كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 10:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعيش في زمن غريب اصبحت فيه الحقيقة مزعجة واصبح فيه الخنوع حكمة. .
فقد صارت العاصمة واشنطون قبلة للزعماء العرب والمسلمين. يرتمون في أحضانها. يدفعون لها الجزية بالمليارات. يفتحون بلدانهم لقواعدها الحربية. يطيعونها طاعة عمياء. يأتمرون بأمرها ويدينون لها بالولاء والطاعة. فهي بلا أدنى شك عاصمة للقرار العربي الإسلامي بلا منازع. .
انظروا إلى سوريا التي تفككت بأمر منها، وصارت بوابة لمشاريع توسعية لا تخطر على البال. سوف تصبح ساحة لتقاسم النفوذ الدولي. تتكاثر فوق ارضها القواعد الحربية في دير الزور والتنف وريف دمشق. ثم تتحول القواعد فيما بعد إلى ثغور للتدخل في شؤون العراق ولبنان. .
من سخريات القدر ان مهمة مكافحة الارهاب سوف تناط بمنظمة ارهابية غارقة بدماء الأبرياء. فقد أنيطت المهمة بمنظمة داعش التي سوف تعلن الحرب على الأرهاب (صدق أو لا تصدق). وهكذا تغير مفهوم الارهاب في السياسة الأمريكية وصارت القوى الوطنية التحررية هي التي تمثل الارهاب. وربما يتحول الجيش السوري إلى عنصر رديف وداعم للتحركات الأمريكية في المنطقة وذلك بصيغة تحالف امني اقتصادي، ثم تأتي مرحلة التطبيع الكامل مع الكيان المنحل بمباركة البلدان المطبعة، ومن دون المطالبة بانسحابها من الأراضي التي احتلتها وبسطت نفوذها عليها، وهكذا ضاعت الجولان إلى الأبد، وضاعت معها القنيطرة وجبل الشيخ. .
لكن الأغرب من هذا كله هو ارغام الشعب السوري على اعتناق الديانة الإبراهيمية المبتكرة، وسحب السلاح من هيئة تحرير الشام التي انتهى دورها تماما. .
ما نراه الان من مظاهر التدين الشكلي، سوف يختفي ولم يعد له وجود، وتحل محله دولة متهتكة متأمركة متصهينة، ترضى باقل من 5 % من موارد حقولها النفطية والغازية في حوض البحر الأبيض المتوسط. .
فحين ترضى سوريا بأقل مما تستحق، ستحصل على الأقل حتى من الذي رضيت به. .
لا جدوى من الكلام بهذا الشأن، ولا جدوى من الحديث عن اعماق البحار مع سمكة ولدت في حوض زجاجي. فعقول الشعوب محدودة بحدود تجاربها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