الاستعداد لانتخابات عام 2029

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 10:06
المحور: المجتمع المدني
    

كل جولة انتخابية تبدأ بوعود وشعارات لخلق مستقبل افضل، ثم تنتهي بإعادة تدوير الوجوه نفسها ولكن بأقنعة جديدة. .
انتهت انتخابات هذه المرحلة على خير وفاز الفائزون. وسوف يرتقي بعضهم سلالم الصعود إلى المراكز القيادية العليا، فيصبحوا وزراء ورؤساء هيئات. وتصبح لديهم حصانة ومكانة ومواكب ومكاتب وجوازات دبلوماسية، وسيارات مصفحة وحمايات مسلحة، وهواتف بأرقام فلكية. .
ثم ماذا ؟. هل ينشغلوا بمراكزهم ومناصبهم ومنافعهم ومكاسبهم ويتجاهلون شعاراتهم التي كانوا يلوحون بها قبل يومين، ولا يتذكرونها إلا عام 2029 في الموعد المقرر للانتخابات المقبلة ؟. وهل يقطعوا علاقاتهم بالجماهير التي كانوا يتوددون اليها قبل بضعة أيام ؟. .
وسؤال آخر يراودني عن مواقف النواب الفائزين في الدورات المتعاقبة، من الذين ضمنوا الصعود في كل جولة وفي كل مرحلة، هل سيعودون إلى الانزواء في دهاليز الصمت والتكهف (لا حس ولا نفس) ام يثوروا وينتفضوا ويدافعوا عن حقوق الذين أوصلوهم إلى البرلمان ؟. .
يفترض ان يفتحوا منذ الآن صفحات جديدة لتنفيذ مضامين شعاراتهم التي كانت تملئ شوارعنا قبل بضعة ايام. .
حقيقة الأمر انهم اصبحوا ينتمون إلى طبقة الحكومة. والحكومة أما حكيمة أو عقيمة. .
الطامة الكبرى ان معظمهم لا يكافحون من اجل تلبية احتياجاتنا، بل من اجل إثبات ان عقولهم المشفرة تعمل بطريقة صحيحة. سوف يتعاملون معنا بلطف مصطنع إذا تبنينا افكارهم، اي عندما نصبح نسخة مستنسخة منهم، ويكافئون الذين يتنازلون عن حقهم في التفكير. وسوف يعودون عام 2029 إلى تكرار السيناريوهات القديمة، ويزعمون من جديد انهم الأفضل والأذكى والأرقى والأقوى والأصلح، وأنهم خير من يمثلنا على وجه الأرض. .
اليقين هو ان يعلم المواطن منذ الآن انه قادر على الاستعانة بعقله وقلبه لاختيار من يمثله بعد اربع سنوات وذلك بناء على ما يقدمونه في الايام القادمة. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل