كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 07:20
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
كتاب (Good Muslim, Bad Muslim) من تأليف الدكتور محمود ممداني (همداني) والد عمدة مدينة نيويورك الجديد (زهران ممداني). .
لقد تابعنا في مقالات سابقة خطوات زهران في الصعود إلى قمة الإدارة المحلية العليا في اكبر المدن الأمريكية. وربما كانت علاقة الأب بالابن علاقة السبب بالنتيجة. فكان نجاحه السياسي متفرعاً من عقيدة ثقافية واحدة. .
يؤكد الأب في الصفحات الأولى من كتابه على عدم ارتباط الحركات الجهادية بالمخططات الأمريكية، ويرى انها ظهرت تلقائياً بعد مواجهتها القوى الغربية. ويستدل بهذه الفرضية على نشوء الإسلام السياسي في الحقبة الاستعمارية. وهنا لابد من وقفة نعترض فيها على المؤلف. ربما نتفق معه على سلامة الحركات الجهادية قبل تفجر الحرب الباردة بين المعسكرين (الرأسمالي والاشتراكي). وقبل الحرب الروسية الأفغانية، فقد تحولت افغانستان برمتها إلى قاعدة حربية تمولها وتدعمها الولايات المتحدة، وكانت علاقتها لوز العنب بتنظيم القاعدة، ثم ظهرت تنظيمات الدواعش في العراق والشام على يد أوباما وهيلاري كلنتون باعتراف اركان القيادات الامريكية العليا في البيت البيضاوي، وبالتالي فان اصطلاح (المسلم السيء) لم يكن تهمة كانت توجهها أمريكا لبعض الحركات الجهادية، بل كانت تهمة موثقة ينبغي ان نوجهها نحن إلى الإدارة الأمريكية الغارقة حتى اذنيها في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وفي الاساءة العلنية للديانة المسيحية، وهي التي تقف الآن بقوة خلف ترويج حملات الديانة الإبراهيمية ليتحول البعض من سيء إلى أسوأ. .
يتناول المؤلف في كتابه الخطوات التآمرية التي قادها بعض المستشرقين من أمثال: (برنارد لويس) المعروف بعداوته للعرب والمسلمين في كتابه الموسوم: (نشأة تركيا الحديثة)، والمستشرق صامويل هنتنغتون بكتابه: (صراع الحضارات)، علما ان صامويل اقتبس مقدمة كتابه من مقالة كتبها برنارد لويس عام 1990 بعنوان: (جذور الغضب الإسلامي). .
وبشكل عام أظهر كل من الأب محمود والابن زهران دعمهما المطلق للحق الفلسطيني، ورفضهما التوسع الصهيوني، فتعاطفت معهما الأقليات في نيويورك، بمن فيهم اليهود غير الصهاينة، وهكذا جاء الفوز من نصيب زهران، فلم يكن تصنيفه في قاموس ترامب ضمن المسلمين الجيدين، ولم يكن مقبولا عن بعض المشايخ الداعمين للحركة الصهيونية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