعب دوره في ظلّ المنافسة و الفوضى في الإنتاج . و بعض البلدان الإمبرياليّة ذات الفلاحة المحلّية المتخلّفة نهبت مستعمراتها و أشباه مستعمراتها في منتوجاتها الفلاحيّة بدفع أسعار منخفضة لتلبية المتطلّبات التطوّريّة للرأسمال الإحتكاري . في هذه البلدان ، لم تكن الفلاحة المحلّية بل الفلاحة الأجنبيّة هي التي خدمت كأساس للإقتصاد الوطني . و في المجتمع الإشتراكي ، ليس مسموحا بنهب فلاحة البلدان المتخلّفة . و حتّى إن أقيمت تبادلات وفق القيمة المتساوية ، يظلّ من غير المسموح به التعويل على البلدان الأجنبيّة من أجل الغذاء أو تطوير الاقتصاد الإشتراكي على قاعدة الفلاحة الأجنبيّة . و سيكون القيام بذلك متعارضا مع مبادئ الإستقلاليّة و التعويل على الذات .
في تنظيم تطوّر الإقتصاد الوطنيّ ، يجب على البلد الإشتراكيّ ان يطبّق عن وعي القانون الموضوعي للفلاحة كأساس للإقتصاد الوطنيّ .
بكلمات ملموسة ، السبب الأوّلي لوجوب تعويل تطوير الإقتصاد الوطني الإشتراكي على الفلاحة كأساس هو أنّ تطوّر الفروع المتنوّعة لتطوّر الاقتصاد الإشتراكي يرتهن بالفلاحة في تزويده بوسائل العيش . و بغض النظر عن المؤسّسة – أكانت صناعة ، نقلا أم تعليما – الخطّ الأساسي هو أنّه يتعيّن على الفلاحة أن توفّر قدا معيّنا من السلع و الحبوب .
و سبب آخر لكون الفلاحة أساس لتطوير الاقتصاد الوطني الإشتراكي هو واقع أنّها مصدر المواد الأوّليّة للصناعة ( بإستثناء قسم من التزويد القادم من الصناعة عينها ) . و بالنسبة إلى الصناع الخفيفة بوجه خاص ، المواد الأوّليّة توفّرها بصفة كبيرة الفلاحة . و في الوقت الحاضر ، حوالي 70 بالمائة من المواد الأوّليّة لصناعتنا الخفيفة توفّرها الفلاحة .
و الصناعة الثقيلة هي الأخرى تتطلّب منتوجات فلاحيّة معيّنة تستهلكها. و إذا لم تستطع الفلاحة أن ترفع من تزويدها بالمواد الأوّليّة ، فإنّ التطوّر الصناعي سيتأثّر بشكل خطير . و قد أشار الرئيس ماو إلى أنّ : "الصناعة الخفيفة و الزراعة ترتبطان أوثق إرتباط . فلا صناعة خفيفة دون فلاحة " . (3) الفلاحة مرتبطة إرتباطا مباشرا بتطوير الصناعة و بالأخص الصناعة الخفيفة .
و ينضاف إلى أسباب لماذا الفلاحة هي أساس تطوّر الاقتصاد الوطني الإشتراكي واقع أنّ المناطق الريفيّ’ تمثّل سوقا واسعة للمنتوجات الصناعيّة . و السكّان الريفيّون الذين يعدّون حوالي 80 بالمائة من مجمل السكّان ، يشكّلون سوقا كبرى للصناعة. و بقدر ما يتطوّر أكثر الإنتاج الفلاحيّ ، بقدر ما سيتمّ إنتاج المزيد من البذور السلع و سيتمّ إنتاج المواد الأوّليّة للصناعة و ستكون أكبر المقدرة الشرائيّة للفلاّحين . و حاجة الفلاّحين لكلّ من منتوجات الصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة تنمو على الدوام . و حالما تمّ الإرساء المظفّر للتعاونيّات في الصين ، لاحظ الرئيس ماو : " و لم يدرك الناس بوضوح تام حتّى الآن أنّ الزراعة سوق مهمّة للصناعة الثقيلة . غير أنّ ذلك سيكون مفهوما على نحو أيسر مع التقدّم التدريجي في التحسّن التكنيكي الزراعي و جعل الزراعة حديثة و عندما تتطلّب الزراعة يوميّا مقدارا أكبر من الماكينا و الأسمدة و إنشاءات الريّ و مشاريع الطاقة الكهربائيّة و وسائل النقل و الوقود و مواد البناء للسكّان ، إلخ ."(4)
و زيادة على ذلك ، هناك سبب آخر للماذا يجب التعويل على الفلاحة كأساس في تطوير الإقتصاد الوطنيّ الإشتراكيّ ، هو واقع أنّ الفلاحة هي الخزّان المركزيّ لقوّة العمل للصناعة و القطاعات الأخرى من الإقتصاد الوطنيّ . و لتطوير الصناعة و التجارة و النقل الإشتراكيّين ، هناك حاجة إلى قوّة عمل إضافيّة . لا يكفى أن نبذل جهودا للرفع من إنتاجيّة العمل في هذه القطاعات لتحرير قوّة العمل التي ندّخرها هكذا لحاجيات جديدة ، جزئيّا من المناطق المدينيّة و جزئيّا من المناطق الريفيّة . و قد أشار الرئيس ماو ، " الفلاّحون هم مصدر عمّال الصناعة الصينيّة ." (5) و مع ذلك ، حصّة السكّان الريفيّين التي يمكن أن تُنقل كقوّة عمل لدعم حاجيات القطاعات الأخرى للإقتصاد الوطني ليست محدّدة بالحاجيات التطوّريّة في حدّ ذاتها و إنذما بمستوى تطوّر الإنتاج الفلاحيّ ، بقدر ما يمكن رفعه في إنتاجيّة عمل الفلاحة . و في ظلّ ظروف الرفع المستمرّ لإنتاجيّة عمل الفلاحة و نموّ الإنتاج الفلاحي و المنتوجات الجانبيّة بإستمرار فحسب ، من الممكن نقل قدر مناسب من قوّة العمل إلى خارج الفلاحة لدعم تطوّر القطاعات الأخرى من الإقتصاد الوطنيّ .
ويبقى هناك سبب آخر للماذا يجب التعويل على الفلاحة كأساس لتطوير الإقتصاد الوطنيّ الإشتراكيّ . فالفلاحة مصدر هام لمراكمة مدّخرات ماليّة للدولة . و علاوة على مدّ الدولة مباشرة بموارد ماليّة من خلال الأداءات الفلاحيّة ، تنمّى الفلاحة بصفة غير مباشرة المراكمة الإشتراكيّة لتزويد الصناعة الخفيفة بالمنتوجات الفلاحيّة لمواد أوّليّة . و بالتالى يكتسى تطوير الفلاحة دلالة بتنيمة عائدات الدولة و توسيع مراكمة المدّخرات الماليّة للدولة و دعم البناء الإشتراكيّ .
و منظور إليها من الجوانب أعلاه ، أهمّية الفلاحة و دورها في الإقتصاد الوطني تحدّد عدم إمكانيّة تطوّر الإقتصاد الوطني في إنفصال عن تطوّر الفلاحة . و إذا لم تتطوّر الفلاحة تطوّرا مناسبا ، فإنّ قطاعات الإقتصاد الوطنيذ لن تُبلي البلاء الحسن هي الأخرى . و قد بيّنت التجربة الصينيّة في البناء الإشتراكي أنّه إذا وُجد حصاد أوفر في سنة معيّنة ، سيشهد تطوّر الاقتصاد الوطني تسريعا في السنة ذاتها أو في السنة الموالية . و يجب أن يقول لنا هذا إنّ في البناء الإشتراكيّ مبدأ التعويل على الفلاحة كأساس لتطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب التمسّك به بصلابة .



المخرج الجوهريّ للفلاحة يكمُن في المكننة

الفلاحة هي أساس الإقتصاد الوطنيّ . و من أجل تطوير الإقتصاد الوطنيّ ، يجب أن نتعامل مع تطوير الفلاحة كأولويّة قياديّة . و فقط عندما تتطوّر الفلاحة كأساس للإقتصاد الوطني ، يمكن للصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة و التعهّدات الأخرى الاقتصاديّة و الثقافيّة و التعليميّة أن تتطوّر .
كيف يمكن تطوير الفلاحة ؟ لا يمكن للبلد الإشتراكيّ أن يبلغ المكننة الفلاحيّة قبل مشركة الفلاحة . و مشركة الفلاحة يمكن أن تسبق إستخداد الآلات الكبرى . لكن عقب إتمام مشركة الفلاحة ، من المهمّ جدّا بلوغ المكننة الفلاحيّة على أساس مشركة الفلاحة . و في أوج النهوض الصيني للحركة التعاونيّة في الفلاحة ، كان الرئيس ماو قد أشار بعدُ إلى أنّ الريف الصيني يتطلّب ليس تحقيق الإصلاح الاجتماعي – تغيير نظام الملكيّة الفرديّة إلى ملكيّة جماعيّة – فحسب بل يتطلّب كذلك تحقيق التجديد التقني – و تحويل اليد العاملة إلى الإنتاج الميكانيكيّ .
" سيماء الصين الاجتماعي و الإقتصاديّة لن تعرف تغييرا كاملا إلى أن يُنجز التحويل الإشتراكي ، و إلى أن تُستخدم ، في الحقل التقنيّ ، آليّات حيثما يكون ذلك ممكنا ، في كلّ فرع من فروع الإنتاج و في كلّ مكان ." (6) و إثر الإنجاز المظفّر لمشركة الفلاحة الصينيّة و تركيز الكمونات الشعبيّة الريفيّة ، إقترح الرئيس ماو بصفة مناسبة المهمّة الكبرى للتحقيق الثابت لمكنة الفلاحة . و أشار بوضوح إلى أنّ : " المخرج الجوهري للفلاحة يكمُن في المكننة " و بإطلاق العنان للدور المحفّز لعلاقات الإنتاج الإشتراكيّة ، و بدعم من الصناعة الإشتراكيّة ، خاصة الصناعة الثقيلة ، سيشهد نسق مكننة الفلاحة تسريعا.
قبل التحرير ، كانت الصين القديمة بلدا فلاحيّا متخلّفا جدّا . و في 1949 ، كان إنتاج الحبوب الغذائيّة للبلاد بأسرها يقدّر بفقط 216.2 بليون جين * ( * جين يساوى نصف كيلوغرام أو 1.1 باوند). و بعد التحرير ، عندما تركّزت علاقات الإنتاج الإشتراكيّة و تطوّرت في المناطق الريفيّة بواسطة مشركة الفلاحة و الكمونات الشعبيّة ، تطوّر الإنتاج الفلاحيّ تطوّرا ملموسا . و بلغ إنتاج الحبوب الغذائيّة سنة 1971، 492 بليون جين أي أكثر من ضعف كمّية سنة 1949. لكن مستوى مكننة الفلاحة الصينيّة لا يزال منخفضا . و تظلّ إنتاجيّة العمل الفلاحي نسبيّا منخفضى . و مقارنة بالبلدان الأخرى أين مكننة الفلاحة متقدّمة نوعا ما ، يبقى الإنتاج الفلاحي الصيني بعدُ في وضع متخلّف نسبيّا . و هذا الوضع لا ينسجم مع تطوّر صناعة الصين و القطاعات الأخرى من الاقتصاد الوطني . و بالتالى ، من الضروري المضيّ قدما في مكننة الفلاحة و دفع التطوير السريع للإنتاج الفلاحي على قاعدة التعزيز و التطوير المستمرّين لعلاقات الإنتاج الإشتراكيّة في المناطق الريفيّة .
و حين تستخدم الآلات في الحرث و البذر و الحصاد و التحويل ، سترتفع إنتاجيّة العمل الفلاحي بعشرات و مئات المرّات. و بالحراثة اليدويّة ، لا يمكن للعامل ذي التجربة أن يحرث مو* واحد ( * مو يساوى 1/15 هكتار ، أو 0.16 فدّان ) في اليوم الواحد . بمحراث يجرّه ثور من الممكن حراثة أربعة مو في اليوم الواحد . و بجرّار متوسّط أو كبير يمكن يوميّا حراثة عشرات إلى مئات المو ما يرفع فعليّا إنتاجيّة العمل الفلاحي بعشرات إلى مئات المرّات . و قوّة العمل المدّخرة بفضل رفع درجة مكننة الفلاحة يمكن أن توظّف في تنمية الإنتاج ، في آن معا شدّة و توسّعا برفع أو تقليص الجهد في الوحدة – المنطقة و دفع التطوّر العام للفلاحة و الغابات و تربية الماشية و المنتوجات الجانبيّة و الصيد البحريّ . و قوّة العمل المدّخرة يمكن كذلك أن توظّف لدعم تطوير حاجيات القطاعات الأخرى من الإقتصاد الوطني .
و بوسع تحقيق مكننة الفلاحة أيضا أن يساعد في دعم قدرة الصين على مجابهة الكوارث الطبيعيّة و على تخفيف إرتباطها بالطقس للحصول على الغذاء . و لشساعة أراض الصين و كثرة أنهارها ، سيحصل بعض الجفاف و بعض الفيضانات سنويّا . لكن مع تجفيف المستنقعات بالطاقة الكهربائيّة و أجهزة الريّ ، يمكن المزيد من التحكّم في الماء و بأكثر فعاليّة . و ما ينجم عن ذلك من التقليص في أضرار الجفاف أو الفيضانات الممكنة سيضمن دفعا ثابتا و عاليا في الإنتاج الفلاحيّ . و قد وضع الفلاّحون القراء و الفلاّحون المتوسّطون المسألة على نحو جيّد : " صوت الآلات في النهار يبعث على غبطة المحاصيل في الحقول و الشعور بعدم خشية الجفاف و الفيضانات يمنح محاصيلا جيّدة و حصادا عالى " .
في ظلّ قيادة الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو ، و خاصة عقب الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ، حدث تطوّر سريع في مكننة الفلاحة الصينيّة . و مقارنة 1973 ب 1965 نلاحظ نموّ الإستهلاك الكهربائي في المناطق الرفيّة ب 2.8 مرّات و نموّ إستخدام الأسمدة ب 2.2 مرّات و ارتفاع ملكيّة الجرّارات المحمولة يدويّا ب 75 مرعى . و في الفترة نفسها، من إجمالي الأراضي الأراضي الزراعيّة ، المناطق التي حُرثت عمليّا بوسائل مكننة شهدت إرتفاعا بحوالي 70 بالمائة . و عرفت أجهزة تجفيف المستنقعات و الريّ إرتفاعا ب 2.8 مرّات . و أكثر من 90 بالمائة من المقاطعات في البلاد تملك ورشات إصلاح الآلات الفلاحيّة . و مع بلوغ مكننة الفلاحة في الصين خطوة خطوة ، سيرتفع التحكّم في الجفاف و ترتفع قدرة الفلاحة على تجفيف المستنقعات و ستتعزّز قدرة الشعب على محاربة الكوارث الطبيعيّة ، و النموّ الثابت للإنتاج الفلاحي سيكون مضمونا أكثر . و من هذا بالإمكان رؤية أنّ مزيد تحقيق مكننة الفلاحة على قاعدة المشركة طريق من الواجب سلوكه لتطوير قوى الإنتاج الفلاحيّة .
و إضافة إلى تطوير قوى الإنتاج الفلاحيّة ، ستنعكس مكننة الفلاحة أيضا و بقوّة على تطوّر الصناعة الثقيلة ، خاصة صناعة الآلات و الصناعات الكيمياويّة و القوة الكهربائيّة و الوقود . و ستخلق مكننة الفلاحة كذلك ظروفا مواتية لتضييق الهوّة بين الصناعة و الفلاحة و المدينة و الريف و العمل الفكريّ و العمل اليدوي ، و هكذا يجرى مزيد تعزيز تحالف العمّال و الفلاّحين .
و في سيرورة التحقيق التدريجيّ لمكننة الفلاحة ، ستنمو القاعدة الماديّة للإقتصاد الجماعيّ يوميّا و سيتعزّز نظام الملكيّة ذي الثلاث مستويات في الكمونات الشعبيّة الريفيّة و يتطوّر أكثر . و قد بيّنت تجربة مكننة الفلاحة أنّه لا يمكن للآلات الفلاحيّة الكبرى و المتوسّطة الحجم أن تّستخدم بفعاليّة عدا إن كانت تملكها الكمونة و لواء الإنتاج . و من ثمة ، مع تطوّر مكننة الفلاحة ، مدى و دور افقتصاد الجماعي في مستوى الكمونة و لواء الإنتاج سيتوسّع تدريجيّا و سيتكشّف أكثر تفوّق الكمونة الشعبيّة . و سيعطف الفلاّحون الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين على الكمونات الشعبيّة حتّى اكثر و سيكونون حتّى أكثر تصميما على إتّباع الطريق الإشتراكي . و قد إستخدم الفلاّحون الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين لغة حيويّة لتصوير الحاجة إلى مكننة الفلاحة : " الكمونة الشعبيّة تزخر بالطاقة و الاقتصاد الجماعي يزدهر كوردة حمراء . و مع مكننة الفلاحة ، حتّى إعصار من الدرجة 12 سيخفق في تركيعنا " .

