أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - فؤاد حداد والشعر أمة














المزيد.....

فؤاد حداد والشعر أمة


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


ماذا أراد فؤاد حداد بذكره قصائده في عظماء ذلك الوطن؟ بمعنى أدق ماذا آثار ذكر هؤلاء في عقله من قناعاته التي يكونها عبر حياته؟
في قصيدة عبد المنعم رياض يمارس معنى فؤاد حداد لعبة تبادل الأدوار ما بين العقل الجمعي وما بين الأفراد الذين أرادوا بسلوكهم الفعلي تجسيد ذلك العقل الجماعي في صور البطولة التي استدعت أن يجسده فيها بقصيدة، وبالتالي تصبح الجدلية هنا بحكم التكوين الخاص بـ فؤاد حداد كان استدعاء عناوين القصائد باسماء الاشخاص تحول الأشخاص إلى فكرة مجسدة وبالتالي تناوبت الأفكار في عقله واتحدت ما بين التجسيد والتجريد لتخرج لنا القصيدة بناء مرجعيا حيث يتحول الشعر في هذه الحالة من جرعة وجدانية تتناوب بالغناء و الموسيقى إلى طاقة عقلية أو أرجوزة او حالة قياسية قابلة لأن تتحول إلى اسطورة لانها اكتملت فيها المعاني العقلية هنا تصبح اللغة أكبر من فكرة الوصف فتتحول اللغة نفسها إلى حالة من حالات التماهي مع ذلك الإبداع المتمثل في الشخصية ليصبح السؤال من هو عبد المنعم رياض وماذا صنع ليتحول الى ايقونة وذلك سؤال لن يطرح من ذلك الجيل الذي نحياه ونمارس معه التفاعل ولكنه سؤال سيوجه من الأجيال القادمة وبالتالي يسعى الشاعر لتقديم الإجابة هنا عبر تلك القصيدة وهو أمر يعكس درجة من درجات الوعي والمسؤولية والالتزام تجاه الجيل القادم.
وذلك التجسيد يأتي في قصيدة عبد المنعم رياض حيث يقول الشاعر: والشعب يسقي الأرض يعرف مقام/ القمح والحرية بين الشجر/ والشعب يقرا في الجبين والحجر /كل المعاني أصبحت إنسان. عبد المنعم رياض. اكثر من أم وأب.
تأتي الفواصل ثابتة: عبد المنعم رياض اكثر من أم وأب. لتصبح كغرض نهائي للوصف السابق عليه وبالتالي تبدو روح ملحمية في البطوله لان الفرد هنا لا يسعى لتحقيق هموم فردية بقدر ما أنه يسعى لتجسيد مجموعة القيم التي جاءت على سبيل الوصف والجمل التقريرية فيما سبق تلك اللازمة الفاصل. يمارس الشاعر عدد من الايقونات او الادوات التي يتم ممارستها في الشعر الفصيح وهي خاصية التفريع حيث يعيد إنتاج دلالة اللفظ في أكثر من بيت عبر تلك القصيدة بحيث أن مفردات القصيدة اللغوية تؤدي الى سياق موضوعي واحد وهو أن حرية الشعوب مرتبطة بقدر ما يقدمونه من تضحيات من أجل هذه الاوطان: الشعب مؤمن بالجهاد والدين /والشعب يعرف من تاريخه الليل/ والشعب يعرف من تاريخه النهار/ والشعب يسقي الأرض/ يعرف مقام القمح والحرية بين الشجر.
الشعب هنا بصيغة الفاعل وكل الأفعال التي جاءت خلف تلك الكلمة الايقونة بصيغة الفعل المضارع وهو أمر يأتي على سبيل الاستمرارية وحكمة الإتيان بهذا التكثيف في صفه الشعب انه اراد د قولا واحدا ان الشعب لن ينسى إبنا جسد قيمه وأخلاقه وقاوم على الجبهة بكل حب للأرض، هنا تأتي اللغة لتصبح نوعا من إعادة إنتاج الأحداث، يخاطب عقل المتلقي بالاصل أن القضية هنا عند فؤاد حداد هي قضية تنوير ومن هنا جاءت قيمته كشاعر أرسى قيما في مدرسة العامية لأن قيمة فؤاد حداد انه اراد اعادة تاريخ مصر من خلال شعره وكأنه اراد تقديم المانيفستو الخاص به عبر ادائه الشعري بعدما عجز عن ادائه المباشر من خلال العمل السياسي: 21 شهر بعد يوم 9 يونيو/ الدمع نور بالشرف والعزة /والحزن نور في صميم القلب. عبد المنعم رياض. اكثر من أم وأب.
تركز هنا على أداة النداء: يا سامعين / يا كلنا/ يا كل/ يا مصري. يقرر ذلك التمازج من خلال تجسيد المعنى الحقيقي لاستشهاد عبد المنعم رياض على أنه فعل طبيعي قابل للتكرار هنا تعتبر الارجوز أو الملحمة متحققة بكل شروطها ومن هنا استحقها فؤاد حداد مقولة أنه كاتب الملحمة المصرية الحقيقي،: شرع الكرامه شرع الاستشهادو ننهض مع الارض اللي تولد رياض /ونمشي بالرقبة اللي فيها التار ما نتلفتش / نطلع على شط القناة التاني/ طالع على شط القناة التاني/ قال للسمع والارض انت الباقية/ ولكل حبة خير يا امي الغاليه/ وللشهادة يا وطن أوطاني. البعد الملحمي في القصيدة أنه لم يجعل من عبد المنعم رياض بطلا مفردا اتى ما لم يؤته الآخرون بقدر ما أنه جسد انه ابنا لذلك الوطن كما يجب أن تكون البنوة، وبعد أن نزع الفرادة وأساس الجمعية في سلوك رياض كانت الضرورة الفنية لنهايات الخمس مقاطع الأخيرة من القصيدة : كل أيامنا رياض. هنا يتحول رياض من حدث الى حاله ربما كانت تلك الحالة مطلب أساسي لتجاوز الهزيمة هنا العلاقة ما بين الفرد والمجموع حيث اكتساب الفرد لخلوده من حيث تعبيره عن أفكار المجموع واحلامه هنا يكون فؤاد حداد متسق مع مبادئه ومع بنائه العقلي لتصبح القصيدة هنا نوع من النداء الثوري وليكن هنا سؤال ماذا أضاف فؤاد ما بعد بيرم التونسي؟ نستطيع الإجابة بمحاولة التفريق ما بين الطابع الجماعي للمشروع الوطني الذي مثله بيرم التونسي في بدايات القرن العشرين مع ثورة 19 ذات الصيغة التوفيقية بحثا عن حوار افضل ما بين عناصر الأمة وما بين المشروع الأيديولوجي الذي يمثله فؤاد حداد حيث تجاوزت المسألة فكرة المستعمر وأصبح المثقف ممثلا في فؤاد حداد يبحث عن تجويد ملامح الحياة داخل الدوله الوطنيه هنا الفارق ليصبح جهد الابداع أكبر وجهد الإصلاح أكبر وجهد المسؤولية أكبر وجهد المواجهة أكبر بما يستدعي الخسائر التي تطال الحرية يوما ما. ويتبدل ذلك الملمح في الجمع ما بين القمح والحرية لتطرح لنا صيغة توفيقية أنه لا يجوز التضحية بالحرية السياسية في مقابل الحريه الاقتصاديه والا فقد الطائر أحد جناحيه وفقد قدرته على التحليق.
يتبع



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ بني اسرائيل قراءة د كارم عزيز
- لماذا فؤاد حداد
- الابداع والولادة عند رشا عباده
- أزمة الرأي العام العربي
- الفريضة الغائب للدولة الوطنية
- أزمة الدولة الوطنية
- صناعة القيمة في مقام السيدة : قراءة في رواية في مقام السيدة ...
- محمد محمد مستجاب
- عم حجاج أدول
- نجيب سرور وإعادة الطرح
- ظلال الخوف : قراءة في مجموعة راسبوتين يستمع فيروز سرا
- نجيب سرور عبر رواية عابر علي الجسر
- ليالي الألم قراءة لرواية ليالي الهدنة لمني العساسي
- ادب الرسائل عودة
- فلسطين الفلسطينية
- الهراوي صا نع بالبهجة
- دراما وأشياء أخري
- خيري شلبي
- عرب الدغايمة
- مشروع احمد عفيفي الشعري


المزيد.....




- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-
- مخاطرة الظهور في -عيد الأموات-
- ليبيا تعلن اكتشاف موقع أثري جديد في مدينة شحات شمال شرق البل ...
- الاستماع أو العزف المنتظم للموسيقى يحافظ على ذاكرة كبار السن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - فؤاد حداد والشعر أمة