أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - صادق باقر.. شاعر يسكنه القلق وتضيئه الكلمات














المزيد.....

صادق باقر.. شاعر يسكنه القلق وتضيئه الكلمات


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 14:14
المحور: سيرة ذاتية
    


في مدينة الحلة، حيث تنبجس من ضفاف الفرات حكايات الماء والطين، وتتهجّى القباب لغة السحر البابلي، وُلد الشاعر صادق الشيخ باقر اليوسف في الرابع عشر من حزيران عام 1964. ومنذ صباه، بدأ ينهل من ينابيع اللغة وأطياف الفن، فكان الشعر رفيقه، والكتابة ظله الذي لا يفارقه، وهو بعدُ على مقاعد الدراسة.
تخرّج صادق باقر من كلية الفنون الجميلة في بغداد في العام الدراسي 1989-1990، ولم تبتعد خطاه عن عوالم الجمال، إذ اختار أن يعلّم ويربي، فعمل مدرسًا في المدارس العراقية، حاملاً في قلبه ما لم تسعه سبورات الصفوف: الوجد، والتأمل، وقلق الشاعر.
ينتمي صادق باقر إلى الجيل الذي عايش تحولات العراق العاصفة، فكان لشعره أن يكون مرآة لتلك التحولات، وتجلّياً لتجارب روحية وشعورية تتراوح بين الانكسار والتماسك، بين الحنين والاحتراق. وقد صدرت له ست مجموعات شعرية حتى الآن، هي: "تلاوات الأشرعة" و"ملاذات قلقة" (2022)، و"بها ملكتُ اليقين" و"وشوم على أشفار العباءات" (2023)، فيما يقف القارئ على أعتاب ثلاث مجموعات أخرى لا تزال تنتظر ولادتها.
في قصائده، يتهادى القارئ في عوالم تنبض بالإيقاع الداخلي العميق، حيث الكلمة ليست زينة بل كشف، والعبارة ليست حيلة بل اشتعال. هو شاعر القلق النبيل، كما وصفه الشاعر ناهض الخياط في دراسته حول مجموعته "ملاذات قلقة"، إذ يرى أن صادق باقر يعيد إنتاج الوجود عبر مجازات مشبعة بالرمز والإيحاء، متكئًا على رهافة حس ودربة فنية يندر نظيرها.
أما الناقد رجب الشيخ فقد اقترب من شعره عبر عدسة تحليلية، مؤكداً أن "شعر صادق باقر لا يُقرأ من جهة واحدة، بل هو بناء طبقي من الرؤى والدلالات، تنفتح فيه اللغة على حقول تأويل متعددة"، مشيرًا إلى مقدرته على الجمع بين الحس البصري العميق كخريج للفنون الجميلة، والحدس الروحي كابن للبيئة العراقية المتخمة بالتجارب.
ويضيف الناقد عبد الحسين الشيخ علي في قراءته لأحد نصوصه أن "صادق باقر يكتب القصيدة كمن يكتب وصيته الأخيرة، يراهن على البقاء بالكلمة، ويحتمي بها من تشظي العالم". وهو، بذلك، شاعر وجودي وإن لم يصرّح، شاعر يسائل العالم ولا يهادنه، شاعر يرى في الشعر خلاصًا لا مجرد قولٍ جميل.
لم يكن صادق باقر غائبًا عن ساحات الشعر، فقد شارك في مهرجان بابل للثقافات والفنون في دورات متعددة، وكان صوته حاضراً في أمسيات اتحاد أدباء وكتاب بابل، واتحاد أدباء النجف والهاشمية، حاملاً معه نصوصاً لا تخجل من الألم، ولا تستحي من العاطفة، بل تتخذ من كليهما مدخلاً للحقيقة.
ولأنه لم يكن طارئًا على الحراك الثقافي، فهو عضو في اتحاد أدباء وكتاب بابل منذ 2022، وعضو نقابة الفنانين العراقيين منذ 1993، وقد نشرت قصائده في صحف ومجلات مرموقة كـطريق الشعب، الصباح الجديد، سطور، والشرارة، لتتسع رقعة حضوره وتتنوع قراءاته.
إن شعر صادق باقر ليس ترفًا لغويًا، بل تجربة حارقة، تكتب عن الإنسان حين يكون هشًا ومتمردًا في آن، عن الوطن حين يكون حبلاً سريًا وجرحًا مفتوحًا، عن الحياة حين تنزف من المسافة بين اليقين والتوق.
هكذا يمضي صادق باقر في دربه، شاعرًا لا يطمئن للسكون، ولا يتنازل عن غواية الشعر، يواصل ترحاله بين القصيدة والقلق، بين الضوء وظله، وكأنه يؤمن – كما آمن المتنبي قبله – أن الشاعر لا يُعرف بجنس ما كتب، بل بوهج ما تبقّى من كلماته في أرواح من قرأوه.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الطائي بين مشرط الطب ومبضع القصيدة
- زهير المطيري خمسون عاماً من المسرح والحرف
- عبد الحسين العبيدي القاص الذي يفتّش عن المعنى في ظلّ العنكبو ...
- الدكتور عامر عبد زيد بين التاريخ والحداثة، في رحاب الفلسفة و ...
- طه التميمي.. شاعر الضمير الشعبي وصوت الطبقة الكادحة
- رائد النافعي السارد الذي اختزن بابل في قلبه وحررها على الورق
- سعد الحداد حضور أدبي وعطاء إنساني
- الناقد سامر جلاب صانع المرايا في دروب الشعر والنقد
- حواريّة الموت-.. مرثية عراقية موجعة
- حيدر العميدي الناقد الذي قرأ المسرح بجسد الروح
- شريف هاشم الزميلي شاعرٌ بنكهة الأسطورة وناثرُ حلمٍ لا يشيخ
- صدام غازي الشاعر الذي يسكب القصيدة في كأس الخمر والخراب
- طبع الذهب حين تحترق القصيدة بنار الحب.. علي الشباني ومرآة ال ...
- شاكر نصيف الشاعر الشهيد الذي اشتعل بالشعر وانطفأ برصاص الطغا ...
- سعد الشريفي شاعر الغربة والجمرات
- جبر داكي شاعر غنّى للحياة حتى رحيله
- جابر القاري صوت السدة الذي ذاب في الحسين
- كريم النور... شاعر الطين والنخوة والكرامة العالية
- رياض أبو شبع شاعر الغربة والتمرد النبيل
- صباح العسكري: الشاعر الذي أضحك القمر وبكى العراق


المزيد.....




- رغم نجاح صفقات ترامب الشخصية في الشرق الأوسط.. إلا أنها لن ت ...
- -شكرًا لإعادتها في تابوت-.. عائلات الرهائن القتلى تنتقد نتني ...
- ماذا تعرف عن القرية المصرية الصغيرة التي تنتج أكثر من نصف يا ...
- وزير الداخلية الفرنسي الجديد لوران نونيز ينوي -استئناف الحوا ...
- هل اتفقت قسد مع الحكومة السورية على طريقة الاندماج؟
- مرشحة عراقية تثير الجدل بمنشور ضد برشلونة ووعد بتزويج مشجعي ...
- أشياء لم تكن تعرفها عن تطبيق الملاحظات في -آيفون-
- إيران تعدم شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- باكستان وأفغانستان تؤكدان على دور قطر وتركيا لتثبيت وقف التص ...
- غارديان: أطفال غزة بحاجة للغذاء والدواء ونوم دون خوف


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - صادق باقر.. شاعر يسكنه القلق وتضيئه الكلمات