في الفلاحة ، لنتعلّم من تاتشاي

تدريجيّا ستتحقّق مكننة الفلاحة على أساس المشركة – هذا تيّار حتميّ لتطوّر الفلاحة الإشتراكيّة . لكن مكننة الفلاحة يجب أن تتمّ في ظلّ قيادة التثوير . يعلّمنا الرئيس ماو ، " لمّا تستوعب الجماهير الأفكار الصحيحة المميّزة للطبقة المتقدّمة ، تتحوّل هذه الأفكار إلى قوّة ماديّة تغيّر المجتمع و تُغيّر العالم . " (7) حينما تدرس الجماهير العريضة من الفلاّحين الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين الذين يمثّلون سادة الفلاحة الإشتراكية ، الماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ و يستوعبون خطّ الرئيس ماو و السياسات العامة و الخاصة ، يكتسبون قوّة لا تقهر لترويض الجبال و لجم الأنهار . يمكن أن يحوّلوا الظروف الطبيعيّة غير المواتية إلى ظروف طبيعيّة مواتية و يغيّروا المحاصيل الضعيفة إلى محاصيل عالية ، و يتقدّموا من وضع عدم إمتلاك آلات فلاحيّة إلى إمتلاك آلات فلاحيّة متنوّعة و يحقّقوا إمكانيّة مكننة الفلاحة . هكذا تحوّل لواء إنتاج تاتشاي من كمونة تاتشااي في مقاطعة هسيانغ ، محافظة سنشى .
يعمل لواء إنتاج تاشاي في جبال تايهانغ . و قبل مشركة الفلاحة ، كانت منطقة جبليّة فقيرة تكسوها الحجارة و القليل من التربة . و قد وصف الفلاّحون الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين تاتشاي على النحو التالي :
" الجبل عالى و الحجارة تغطّى المكان . حينما نخرج ، علينا أن نتسلّق المنحدرات . و هناك أقلّ من 3.5مو من الأرض لكلّ عائلة . و كانت كوارثالإنجراف و الإنزلاقات كثيرة الحدوث . و لمّا تمّ الشروع فىتركيز التعاونيّات الأساسيّة سنة 1953 ، كان معدّل محصول حبوب الغذاء فى المو الواحد 250 جين . و فى سيرورة التطوّر من التعاونيّات القاعديّة إلى التعاونيّات المتقدّمة و تاليا إلى كمونة شعبيّة تبنّى فرع الحزب فى لواء إنتاج تاتشاي بصرامة مبدأ وضع السياسة البروليتاريّة فى مصاف القيادة . و أصدر شعار " لنحوّل الناس و نحوّل الأرض و نحوّل المحصول " ، و إستخدم فكر ماو تسى تونغ لتربية الكوادر و الجماهير و أنجز تغييرا كبيرا فى الإنتاج الفلاحي عبر ثورة إيديولوجيّة فى صفوف الشعب . فحطّمت جماهير لواء تاتشاي تخريب الملاّكين العقّاريّين و الفلاّحين الأغنياء المعادي للثورة و تخريب العناصر السيّئة و قاومت تشويش الخطّ التحريفي المدفوع من قبل زمر ليو تشاوتشى و لين بياو . و في ظلّ قيادة السياسة الكبرى للرئيس ماو للتعويل على الذات عبر النضال الشاق، إنخرط لواء إنتاج تاتشاي في بناء رئيسي للتحكّم في المياه و تحويل " الثلاثة حقول المفقودة" التي كانت فيها تفقد المياه و الأسمدة و الرض بسبب البنية الفقيرة لهذه الحقول و صارت فيها المياه و السمدة و الأرض محتفظ بها و مصانة بعدما وقعت تسوية أراضي الحقول . فإرتفع معدّل محصول الحبوب الغذائيّة في الموسم لدي لواء تاتشاي تدريجيّا من 250 جين سنة 1953 إلى 543 جين سن 1958 و بلغ 802 جين سنة 1964 و 1096 جين سنة 1967 .
و بالتوازي مع النموّ السريع لإنتاج الحبوب الغذائيّة ، حقّق لواء تاتشاي تطوّرا شاملا للفلاحة و الغابات و تربية الماشية و المنتوجات الجانبيّة . و في هذه السيرورة من " تغيير الأرض و تغيير المحصول " ، قاد فرع الحزب في لواء تاتشاي كذلك عناصر الكمونة لتستخدم يديها الخاصة للمزج بين التكنولوجيا المحلّية و الأجنبيّة لتدفع دفعا ملموسا إلى الأمام الحراثة و الزراعة و الحصاد و النقل و تحويل الحبوب الغذائيّة و العلف المُمَكنَنين و للتقدّم على طريق وضع المكننة تحت قيادة الثورة . و يعدّ الموقف البطولي للفلاّحين الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين في مواجهة الطبيعة و الزراعة من أجل الثورة نقدا و دحضا قويّين للخدع الرجعيّة للين بياو الذى شوّه الكادحين من العمّال و الفلاّحين قائلا إنّ " كلّ ما يفكّرون فيه هو كيفيّة الحصول على المال و على الأرزّ الزيت و الملح و الصلصة والخلّ والحطب و رعاية زوجاتهم و أطفالهم " و مستخدما الخدع الرجعيّة لكنفيشيوس الذى دافع عن أنّ " الناس البسطاء لا يمكن إقناعهم إلاّ بمصلحتهم الخاصة ".
إنّ لواء تاتشاي نموذج لكيفيّة تطوير الفلاحة الإشتراكيّة وفق الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو . و تكمن التجربة الجوهريّة للواء تاتشاي في إنجاز الحركات الثوريّة الكبرى الثلاث للصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجربة العلميّة متبنّية بصلابة مبدأ وضع السياسة البروليتارية و فكر ماو تسى تونغ في مصاف القيادة ، و الحفاظ على روح التعويل على الذات و العمل الشاق و الأسلوب الشيوعي لحبّ الدولة و حبّ المجموعة . و أكثر الأشياء أساسيّة هو تربية الفلاّحين على الماركسية - اللينينيّة - فكر ماو تسى تونغ ليكرّسوا عن وعي الخطّ الأساسي للحزب و ليعزّزوا و يوطّدوا دكتاتوريّة البروليتاريا ضد البرجوازية . " في الفلاحة ، لنتعلّم من تاتشاي " نداء عظيم أصدره الرئيس ماو . و أمثلة لا تحصى بيّنت أنّ في الفلاحة ، نتعلّم من تاتشاي أم لا خطّ تمايز كبير .
و نظرا لتشويه و تخريب الخطّ التحريفي لليو تشاوتشى قبل الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ، مقاطعة هسيانغ حيث يوجد لواء إنتاج تاتشاي ، لم يقع تطوير حركة شعبيّة للتعلّم من تاتشاي و نما إنتاجها الفلاحي ببطئ كبير . و الناتج العام من الحبوب الغذائيّة في المقاطعة ككلّ تتأرجح بين 70 إلى 80 مليون جين . و أقصى البيوعات السنويّة من الحبوب الغذائيّة للدولة كانت فقط 7 مليون جين . و غيّرت الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى نظرة مقاطعة هسيانغ . و بداية من 1967 ، طوّرت المقاطعة بأسرها بحيويّة حركة جماهيريّة للتعلّم من تاتشاي . و أيضا قاومت تشويه و تخريب الخطّ التحريفي للين بياو . و ناضلت جماهير المقاطعة بأسرها بكل ما أوتيت من قوّة فحوّلت الجبال و الأنهار و غيّرت بشكل كبير هكتاريّة الأرض بمقاطعة هسيانغ . و تطوّر الإنتاج الفلاحي تطوّرا سريعا . و تضاعف إنتاج الحبوب الغذائيّة في غضون سنات ثلاث و تضاعف ثلاث مرّات في غضون خمس سنوات . و بلغ إجمالي إنتاج الحبوب الغذائيّة سنة 1917 ، 240 مليون جين ، أكبر بثلاث مرّات من الناتج الأعلى قبل الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى . و بلغت مبيعات سلع الحبوب الغذائية للدولة 80 مليون جين ، بنموّ يفوق عشرة مرّات الرقم القياسي لأفضل محصول قبل الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى .
و تبيّن تجربة تعلّم مقاطعة هسيانغ من تاتشاي أنّه حينما تتسلّح الجماهير بفك ماو تىسى تونغ ، بوسعها أن تتجاوز أيّة صعوبات و أن تجترح المعجزات في العالم الإنسانيّ . و بالتأكيد أنّ التطوير الحيويّ للحركة الجماهيريّة للتعلّم من تاتشاي و جعل زهرة تاتشاي تزدهر عبر كافة المقاطعة ، بالتأكيد أنّه سيُسرّع تطوير الإنتاج الفلاحيّ و سيعزّز أكثر القاعدة الإشتراكيّة في المناطق الريفيّة و يسمح للفلاحة بأن تلعب دورا أكبر كأساس للإقتصاد الوطنيّ .

