أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الضيق / هبة البدهلي















المزيد.....

الضيق / هبة البدهلي


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 03:44
المحور: الادب والفن
    


الضيق والطريق قراءة لرؤية هبه البدهلي في روايتها الضيق الصادرة عن دار صفصافة عام ٢٠١٥ ،
فلسفه العنوان كاضاءة كاشفة على طبيعة الاحداث الواردة عبر الروايه هنا القراءة الأولية لتلك الرواية ولكن المأزق الأكبر هل نعتبرها روايه سيرية ام رواية ترجمه لعصر باكمله هنا تسرد لنا الكاتبه مسيره حياه فتاه عاشت في بيئة واحدة بدرجات من التفاوت حول الحرية النسبية في تلك البيئه وقيمه هذه الروايه في حداثه احداثها حيث تدور ما بين عام 1980 و 1990 ولكن هل نستطيع أن نسحب تلك السيره الترجمانية لذلك العصر من خلال رؤية امرأة تشكل الشريحة الأكبر من النساء المصريات ولكن الممتع فيها تعدد بيئات العمل الروائي حيث تدور ما بين مصر والسودان بحكم عمل الوالد كمحاسب في وزارة الري ومنتدب إلى السودان وقتذاك ،هنا بنيه الشخصيات داخل العمل الروائي فالأم تنتمي إلى الشريحة العليا من برجوازية الريف والأب أحد ابطال حرب أكتوبر ومن فئة الافندية ومن هنا وائم ذلك مساحه الأصل الإجتماعي للأم ولكن تلك الاعتبارات لا قيمة لها حيث ضيق العيش داخل شقة صغيرة في حدائق الزيتون القريبة من شارع مصر والسودان ذلك الشارع المؤدي إلى القصر الملكي ذلك في شارع قيمته من أنه كان مكانا لمرور الملك فاروق وزوجته خارجين من القصر ايبين إليه وذلك الإعتبار يعتبر رافدا رئيسيا في بناء الشخصيات وتفضيل ذلك المكان من السكن ولكن الجيد في هذه المساله انها تمثل مسالة الحداثة بدءا من ثمانينات القرن الماضي حتى نهايته. وهو أمر له دلالة إن بقي أمر المرأة المصرية على هذا الحال على الرغم من تحولها إلى مرحلة أعلى من التعليم إلا أنها على مستوى الإشباع على مستوى التحقيق الذات فهو أمر لم يتحقق بالاكتمال بعد وبالتالي لم يحقق الحراك الاجتماعي القائم على فكرة التعليم ونمو وعي المرأة شيئا جديدا لها، وهو أمر لم ينبع كما حرصت الكاتبة على أن يأتي من باب حركه الفيمينيست أو الجسدنة بل جاء في إطار سردية بسيطة تشرح تلك الوضعية الاجتماعية لبرجوازية ريفية كانت متيسرة في وقت ما ثم أصبحت تعاني مع ارتفاع نسبة التضخم خاصة وأن الكاتبة حققت البعد الزمني للأحداث منذ ثورة الإنقاذ عام 1985 في السودان حتى عام 1990 تاريخ عودة أسرة البطلة من السودان لتشرح ايضا اكتمال تواصل القهر المتعرضة له المرأة وكذلك سوء الحالة الاقتصادية الذي أدى لحالة من سوء إدارة الحياة الاجتماعية حيث ظلم الرجل مع المرأة في نفس الوقت هنا روعه تلك السردية أنها لم تدن أحد .
نمط بناء شخصية البطلة هل كان سلبيا أم طبيعيا؟ نحن نرى أن السياق العام على مستوى المجتمع وعلى مستوى حركة الاقتصاد وعلى مستوى الحراك الاجتماعي الناقص هو البطل الحقيقي بتلك الرواية حيث يصبح العنوان له أكثر من دلالة هنا ضيق على مستوى الجغرافيا وحجم شقه التي عاش فيها الوالد والوالدة والبنتان والولد وإلحاح الحلم بشقة أكبر في نفس الحي كجزء من الواجهة الإجتماعية وروعة الماضي المتحقق جزئيا في كون الأم تنتمي إلى بيئة ريفية ذات يسار وكذلك انعكاس سمعة الحي وارتباطها بتاريخ الملك فاروق. ولكن الرواية تتحدث عن مساحه الحلم المبتور على طول احداثها فحتى عندما تحققت مساحه واسعه بفيلا حولها مزروعات في السودان ولكنها اصبحت مرتبطه بظروف القهر القادمه مع ريح الهبوب وكذلك الامطار التي تؤدي الى غرق البيوت ولكن نجاح الانجليز في بناء مساكن عاش فيها مهندسه الري ولكن تلك المياه التي تنزل من الاعالي تدمر بيوت الفقراء هنا يتسع مفهوم الضيق عبر بيئتي الرواية فان كانوا تم انقاذهم من فكره الغرق فان فكره انقطاع التيار والامطار المستمره ونوع ايضا من الضيق فالضيق هنا يتسع من مجرد المساحه المكانيه الغير كافيه لاتساع لتطورات الجسد البشري وكذلك الفعل الانساني او الحلم الانساني بالاحرى ليصبح الضيق هنا مظله دائمه على الاحداث حتى عندما تزوجت هاله وان زوجها قد هجر الى الكويت وانه ياتي اليها شهرا واحدا ونهى تعاني من مصير تلك التي التي تعاني من قهر الوحده فتمارس بعض الحركات التي تشعرها اشعارا يوحي بالعجز وينتهي بالحزن والبكاء بانوثتها المفقوده ولكن نشهد بان اللغه التي ابدعتها هبه البدهلي هي لغه غايه في الرقي الانسان وغايه في البساطه وانتقالها بين الاحداث غايه في السلاسة لما لا وهي تنتمي الى اسره ادبيه احد ابرز افرادها صنع الله ابراهيم رحمه الله المازق هنا في تشكيل رؤيه الفرد البطل وقدرته على التمرد على السياق العام هل البيئات الروائيه التي تنتمي اليها بطله الروايه تسمح بذلك التمرد ام قائمه على فكره الرضا الانساني وبالتالي تصبح الرؤيه السياقيه لتلك الروايه ان الجميع في الهم سواء اكان الرجل الزوج ام المراه المحتمله من أجل ابنائها والتي تعيد إنتاج صيغة أمها تلك التي تحملت مساله الضيق والتي سرعان ما انقلبت ل شقه في فيصل ولكن هنا مفهوم الضيق يختلف هل مفهوم الضيق هنا السؤال يصبح هل الحنين إلى الماضي يشفع لمساحة الضيق الكائنة في ذلك السكن وكذلك الكائنه في ضعف الاداء الانساني للحياه الزوجيه والمقهوره والمبتوره بفعل الاسعار وغلاء المعيشه، وهنا يصبح السؤال هل الاغتراب قادر على حل مشاكل الاسره حتى وان كان له وجاهته الماديه؟ تصبح الاجابه لا بدليل النهايه المفتوحه التي تصبح الجسدنة فيها جزءا من التمرد وهو أقصى درجات التمرد هنا وذلك لانهزام الذات أمام قسوة الظروف وتشابكها وضياع تلك الطبقة أمام تلك التطورات او بالاحرى ضياع الاحساس بالذات.
حيث تقول البطلة في نهايه الروايه اذا فلم يكن خطابه هو سبب بكائي ولم تكن هذه هي الليلة الوحيدة التي أبكي فيها بل لم أعد استاء حينما اتذكر مشهد أحلام الراقص في غرفتها فقد صرت أفعل مثلها حينما اتمرد على كل ما يصيبني بالضيق.
ونحاول الإجابة على السؤال الذي طرحناه هنا تأتي فكرة العبثية التي تسللت إلى عقل البطلة فلم تفلح رحلة أمها إلى السودان من أجل توفير قدر من الأموال لشراء شقه اوسع في الجزء الأكبر من ذلك الحي الذي يحيون فيه وقد عاد ابيها بمبلغ من لم يكفي لذلك الشراء هنا تصبح فكرة الاغتراب وفكره فقدان الذات وفكرة تعدد البيئات وفكرة السفر هنا تصبح بلا جهد او بلا قيمة في النهاية لأن السؤال الأكبر الذي تسأله البطلة هل قيمه التي نجنيها قادرة