أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟














المزيد.....

توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظة إقليمية مشحونة بالتحولات، تتقاطع التحركات الأميركية في الجزيرة السورية المحتلّة من قبل ميليشيا قسد مع زيارات غامضة لرجل الأعمال توم باراك، لتكشف أن ما يجري ليس مجرد تفاصيل بروتوكولية، بل إعادة رسم دقيقة لمسرح الصراع. من بغداد إلى دمشق وصولًا إلى تل أبيب، يتضح أن واشنطن ترتّب البيت الخلفي وتفتح قنوات تفاهم إقليمية قبل أي تغيير ميداني كبير، فيما تُبقي البلاد في حالة رمادية بين الحرب والسلام، تُدار فيها الفوضى وتُهندس الأزمات بما يخدم مصالح القوى الدولية.

منذ بدء التحركات الأميركية الأخيرة في الجزيرة السورية، بدا واضحًا أن واشنطن لا تسعى إلى إنهاء الصراع، بل إلى إعادة ترتيب الأوراق بما يبقي سوريا في حالة عدم استقرار قابلة للإدارة. ومع سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي، دخلت البلاد مرحلة جديدة، حيث لم يعد النظام مركز المعادلة، بل تحولت فلوله إلى أوراق ضغط متناثرة تُستخدم عند الحاجة. في هذا السياق، يبرز اسم توم باراك، رجل الأعمال المرتبط بشبكات مصالح خليجية–أميركية، كوجه جديد في مشهد معقد، يثير التساؤل: هل هو وسيط للحل أم مهندس لصراع مضبوط الإيقاع؟

زيارة باراك لبغداد… ترتيب البيت الخلفي:
اجتماع المبعوث الأميركي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحث ملف قسد والمخيمات والحدود، كشف أن واشنطن تريد ترتيب "البيت الخلفي" قبل أي خطوة أكبر. نقل أكثر من ألف شخص من مخيم الهول إلى العراق تحت حماية أميركية ليس تفصيلاً، بل تفريغ تدريجي لتبعات الحرب على داعش، وكأن هناك رغبة بتصفية الملفات العالقة بسرعة.
خط سير باراك من بغداد، دمشق، تل أبيب. ليس عشوائيًا، بل يمرّ عبر ثلاثة أطراف معنية مباشرة بإعادة رسم شرق الفرات، ما يعكس رغبة أميركية في تفاهمات إقليمية هادئة قبل أي تغيير ميداني كبير.

إشارات فصل… المجلس الكردي والعشائر العربية:
الرسائل الأميركية الأخيرة واضحة:
- المجلس الوطني الكردي يُنصح بالابتعاد عن قسد.
- العشائر العربية تُدفع لفكّ الارتباط فورًا.
هذه ليست إشارات سياسية ناعمة، بل تهيئة أرضية لمرحلة ما بعد قسد بصيغتها الحالية. واشنطن لا تريد انهيارًا فوضويًا، لكنها تعمل على إعادة هيكلة لمناطق الجزيرة بما يضمن استمرار نفوذها دون أن تتحمل كلفة الانخراط المباشر.

فيدان في طهران… رسالة الصمت عند طبول الحرب:
زيارة رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان إلى طهران حملت رسالة مفتاح: "الصمت عند طبول الحرب". تركيا تُبلّغ إيران أن عليها ألا تتدخل أو تُعرقل، لأن شيئًا ما يجري الإعداد له. هذا الشيء قد يكون عملية تركية، أو إعادة ترتيب أميركية–عربية–تركية للمنطقة، حيث يُعاد توزيع النفوذ على حساب قسد وفلول النظام.
قسد كعامل اختلال… ودور واشنطن في إبقائها:
قسد، وهي مليشيا تحتل أراضٍ سورية في الجزيرة، ليست سوى أداة بيد واشنطن. الولايات المتحدة قادرة على إنهاء نفوذها في ساعات، لكنها تتعمّد إبقاء الملف مفتوحًا وتفعيله في لحظات معينة، بما يهيّئ البلاد لصدام جديد.
واشنطن تشجّع العشائر العربية على فكّ ارتباطها، وتلمّح للمجلس الوطني الكردي بالابتعاد عن قسد، لكنها لا تسحب الغطاء الكامل عنها. كأنها تدفع المنطقة إلى حافة الحرب دون السماح بالسقوط الكامل فيها، إلى أن تكتمل الصيغة التي تعمل عليها.