يجب على كلّ التجارات و الصناعات أن تدعم الفلاحة بجهودها

الفلاحة أساس الإقتصاد الوطنيّ . و يؤثّر الإنتاج الفلاحيّ على تطوّر كامل الإقتصاد الوطنيّ الإشتراكي ّ. و إذا لم تتطوّرت الفلاحة تطوّرا سليما ، لا يمكن أن تطمع التجارات و الصناعات الأخرى في التطوّر هي الأخرى . و إذا تطوّرت الفلاحة تطوّرا سليما ، سيتطوّر كلّ شيء آخر تطوّرا جيّدا أيضا . و يرتبط تطوّر الفلاحة الإشتراكيّة بكافة التجارات و الصناعات. و على كلّ التجارات و الصناعات أن تولي أهمّية كبرى لدعم الفلاحة و يجب أن تنهض بمهمّة دعم الفلاحة . و على القطاع الصناعي قبل كلّ شيء أن يعتبر دعم الفلاحة و دفع مكننة الفلاحة كمهمّة كبرى من مهامه . يجب عليهم أن يوجّهوا بتصميم عملهم نحو هدف التعامل مع الفلاحة كأساس للإقتصاد الوطنيّ الإشتراكيّ . و الصناعات المحلّية الصغرى كالحديد و الفولاذ و صناعة الآلات و الأسمدة الكيمياويّة و الإسمنت يجب عليها جميعا أن تنخرط بأكثر صلابة في التوجّه الصحيح لخدمة الإنتاج الفلاحي .
إنّ دعم الفلاحة من جميع التجارات و الصناعات ميزة هامة من ميزات الاقتصاد الإشتراكي . و في المجتمع الرأسمالي ، تستغلّ الصناعة الفلاحة و تنهب المناطق المدينيّة المناطق الريفيّة . و بالتالى ، العلاقة بين الرأسمالي الصناعي و الفلاّحين الكادحين علاقة عداء طبقيّ . وفى المجتمع الإشتراكي ، عقب تحويل المناطق المدينيّة و الريفيّة تحويلا إشتراكيّا و على قاعدة نظام الملكيّة العامة الإشتراكيّة ، التناقض العدائي بين المناطق المدينيّة و المناطق الريفيّة و بين الصناعة و الفلاحة يلغى . لكن يظلّ هناك شكلان من الملكيّة العامة الإشتراكيّة . و لأنّ المستوى الإقتصادى و الثقافي و التكنولوجي للمناطق الريفيّة لا يزال متدنّيا نسبة للمناطق المدينيّة ، تبقى إختلافات أساسيّة بينهما . و البرنامج العظيم للبروليتاريا لبناء الإشتراكيّة و الشيوعيّة يتطلّب في سيرورة التطوير المستمرّ للإنتاج الفلاحي و إنجاز الإصلاح الاجتماعي و التجديد التقني فى الفلاحة، يتطلّب أن يتمّ تدريجيّا تضييق هوّة هذه الإختلافات الأساسيّة و في نهاية المطاف إلغاؤها ز و بالتالى ، فى تطوير الإقتصاد الإشتراكي ، من الضرورة الموضوعيّة أن تقدّم كافة التجارات و الصناعات الدعم للفلاحة و لرفع المستوى الإقتصادي و الثقافي و التقني للمناطق الريفيّة . و يدعو الحزب البروليتاري كلّ التجارات و الصناعات إلى أن يعانقوا بصلابة مبدأ معاملة الفلاحة كأساس للإقتصاد الوطني و أن يقدّموا مساعدتهم لتطوير الفلاحة الإشتراكيّة من جميع الجوانب و فى جميع مظاهرها .
و بدافع حاجتها إلى إعادة تركيز الرأسماليّة ، ستسعى البرجوازيّة و عملائها داخل الحزب البرجوازيّ ليس إلى عدم العمل على تضييق هوّة الإختلافات بين المناطق المدينيّة و المناطق الريفيّة فحسب و إنّما سيقدّمون المنهج الرأسمالي في ترك الصناعة تستغلّ الفلاحة و في ترك المناطق المدينيّة تنهب المناطق الريفيّة . إنّ سيرورة إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتّحاد السوفياتي هي أيضا سيرورة تشديد التحكّم في و إستغلال المناطق الريفيّة من طرف البرجوازيّة الإحتكاريّة – البيروقراطية التي يتراّسها بريجناف . و الخطّ التحريف ل " التشديد على الفلاحة على حساب الفلاحة " و " إعتصار الفلاحة لمصلحة الصناعة " الذى تدعو إليه زمرة ليو تشاوتشى ، كان كذلك خطّ إرتأى التوسيع في الإختلافات بين المدن و الأرياف و بين الصناعة و الفلاحة و في نهاية المطاف ، إعادة تركيز الرأسمالية .
و ليس أمرا سهلا إقناع الناس بفكرة معاملة الفلاحة كأساس و بالتطبيق المصمّم لسياسة جعل كافة التجارات و الصناعات تدعم الفلاحة . في ظلّ تأثير الخطّ التحريفي ، عادة ما يطوّر الناس فكرة رفع شأن الصناعة و الإستهانة بالفلاحة . و عقب تسجيل الفلاحة عثرات في المحاصيل لعدّة سنوات متتالية ، فكرة معاملة الفلاحة كأساس تخسر الأرضيّة في أذهان الناس. لا يلتزمون إلاّ بالكلام عن " الفلاحة ، الصناعة الخفيفة ، الصناعة الثقيلة " لكنّهم يعملون وفق " الصناعة الثقيلة ، الصناعة الخفيفة ، الفلاحة " . و نزعة إهمال الفلاحة في منح التمويلات و التزويد بالسلع الماديّة بديهيّة . و تبيّن هذه الأوضاع أنّه لأجل تشجيع مبدأ الفلاحة كأساس ، من الضروري أن ندرس بجدّية نظريّات الرئيس ماو حول الترابط بين الفلاحة و الصناعة ، و أن ندرس بجدّية السياسة العامة لتطوير الاقتصاد الوطني ب " الفلاحة كأساس و الصناعة كعامل قياديّ "، و أنّ نزيد في نقد و نبذ الخدع الرجعيّة المتنوّعة للتحريفيّة المعاصرة التي تدعو للإستهانة بالفلاحة .
في ظلّ قيادة الخطّ الثوري للرئيس ماو ، إستجاب عشرات الملايين من الشباب المتعلّم في الصين لندائه العظيم ب " على الشباب المتعلّم ان يذهب إلى القرى و يحصل على إعادة التربية من الفلاحين الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسطّين " و قصدوا المناطق الريفيّة و المناطق الجبليّة للقتال في الجبهات الأماميّة للإنتاج الفلاحي ". و هذه ثورة إجتماعيّة غيّرت التقاليد الراسخة في المجتمع و إجراء إستراتيجي لتدريب عدد كبير من ورثة قضيّة البروليتاريا الثوريّة . لقد كان كنفيشيوس، الناطق الرسمي بإسم طبقة ملاّكى العبيد المتداعية ، يحتقر إحتقارا كبيرا العمل الفلاحيّ . و قد سأله تلميذه فان شيه كيف يزرع الحبوب و الخضر . فنهره ناعتا إيّاه ب " الرجل الصغير" . و لين بياو التلميذ الوفيّ لكنفيشيوس ورث تماما هذه الفكرة الرجعيّة . و قد هاجم بخبث سياسة إرسال الشباب المتعلّم إلى المناطق الريفيّة و الجبليّة معتبرا ذلك " مساويا للإصلاح بالعمل المقنّع " . كلّ الطبقات المستغِلّة تحتقر كلّ من الفلاحة و الفلاحين . و النيّة اليائسة لهذه الطبقات هي أن يمضوا أبعد ما أمكن على كاهل الكادحين و في إستغلالهم . و قد نقد الرئيس ماو نقدا شاملا و نبذ نبذا شاملا الأفكار هي دراسة النظريّات الثوريّة و المشاركة في الإنتاج و الإلتحاق بالعمّال و الفلاّحين . المناطق الريفيّة مفتوحة على مصراعيها . و في منتهى الأهمّية بالنسبة إلى نضج الشباب المتعلّم نفسه ، بناء ريف إشتراكي جيد و نقد لين بياو و كنفيشيوس و تضييق هوّة الإختلافات الأساسيّة بين العامل و الفلاّح ، و بين العمل الفكري و العمل اليدويّ ، و أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف للقبول بإعادة تربيته من قبل الفلاّحين الفقراء و الفئة الأدنى من الفلاّحين المتوسّطين ، و المساهمة في الصراع الطبقيّ و الصراع من أجل الإنتاج و التجربة العلميّة في الريف ، و المساهمة فى تجارب و إختبارات متنوّعة .




