|
|
حركة التضامن الأوروبية مع الشعب الفلسطيني
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 13:34
المحور:
القضية الفلسطينية
مقدمة ارتفع عدد الشهداء الذين اغتالهم الجيش الصهيوني بين تاريخ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، يوم العاشر من تشرين الأول والسابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إلى 318 شخصًا، وأُصِيبَ 788 آخرون، وتم انتشال 572 جثة من تحت الأنقاض، وارتفعت حصيلة القتلى جراء العدوان الصهيوني الذي انطلق يوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 إلى نحو سبعين ألف ( 69733) وفق وزارة الصحة في غزة التي نشرت قائمة تتضمن أسماء القتلى و170863 من الجرحى، ورغم إعلان وقف إطلاق النار، استمر الجيش الصهيوني تنفيذ اعتداءاته على الفلسطينيين تحت ذرائع مختلفة، وكذلك على الشعب اللبناني والشعب السّوري، واعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة "إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان تُشكل جرائم حرب " وصنّفتها "حالات قتل للمدنيين خارج نطاق القضاء، وتُعدّ انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 1701 وسيادة لبنان"، وأصدرت وزارة الصحة اللبنانية يوم الجمعة 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إحصاءات جديدة حول عدد القتلى والجرحى جراء الهجمات الصهيونية على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبلغ عدد القتلى 331 قتيلًا، بينما بلغ عدد الجرحى 945... قوانين زجرية أقرّت السلطات التشريعية والتنفيذية في بريطانيا وألمانيا وفرنسا قوانين تُعاقب الدّعوة لمقاطعة الكيان الصهيوني، أي تحويل التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالكيان الصهيوني إلى جريمة تُبرّ المحاكمات والسّجن والإبْعاد، باسم مكافحة "مُعادة السامية" وأصبح الحديث عن النكبة أو حق العودة أو مقاطعة الكيان الصهيوني "تحريضًا على معاداة السامية وتمجيدًا للعُنف"، في تناقض تام مع مُذكّرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي أدانت تجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني، منذ سنة 2020، وضيقت هذه القوانين والممارسات الرسمية الأوروبية ( والأمريكية ) هامش الحريات بشكل عام وشكل فرصة لقمع النقابيين والمناضلين والمدافعين عن حقوق المُشردين وفاقدي المأوى والفُقراء، كما تم إلغاء فعاليات ومؤتمرات حول فلسطين ومنع دخول صحافيين وباحثين ومناضلين من بلدان أخرى تمت دعوتهم من قِبَل مُنظِّمِي تلك الفعاليات، وتعرّضت منظمات مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش ( وهي منظمات ودِيعَة ومُسالمة) للانتقادات بسبب استخدامها لمصطلح "الفصل العنصري" لوصف الوضع في فلسطين... بدأت بوادر هذه المواقف الإستعمارية مع العدوان على العراق في بداية سنة 1991، حيث شنّت الدّول الأوروبية والأمريكية حملات مداهمة واعتقال وتشهير بكل من عارض ذلك العدوان الذي قدّمه الإعلام السائد كمظهر ل"صراع الحضارات"... تضامن شعبي وقَمْع سُلْطَوِي في فرنسا لا تزال العديد من المباني الرسمية، ومنها مباني حكومية وبَلَدِيّات ترفع علم أوكرانيا وعلم الكيان الصهيوني تضامنا مع نظام أوكرانيا أو نظام الإحتلال الصهيوني، ونصبت العديد من البلدات (منها بلدية باريس) لوحات ضخمة تطلب ب"إطلاق سراح الرّهائن الإسرائيليين"، منذ اليابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، لكن الدّولة تمنع رفع العلم الفلسطيني وتدّعي إن مناهضة الصهيونية تُعادل معاداة السامية، وتمنع كافة أشكال التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني... ارتفع عدد البلديات الفرنسية التي رفعت العلم الفلسطيني فوق مبانيها إلى 86 بلدية، يوم الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر 2025، رغم حظر وزارة الداخلية، وهي عمل رمزي تزامن مع تصريح منافق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن "اعتراف فرنسا الرسمي بدولة فلسطين" الوهمية شرط استبعاد حماس ونزع سلاحها، وسبق أن أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها بهذه الدّولة الفلسطينية الخُرافية، وأعلنت لوكسمبورغ وسان مارينو وبلجيكا وأندورا ومالطا اعتزامها الإعتراف بهذا الكيان الوهمي، بهدف حرف الأنظار عن جوهر القضية المتمثل في إدانة الكيان الصهيوني وفي الإعتراف بحقه في تقرير المصير وتحرير أرضه وحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم وديارهم، بالإضافة إلى تعويضهم (وردت معظم الأخبار عن فرنسا بوكالة الصحافة الفرنسية 22/09/2025) في ألمانيا - التي انزلقت من النازية إلى الصهيونية - اعتبرت الحكومة ( السابقة والحالية) "إن أَمْنَ ألمانيا يعتمد على إسرائيل"، وقررت ألمانيا "الإستعداد لحرب كبرى" ( ضدّ روسيا؟) محتملة بمساعدة صهيونية، حيث سيبدأ نظام الدفاع الصاروخي الصهيوني "هتز 3" العمل قريبًا في ألمانيا، وتتفاوض وزارة الحرب الألمانية لتزويدها بصواريخ صهيونية إضافية للبطاريات بعيدة المدى، وحصلت ألمانيا على دفعة جديدة من طائرات "هيرون تي بي" المُسَيّرة، التي تصنعها شركة صناعات الطيران الصهيونية (IAI)، فيما يظل عقد نظام "هتز 3" بقيمة 3,5 مليار دولار الذي تتوقيعه سنة 2023 بين ألمانيا وشركة (IAI ) الأكبر في تاريخ الصناعة الحربية الصهيونية، وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز عن "خطة لتحويل الجيش الألماني إلى أقوى جيش في أوروبا"، بإعادة الخدمة العسكرية الإلزامية جزئيًا واستثمار قرابة اربعمائة مليار دولار لإعادة التسليح، بالإعتماد على التكنولوجيا الصهيونية في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، والتي لعبت وتلعب دورًا رئيسيا وفق مسؤولين صهاينة تفاخروا ب"المساهمة في وقد بناء جيش ألماني جديد"، وسبق أن برّر المستشار فريدريش ميرز، خلال شهر حزيران/يونيو 2025، أثناء العدوان الأمريكي الصهيوني على إيران واليمن وفلسطين ولبنان هذا التعاون الوثيق والدّعم الألماني غير المشروط للكيان الصهيوني بأن "إسرائيل تقوم بالعمل القذر لصالح ألمانيا" ( عن موقع صحيفة "تلغراف" 22 تشرين الأول/اكتوبر 2025) لم تكتف سُلُطات ألمانيا ( الحكومة السابقة والحالية) بحظر الاحتجاجات، بل مارست الشرطة عنفًا نادرًا مشفوعًا بالإعتقالات والمضايقات إزاء مظاهر التضامن مع شعب فلسطين، ففي برلين وحدها، اعتقلت الشرطة قرابة 600 شخص بين 11 و20 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وطلبت إدارةُ التعليم والشباب والأسرة بمجلس الشيوخ في برلين من جميع إدارات المدارس مَنْع الطّلاّب من ارتداء الكوفية والرّموز والشعارات التي تُشير إلى فلسطين، مثل “فلسطين حرة"، و"إخطار الشرطة بأي خروقات لهذا الحظر"، وتم إيقاف المُديرين الذين رفضوا تطبيق هذه التعليمات... أدّى التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالإبادة الجماعية إلى ارتفاع كبير لعدد حالات الإيقاف عن العمل وإنهاء الخدمة، فضلا عن حملات التشهير وتزييف الحقائق وإغلاق الحسابات على منصات الحوار ووسائل الإتصال "الإجتماعي" وإلغاء المظاهرات والمحاضرات بالتوازي مع حملة محمومة ضد المهاجرين واللاّجئين، ولا تنفرد المانيا بتفاقم العنصرية وزيادة شعبية اليمين المتطرف، بل أصبحت هذه المظاهر من سمات معظم البلدان الأوروبية... بريطانيا - شركة رافائيل الصهيونية تضطر إلى إغلاق فرعها في بريطانيا بسبب الفساد أغلقت شركة رافائيل الصهيونية لتصنيع الأسلحة، والتي تلعب دورا رئيسيا في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، فرعها البريطاني بعد تحقيق أجرته مؤسسة "ديكلاسيفايد يو كيه" (Declassified UK ) خلال شهر تموز/يوليو 2025، والذي كشف أن الشركة دفعت آلاف الجنيهات الاسترلينية لمجموعة من البرلمانيين من أحزاب مختلفة لتشكيل شراكة، وقبلت المجموعة البرلمانية المشتركة لجميع الأحزاب المعنية بتكنولوجيا الدفاع هذه الأموال رغم القواعد التي تحظر أي تمويل "مباشر أو غير مباشر" من حكومة أجنبية، وعلى إثر نشر نتائج التحقيق فتحت السلطات البريطانية تحقيقًا مع رئيس مجموعة البرلمانيين البريطانيين، النائب نيل شاستري هيرست من حزب المُحافظين، وسرعان ما انحلت المجموعة، ورفضت شركة RUK Advanced Systems Ltd التعليق ( وهي شركة وهمية تستخدمها الشركة الصهيونية لإبعاد الشّبهات عنها)، ولكنها أغلقت موقعها الإلكتروني بعد أقل من 12 ساعة من اتصال Declassified بها، ثم اضطرت (RUK Advanced Systems Ltd ) إلى تقديم إقرار إلى سجل الشركات، مما أدى إلى بدء إجراءات الإغلاق. ادعت الشركة أنها "شركة بريطانية مُصنِّعة"، وأن منتجاتها "مُصنَّعة في المملكة المتحدة"، وروّج موقعها الإلكتروني لمجموعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك صواريخ قتالية حضرية وطوربيدات تدمير مباشر، إلا أن موقع "ديكلاسيفايد" لم يعثر على أي دليل على امتلاك الشركة لأي منشآت إنتاج، وما العنوان المذكور في الوثائق الرسمية للشركة سوى عنوان مكتب مُسجَّل ( صندوق بريد)، ولا يوجد فيه أي موظفين من هذه الشركة، فيما زعم موقع رافائيل الإلكتروني أن "ممثلها في المملكة المتحدة" هو شركة تُدعى ( ERCAS-BV)، وأدرج عنوانًا في وسط لندن، ولكن عندما زارت Declassified الموقع، كان المبنى مغلقًا تمامًا لأعمال التجديد - حتى صندوق البريد كان مغلقًا، وكان المبنى مهجورًا منذ عدّة سنوات وفق العمال في الموقع.
فنلندا: أعلنت مجموعة S وهي أكبر سلسلة متاجر سوبر ماركت في البلاد إنها قررت "إنها التعامل، وشراء وبيع المنتجات الإسرائيلية" بسبب حملات المُقاطعة التي تكثفت بعد عدوان تشرين الأول/اكتوبر 2023 وما رافقه من إبادة جماعية، غير إن تفاصيل البيان تُظْهِرُ إنه "تعليق مُؤقّت لمبيعات المنتجات الإسرائيلية، وستظل بعض السلع، مثل أجهزة الغازات المنزلية، متاحة حتى نفاد المخزون، ولكن تم تعليق المشتريات الجديدة من إسرائيل"، وكانت المجموعة قد عرضت بالفعل عددًا قليلًا من المنتجات الصهيونية، بعد أن توقفت منذ فترة طويلة عن بيع الفواكه والخضروات، وأوضحت مديرة التنمية المستدامة، أن هذا القرار الذي اتخذ خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025، "يأتي في أعقاب اقتراح المفوضية الأوروبية بتعليق بعض أحكام اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل." تضامن مُشجّعي النوادي الرياضية مع فلسطين في مدينة بلباو ( إقليم الباسْك - إسبانيا ) شهدت مباراة كرة القدم التي أقيمت على ملعب سان ماميس، معقل نادي أتلتيك بلباو الإسباني، بين منتخب إقليم الباسك ومنتخب فلسطين، العديد من المشاهد المؤثرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولافتات تُذكِّرُ بعدد "لاعبي كرة القدم الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل"، ورفع مشجعون قُمصانًا دامعة تكريمًا لمدرب المنتخب الأولمبي الفلسطيني هاني المصدر ولاعب المنتخب الوطني سليمان العبيد، اللذين قتلا خلال عمليات الإبادة الجماعية في غزة. في اليونان: فلسطين في قلب الاحتجاجات والمظاهرات بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتفاضة مدرسة البوليتكنيك، وعبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع شعب فلسطين، وكان حضور النقابيين اليونانيين الذين شاركوا في الإضراب العام من أجل فلسطين يوم العاشر من تشرين الأول/اكتوبر 2025 وعمال الموانئ مكثّفا... إيطاليا – ضدّ الفاشية والصّهيونية تشهد إيطاليا منذ أشهر حركة احتجاجية ضخمة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وتصاعد الغضب الشعبي ضد حكومة جورجيا ميلوني بسبب دعمها للاحتلال، وصولا إلى إعلانها خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 أنها أحيلت، ومعها وزيرا الحرب والخارجية، إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في الإبادة، وهو ما زاد من الضغوط الداخلية عليها ودفعها لاحقاً إلى تخفيف حدة خطابها، واندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للشعب الفلسطيني في مدينة بولونيا الإيطالية، مساء الجمعة 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع للتظاهر ضد وجود الفريق الصهيوني لكرة السلة "مكابي تل أبيب"، قبل إقامة مباراة الدوري الأوروبي لكرة السلة في المدينة، وسبب حضور النادي الصهيوني تَوَتُّرًا واشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين احتجوا على إقامة مباراة في الدوري الأوروبي لكرة السلة (يورو ليغ) بين نادي فيرتوس بولونيا والنادي الصّهيوني مكابي تل أبيب، في ظل موجة غضب شعبية متصاعدة في إيطاليا ضد مشاركة النوادي الصّهيونية في المنافسات الرياضية الأوروبية، واحتجاجا على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وذكرت وسائل إعلام محلية إن آلاف المحتجين تدفقوا إلى ساحة ماجيوري وسط بولونيا قبل انطلاق المباراة، رافعين لافتات كتب عليها: "أشهروا البطاقة الحمراء لإسرائيل"، مطالبين بإقصاء الفرق الصهيونية من البطولات الدولية، كما ردد المحتجون هتافات "الحرية لفلسطين" ( Free Palestine )، وحملوا الأعلام الفلسطينية في مسيرة ضخمة شهدت حضوراً لافتا للشباب والمناضلين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وخلال المظاهرة، وقعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم، في حين أقام المتظاهرون حواجز باستخدام صناديق القمامة، وأشعلوا المشاعل والألعاب النارية، وأحاطت السلطات الإيطالية محيط الملعب بتعزيزات أمنية كبيرة، وندّد المتظاهرون بالسماح بإقامة المباراة، معتبرين ذلك "تطبيعا رياضيا" مع الاحتلال، ودعوا إلى تعليق مشاركة الفرق الصّهيونية في كل الأنشطة الرياضية الدولية، كما انتقدوا رئيس بلدية بولونيا، الذي سبق أن وجه انتقادات للكيان الصهيوني، متهمين إياه بالتراجع عن مواقفه بعد سماحه بإقامة اللقاء الرياضي، وجاءت هذه الأحداث بعد احتجاجات مشابهة شهدتها مدينة ميلانو، يوم الخميس 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، قبل مواجهة أولمبيا ميلانو مع فريق هابوعيل الصّهيوني في إطار البطولة نفسها، في مؤشر على اتساع رقعة الرفض الشعبي الإيطالي لمشاركة النوادي الصهيونية، وتظاهر جمهور ميلانو تحت شعار "لا لتلميع السمعة عبر الرياضة"، مع لافتات وردت بها عبارات: "الرياضة = ضمان احترام الحقوق والقيم الإنسانية" أو "ضدّ توظيف الأحداث الرياضية من قِبَل المجرمين"... في إيطاليا التي تحكمها سُلطة يمينية متطرفة دعمت الكيان الصهيوني بدون تحفّظ، اضطرت رئيسة الحكومة (زعيمة اليمين المتطرف) إلى التراجع بعد مظاهرتَيْن وإضرابَيْن ناجحَيْن فضلا عن رفض عمال الموانئ شحن أو صيانة السفن المتجهة نحو موانئ فلسطين المحتلة، وطاولت المُقاطعة جماهير الرياضة ( في إيطاليا وفي أوروبا عمومًا) حيث تحولت المباريات الرياضية للنوادي الصهيونية في أوروبا إلى احتجاجات وتظاهرات مناهضة للكيان الصهيوني ورفع لافتات بها صُوَر كُرَات كرة قدم وكرة سلة ملطخة بالدماء، وعبارة "البطاقة الحمراء لإسرائيل"، أو "لا للفرق الإسرائيلية في اليوروليغ"، بما في ذلك مدينة ميلانو، العاصمة المالية والإقتصادية الإيطالية، ومعقل اليمين المتطرف الإنفصالي، رابطة الشّمال التي صرّح رئيسها ماسيميليانو فيدريغا: "إن الاحتجاجات ضد مباراة يُفترض أن تُوحّد هي احتجاجات غير لائقة وغير مقبولة... أرى معاداة للسامية مُتفشية، مُقنّعة بزيّ معاداة للصهيونية..." أعلنت مجموعة المُشجعين التي تُسمي نفسها "إخوة ميلانو" أو "ميلانو براذرز" (Milano Brothers ) بشأن المباراة التي أُقيمت الخميس 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 ضد فريق هبوعيل تل أبيب: "إن وجود أندية من الدولة الصهيونية يمثل إضفاء الشرعية بلا معنى على قوانين الحرب"، واحتج مشجعو أوليمبيا ميلانو على بطولة اليوروليغ وعلى مشاركة النوادي الصهيونية في البطولات الرياضية وأعلن بيان المُشجّعين، يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2025: "إنه احتجاج ضد الظّلم الذي مارسته المنظمات الرياضية الدولية لسنوات، والتي لا تزال تطبق معايير مزدوجة مع روسيا وإسرائيل (...) وإذا كان من واجبنا إدانة كل حرب ومعاقبة أي دولة تخوض حربًا مع أخرى، فلا يسعنا إلا أن نتساءل كيف لنا أن نُرحب بحفاوة بالغة بدولة إبادة جماعية كإسرائيل في أهم بطولة كرة سلة أوروبية (...) إنه أمرٌ لا يمكن السكوت عنه... لن نكون متواطئين، ومع إدراكنا أنه لا يمكن تحميل الرياضيين مسؤولية سلوك حكوماتهم، فإننا لا نقبل تبريرات من يرون أنه من المناسب الترحيب بفرق من دولة تجاوزت كل الحدود ولا تزال ترتكب أبشع الفظائع بحق مدنيين عزل بذريعة الرد على عمل إرهابي (...) إن ما نُعلنه ليس خاصا ببطولة كرة السلة، نظرا لأن فرقا من الدولة الصهيونية تشارك أيضا في مسابقات كرة القدم الأوروبية..." في مدينة بولونيا الإيطالية ( 21/11/2025) عرفت المدينة توتّرًا ( يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) لم تشهده أي فعالية رياضية من قبل، بمناسبة مباراة الدوري الأوروبي لكرة السلة بين فيرتوس سيغافريدو ونادي مكابي تل أبيب، التي أصبحت محور صراع سياسي ومؤسسي قسّم المدينة، حيث يخضع حيّ كامل من المدينة