فلول النظام… أوراق ضغط بعد سقوط الأسد:
بعد سقوط الأسد، لم تعد فلول النظام قوة حاكمة، بل أدوات كامنة يجري تدويرها بما يخدم المخطط الأكبر. هذه البقايا الأمنية والعسكرية والمليشياوية تنتشر في الشرق والجنوب، وتُستخدم لتشويش أي ترتيبات محلية أو لإشعال جولات جديدة من التوتر عند الحاجة. إنها أشبه بقطع شطرنج تُحرّكها القوى الخارجية لإبقاء المشهد معلقًا.

خاتمة المشهد:
المشهد الراهن لا يوحي بوجود مشروع لحل نهائي، بل العكس: هناك إدارة دقيقة للفوضى، وربما هندسة لاحتراب محدود، يُبقي البلاد معلّقة في منطقة رمادية تخدم أكثر من طرف دولي. زيارة باراك لبغداد، رسائل واشنطن للعشائر والمجلس الكردي، وخطوط التواصل التركية–الإيرانية، كلها عناصر في لوحة واحدة: إعادة تشكيل الجزيرة السورية عبر تفاهمات إقليمية ودولية، مع إبقاء قسد كعامل اختلال إلى حين اكتمال الصيغة الجديدة.

* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
- يجب مقاضاة إيران أولاً… ثم نتحدث عن الديون المزعومة
- شيفرة السياسة الخارجية تجاه سوريا : تداخل الملفات، أدوار الل ...
- إقالة مُلتبسة... شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب
- جلسة مغلقة بين الشرع وترامب: انسحاب إسرائيلي، تنمية مشروطة، ...
- إعادة تعريف اتحاد الكتّاب في سوريا: بين المهام والاستقلالية
- لماذا لم يُجفّف تمويل داعش؟ تقاطع المصالح وتشابك التحالفات ف ...
- بصدد حزب السلطة والمجرم الهارب وحكاية الشعب الزائد: هل يُعاد ...
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحا ...
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...
- لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقر ...
- السويداء بين فلول النظام والهجري وتفاهمات الدولة.. ملامح إعا ...
- موسكو بين إرث الجرائم وصفقة النفوذ / زيارة أحمد الشرع تفتح م ...
- لافروف... محامي الشيطان في محكمة الذاكرة السورية
- العقل الاستراتيجي الأميركي في سورية والمنطقة: شرعنة الانقسام ...
- «قتلوا حبيبي يا رفيقنا...»، قالت غزل.


المزيد.....




- البيت الأبيض يواجه تساؤلات حول -الضربة المزدوجة- لقارب مخدرا ...
- طلب العفو لنتنياهو يفتح -الصندوق الأسود-: من هم القادة الإسر ...
- أوكرانيا تنفي استهداف سفينة ترفع علم روسيا قرب تركيا
- صحف عالمية: نتنياهو يعزز الانقسام الداخلي وسلوكه في سوريا غي ...
- استشهاد صحفي وإصابة آخر بقصف إسرائيلي في غزة
- ثورة الحركة الهادئة.. لماذا يتجه العالم نحو تدريب -منطقة الص ...
- العنف مظهر ملازم للأنظمة المبنية على الاستغلال
- إسرائيل تتهم حزب الله باغتيال شهود على انفجار مرفأ بيروت
- بعد هجوم بيت جن.. نتنياهو يكشف شرط إسرائيل للتوصل لاتفاق سلا ...
- -تجاهلوا قواعد الاشتباك-.. من العراق إلى الكاريبي: وزير الحر ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سليمان - توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