الصناعة هي العامل القياديّ في الإقتصاد الإشتراكيّ

إطلاق العنان لدور الصناعة كعامل قياديّ

الفلاحة هي أساس الإقتصاد الوطني . و الصناعة هي العامل القيادي في الاقتصاد الوطني . لا تنتج الصناعة فقط وسائل إستهلاك بل تنتج أيضا وسائل إنتاج . و تثوير وسائل الإنتاج يلعب دورا له دلالته في تطوير الإنتاج الاجتماعي . و منظور إليها تاريخيّا ، التطوّر من أدوات من عظام إلى أدوات معدنيّة ، و من أدوات معدنيّة إلى كافة أنواع الآلات يمكن أن يُنظر إليه ليس فقط كأحجار أساسيّة عديدة في تاريخ الإنسانيّة بل كذلك علامات الحقب التاريخيّة المتباينة للمجتمع الإنساني . و الدور القيادي للصناعة في الإقتصاد الوطني يعنى أنّ تطوّر الصناعة سيفضى بالتأكيد إلى أدوات متقدّمة لعديد قطاعات الاقتصاد الوطني ، و دفع التجديدات التقنيّة في الإقتصاد الوطني و بالتالى تحفيز تنمية إنتاجيّة العمل والإنتاج الاجتماعي .
و تنقسم الصناعة إلى صناعة خفيفة و صناعة ثقيلة . و تُعنى الصناعة الخفيفة قبل كلّ شيء بإنتاج منتوجات إستهلاكيّة . و تُعنى الصناعة الثقيلة قبل كلّ شيء بإنتاج سلع رئيسيّة و بصناعة وسائل الإنتاج . و لئن كانت الصناعة لتنهض بدور العامل القيادي في الاقتصاد الوطني ، من الضروري إعطاء مدى تام للصناعة الثقيلة ، تحديدا لأنّها تُنتج وسائل إنتاج . في المجتمع الإشتراكي ، إتّخاذ الصناة كعامل قيادي يعنى قبل كلّ شيء إتّخاذ الصناعة الثقيلة كعامل قيادى . و يمكن وصف دور الصناعة الثقيلة كالتالى : توفير آلات فلاحيّة معاصرة متنوّعة و طاقة محرّكات و أسمدة كيمياويّة و مبيدات حشرات و وسائل إنتاج أخرى للفلاحة ؛ و إنتاج آلات صناعيّة خفيفة متنوّعة و مواد أوّليّة صناعيّة خفيفة و دفع التجديد التقنيّ و إنتاجيّة العمل في الصناعة الخفيفة كي تتمكّن الصناعة الخفيفة من توفير منتوجات صناعيّة للإستخدام اليومي أثرى أبدا و أكثر تنوّعا ؛ و توفير تجهيزات عصريّة للنقل و البناء و صناعات الدفاع الوطني لأجل دفع الصناعة الثقيلة كعامل قياديّ لا يتمظهر كشرط ضروريّ لبلوغ المكننة الفلاحّية فحسب بل هو يتمظهر أيضا كشرط ضروريّ لدفع التجديد التقني للإقتصاد الوطني ككلّ و لتعزيز الدفاع الوطن و ضمان الأمن الوطني و تعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا و دعم الثورة العالميّة. و بالضبط مثلما أشار الرئيس ماو : " دون صناعة لا يمكن أن يوجد دفاع وطني صلب و لا رفاه للشعب و لا إزدهار أو قوّة للأمّة ." (9) الصناعة هي العامل القيادي في الإقتصاد الوطني و يتحدّد هذا بدورها الهام الموصوف أعلاه .
إذا تمّ في المصاف الأوّل النهوض بدور الصناعة كعامل قيادي من قبل الصناعة الثقيلة فإنّ ذلك لا يعنى أنّ الصناعة الخفيفة لا أهمّية لها . و بالرغم من أنّ الصناعة الخفيفة لا تنتج عامة أدوات إنتاج ، لا تزال مع ذلك قطاعا هاما من الاقتصاد الوطني الإشتراكي . إنّها أساسا قطاع مرتبط بإنتاج منتوجات إستهلاكيّة . و مثلما هو الشأن بالنسبة إلى الفلاحة ، الصناعة الخفيفة قطاع ضروري لإعادة إنتاج قوّة العمل . و الصناعة الخفيفة متمّم ضروري للفلاحة . إنّها تحوّل المتوجات الفلاحيّة و الجانبيّة لها و تنتج سلعا إستهلاكيّة متنوّعة و ضروريّة للكادحين في المناطق المدينيّة و المناطق الريفيّة ، و تساعد الفلاحة في أن تضطلع بصورة أفضل بدورها كأساس للإقتصاد الوطني . و بالمقارنة مع الصناعة الثقيلة ، تتميّز الصناعة الخفيفة بالإستثمار الصغير و العائدات السريعة . و تساهم الصناعة الخفيفة في مراكمة المداخيل الماليّة للدولة وهي مصدر هام للمدّخرات لتوسيع الصناعة الثقيلة . و قد أعار الرئيس ماو الإنتباه إلى موقع و دور الصناعة الثقيلة في الاقتصاد الوطنيّ : " حين تنمو الزراعة و الصناعة الخفيفة تنشأ أسواق و موارد ماليّة للصناعة الثقيلة ، و بذلك تتقدّم هذه بسرعة أكبر ." (10) و كما أشار الرئيس ماو بوضوح إلى أنّ تطوير الصناعة الثقيلة يرتهن ليس بالفلاحة فحسب بل كذلك بالصناعة الخفيفة . و شدّد على أهمّية دور الصناعة الخفيفة ، و هذا شيء ينساه الناس أحيانا بسهولة .

