أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - صناعة القيمة في مقام السيدة : قراءة في رواية في مقام السيدة لمحمد صالح رجب















المزيد.....

صناعة القيمة في مقام السيدة : قراءة في رواية في مقام السيدة لمحمد صالح رجب


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


روايه مقام السيده تتميز بانها روايه شخصيات حيث ان الحوار في العمل السردي هو الاصل حيث تجتمع الشخصيات متحاوره حول حدث معين ولكن الجديد في هذا العمل ان يكون الحدث الرئيسي او البطل الرئيسي بعدا مشتركا عبر جميع الشخصيات المتحدثه ولكننا هنا بصدد قدره بيانيه للكاتب على استجلاء حقيقه واقع ريفي معين وان كان قد ظلم العمل باشارته ان العمل حقيقي وقد حدث في الواقع وذلك تاسيسا على ان الكاتب عندما يريد انتاج الواقع فانما يريده من وجهه نظره هو لان الحياد خدعه بشريه وان كان قد حصر المساله في واقعيه العمل وانها قصه حقيقيه قد حدثت في الواقع ان هنا يقع باسر الحدوته وليس في البنيه الدراميه لانه قد استعرض شخصيه السيده زينب عبر تاريخ القريه ولكن ذكائه في اختيار العنوان قائم على مقام السيده وهو لفظ متداول ينصرف بطبيعه الحال الى السيده زينب اخت الحسين رضوان الله عليه والتي حملت راسه وتحملت فتنه قتل اخيها ووقوفها امام يزيد وهجرتها براس اخيها الى مصر ليكرم بدفنه في مقامه الان هل اختار هذا العنوان تيمنا بالماخوذ في الوعي الجمعي حول ان السيده هي السيده زينب علما بحب المصريين لاهل البيت هنا الكاتب يريد اعاده قصه السيده زينب عليها السلام ولكنه لن يستطيع الحريه في تناول الشخصيات بكل اخطائها البشريه ومن هنا تجنب الاشاره لاي سيره متعلقه بالسيده زينب تجنبا لاي رد فعل غير متوقع تجاه الروايه وكذلك حرصا على جاذبيه الحدث واعتياديتي وان قصه السيده زينب قيمه انسانيه بعيدا عن تفاصيل حدوثها التاريخي وان كان قد ذكرها عرضا في فكره القسم بمقام السيده وهو يتعرض مع جمله حاكمه متعلقة باغنيه شهيره لفهد بلان ما اقدرش على كده ومقام السيده هنا ذلك الاستدعاء يبعد نفسه عن فكره القداسه وان يكون الحدث قابل للتطوير وقابل لتقليبه على اكثر من وجه انساني.
نعد هنا لفكرة البناء الدرامي للفصول حيث يعنون معظم فصول الرواية بأسماء الشخصيات هنا الفخ حيث ان هذه الرواية لا تصنف انها روايه شخصيات ولكنها روايه مكان وروايه تاريخ لماذا؟ تكون الاجابه ان الروايه متعلقه بفكره المكان وهو الريف حيث لم يذكر اسم قريه معينه بل ذكر مكانا عاما وهو محافظه المنصوره تحديدا اما الزمن فقد بدأه من زمن الهزيمه هل اراد بذلك موقفا سياسيا مبطنا من خلال ذلك العمل ام كان يريد ان يعكس سياقا نفسيا واحدا للعمل ليكون خلفيه مشتركه عبر جميع الاحداث ولكننا هنا نستشعر ان الشخصيه الرئيسيه عبر ذلك العمل هي السيده زينب ابنه مسعود السويسي هنا نستجلب دلاله تلك الشخصيه لنعلن هل تم اجتزاء المقاومه واحتقار التاريخ ممثلا في شخصيه زينب كميراث القاه مسعود في حضن ذلك الواقع الريفي المتخلف ليتم تقييم اداء جميع الشخصيات من خلال السيده زينب لتصبح اداه ادانه لكل الشخصيات المحيطه بها بدءا من ذلك الديوث الذي رضي بان يغطي على خطيئه ابن عضو مجلس الشعب كدرجه من درجات سوء اعتبار الذات مما يؤدي الى عدد من القرارات الخاطئه ولكن تلك الشخصيه المحوريه في الروايه تعبر عن عده خطوط رئيسيه عباره عن الخطاب الروائي الذي اراد المؤلف تقديمه:
١ الارتباط النوعي ما بين شخصيات الروايه وشخصيه زينب حيث تمثل زينب البعد الطيب الطاهر البريء في تاريخ ذلك الوطن حيث تنتمي الى ذلك المقاوم القادم من الحرب في 1967 الى السويس والذي يكتشف وفاه اسرته ما عدا ابنته الصغيره هنا فكره ماذا بقي من المقاومه وماذا بقي من فكره العداء مع اسرائيل ما بعد الحرب 73 حيث ياتي ذلك المقاوم من السويس ليكون اساسا من اسس نجاح ذلك العضو لمجلس النواب حيث نجح في ابراز صورته كبطل ومن هنا جاءت ان التغذي على التاريخ هو نوع من الاذانه لمعنى التاريخ الحقيقي حيث المطلوب ان يتم تمجيد المقاومه وليست الاستفاده من فكره المقاومه استفادة سياسية رخيصة.
٢ الايهام بتعدد الساردين في حين ان جميع الساردين يروون قصه واحده هي قصه زينب وابيها هي قصه الماضي والمقاومه هي قصه القيمه الحقيقيه للتاريخ ومدى استفاده الانتهازيين السياسيين والاجتماعيين منها حيث جاءت شخصيه السيد العزوني ممثله لفكره الانتهازيه والصعود على حساب القيم الاخلاقيه وهو ما نتج عن ازمه الانفتاح الاقتصادي وحتى وان لم يشر لذلك المؤلف حيث كان زواج العزوني من زينب وهو يعلم انها علما بانها حامل من علاقه غير شرعيه مع ابن عضو مجلس الشعب وكذلك صعود نجم العزوني المحامي من فكره التحايل على القانون وليس احتراما وهي قيمه مضافه للخطاب الروائي.
٣ التعامل الاسطوري لشخصيه زينب وعنايه المؤلف بصياغتها عبر فصول الروايه حتى يتبدى في النهايه انها صاحبه الفعل الرئيسي في الاحداث ولكن التركيز على دور زينب حيث زينب القديمه وزينب الجديده اجبر المبدع على الإلتزام بالأطار الحكائي الذي ورثه من واقعه بالتالي جاء النص محملا الخطوط الدرامية الحبلي بمشاريع روائية جديدة مثل دور شخصية المقاوم للعدو الصهيوني وكيفية معالجتها عبر الرواية فشخصية مسعود السويسي هي التي مهدت لشخصية عضو مجلس الشعب وكان أداءه من باب الصدق الذي تم استغلاله لصالح المطامع الشخصية وبالتالي كان الخلاف حول توظيف العسكري لصالح السياسي وهي معضلة نتائج حرب اكتوبر التي أدي معالجتها على سبيل الخطأ إلي ضياع ملامح القضية المحورية في العالم العربي وهي أزمة الاستعمار الاستيطاني الحديث ممثلا في الكيان الصهيوني
× الخلل في بناء شخصية زينب حيث كانت محور هام في الرواية من حيث قدرتها على كشف البعد الانتهازي في شخصية السيد العزوني ،حيث كان من السهل عبر تلك الشخصية طرح أزمة الواقع المصري لإكساب الرواية عمقا أكثر في الخطاب المعرفي للروايه فاقتصر على بصقها في وجه الزوج الانتهازي دونما حوار يعمق مأساتها الشخصية من خلال رؤيتها لتاريخها وتاريخ أبيها وغياب مساحة التقدير المفترضة من خلال أن شرعية أبو المغتصبة قائمة على شهادة أبيها وكذلك لماذا لم يتدخل ذلك الأب لصالح ابنة الرجل الذي أعطاه الشرعية.
×الخط الدرامي الذي لم يتم تعميقه وهو أجواء إنعكاسات هزيمة ١٩٦٧ سوى من باب إدانة التجربة وربط ذلك الخط بأجواء الواقع المصري الذي أدي لإعادة مشهد إنتاج مشهد الرصف في قصة الأرض حيث مرور الكهرباء عن طريق القرية دون الاستفادة منها واضطرار الأهالي لإلقاء الخامات في النيل منعا للمشروع وكذلك مهادنة العمدة للأهالي كنوع من الثقافة التي سادت في سبعينيات القرن الماضي.
*ويبقى السؤال هل الرواية هي رصد للواقع أم نقد للواقع وبالتالي الروائي ليس مطالبا بالتحقيق اللغوي لمفردات القصة الحقيقية وبالتالي تصبح مخزنا لغويا منظم في إيقاعه ولكن هنا مفهوم الطرح الروائي من خلال المتطلب الثقافي الذي يعانيه الروائي كدافع رئيسي للكتابة حيث كان البداية الزمنية شديدة الدلالة ولكن توظيفها كان يحتاج نوعا من الاختزال لعدد من الخطوط المتوازية.
قدم لنا الكاتب بنية حكائية قابلة للصياغة على أكثر من سياق كان جديرا بوضع الرواية في سياق تجريبي أكثر إثارة للجدل ،ولكنه صاغ تاريخ منطقته بشكل توثيقي راقي لغويا وإختزاليا.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد محمد مستجاب
- عم حجاج أدول
- نجيب سرور وإعادة الطرح
- ظلال الخوف : قراءة في مجموعة راسبوتين يستمع فيروز سرا
- نجيب سرور عبر رواية عابر علي الجسر
- ليالي الألم قراءة لرواية ليالي الهدنة لمني العساسي
- ادب الرسائل عودة
- فلسطين الفلسطينية
- الهراوي صا نع بالبهجة
- دراما وأشياء أخري
- خيري شلبي
- عرب الدغايمة
- مشروع احمد عفيفي الشعري
- أنتهي الدرس يأوكرانيا
- نجيب محفوظ للناقد ابداعا
- غزة أريحا ثانية
- مصطفي نصر ٢/ه
- مصطفي نصر عالم من الإبداع١٥
- صلاح چاهين وعصره
- تقديس اللغة


المزيد.....




- السطوة الناعمة لهوليود.. كيف غيّرت أميركا شكل السينما العالم ...
- محللون إسرائيليون: نخسر معركة الرواية في كارثة الجوع بغزة
- -أشبه بأفلام التجسس-.. كيف وصلت طائرات بوينغ إلى إيران رغم ا ...
- صدر حديثا : صور من ذاكرة قروية للأديب والباحث مسعود غنايم
- -كل ما نريده هو السلام-.. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيو ...
- -ميغان 2- دمية القرن الجديد التي أعادت تعريف رعب الدمى في ال ...
- هل يحب أولادك أفلام الرعب؟ أعمال مخيفة مناسبة للأطفال
- -وحشتوني يا أهل الأردن-.. أحلام تشوق جمهورها لحفلها في مهرجا ...
- مايا ويند: هكذا تتواطأ الجامعات الإسرائيلية مع نظام الفصل ال ...
- منع فرقة -كنيكاب- الأيرلندية من المشاركة في مهرجان -سيجيت-.. ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - صناعة القيمة في مقام السيدة : قراءة في رواية في مقام السيدة لمحمد صالح رجب