أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - زهير الجبوري ناقد يلتقط تحولات النص وتقلّبات العصر














المزيد.....

زهير الجبوري ناقد يلتقط تحولات النص وتقلّبات العصر


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 20:16
المحور: سيرة ذاتية
    


في مشهد نقدي متغير، قلّ فيه النقاد الذين يجمعون بين الحضور المستمر والعمق المعرفي، يبرز اسم زهير محمد حسن الجبوري بوصفه أحد أبرز الأصوات النقدية العراقية التي لم تكتفِ برصد الظاهرة الأدبية، بل خاضت في تحليلها وتأويلها بلغة واعية، ونبرة مثقفة، ورؤية تستند إلى وعي فلسفي وثقافي واسع.
وُلد زهير الجبوري في مدينة الحلة بتاريخ 6 شباط 1972، المدينة التي لطالما عُرفت بثقلها الثقافي وتراثها الحضاري، فشكلت بيئةً خصبة لبذور الوعي الأولى لديه. درس في مدارسها، ثم انقطع عن الدراسة بعد الإعدادية ليتفرغ للنشاط الثقافي، فعمل محررًا في صحيفة الجنائن، حيث بدأ فعليًا مشواره في النقد الأدبي والكتابة الثقافية، قبل أن يعود لاحقًا لإكمال دراسته الأكاديمية في جامعة النجف، ويتخرج فيها بشهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
منذ نهاية التسعينيات، بدأ زهير الجبوري يلفت الأنظار بكتاباته النقدية التي نُشرت في مختلف الصحف والمجلات العراقية والعربية. وهو ينتمي إلى فئة النقاد "المكثّرين"، لا من باب الكم فحسب، بل لأن اتساع اهتماماته مكنته من تناول الرواية، القصة، الشعر، والنقد الثقافي بمقاربات متعددة، تجمع بين الفلسفة والسوسيولوجيا والتحليل النصي.
شارك الجبوري في تحرير وكتابة صفحات ثقافية في العديد من الصحف البارزة مثل: الثورة، الجمهورية، العراق، القادسية، بابل، الصباح، الزمان، المدى، التآخي، الأديب، القدس العربي وغيرها، كما نشر في المجلات المهمة مثل: الأقلام، الأديب العراقي، فنارات، القصبة، كربلاء، المضايف، المحقق، متون. ولا يكاد يُذكر مهرجان ثقافي عراقي في العقدين الأخيرين إلا وكان للجبوري حضور فيه: من المربد والجواهري والمتنبي وكميت، إلى كلاوويش ودهوك ومصطفى جمال الدين وعالم الشعر وملتقيات الرواية وقصيدة النثر.
تشكل مؤلفاته مساهمات أصيلة في الحقل النقدي، وتكشف عن وعي نظري وقدرة تطبيقية دقيقة، منها:
-إيقونات مفتوحة (2006): قراءات في الشعر العراقي المعاصر، يقدم فيه تحليلات نقدية لقصائد وشعراء يمثلون تيارات وتجارب متنوعة.
-رؤيا العالم (2007): كتاب عن تجربة الشاعر باسم فرات، يتناول فيه الشاعر من زاوية سردية وفلسفية.
-المكانية في الفلسفة والفكر والنقد (2008): حوار طويل ومكثف مع الناقد ياسين النصير، يمزج فيه بين الحوار الثقافي والبحث في الإشكاليات الفكرية.
-جدل الكتابة والمغامرة (2021): عمل يتناول قصيدة النثر من زاوية تنظيرية وتطبيقية، راسمًا ملامح "موضة" أدبية تقاطعت فيها التجريبية مع الشعرية.
-متواليات نصية (2022): مقاربات تطبيقية في الأدب العراقي المعاصر، تظهر تبحره في الأشكال الأدبية الحديثة، من القصة القصيرة إلى الرواية والشعر.
يحظى زهير الجبوري بتقدير واسع في الوسط الثقافي العراقي، ويُنظر إليه بوصفه ناقدًا مواظبًا، متابعًا لحركة الأدب على امتداد الجغرافيا العراقية. يمتاز بأسلوب نقدي مكثف، يجمع بين التحليل الأسلوبي والرؤية الثقافية، وهو ما يجعل نصوصه النقدية محط اهتمام من قبل النقاد والكتاب الشباب على حد سواء.