تحقيق التصنيع الإشتراكيّ بطريقة خطوة خطوة

موضوعيّا ، يقتضى الدور الهام للصناعة في افقتصاد الوطني إعارة الإنتباه إلى تطوير الصناعة الإشتراكيّة . فبالنسبة إلى البلدان التي يكون فيها تطوّر الصناعة نسبيّا متخلّفا ، تواجه البروليتاريا مهمّة هامة عقب إفتكاكها للسلطة السياسيّة ألا وهي التطوير السريع للصناعة المعاصرة ، و تحقيق التصنيع الإشتراكي و تحويل البلد المتخلّف إقتصاديّا في ألصل إلى بلد إشتراكي قويّ له فلاحة عصريّة و صناعة عصريّة و دفاع وطني عصريّ و علم و تكنولوجا عصريّين .
و إضافة إلى مزيد إطلاق العنان التام لدور الصناعة كعامل قيادي و هكذا ضمان إستقلال الاقتصاد الوطني و تعزيز الدفاع الوطنيّ ؛ لتحقيق التصنيع الإشتراكي دلالة بعيدة المدى أكثر . و بلوغ التصنيع الإشتراكي خطوة خطوة سيُنمّى بالتأكيد قسم الاقتصاد في ظلّ ملكيّة الدولة و يعزّز الدور القياد لإقتصاد الدولة في الاقتصاد الوطني بأكمله . و سيُسرّع تطوّر التصنيع الإشتراكي تطوّر الصناعة في المناطق حيث كانت الصناعة سابقا متخلّفة و يُغيّر التوزيع اللاعقلاني للصناعات . و في الوقت نفسه ، ستتوسّع صفوف الطبقة العاملة ما سيكون مواتيا لتعزيز قيادة الطبقة العاملة للبلاد بأسرها . و بالتأكيد سيسرّع التصنيع الإشتراكي مكننة الفلاحة و يحفّز القدرة الصناعية على دعم الفلاحة و على هذا النحو يوجد الظروف المناسبة للتضييق التدريجي للإختلافات بين المدن و الأرياف و بين العمّال و الفلاّحين . و بالضبط لأنّ تحقيق التصنيع الإشتراكي له مثل هذه الدلالة ، نصّ الرئيس ماو وهو يُشرف شخصيّا على صياغة الخطّ العام للحزب للفترة الإنتقاليّة لسنة 1953 أنّ التصنيع الإشتراكي خطوة خطوة مهمّة هامة ينبغي على الحزب بأسره و الشعب بأسره بذل قصارى الجهد لتحقيقها .
كانت الصين القديمة بلدا شبه مستعمر شبه إقطاعي . و في ظلّ إضطهاد الإمبرياليّة و الإقطاعيّة و الرأسماليّة البيروقراطيّة، كان الإنتاج في منتهى التخلّف . و قليلة جدّا هي الصناعات التي كانت موجودة . و تلك الصناعات المعاصرة التي وُجدت كانت قبل كلّ شيء صناعات خفيفة ، خاصة صناعات النسيج . و لمّا تحرّرت البلاد سنة 1949 ، كان الإنتاج السنويّ للفولاذ لا يتجاوز 158 ألف طن . و لم يُوجد إنتاج كثير للصناعة الثقيلة .
و في مواجهة ظروف " الفقر و الصفحة البيضاء " الموروثة عن الصين القديمة ، كان البلوغ السريع للتصنيع مشكلا ملحّا للغاية بالنسبة إلى البروليتاريا الصينيّة التي أضحت تمسك بالسلطة السياسيّة . و خلال العشرين سنة الفارطة أو أكثر، في ظلّ القيادة اللامعة للرئيس ماو ، إتّخذت إجراءات لها دلالتها للتسريع في سيرورة تصنيع الصين .
و لبلوغ التصنيع الإشتراكي للصين ، من اللازم بناء نظام صناعيّ إشتراكي تام يمزج المؤسّات الكبرى و المتوسّطة و الصغرى المتوزّعة جغرافيّا بطريقة عقلانيّة نسبيّا ، وتحتلّ مكان اللبّ منها صناعات الحديد و الفولاذ و صناعة الآلات. و هذا النظام الصناعي الوطني مبنيّ على أساس الأنظمة الصناعيّة في القاليم المتنوّعة و المناطق التنسيقيّة * (* لمعظم الفترة الممتدّة بين خمسينات القرن العشرين و نشر هذا الكتاب ، كانت للصين 29 قسم إدارة على المستوى الإقليمي – 21 أقليم و 3 بلديّات و 5 مناطق حكم ذاتي ) - و هذه الكيانات وقع تجميعها في 1957-1958 في 7 وحدات كبرى ، أطلق عليها إسم مناطق تنسيقيّة أو تعاون إقتصادي ). و حالما تركّزت الأنظمة الصناعيّة المعاصرة التي كانت تامة و مستقلّة نسبيّا و إن كانت جميعها تختلف حسب الظروف المحلّية ، حالما تركّزت بطريقة مخطّطة و خطوة خطوة في كلّ منطقة تنسيقيّة و ضمن إطار عديد المقاطعات ، سيوجد أساس أقوى لتشكّل النظام الصناعي الوطني .
كيف سيتمّ بلوغ التصنيع الإشتراكي ؟ لقد أشار الرئيس ماو : " إنّ المقصود بمسّالة طريق التصنيع التي نتحدّث عنها هنا هو بالدرجة الأولى مسألة العلاقة بين نموّ الصناعة الثقيلة و الصناعة الخفيفة و الزراعة ."(11) و لتحقيق التصنيع الإشتراكي ، لا بدّ طبعا من إعطاء الأولويّة لتطوير الصناعة الثقيلة لكن هذا لا يعنى إمكانيّة تجاهل الفلاحة و الصناعة الخفيفة . و أشار الرئيس ماو : " علينا أن نقول بكلّ تأكيد إنّ الصناعة الثقيلة هي نواة البناء الاقتصادي في بلادنا . و لكن من الضروريّ أن نصرف فة الوقت ذاته إهتماما كافيا إلى إنماء الزراعة و الصناعة الخفيفة ." (12) و إعتمادا على الترابط بين الفلاحة و الصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة ، صاغ الرئيس ماو خطّا ثوريّا لبلوغ التصنيع الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا ، تحديدا ، لتطوير الصناعة الثقيلة بتطوير الصناعة الخفيفة و الفلاحة . و من خلال هذا المنهج تطوّرت الفلاحة و الصناعة الخفيفة . لم يتمّكنا من توفير أقدار أوفر دائما من وسائل المعاش و تحسين حياة الشعب فحسب ، تمكّنت أيضا الفلاحة و الصناعة الخفيفة من معالجة مشكل مراكمة المداخيل الماليّة و توفير أسواق للصناعة الثقيلة، و هكذا ضمنا تطوّرا أكثر إستقرارا و يمكن التعويل عليه للصناعة الثقيلة . و على المدى البعيد ، ستدفع هذه المقاربة عمليّا تطوّرا أكبر و أفضل للصناعة الثقيلة .
و في تعارض مع الخطّ الثوري للرئيس ماو وُجد خطّ تحريفي لزمرة ليو تشاوتشى و لين بياو . فقد دافعا عن تطوير الصناعة الثقيلة على حساب الفلاحة و الصناعة الخفيفة ، و هذا يعنى ، نتائج أقلّ و أبطئ و أسوأ و بتكاليف أعلى . و إعتبارا لكونه يُهمل تطوير الفلاحة و الصناعة الخفيفة ، لا يضمن هذا الخطّ للتطوّر اللامتكافئ للصناعة الثقيلة مستويات حياة الجماهير العريضة و بالتأكيد سيُفرز غضبا في صفوف الشعب و كذلك تطوّرا غير مناسب للصناعة الثقيلة .
و في ظلّ قيادة الخطّ الثوري للرئيس ماو ، وقع نقد الخطّ التحريفي لليو تشاوتشى و لين بياو و نبذه ، و جرت المثابرة على الإستقلال و التعويل على الذات و جرت المعالجة معالجة صحيحة للترابط بين الفلاحة و الصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة و أتت النتائج لامعة في التصنيع الإشتراكي ، و جرى تطوير الأشياء الساسيّة البسيطة لنظام صناعيّ مستقلّ وعصريّ .
و حسب توجيهات الرئيس ماو ، إقترح شو آن لاي ، الوزير الأوّل في تقرير للمؤتمر الشعبيّ الوطني الرابع حول عمل الحكومة أنّه " يجب أن نرتئي تطوير إقتصادنا الوطني على مرحلتين بداية من المخطّط الخماسيّ الثالث : مرحلة أولى هي بناء نظام صناعي و إقتصادي مستقلّ و شامل نسبيّا في غضون 15 سنة أي قبل 1980 ؛ و مرحلة ثانية هي إنجاز التعصير الشامل للفلاحة و الصناعة و الدفاع الوطني و العلم و التكنولوجيا قبل نهاية هذا القرن ، كي يتقدّم إقتصادنا الوطني إلى الصفوف الأولى في العالم ."(13) و قد حقّق تصنيعنا الإشتراكي نجاجات كُبرى . إلاّ أنّه مقارنة مع الهدف البعيد المدى و الكبير للثورة الإشتراكية و البناء الإشتراكي ، لا يزال علينا بعدُ طريق طريق طويل نوعا ما علينا قطعه . و علينا أن نواصل التقدّم على طريق التصنيع الإشتراكي الذى خطّه الرئيس ماو و أن نخوض النضال و نشيّد بلدا إشتراكيّا قويّا في بضعة العشرين سنة قبل نهاية هذا القرن .

في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ

إنّ سيرورة التصنيع الإشتراكي سيرورة صراع شديد بين الطبقتين بين الطرقين و بين الخطّين . في سيرورة قيادة الصين نحو إنجاز التصنيع الإشتراكي رسم الرئيس ماو علميّا طريق التصنيع الإشتراكي إعتمادا على الترابط بين الفلاحة و الصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة . لكن فضلا عن ذلك ، تقدّم كذلك بسياسات مثل الإستقلاليّة و التعويل على الذات و النضال الشاق و " تحطيم الأعراف الأجنبيّة و إتّباع طريقنا الخاص لتطوير الصناعة " . و كان هذا نقدا و نبذا حادّين لخطّ " العبوديّة للأشياء الأجنبيّة " و " التذيّل لخطوات الحلزونة " الذى تدعو إليه زمر ليو تشاوتشى و لين بياو . و متّبعين تعاليم الرئيس ماو ، أطلقت الطبقة العاملة الصينيّة الروح الثوريّة للتجرّأ على التفكير و التجرّأ على الحديث بصوت عالى و التجرّأ على التحرّك ، و أعطت دفعا للتطوّر السريع للبناء الصناعي الصيني . و حقل نفط تاتشينغ نموذج صناعي لبناء الإشتراكيّة بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا . و في الصراع بين الخطّين ، علينا التمسّك بثبات بالخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو .
كان حقل النفط الجديد تاتشينغ سابقا سهلا جدبا . و لمّا وصل عدّة مئات الآلاف من حشد الموظّفين و العمّال إلى هناك سنة 1960 لبناء حقل النفط ، " السماء الزرقاء " كانت في ألعلى و عشب السهل في ألسفل " . كان الطقس باردا و كانت الأرض متجمّدة . ما كانت هناك منازل و لا أسرّة و لا أجهزة طبخ . و ظروف الإنتاج كانت غاية في الصعوبة . و سرعان ما ركّزت عشرات آلات التنقيب العملاقة على سهل العشب . لكن التجهيزات كانت غير كاملة ، فلم يوجد ما يكفى من عربات الجرّ أو الرافعات و لم تكن هناك طرقا سيّارة . و كانت الطرقات مغطّات بالوحل . و كان التزوّد بالماء و الكهرباء عام غير مناسب . و في ظلّ مثل هذه الظروف ، رفع عمّال تاتشينغ الأبطال صرخة معركة : " لنكسب حقل النفط الكبير و لنجعل من الإمبرياليّين و التحريفيّين و الرجعيّين مجانينا " ، و ثابروا على وضع السياسة البروليتارية في مصاف القيادة و درسوا بتمعّن أعمال الرئيس ماو ، و خاصة " في الممارسة العمليّة " و " في التناقض " . و تسلّحوا بالماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ و رفعوا عاليا راية " وثيقة شرعة شركة أنشان للحديد و الفولاذ " ، و بذلوا ما أوتوا من جهد و قاتلوا الأعداء الطبقيّين و أعلنوا الروح الثوريّة للتعويل على الذات و الصراع الشاق . و فقط أكر بقليل من ثلاث سنوات تركّز في الصين حقل نفط كبير و من الدرجة الأولى . و صارت الصين في ألساس مكتفية ذاتيّا في ما يتعلّق بمنتوجات النفط منذ 1963. و أنجز عمّال تاتشينغ أيضا قدرا كبيرا من البحث العلميّ و عالجوا عدّة مشاكل تقنيّة هامة مرتبطة بالتنقيب و التكرير لها دلالة عالميّة . و متّبعين تعاليم الرئيس ماو حول تسيير مؤسّسة بجدّ و حسن تدبير ، وقعت إستعادة كامل إستثمار الدولة في 1963. و غداة غرّة ماي 1974 ، المدّخرات الماليّة المراكمة من قبل تاتشينغ لفائدة الدولة كانت تقدّر ب 11 مرّة إستثمار الدولة و بلوغ نتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا . و حتّى أهمّ ، درّب حقل نفط تاتشينغ جيشا من العمّال الواعين طبقيّا و العاملين بدأب و بأسلوب جيّد و بنظام و إنضباط ، و الذين يمكن أن يتحمّلوا الصعوبات و يخوضوا معاركا شاقة . و هذا الجيش من العمّال الثوريّين هو الذى خوّل لحقل نفط تاتشينغ بالتطوّر المتواسل و السريع. و تمثّل تاتشينغ إنتصارا كبيرا على الخطّ البروليتاري الثوري للرئيس ماو .
حقل نفط تاتشينغ راية حمراء على جبهة الصناعة الإشتراكيّة في الصين . " في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ " هو النداء العظيم للرئيس ماو . و هناك وجه شبه أساسي بين حقل نفط تاتشينغ و لواء تاتشينغ . و قد أشار الرفيق شو آن لاي في تقريره السياسي للمؤتمر العاشر للحزب : " تجربة من تجاربنا الأساسيّة في بنائنا الإشتراكية طوال أكثر من عقدين هي التعويل على الجماهير . و لأجل التعلّم من تاتشينغ في الصناعة و التعلّم من تاتشاي في الفلاحة ، يجب أن نثابر على وضع السياسة البروليتاريّة في مصاف القيادة و شنّ الحركات الجماهيريّة بحيويّة و إطلاق العنان تماما لحماس الجماهير و ذكائها و إبداعها ". و في التعلّم من تاتشينغ مثلما في التعلّم من تاتشاي ، من الأهمّية الجوهريّة بمكان وضع السياسات البروليتاريّة في مصاف القيادة و التطبق الصريح للخطّ الأساسي للحزب و التمسّك بصلابة بالتوجّه الإشتراكي . و بيّنت تجربة تاتشينغ أنّ تربية الشعب بالماركسية – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ و تشكيل كتيبة عمّال هو العنصر المركزيّ الأكثر أساسيّة في بناء المؤسّسة الإشتراكيّة . و بمثل هذه الكتيبة من الحديد و الفولاذ المتسلّحة بفكر ماو تسى تونغ ، لا خوف من المشقّات و الصعوبات . بقدر ما يكون الأمر أصعب بقدر ما ستتقدّم الكتيبة أبعد متخطّية كافة الصعوبات لأجل بناء الصناعات الإشتراكيّة بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توفيرا . و أناس مثل لين بياو قد شوّهوا الطبقة العاملة على أنّها لا تهتمّ إلاّ ب " مسائل المعاش " . و تجربة تاتشينغ توجّه لهم صفعة . و في بناء الصناعة الإشتراكيّة ، ما إذا وقع إعطاء الأولويّة للتربية السياسيّة و الإيديولوجيّة لحشد الموظّفين و العمّال و ما إذا وثقنا في الجماهير و ما إذا وقع إتّباع طريق التعويل على الذات و النضال الشاق ، من المؤشّرات الهامة لإذا كانت راية " في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ " ترفع حقّا و إذا كان الخطّ الثوريّ للرئيس ماو يُطبّق حقّا أم لا .
لقد أشار نداء الرئيس ماو ، " في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ " ، إلى إتّجاه تطوير الصناعة في الصين . و قد إستنهض إستناضا كبيرا الطبقة العاملة في الصين لتكون معوّلة على ذاتها و لتجتهد بمشقّة و لتغيّر بسرعة وجه الصناعة الصينيّة . و التطوّر العميق للحركة الجماهيريّة ل " في الصناعة ، لنتعلّم من تاتشينغ " بالتأكيد سيسرّع في نشق التصنيع الإشتراكي للصين و بناء الصين كبلد إشتراكيّ عظيم له فلاحة عصريّة و صناعة عصريّة و دفاع وطني عصريّ و علم و تكنولوجيا عصريّين .
المعالجة الصحيحة للعلاقة بين الصناعة و الفلاحة و تعزيز تحالف العمّال و الفلاّحين

