|
|
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ السَّادِسُ و الْأَرْبَعُون-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 17:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ الفلسفة الكامنة وراء السحر: تفكيك الآليات الميتافيزيقية للمواجهة الكينونية المباشرة
في إطار التحليل الفلسفي العميق للعلاقة بين السحر و الكينونة، يمكن تفكيك الآليات الميتافيزيقية التي يُفترض أنها تسمح بهذا التفاعل المباشر إلى العناصر التالية: 1. الكينونة كمجال طاقي/معلوماتي مشترك (The Shared Ontological Field): تقوم الفلسفة الكامنة وراء السحر على إفتراض أن الكون ليس مجرد تجمّع لمواد منفصلة، بل هو شبكة متجانسة من الطاقات أو المعلومات. في هذا الإطار، يُنظر إلى كينونة كل من الساحر و الضحية على أنها مجرد عقدتين أو ترددات ضمن هذا المجال الكوني الأكبر. الآلية التقنية هنا هي إلغاء الفصل الوهمي (Suspension of Separation) بين الذوات. يفترض الساحر أو النظام السحري وجود جسر كينوني أو قناة إثيرية تتيح له تجاوز المسافة المادية. هذه القناة ليست جسماً فيزيائياً، بل هي ممر لـ النية و الطاقة الروحية المشفّرة. وبمجرد أن يتمكن الساحر من تحديد التردد الكينوني للضحية عادةً عن طريق التركيز على الإسم، الصورة، أو الأثر الرابط، يتمكن من ضخ المعلومة على شكل التأثير السحري مباشرةً إلى مجالها الكينوني المشترك. هذه الآلية تفترض نوعًا من الوحدة الكلية الميتافيزيقية؛ حيث أن أصل جميع الكينونات واحد، مما يجعل الإتصال المباشر على المستوى الجوهري ممكناً دون الحاجة لوسيط مادي تقليدي. 2. التشفير وفك التشفير الكينوني (Ontological Encoding and Decoding): يعتمد السحر على أن التأثير لا ينتقل كقوة مادية، بل كـمحتوى رمزي مكثف يؤثر على بنية الوعي أو الجوهر الكينوني للضحية. تستخدم الممارسات السحرية رموزاً، تعاويذ، أو طقوساً تعمل كـخوارزميات كينونية. هذه الخوارزميات تشفّر نية الساحر (الرغبة في المرض، الحب، الضرر، إلخ) وتحولها إلى شكل فكري طاقي (Thought-Form). يُفترض أن كينونة الضحية، لكونها جزءاً من المجال المشترك، تستقبل هذا الشكل الفكري المشفر و تشرع في فكه أو تفسيره على مستوى عميق من اللاوعي أو الجوهر الروحي. هذا التفسير لا يكون عبر المنطق، بل عبر التأثير المباشر على التوازن الداخلي للضحية، مما يؤدي إلى تغيرات في حالتها النفسية، الصحية، أو الظرفية المادية. إن الضحية، في هذا الإطار، ليست كياناً مغلقاً، بل نظام مفتوح يستقبل المدخلات الكينونية. 3. تقنية تجسير الكينونة عبر التمركز والتركيز (The Mechanism of Intentional Centering): إن الأداة التقنية الأكثر أهمية في هذه المواجهة هي كينونة الساحر نفسه، التي يجب أن تعمل كـمُرسل عالي القوة. يجب على الساحر أن ينجح في تجميع وتركيز كل طاقته الإرادية و الواعية في نقطة واحدة (النية السحرية). هذا التمركز يُفترض أنه يؤدي إلى تضخيم (Amplification) النية إلى الحد الذي تصبح فيه حقيقة فعالة قادرة على إختراق المجال الكينوني للآخر. يُطلق على هذا أحياناً تقنية الإرادة المكثفة. تفترض بعض النظم السحرية أن المواجهة المباشرة لا تتم بالضرورة عبر إرسال طاقة، بل