ويُشيد كثير من النقاد بقدرته على تفكيك البنى النصية دون أن يفقد البوصلة الفكرية، ويُذكر له تفرّده في استخدام مفاهيم فلسفية وجمالية معاصرة في مقاربة نصوص عراقية محلية، دون الوقوع في فخ التغريب أو التنظير المنفصل عن الواقع.
وقد وصفه أحد زملائه في رابطة النقاد العراقيين بأنه: ناقد يمتلك أذنًا شعرية، وعينًا سردية، ولسانًا فلسفيًا... لا يجامل، ولا يهتف، بل يقرأ ويضيء ويترك للقارئ حرية التأمل".
زهير الجبوري ليس ناقدًا مكتبياً؛ بل هو فاعل ثقافي دائم الحضور، سواء من خلال الأمسيات، أو المؤتمرات، أو إدارة الندوات. وكان من المشاركين في مهرجان البيان الدولي الثقافي في الأهواز سنة 2017، كما حصل على جوائز مهمة تؤكد مكانته، منها:
-الجائزة الأولى في النقد الأدبي – مسابقة المفكر عزيز السيد جاسم (مؤسسة الزمان – 2009 و2010).
-جائزة الإبداع – مسابقة المفكر عالم سبيط (اتحاد أدباء وكتاب بابل – 2010).
زهير الجبوري من النقاد الذين لم يكرروا أنفسهم. تنوعت مشاريعه النقدية، وتوسعت أدواته التحليلية، وتعمقت رؤيته للظاهرة الثقافية العراقية التي مرت – ولا تزال – بتحولات سياسية واجتماعية عاصفة. وما زال الجبوري حاضرًا، يكتب، ويُحلّل، ويشارك في صياغة الوعي الأدبي العراقي، متسلحًا بثقافة عميقة، وتجربة ميدانية ثرية، وروحٍ ناقدة لا تهدأ.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح شاكر العكام... سارد الذاكرة وراوي التمردات الصغيرة
- شاكر هادي غضب فنان الحروف، وباحث الذاكرة الشعبية
- محمد عبد الجليل شعابث سادن الذاكرة الشعبية وباحث الضوء الخاف ...
- سعد خليل الكبيسي كاتبُ الذاكرة ومحفوظاتُ الوجدان المحلي
- يحيى الربيعي شاعر المنتهى وإشراقات الأزل
- محمد حسين حبيب صوت نقدي بصري يُضيء المسرح العربي
- بابل تنتخب مجلس إدارة اتحاد أدباء بابل عرس ثقافي باسم ناجح ا ...
- علي شاهين الشاعر الذي غرس صوته في شجرة المعنى
- كامل حسين المقيم على حافة الجمال
- مرثية جيلٍ ومدينة قراءة في قصيدة -بغداد- لحسين نهابة
- سناء الأعرجي القصيدة التي مشت على ضفاف الفرات
- الفنان سمير يوسف بابل تمدّ يدها إلى اللون
- موفّق محمد الناي الصادح بالحقيقة
- هلال الشيخ علي حين تهمس القصيدةُ باسم الأرض
- سلام القريني القاص الذي كتب بالمجهر أدبًا، ونفخ من روحه في ا ...
- علي بيعي سادن القصيدة الشعبية الحديثة وظلالها الحزينة
- علي لفتة سعيد الشاعر الذي لا يغادر شعبه، والرائي الذي يسكنه ...
- سعد جاسم: بين الغربة والقافية — رحّالةٌ في الشعر والحلم
- صادق باقر.. شاعر يسكنه القلق وتضيئه الكلمات
- علي الطائي بين مشرط الطب ومبضع القصيدة


المزيد.....




- لبنان.. تأجيل محاكمة فضل شاكر بطلب من محاميته
- إريك داين يلعب دورًا يجسد إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري ...
- رفات رهينة تصل إسرائيل وسيول تغرق خيام غزة وسط مباحثات لتثبي ...
- ألم طبيعي أم إصابة؟ دليلك لفهم إشارات الجسم بعد التمرين
- نوح زعيتر -بارون مخدرات- لبناني صدرت بحقه ألف مذكرة توقيف
- هجوم روسي مكثف بالصواريخ والمسيرات على العاصمة كييف
- المنخفض الجوي يغرق خيام نازحي غزة ويفاقم معاناتهم
- آبي أحمد يبحث مع قائد أفريكوم ملفات الأمن الإقليمي
- القاهرة تستضيف اجتماعا بشأن غزة وتعلن تنظيم مؤتمر دولي لإعاد ...
- الجلوس المطوّل وباء العصر.. وأطعمة بسيطة قد تخفف مخاطره


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - زهير الجبوري ناقد يلتقط تحولات النص وتقلّبات العصر