لترابط الصناعة و الفلاحة في المجتمع الإشتراكيّ طبيعة مزدوجة

لقد أعلن ماركس و إنجلز انذه إثر إفتكاك السلطة ، من أكبر المهام الملقاة على عاتق البروليتاريا لتنجزها في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا هي " الجمع بين الزراعة و الصناعة و إتّخاذ التدابير المؤدّية تدريجيّا إلى محو الفرق بين المدينة و الريف " (14) و مع بلوغ الملكيّة العامة الإشتراكيّة ، يُلغى المجتمع الإشتراكي الطابع العدائيّ للتناقض في المجتمع الرأسمالي حيث تستغلّ الصناعة الفلاحة و تنهب المدينة الريف . إلاّ أنّ الإختلافات بين الصناعة و الفلاحة و بين المدينة و الريف ستظلّ قائمة . و هكذا للترابط بين الصناعة و الفلاحة في المجتمع الإشتراكي طبيعة مزدوجة خاصة أثناء المرحلة الإنتقاليّة من الرأسماليّة إلى الشيوعيّة .
و في تاريخ المجتمع الإنساني ، إتّخذت الروابط بين الفلاحة و الصناعة عدّة أشكال . في إقتصاد المشاعيّة البدائيّة ، كان إنتاج الصناعات اليدويّة كالغزل و الحياكة و صناعة الأدوات و الوانى يتمّ كنشاطات جانبيّة نسبة للفلاحة . و مثّل هذا نوعا من الترابط البدائي بين الصناعة و الفلاحة . و إلى جانب تطوّر قوى الإنتاج الإجتماعيّة ، هناك أيضا تطوّر لتقسيم عمل إجتماعي أعقد ؛ أدخلت الملكيّة الخاصة و الروابط بين الحرفيّن و صارت الفلاحة مبتورة . و مذّاك فصاعدا ، أخذت الصلة بين الفلاحة و الصناعة تتّخذ شكلا دائريّا من التبادل عبر المال / النقد . و هذا الشكل من الترابط بين الصناعة و الفلاحة الذى شمل التبادل عبر المال بلغ أوج تطوّره في ظلّ النظام الرأسمالي . و مع ذلك ، سمح التبادل بواسطة المال للبرجوازيّة بان توسّع الفروقات في السعار بين المنتوجات الصناعيّة و المنتوجات الفلاحيّة * (* أي الترفيع في أسعار السلع الصناعيّة و إبقاء أسعار المنتوجات الفلاحيّة منخفضة ). و بالتالى إحتدم التناقض العدائي بين الصناعة و الفلاحة و بين المدينة و الريف . لكن هذا لا يفعل سوى تسريع السيرورة التي تتحوّل بها الرأسماليّة إلى نقيضها . و قد أشار ماركس " الإنتاج الرأسمالي ... في الوقت نفسه ... يُوجد الظروف الماديّة لخلاصة أرقى في المستقبل ، أي وحدة الفلاحة و الصناعة على أساس الأشكال الأتمّ التي بلغها كلّ منهما ." (15) و " الخلاصة الأرقى " الجديدة و التي تصبح ممكنة مع إلغاء النظام الرأسمالي هي الترابط المباشر في الإنتاج بين الصناعة و الفلاحة المبنيّ على قاعدة نظام الملكيّة العامة الإشتراكيّة لوسائل الإنتاج و في ظلّ قيادة تخطيط موحّد للمجتمع .
في المجتمع الإشتراكي ، مع بلوغ التغيير الإشتراكي لنظام ملكيّة وسائل الإنتاج ومع تطبيق الدولة للتعديل المخطّط للإنتاج الصناعي والفلاحي ، يشرع ذلك الشكل الجديد من الترابط بين الصناعة والفلاحة الذى إرتآه ماركس ، يشرع فى التشكّل . و الدولة الإشتراكيّة تربط الصناعة و الفلاحة فى مجال الإنتاج عبر التخطيط للإقتصاد الوطنيّ . و يضمن ذلك أن تُنتج الفلاحة الإشتراكيّة الحبوب الغذائيّة بطريقة مخطّطة و أن توفّر الفلاحة غذاءا و موارد أخرى بصفة متّصلة يتطلّبها تطوير الصناعة . و تضمن الدولة الإشتراكيّة أن تُنتج الصناعة الإشتراكيّة بطريقة مخطّطة كافة أنواع المنتوجات الصناعيّة اليوميّة التى تتطلّبها القرى الريفيّة ، إلى جانب الأسمدة الكيمياويّة و مبيدات الحشرات و جميع أنواع الآلات و التجهيزات الفلاحيّة التى تتطلّبها الفلاحة . و يمثّل مثل هذا الترابط بين الصناعة و الفلاحة فى مجال الإنتاج علاقة جديدة من الدعم المتبادل و الدفع المتبادل بين الصناعة و الفلاحة . و بعدُ هذا المظهر من الترابط بين الفلاحة و الصناعة الإشتراكيّتين ينطوى على عنصر شيوعيّ .
لكن من الناحية الأخرى ، نظرا للإختلافات التي لا تزال قائمة بين الصناعة و الفلاحة و بين المدينة و الريف ، و نظرا لواقع أنّ الصناعة الإشتراكيّة مبنيّة في ألساس على قاعدة نظام ملكيّة الشعب بأسره ، بينما الفلاحة الإشتراكيّة مبنيّة في الساس على قاعدة نظام الملكيّة الجماعيّة ، و بالتالى واقع أنّ الترابط المخطّط بين الصناعة و الفلاحة في مجال الإنتاج لا يمكن إلاّ أن يتحقّق من خلال التبادل بواسطة المال ، و الحقّ البرجوازي مظهر لا مناص منه للترابط بين الصناعة و الفلاحة في المجتمع الإشتراكي تستدعى أن نولي عناية للمظهرين من العمل في معالجة العلاقات بين الصناعة و الفلاحة. فمن جهة ، و هذا هو المظهر الرئيسي ، يجب أن نبلي بلاء حسنا في تخطيط الترابط بين الإنتاج الصناعي و الإنتاج الفلاحي و نضمن أن يبلغ الإنتاج الصناعي و الإنتاج الفلاحي فلك تخطيط الدولة ، عدم السماح أبدا بالليبراليّة الرأسماليّة في الإنتاج. و من الجهة ألخرى ، التبادل السلعي بين الصناعة و الفلاحة يجب أن يُنظّم تنظيما جيّدا . و بالرغم من كون هذا مظهر ثانويّ ، سكون من الخطا أن لا نولي ذلك الإنتباه اللازم . و بما أنّ الترابط بين الصناعة و الفلاحة ترابط يجرى في ظلّ النظام السلعي ، فإن قانون القيمة يجب أن يكون ساري الفعل . و الإستعمال الصحيح لأصناف السلع و القيمة و المال و الأسعار إلخ ، للمعالجة الصحيحة لمشاكل تبادل المنتوجات بين الصناعة و الفلاحة في إنسجام مع المبادئ الإشتراكيّة ؛ مضيّقين تدريجيّا " الفروقات في الأسعار " بين المنتوجات الصناعيّة و الفلاحيّة ، و منظّمين تنظيما سليما الأسعار النسبيّة لمختلف المنتوجات الفلاحيّة و الجانبيّة التي تطلبها الدولة من الفلاحة . كلّ هذه العوامل تنهض بدور نشيط في ترابط الفلاحة و الصناعة الإشتراكيّتين . و في الوقت نفسه ، يجب رؤية أنّ في سيرورة الترابط بين الفلاحة الإشتراكيّة و الصناعة الإشتراكيّة ، الصراع بين البروليتاريا و البرجوازية يكون حادا للغاية . فالترابط بين الصناعة و الفلاحة يقتضى إستخدام العلاقات السلعيّة و العلاقات الماليّة حيث العلاقات السلعيّة و العلاقات الماليّة هي على وجه الضبط أرضيّة توالد عناصر البرجوازيّة الجديدة . و بسبب تأثير البرجوازيّة ، وجود الحقّ البرجوازي و قوّة العادة لدي المنتجين الصغار ، من الحتميّ أن تولد عناصر برجوازية جديدة ، مجموعة بعد مجموعة . و على الدوام ، ترغب العناصر البرجوازيّة الجديدة منها و القديمة في إستعمال العلاقات السلعيّة و العلاقات الماليّة بين الصناعة و الفلاحة للمضاربة و تحقيق أرباح ضخمة . و هذه الأنواع من النشاطات الرأسماليّة يجب أن نوجّه لها ضربات ؛ الحقّ البرجوازي في سيرورة ترابط الصناعة و الفلاحة يجب محاصرته و تقليصه ؛ و النزعات العفويّة للدي المنتجين الصغار يجب نقدها . بهذه الطريقة وحدها يمكن تدريجيّا تخليص الترابط بين الصناعة و الفلاحة من آثار المجتمع القديم و التقدّم بإتّجاه الشيوعيّة .