عبر إسقاط جزء من وعي الساحر أو جسده الأثيري ليلتقي مباشرة بوعي الضحية، وغالباً ما يحدث ذلك في حالة الحلم أو الإسترخاء العميق للضحية. الساحر هنا لا يرسل رسالة، بل يزور الضحية في بعدها الكينوني الداخلي ليحدث التأثير مباشرة في مصدر الوعي. إن العلاقة بين السحر والكينونة تفرض نموذجاً وجودياً مغايراً يربط الوعي بالواقع بطرق غير سببية تقليدية. المواجهة الكينونية المباشرة هي في جوهرها صراع بين الإرادات (Clash of Wills) على المستوى الوجودي، حيث يسعى الساحر إلى إعادة كتابة سيناريو كينونة الضحية عبر فرض إرادته عليها. هذه المواجهة تكشف عن نظرة فلسفية حيث كينونة الفرد ليست حصناً منيعاً، بل هي كيان مرن، مسامي، ويتأثر بالمدخلات الروحية والنفسية القادمة من الكينونات الأخرى. السحر يفترض أن الواقع الذاتي للضحية يمكن أن يُهندَس من الخارج. السحر هو سيادة النية على المادة إنه تطبيق عملي لمبدأ أن النية المركزة (Intentionality) هي القوة الأولية في الكون، وهي قادرة على تجاوز القوانين الفيزيائية لتؤثر مباشرة على جوهر الأشياء والكينونات. هنا، الساحر يصبح مهندساً كينونياً يستخدم النية كأداة هندسية. تنجح المواجهة المباشرة عندما تكون كينونة الضحية ضعيفة أو مشتتة أو غير متمركزة ذاتياً. السحر يستغل فجوة (Ontological Gap) في دفاعات الضحية الروحية، مما يسمح للنية الغريبة (نية الساحر) بأن تترسخ وتصبح جزءاً من الواقع المُعاش للضحية. المواجهة إذن هي فشل الضحية في الحفاظ على سلامتها الكينونية (Ontological Integrity). في النهاية، تظل هذه الآليات تقنية فقط ضمن نموذج الواقع السحري (Magical Paradigm)، حيث تكون الإرادة والوعي هي المادة الأساسية والفعالة، وتكون المواجهة تعبيراً عن محاولة كينونة مهيمنة لـفرض وجودها على كينونة أخرى.
_ العدالة الكونية والإرادة السحرية: تحليل فلسفي لآلية نظام التعويض الكينوني
إن السؤال عن وجود نظام تعويض كوني (Cosmic Compensation System) يعمل على تقليل أو إبطال فاعلية السحر الذي ينتهك العدالة يمثل نقطة التقاء محورية بين الفلسفة الميتافيزيقية، والأخلاق الوجودية، وطبيعة الكينونة ذاتها. للإجابة على هذا، يجب علينا أن نفترض أولاً أن الكون ليس مجرد آلة صماء تعمل بقوانين فيزيائية عمياء، بل هو نظام ذو بنية أخلاقية أو كينونية (Onto-Ethical Structure) كامنة، حيث الفعل والنتيجة مرتبطان ليس فقط بالسببية المادية بل بالعدالة الروحية أو التوازن الكينوني. من منظور فلسفي عميق، يمكن النظر إلى هذا النظام التعويضي على أنه تجلٍّ لمبدأ العدالة الجوهرية (Immanent Justice). هذا المبدأ يفترض أن الكون يميل بطبيعته نحو التوازن (Aequitas), وأن أي إنحراف قسري عن هذا التوازن، كالسحر الذي يهدف إلى الضرر غير المبرر، سيولد بالضرورة قوة مضادة مُصحِّحة. هذه القوة ليست تدخلاً إلهياً خارجياً بالضرورة، بل هي آلية تقنية روحية متأصلة في نسيج الوجود نفسه. السحر العدواني أو الظالم الذي ينتهك الكينونة الحرة للضحية هو بمثابة عقدة كينونية أو شذوذ طاقي في الشبكة الكونية، والنظام يسعى لـفكّ أو تفريغ هذا الشذوذ. الآلية التقنية الأساسية هنا ليست شيئًا خارجيًا، بل هي مقاومة الوجود ذاته (Resistance of Being) لفرض الإرادة الفردية الظالمة عليه. الكينونة تميل نحو الإنسجام، والسحر المُخِل بهذا الإنسجام يواجه مقاومة طاقية تتناسب مع حجم الظلم. في إطار العلاقة بين السحر والكينونة، يُمكن تحديد آليتين رئيسيتين لهذا التعويض الكوني تعملان تقنياً على تقليل فاعلية السحر الظالم. هذه الآلية هي الأكثر شيوعاً وتفسر كيف أن السحر الظالم قد يرتدّ على الساحر نفسه. الإرتداد الكينوني ليس مجرد عقاب، بل هو تطبيق فيزيائي روحي لقانون حفظ الطاقة والنية. عندما يطلق الساحر نية سلبية قوية لا تتوافق مع تردد العدالة الكونية، فإن النية تُرسَل محملة بـشحنة سالبة مفرطة. النظام الكوني أو المجال الكينوني المشترك يرفض إستيعاب هذه الشحنة غير المتوازنة ويقوم بـعكس قطبيتها وإعادتها إلى مصدرها. فكينونة الساحر تصبح نقطة الجذب لهذه الطاقة المرفوضة. تقنياً، يعمل هذا النظام كـمرشح أخلاقي؛ إذا كانت طاقة السحر تحمل بصمة العدوان أو الظلم الواضح، فإن خصائص المجال الكينوني تمنع إستقرارها في كينونة الضحية وتُعيد توجيهها نحو الساحر، مما يؤدي إلى نتائج سلبية في حياته أو صحته أو مصيره. الساحر هنا هو من ينتهك مبدأ اللاضرر الكينوني، فيصبح هو الهدف الأجدر بـالتصحيح. تفترض هذه الآلية أن كينونة الضحية ذاتها تمتلك قدراً من الحماية الذاتية مرتبطاً بـنقائها الجوهري أو تمركزها الروحي. إذا كانت الضحية تعيش في حالة من العدالة الكينونية الذاتية حالة من النية الحسنة، و العمل الصالح، والانسجام الداخلي، فإن ترددها الروحي يكون عالياً ومُتجانساً. السحر الظالم يعمل على تردد منخفض و فوضوي. تقنياً، يمكن النظر إلى هذا على أنه عدم توافق في الترددات، عندما تحاول نية الساحر السلبية إختراق كينونة الضحية، فإنها تجد مقاومة نشطة نابعة من التناغم الداخلي للضحية. الضحية هنا لا تُقاوم بوعي، بل كينونتها تُقاوم بشكل تلقائي، مما يقلل بشكل كبير من فاعلية السحر ويجعله يتبدد أو يتشتت. هذا النظام التعويضي لا ينقذ الضحية لكونها بريئة بالمعنى الإجتماعي، بل لأن طاقتها الجوهرية غير قابلة للإستقبال والتفسير للأشكال الفكرية السلبية المُرسلة. إن وجود نظام تعويض كوني يحمل دلالات فلسفية عميقة حول حرية الإرادة و مسؤولية الكينونة. إذا كان هذا النظام موجوداً، فهذا يعني أن قوة الساحر ليست مطلقة، بل هي مقيدة بـمعيار أخلاقي وجودي. السحر ليس مجرد تطبيق للقوة، بل هو فعل يتم تقييمه بإستمرار من قبل شبكة الوجود الكبرى. يعيد هذا المفهوم تأكيد أن العدالة ليست مجرد بناء إجتماعي أو ديني، بل هي قانون كوني أساسي يوازي قوانين الجاذبية أو الديناميكا الحرارية، ولكنه يعمل في المجال الروحي والميتافيزيقي. هذا النظام يحمي قيمة الكينونة ويمنع الإستغلال غير المحدود لها. إنه يفرض على الساحر أن يواجه ليس فقط الضحية، بل الوجود كله في حال قرر انتهاك العدالة، وهو ما يرفع من كلفة السحر الظالم إلى مستويات وجودية. يُمكن القول إن نظام التعويض الكوني هو تعبير فلسفي عن الإعتقاد بأن الكون ليس عشوائيًا ولا صامتاً تجاه الظلم، بل هو كيان يحمل ذاكرة كينونية وقدرة تقنية روحية على تصحيح مساره ومعايرة طاقته عندما يتم إستخدام السحر لإنتهاك العدالة الوجودية.
_ الإرهاق الروحي المفتعل: تفكيك تقنية السحر لتعطيل الإرادة الحرة والدرع الكينوني
في إطار التحليل الفلسفي العميق للعلاقة بين السحر و الكينونة، يُعتبر الإرهاق الروحي المفتعل (Manufactured Spiritual Exhaustion) تقنية سحرية جوهرية وهدفاً بحد ذاته لإضعاف قدرة الضحية على المقاومة. إن السحر، في كثير من صوره، لا يهدف بالضرورة إلى إحداث ضرر مادي أو مرئي فوري، بقدر ما يسعى إلى تفكيك أو تعطيل آليات الدفاع الكينونية الداخلية للضحية، وهذا التفكيك يتجسد في حالة من الوهن الروحي الشامل. يُفترض أن كينونة الفرد تمتلك تردداً طاقياً خاصاً بها يمثل قوة حياتها و حصانتها. هذا التردد يتأثر مباشرة بحالة الوعي، الإستقرار النفسي، والإتصال بالجوانب الروحية العليا. المقاومة ضد أي تأثير خارجي ضار، سواء كان سحراً أو صدمة نفسية، تعتمد على الإحتفاظ بهذا التردد مرتفعاً ومُتجانساً. يعمل السحر، في هذا السياق، كـطاقة مُستنزِفة أو كابح طاقي. يتم إرسال شكل فكري أو طاقة سلبية مشفرة لا تُهاجم الجسد مباشرة، بل تستهدف مركز التوليد الكينوني أو ما يُعرف بـالبطارية الروحية للفرد. هذه الطاقة المستنزفة تعمل بإستمرار على خلق حالة من الفوضى الداخلية الصامتة مثل الوسواس القهري الروحي، أو الشعور المستمر باليأس غير المبرر. تؤدي هذه العملية المستمرة إلى خفض التردد الكينوني للضحية. الضحية تبدأ في إستنزاف طاقتها في معارك داخلية غير واعية، أو في مقاومة إحساس دائم بالثقل والملل الوجودي. هذا الإستنزاف يُضعِف الحصانة الكينونية المتأصلة التي تحدثنا عنها سابقاً، مما يجعلها عرضة بشكل مضاعف لأي تأثيرات سحرية لاحقة أو أكثر تحديداً. الإرهاق الروحي هو عملية إعداد للضحية، كتمهيد للحصار قبل الإقتحام النهائي. فلسفياً، تُعتبر الإرادة الحرة (Free Will) هي القوة الكينونية الأساسية التي تُعرّف الفرد و تسمح له بتشكيل واقعه و مقاومة الإملاءات الخارجية. السحر الذي يهدف إلى الإرهاق الروحي يهدف في جوهره إلى شلّ هذه الإرادة الحرة على المستوى الجوهري. عندما يُصاب الشخص بالإرهاق الروحي العميق، فإنه يفقد القدرة على إتخاذ قرارات مصيرية بنية قوية وواضحة. يُصبح الفرد سلبياً كينونياً، غير قادر على التعبير عن الرفض الجذري لأي تأثير خارجي. إن الإرهاق يُحوّل الإرادة من قوة مُحرِّكة وفاعلة إلى مجرد وجود سلبي ومُستقبِل. لا يسعى الساحر هنا إلى السيطرة المباشرة كإجبار الضحية على فعل شيء، بل يسعى إلى إلغاء قدرة الضحية على الاختيار والمقاومة. بمجرد أن تُصبح الضحية مُرهقة روحياً، فإنها تتوقف عن بث ترددها الكينوني الأصيل و تستسلم لـ البث الطاغي للنية السحرية، مما يسهّل على الساحر تمرير أي أوامر أو تأثيرات أخرى يريد تحقيقها. إن الإرهاق الروحي هو إفراغ الكينونة من محتواها المُقاوِم. من الناحية الفلسفية، يعكس الإرهاق الروحي المفتعل صراعاً وجودياً حول تعريف الذات في مواجهة الألم الروحي. الإرهاق الروحي يُشعر الضحية بأن هويتها الجوهرية تتآكل. الفرد يشعر بأنه ليس هو نفسه، وأنه غريب عن كيانه، وهو ما يسميه الفلاسفة بـالإستلاب (Alienation). هذا الإستلاب هو الهدف النهائي للتقنية السحرية، جعل الضحية غير قادرة على التعرّف على قوة ذاتها الجوهرية وبالتالي عدم القدرة على استدعاء طاقتها للدفاع. الإرهاق الروحي يمثل نقطة ضعف كينونية (Ontological Vulnerability). عندما تكون الروح مُرهقة، يصبح جدار العزل بين الوعي واللاوعي رقيقاً، مما يتيح للرموز والأفكار السلبية التي زرعها الساحر أن تتغلغل بعمق أكبر وتصبح جزءاً من الحقيقة الداخلية للضحية دون أن يُدركها العقل الواعي. في الخلاصة، الإرهاق الروحي المفتعل هو تقنية سحرية بامتياز، لا تعمل فقط على إضعاف الجسد أو العقل، بل تعمل على تفكيك البنية الروحية للضحية (Deconstruction of the Victim s Spiritual Structure)، و تحويلها من كينونة فاعلة ومُدافِعة إلى كيان مُستسلِم ومُستقبِل للنية السلبية.
_ الساحر كمُحلل طيفي كينوني: فلسفة التردد والإهتزاز في توجيه السحر بدقة
في الإطار الفلسفي والميتافيزيقي الذي نتناوله، يمكن إعتبار أن الساحر يعتمد تقنياً بالمعنى الروحي على قياس أو إستشعار درجة إهتزاز الكينونة الروحية للضحية لتوجيه سحره بدقة. هذا المفهوم، المعروف بإسم التردد الطاقي أو الذبذبة الكينونية (Ontological Vibration)، هو أساس لكثير من النظم السحرية والفلسفات الباطنية التي ترى أن كل كينونة في الكون ليست مادة صامتة، بل هي تعبير عن طاقة تهتز بتردد معين. تقوم الفرضية الأساسية على أن الكينونة تتكون من طبقات من الطاقة و الوعي، وكل طبقة تهتز بتردد مختلف. درجة الإهتزاز الكينوني هنا ليست قياساً فيزيائياً بالكيلوهيرتز، بل هي مؤشر نوعي يعكس حالة الفرد الروحية والنفسية، ودرجة إتصاله بـجوهر الذات أو الوعي الكوني. التردد العالي يرتبط بالحالات الكينونية المرغوبة مثل الإنسجام، الصحة، الإرادة القوية، والحصانة الروحية. التردد المنخفض يرتبط بالحالات الكينونية السلبية مثل الخوف، الغضب، الإرهاق الروحي، والضعف العام. يعمل الساحر هنا كـمُحلل طيفي كينوني، حيث يسعى إلى تحديد الطول الموجي للضحية. يعتمد توجيه السحر بدقة على معرفة هذا التردد عبر آليتين رئيسيتين: أ. آلية المعايرة لتجاوز المقاومة (Calibration for Resistance Bypass): الهدف الأول للساحر هو تحديد نقاط الضعف الإهتزازية للضحية. إذا كانت الضحية تعاني من الإرهاق الروحي، فإن ترددها الكينوني يكون منخفضاً. الساحر لا يرسل سحراً بتردد عالٍ مما سيتسبب في إرتداد طاقي، بل يقوم بـمعايرة نية السحر و شكلها الفكري بحيث تكون مُطابقة أو أقل قليلاً من التردد الحالي الضعيف للضحية. تُشير هذه التقنية إلى أن التأثير السحري يكون أكثر فاعلية عندما يحدث رنين بين الطاقة المرسلة وحالة الضحية. إذا كان الساحر يريد أن يُسبب اليأس، فإنه يرسل طاقة تُطابق تردد اليأس الذي يُحتمل وجوده بالفعل في لاوعي الضحية. هذه المطابقة تجعل الطاقة السحرية لا تُقابل بمقاومة وتندمج بسلاسة في المجال الكينوني للضحية، مما يضخم التردد السلبي الموجود بالفعل. تقنياً، هذا يقلل من طاقة البدء اللازمة لتفعيل السحر. ب. آلية التركيز البؤري الإهتزازي (Vibrational Focal Point): تُستخدم درجة الإهتزاز لتحديد المدخل الكينوني (Ontological Entry Point). بدلاً من إرسال طاقة عشوائية، يُركز الساحر على الجانب الأكثر ضعفاً أو إنخفاضاً في الإهتزاز. إذا كانت الضحية تعاني من ثقب في هالتها الروحية نتيجة خوف قديم أو صدمة نفسية وهو ما يُعتبر انخفاضاً في الإهتزاز في منطقة معينة من الكينونة، فإن الساحر يُوجه طاقته بدقة إلى هذه النقطة الضعيفة. هذا التوجيه يُشبه قفل التردد (Frequency Locking)، حيث لا يتم إرسال النية إلى الضحية ككل، بل إلى التردد المُشفر الذي يُمثل هذا الضعف تحديداً. بعد تحديد التردد، يرسل الساحر شفرة سحرية مصممة خصيصاً لتضخيم حالة الإنخفاض. على سبيل المثال، إذا كان الإهتزاز يدل على الشعور بالوحدة، يرسل الساحر تعويذة تزيد من الشعور بالإنفصال الوجودي. هذا الإستهداف الدقيق هو جوهر الكفاءة السحرية في هذا الإطار الفلسفي. من منظور فلسفي، يصبح الساحر، من خلال قياس الإهتزاز الكينوني، ليس مجرد مُنفِّذ لطقوس، بل مُعدِّل لتردد الواقع (Reality Frequency Modifier). هذا الإعتماد على الإهتزاز يؤكد النظرة الميتافيزيقية التي ترى أن الواقع هو تردد. إن ما نختبره كـحقيقة ليس سوى تجميع لترددات إهتزازية؛ و السحر هو محاولة لتغيير هذا التجميع عبر التلاعب بالإهتزازات الأساسية للكينونة. معرفة الساحر بالتردد الداخلي للضحية تمنحه مفتاحاً كينونياً للوصول إلى جوهرها و تغييره. القوة السحرية ليست في الطقس، بل في دقة التشخيص الإهتزازي. هذا المفهوم يعزز فكرة أن الفرد يمتلك مسؤولية وجودية للحفاظ على تردده الكينوني عالياً، لأن هذا التردد هو درع الحماية الأساسي ضد أي تدخل خارجي سواء كان سحرياً أو نفسياً. إنخفاض الإهتزاز هو دعوة غير واعية للقوى الخارجية السلبية للتأثير.
_ هندسة الكينونة وتشكيل الواقع: تحليل المراحل التقنية لتجسيد الرغبة السحرية
إن مفهوم تجسيد الرغبة (Manifestation of Desire) في السياق السحري هو جوهر العملية السحرية بأكملها. لا يُنظر إلى هذه العملية على أنها مجرد أمنية، بل كـهندسة كينونية نشطة تهدف إلى تحويل النية الباطنية المجردة للساحر إلى واقع مادي ملموس يؤثر على كينونة الضحية أو الهدف. هذه العملية تتطلب سلسلة من الخطوات التقنية (الميتافيزيقية) الدقيقة و المركزة. تُفهم عملية التجسيد على أنها تمر بثلاث مراحل تقنية رئيسية، يتم فيها تحويل النية من حالة الطاقة الكامنة إلى حالة "الطاقة الفاعلة و المُشكِّلة. أ. مرحلة التشفير الكينوني (Ontological Encoding): تُعد هذه المرحلة الأساس لنجاح العملية، وهي تتعلق بتركيز وتنقية رغبة الساحر. الخطوة التقنية 1: عزل النية (Isolation of Intent): يجب على الساحر أولاً عزل رغبته عن أي شكوك أو رغبات متضاربة أخرى. هذه عملية تنقية ذهنية وروحية للوصول إلى جوهر النية الصافي. فلسفياً، هذا يمثل تحويل الإرادة من إرادة مشتتة إلى إرادة موحدة مُطلقة. الخطوة التقنية 2: التشفير الرمزي (Symbolic Encoding): يتم تحويل النية النقية إلى شكل رمزي مكثف مثل تعويذة، طوطم، أو رمز سحري. هذا الرمز يعمل كـخوارزمية أو كود برمجي للواقع. إن الرمز يختزل الرغبة المعقدة إلى شكل طاقي يمكن إرساله وتفسيره عبر المجال الكينوني المشترك. هذا التشفير يضمن أن الطاقة المرسلة تحمل معنى محدداً وليس مجرد ضوضاء طاقية. الخطوة التقنية 3: الشحن الطاقي (Energetic Charging): يتم ضخ الطاقة الكينونية للساحر المُحصّلة من التركيز أو الطقوس في هذا الرمز أو التعويذة. هذه العملية تُحوّل الرمز من مجرد فكرة إلى شكل فكري مُفعّل (Activated Thought-Form)، جاهز للإرسال. ب. مرحلة الإسقاط والربط (Projection and Linking): في هذه المرحلة، يتم إطلاق النية المشفرة وتوجيهها نحو كينونة معينة. الخطوة التقنية 4: الإسقاط الموجّه (-dir-ected Projection): يتم إطلاق الشكل الفكري المُفعّل إلى المجال الكوني. يتطلب هذا تقنية التركيز البؤري، حيث يتم توجيه النية بشكل حاد كشعاع ليزر نحو التردد الكينوني للهدف (الضحية أو الواقع المراد تعديله). هذه العملية تتجاوز المسافة المادية، معتمدة على مبدأ التشابك الكينوني (Ontological Entanglement)، حيث يُفترض أن الساحر والضحية مرتبطان بالفعل على مستوى الجوهر. الخطوة التقنية 5: إنشاء رابط كينوني (Creating an Ontological Link): إذا كان السحر يستهدف كينونة معينة، تُستخدم مواد رابطة مثل الشعر، الأثر، أو الصورة لإنشاء قناة إهتزازية مباشرة ومستقرة. هذه المواد ليست هي السحر، بل هي نقاط إتصال (Anchors) تساعد على تثبيت التردد وإيصاله إلى الكينونة المستهدفة بدقة. ج. مرحلة التجسيد والإندماج (Materialization and Integration): هنا تبدأ النية في التحول إلى حقيقة ملموسة. الخطوة التقنية 6: إختراق الواقع (Reality Penetration): تبدأ النية المشفرة في التأثير على المجال الكينوني للضحية. إذا كانت الرغبة تتعلق بالضرر، تبدأ النية في التراكم داخل اللاوعي للضحية أو في شبكة واقعها، لتُحدث تعديلات طفيفة في البنية السببية لواقعها. الخطوة التقنية 7: التجسيد عبر الفعل المادي (Materialization via Action): لا يتجسد السحر دائماً كحدث خارق، بل غالباً ما يتجسد عبر تعديل في دوافع الضحية أو المحيطين بها. الرغبة المُجسّدة تُصبح قوة دافعة لاواعية تُحرّك الأشخاص والأحداث بطريقة تجعل النتيجة السحرية تبدو وكأنها حدثت بشكل طبيعي أو عبر الصدفة. إن تجسيد الرغبة السحرية له تأثير عميق على كينونة الضحية يتجاوز الأذى المادي. التأثير الأعمق يكمن في أن السحر يُدخل إرادة غريبة (إرادة الساحر) إلى جوهر الضحية هذا الإدخال يُشوه الخط الكينوني الأصلي للضحية، حيث تبدأ الضحية في العمل ضد مصالحها أو في تحقيق رغبة الساحر دون أن تدري. إنها حالة من التبعية الكينونية أو الاستلاب الجذري. السحر المُجسَّد يعمل على كسر التجانس الكينوني للفرد، مما يجعله يشعر بالإنفصال عن محيطه وعن ذاته. هذا التفكيك هو ما يُسهّل إستمرار التأثير، حيث يفقد الفرد القدرة على استدعاء طاقته الدفاعية الكامنة. في هذا الإطار الفلسفي، يصبح الواقع الذي تعيشه الضحية مشتقاً ثانوياً لنية الساحر، وليس نتاج إرادتها الحرة. إنها تعيش داخل سيناريو سحري مفروض عليها من الخارج.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
المزيد.....
-
مدير الـCIA: المشتبه به بتنفيذ هجوم واشنطن كان يعمل مع الحكو
...
-
من منصات العرض إلى الشوارع.. النجمات يتألّقن بصيحات الربيع ا
...
-
-شهادتي الزور دمرت ثلاثة مراهقين لأكثر من 35 عاماً- القصة ال
...
-
البابا لاون الرابع عشر يلتقي الرئيس التركي في أنقرة في مستهل
...
-
لا لموقف -الأرنب أمام الأفعى- .. ميركل تطالب بمواجهة حازمة ل
...
-
تونس: الإفراج عن المحامية سنية الدهماني -بأمر من وزارة العدل
...
-
حريق هونغ كونغ: لماذا يُستخدم نبات البامبو بكثرة في قطاع الب
...
-
المغرب.. جدل بعد ظهور تلامذة يدرسون في العراء!
-
المنتخبات، التوقيت، الملاعب... البرنامج الكامل لنهائيات كأس
...
-
مروحيات الاحتلال تطلق نيرانها في سماء جنين وطوباس
المزيد.....
-
قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف
...
/ محمد اسماعيل السراي
-
تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي
...
/ غازي الصوراني
-
من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
/ غازي الصوراني
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|