لإجراءات غير مسبوقة وللإغلاق والمُحاصرة من قِبَل نحو خمسمائة شرطي مُسلّح، فضلا عن إغلاق المدارس مبكرًا، وإخلاء بعض أحياء المدينة من السيارات والدّرّاجات النارية والهوائية، بهدف احتواء ما لا يقل عن ستة آلاف من المتظاهرين المشاركين في احتجاج تحت عنوان "أظهروا لإسرائيل البطاقة الحمراء"، والذين يصفون المباراة بـ"مباراة العار"، وسبق أن رفضت وزارة الدّاخلية طَلَبَ رئيس بلدية المدينة نقل المباراة خارج مركز المدينة... عبّرت شعارات ولافتات وبيانات مُشجّعِي نادي بولونيا لكرة السلة إن الإحتجاج لا يقتصر على مكان إقامة مباراة "فيرتوس سيغافريدو" و "مكابي تل أبيب" فحسبن بل تكمن المشكلة الحقيقية في إقامة المباراة أصلًا، وانضَمَّت مجموعات أخرى إلى مُشجّعي النادي مثل مجموعة "قوة الشعب" (Il potere del popolo )، و"مسار التغيير" (Percorso di cambiamento )، و"يو إس بي" ( USB )، و"الشباب الفلسطيني" (giovani palestinesi ) وقد وجّه فيديريكو سيرا، من يو إس بي، رسالة واضحة: "نرفض الرغبة في إثارة التوتر وتجريم من حشدوا دعمًا لفلسطين لوقف العلاقات السياسية والاقتصادية والرياضية مع دولة الإبادة الجماعية إسرائيل" واتهم صراحةً: "مكابي تل أبيب نادٍ يمارس الدعاية المؤيدة لإسرائيل، وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لجنود يقفون على الأنقاض ويرتدون أوشحة الفريق، فالقضية إذًا هي سياسية بحتة". حدث سيناريو مماثل يوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025 في مدينة "أوديني" الإيطالية، قبل مباراة تصفيات كأس العالم بين المنتخبين الإيطالي والصهيوني، وبهذه المناسبة، تم تعديل نظام المرور في المدينة، مع وضع لافتات طرق مؤقتة، وقيود على وقوف السيارات، وإغلاق العديد من الطرق المؤدية إلى ملعب فريولي، مكان المباراة، وتلك المجاورة لفندق فريولي، حيث أقام اللاعبون الصّهاينة، ونددت اللجان والصحف المحلية بحصار المدينة بقوات مدججة بالسلاح، حيث تحلق المروحيات باستمرار في السماء، والطائرات بدون طيار، والقناصة على أسطح المنازل، ونشر موقع صحيفة "أوديني توداي" ( أوديني اليوم) صورة قناص على سطح فندق فريولي، وفي العام السابق ( 2024)، وبالتزامن مع نفس الحدث، فرضت بلدية فريولي حظرًا كاملاً على الاقتراب من الملعب وأنشأت منطقة حمراء عسكرية حول المنشأة، ثم، في آذار/مارس 2024، فرضت قيود صارمة على المشجعين ونشر مكثف لقوات الأمن في مباراة الدّوري الأوروبي بين فيورنتينا وفريق مكابي حيفا الصهيونيي في مدينة فلورنسا، وكالعادة ، أقيمت المباراة في ملعب ومدينة مُغْلَقَيْن. حراك غير مسبوق رغم القمع، شهدت أوروبا خلال سنتَيْن من العدوان والإبادة في غزة، أكثر من 45 ألف فعالية ومظاهرة جماهيرية تضامنية مع الشعب الفلسطيني في 25 دولة و 793 مدينة بين السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 و نهاية آب/أغسطس 2025، وتمثلت فعاليات التضامن في المظاهرات التي تجاوز عدد المشاركين بها خمسمائة ألف، فضلا عن مظاهرات إيطاليا التي تجاوز عدد المشاركين بها مليوني متظاهر بفعل مشاركة النقابات العمالية وإعلان إضراب عُمّال الموانئ، مما أدى إلى شل حركة النقل والموانئ بشكل كامل في بعض المدن، وشملت التحركات كذلك الإعتصامات والإضرابات وأشكال أخرى أدّت إلى ارتفاع درجة الإهتمام بالقضية الفلسطينية وانخفاض الدّعم للكيان الصهيوني، وإلى اتساع قاعدة الدّعم لتشمل العديد من فئات المجتمع بما فيها الشرائح التي كانت قليلة الإهتمام بما يحدث خارج حدود بلادها أو خارج أوروبا، واتّسع نطاق التّضامن والدّعوات إلى عزل الكيان الصهيوني ومقاطعته الشاملة ( الإقتصادية والعسكرية والأكاديمية والرياضية الخ) وفرض عقوبات عليه، رغم محاولات التضييق السياسي والإعلامي واعتقال آلاف المناضلين والمُشاركين خاصة في ألمانيا وفرنسا، وعمومًا، أثارت الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة غضبًا شعبيًا حول العالم، وامتدّ الغضب إلى الشركات والحكومات التي تقدّم الدّعم للكيان الصهيوني، وردّت الحكومات باستهداف كافة أشكال التعبئة، واستخدمت الحكومات في أمريكا الشمالية وأوروبا – خصوصًا ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنّمسا - أساليب القمع والترهيب والإعتقال والإجراءات العقابية ( مثل الفَصْل من العمل) وقمع الاحتجاجات والمظاهرات، ضمن الجهود الرامية إلى كبت أنشطة التضامن مع فلسطين، وبلغ القمع الذي تشهده أوروبا منذ سنتَيْن مستوى غير مسبوق في ظل الأنظمة التي تدّعي "الديمقراطية وضمان الحريات وحق التعبير"، وبرّر الإعلام السّائد هذا القمع، وأعاد صياغة وترديد الإيديولوجية الإستعمارية عن "الإرهاب ومعاداة الدّيمقراطية" عند ذكر القضية الفلسطينية...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين - خطة استعمارية أمريكية
-
مُتابعات – العدد الواحد والخمسون بعد المائة بتاريخ الثاني وا
...
-
التدخلات الأمريكية في امريكا الجنوبية
-
أوروبا - الفساد في أعلى هرم السّلطة
-
غزة، من -ريفييرا الشرق الأوسط- إلى -خطة السّلام-
-
بإيجاز - خطوات أمريكية على طريق إنجاز -الشرق الأوسط الكبير-
-
تفاوت طبقي بالأرقام
-
الصين والولايات المتحدة ومكانة الدّولار والصناعة والتكنولوجي
...
-
مُتابعات – العدد الخمسون بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من تشر
...
-
عرض كتاب -عقيدة الصّدمة ورأسمالية الكوارث-
-
بإيجاز - حق تقرير المصير
-
الأزمة = شطب وظائف
-
عام من رئاسة دونالد ترامب
-
مُتابعات – العدد التّاسع والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن
...
-
أوروبا – بعض مظاهر الدّيمقراطية الزّائفة
-
العلاقات الهندية الأمريكية ومحاصرة الصين
-
مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول م
...
-
تَسْلِيع قطاع الصّحّة
-
الذّكاء الإصطناعي واستخداماته في الإقتصاد والحياة اليومية
-
الأرجنتين – النّهب بواسطة الدُّيُون
المزيد.....
-
-قاتلة- لمن يأكلها.. مصري يتناول السمكة المنتفخة في اليابان
...
-
-ما زلت أعتقد أنه فاشي-.. هكذا وصف زهران ممداني الرئيس ترامب
...
-
السعودية.. عبدالرحمن بن مساعد يسخر من مزاعم -كسر الإسوارة- و
...
-
الجيش السوداني يرفض اقتراح اللجنة الرباعية لوقف إطلاق النار
...
-
خبراء روس يقيمون خطة ترامب للسلام بين موسكو وكييف
-
شهداء بغزة والاحتلال ينفذ عملية نسف داخل الخط الأصفر
-
ماكرون يصل الغابون لتعزيز الشراكة الثنائية
-
دراسة تحلل عشرات آلاف المقالات لمؤسسات صحفية غربية خلال حرب
...
-
نيويورك تايمز: لماذا كل هذا الصراع بين الجمهوريين حول النازي
...
-
تعديلات على خطة ترامب للسلام بأوكرانيا وقصف روسي على خاركيف
...
المزيد.....
-
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي
...
/ غازي الصوراني
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|