جوهر ترابط الصناعة و الفلاحة هو مسألة تحالف العمّال و الفلاّحين

مسألة ترابط الفلاحة و الصناعة الإشتراكيّتين ليست مسألة علاقات متناسبة بين قطاعين للإنتاج المادي فحسب بل هي كذلك مسألة ترابط بين الطبقتين الكادحتين الكبيرتين ، العمّال و الفلاّحون ، أي هي مسألة تحالف بين العمّال و الفلاّحين .
في ظلّ النظام الإشتراكي ، تتماثل مصالح العمّال و الفلاّحين . و في ظلّ قيادة الطبقة العاملة ، تحالف العمّال و الفلاّحين تحالف دعم و دفع متبادلين يتركّز بهدف خوض نضال مشترك لبناء الإشتراكيّة و بلوغ الشيوعيّة . لكن بعض الإختلافات تظلّ قائمة بين المدينة و الريف و بين العمّال و الفلاّحين في ما يتعلّق بالإقتصاد و الثقافة و التكنولوجيا و المعاش الماديّ. و هذه الإختلافات بقايا من المجتمع القديم . و السماح بتواصل هذه الإختلافات لوقت طويل و أقلّ من ذلك السماح بأن تتوسّع و عدم إيجاد ظروف للتضييق على هذه الإختلافات و الغائها لا يمكن أن يكون إلاّ على حساب تعزيز تحالف العمّال و الفلاّحين .
في تحليله للعلاقات بين الطبقة القائدة و الطبقة المقودة ، أشار الرئيس ماو إلى :
" لا تستطيع الطبقة القائدة و الحزب القائد ممارسة قيادتهما للطبقات و الفئات و الأحزاب السياسيّة و المنظّمات الشعبيّة التي يقودانها إلاّ بهذين الشرطين : (أ) قيادة المقودين ( الحلفاء ) إلى النضال الحازم ضد العدوّ المشترك و إحراز الإنتصارات؛ (ب) جلب منافع ماديّة للمقودين ، أو على الأقلّ عدم الإضرار بمصالحهم ، و تثقيفهم في الوقت نفسه تثقيفا سياسيّا ." (16)
و عقب إفتكاك الطبقة العاملة للسلطة السياسيّة و قيادتها للفلاّحين للإطاحة بطبقة الملاّكين لخوض معركة مصمّمة ضد العدوّ الطبقيّ في المناطق الريفيّة ، لتحقيق التربية الإشتراكية قصد مساعدتهم على مزيد إنجاز مكننة الفلاحة على أساس حركة التعاونيّات ، و رفع مستوى حياتهم الماديّة و الثقافيّة تدريجيّا على أساس تطوير الإنتاج ، و لقيادتهم في الإتّباع الصارم للطريق الإشتراكي . و على هذا النحو ، يمكن للإختلافات بين المدينة و الريف أن تتقلّص و يمكن لتحالف العمّال و الفلاّحين أن يتعزّز أكثر .
و من هنا ، مسألة ترابط الصناعة و الفلاحة في جوهرها مسألة معالجة صحيحة للعلاقات بين العمّال و الفلاّحين . و جوهر هذا المشكل هو مسألة تعزيز قيادة الطبقة العاملة و تعزيز تحالف العمّال و الفلاّحين و رؤية أنّ الطبقة العاملة تخوض صراعا مع البرجوازيّة من أجل ولاء الفلاّحين - كلّ هذا مسألة جديدة من مسائل الصراع الطبقي في ظلّ النظام الإشتراكيّ. و نظريّة الرئيس ماو حول ترابط الفلاحة و الصناعة الخفيفة و الصناعة الثقيلة و السياسات العامة لتطوير الاقتصاد الوطني ب " الفلاحة كأساس و الصناعة كعامل قياديّ " و رسم مخطّط الاقتصاد الوطني وفق ترتيب الفلاحة فالصناعة الخفيفة فالصناعة الثقيلة خطّا الطريق لمعالجة هذه المشاكل .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أهمّ المراجع للدراسة :
- ماركس ، " رأس المال " ، الفصل 37.
- ماو ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات في صفوف الشعب " ، الأقسام 3 و 12.
الهوامش :
1- ماركس ، " الغرندريس " ترجمة مارتن نكولاس ( نيويورك : فنتادج ، 1973) ، ص 172.
2- ماركس ، " رأس المال " ، 3، ص 632.
3- ماو ، " المعالجة الصحيحة للتناقضات في صفوف الشعب " ، القراءات المختارة ، ص 476.
4- المصدر السابق .
5- ماو ، " حول التحالف الحكومي " ، أعمال ماو تسى تونغ المختارة ، م 3 ، ص 250.
6- ماو ، " حول مسألة التعاونيّات الفلاحيّة " ، القراءات المختارة ، ص 413.
7- ماو ، " من أين تأتى الأفكار الصحيحة ؟ " ، القراءات المختارة ، ص 502.
8- ماو ، " توجّه حركة الشباب " ، أعمال ماو تسى تونغ المختارة ، م 2 ، ص 248.
9- ماو ، " حول التحالف الحكومي " ، أعمال ماو تسى تونغ المختارة ، م 3 ، ص 252.
10- ماو ، " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات في صفوف الشعب " ، القراءات المختارة ، ص 476.
11- المصدر السابق .
12- المصدر السابق .
13- شو آن لاي ، " تقرير عن عمل الحكومة " ضمن كتاب " وثائق الاجتماع الأوّل للمؤتمر الشعبيّ الوطني الرابع لجمهوريّة الصين الشعبيّة " ( بيكين : منشورات باللغات الأجنبيّة ، 1975) ص 55.
14- ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " ، ص60.
15- ماركس ، " رأس المال " ، 1 ، ص 474.
16- ماو ، " حول بعض المسائل الهامة في سياسة حزبنا الراهنة " ، أعمال ماو تسى تونغ المختارة ، م 4 ، ص 187-188.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل