كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 11:21
المحور:
المجتمع المدني
اكبر خدعة مارسوها علينا انهم جعلونا نعتقد ان الانتخابات القادمة ستكون افضل من سابقاتها، ثم تبين لنا انها مراحل موسمية لتغيير الأقنعة. . .
تعالوا نتكلم عن الصورة المشوهة للديمقراطية، ونفتش عنها بين زوايا القرى الواقعة خلف أسوار البعد الحضاري في خرائط الأطلس المعاصر. حيث تتحول صناديق الاقتراع إلى ثقوب سوداء تبتلع أحلام الصيادين والفلاحين، ثم تصبح سببا لاستمرار بؤسهم وضعفهم وتخلفهم. .
لقد اكتشفوا الديمقراطية أول مرة في الحضارة الإغريقية القديمة، لكنهم كانوا يمنعون العبيد من التصويت، ذلك لأنهم كانوا يدركون أن العبد سينتخب سيده مهما كان ظالما أو مستبدا. ويعلمون ان الإنسان المتحرر من القيود يدافع عن الفكرة مهما كان قائلها، بينما يدافع العبد عن الشخص مهما كانت فكرته، ويذود عنها حتى لو كانت لا تصب في مصلحته. ربما لأنهم يفكرون برؤوس غيرهم، وفي رؤوسهم تفكر رؤوس اخرى، فإياك ان تشك بالحق الذي انت عليه عندما ترى البعض يدافعون عن باطلهم بقوة. .
للديمقراطية صورة مختلفة تماما في القرى العراقية النائية، فهي مغلفة دائماً بطبقات سميكة من افرازات النعرات العشائرية المنحازة لهذا المرشح أو ذاك، وخاضعة لبورصة المراهنات المالية، وهذا ما اعترف به الناس في مقاطع نشروها على منصات التواصل. .
في مكان آخر خارج العراق (ربما في كولومبيا)، قال القاضي للمتهم: انت متهم بقضية سب وقذف لأنك شبهت بعض المرشحين بالعاهرات.
فقال المتهم: من الذي رفع الدعوى المرشحين أم العاهرات ؟. .
يحتاج العقلاء إلى أعصاب من فولاذ كي يتحملوا أساليب الغش التي يستخدمها البعض في خداع ابناء القرى البعيدة. منافقون يحدثونهم عن الصدق والإخلاص، وانتهازيون يوعدونهم بتحسين قنوات الري وبناء المجمعات السكنية الحديثة، ومراوغون يروون لهم حكايات عن العفة والاستقامة. .
مواقف تجعلك تشعر بانقلاب الموازين، فقد تحولت القرى إلى بازارات لها تسعيرتها الخاصة في زمن تُباع وتُشترى فيه المبادئ بثمن بخس . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