على أن تغني عن مساحة الدفء الإنساني في علاقة الأشخاص بعضهم ببعض ولماذا هذا التناقض أن يأتي شيئا على حساب الآخر أن تأتي الأموال القادمة من الكويت على حساب الراحة والإحساس بالكرامة لدى الزوجه و اضطرارها لخلق فكرة التناقض او فكره الصراخ الصامت عبر حركات الجسد والتي تعتبر اقرب الى البكاء منها إلى الحرية. وذلك الشغف لمفهوم التحقق من خلال نظرية الحب جعلها تواعد خطيبها في طريق الضباب ذلك الطريقه الذي ارتبط في وعيها بقصص العشق ما بين طلاب الجامعة بعضهم ببعض وإن كانت تلك القصص غير قابلة للدوام.
هنا يكون السؤال ما هي طبيعه الخطاب الروائي المراد تقديمه عبر تلك الروايه؟ نستطيع الجزم في نقطتين: الاولى كون المراه مصفاة الحزن التي تتجمع فيها كل الام الاسره وإن كانت لغه الجسد عندها هي لغه الاحتجاج في إطار الحجم المسموح لها اجتماعيا حيث تجتمع دوائر الحصار في الاولاد والزوج وطاعه الاب وطاعه الام ولكن المبدع هنا شرح بيئه السودان وعلاقتها بالنيل كجزء طاغي من خلال مفهوم الفيضان وهو امر لا زال ساريا حتى الان ولكن الجيد في تلك الروايه انها عرضتها من زاويه الصوت الواحد المتمثل في تلك البطله هنا هل هي روايه صوت واحد ام متعدده الاصوات، اذا اخذناها على انها نوع من السيره ولا نستطيع ان نجزم بذلك لان السيرة الحقة هي الموثقه برؤيه نثريه محايده متعلقه بملائمتها لوقائع واحداث تاريخيه معينه اما ما بين ايدينا فهي صوره انطبعت لدى عقل البطلة ولكنها استطاعت خلق سياقا عاما لظرف عام كان الصوت المعبر عنه هي تلك الابنة والتي تحولت إلى زوجة لتمارس دور الأمومة من جديد في دوره كتبت علىها، وثاني رصد جزء من التاريخ الإنساني للمجتمع المصري ونقض كل ما يقال عن ان المرأة قد أخذت جميع حقوقها، هنا يصبح الامر مرهون بالأزمة الإجتماعية بأن الحق في النهاية ليس قانونا يكتب وينشر ويمارس تفعيله بل هي الثقافة ونوع من الاستجابات المشتركة لذلك الأمر الإنساني، أي قدرة المجتمع على اعترافه بإنسانية المرأة حتى لا تصبح المرأة على الرغم من قدرتها على البناء جزءا مهملا أو معينا للرغبه وإن المجتمع وفق رؤية البطلة في مرحلة وجودية فقط فيها قدرته من خلال أزمته الاقتصادية على توطيد الرحمة الإنسانية ما بين الأسرة الواحدة وتلك صرخة تطلقها البطله في فضاء ذلك العجز العام أو بمعنى آخر ذلك الضيق.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حامد يوسف
- مصطفي نصر
- حداد ونهضة مابعد النكسة
- فؤاد حداد وبناء المحلمة المصرية
- فؤاد حداد والشعر أمة
- تاريخ بني اسرائيل قراءة د كارم عزيز
- لماذا فؤاد حداد
- الابداع والولادة عند رشا عباده
- أزمة الرأي العام العربي
- الفريضة الغائب للدولة الوطنية
- أزمة الدولة الوطنية
- صناعة القيمة في مقام السيدة : قراءة في رواية في مقام السيدة ...
- محمد محمد مستجاب
- عم حجاج أدول
- نجيب سرور وإعادة الطرح
- ظلال الخوف : قراءة في مجموعة راسبوتين يستمع فيروز سرا
- نجيب سرور عبر رواية عابر علي الجسر
- ليالي الألم قراءة لرواية ليالي الهدنة لمني العساسي
- ادب الرسائل عودة
- فلسطين الفلسطينية


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - الضيق / هبة البدهلي