أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - السفر الى الماضي والى الحاضر - كتاب يضلّ الفكر باسم المعرفة















المزيد.....

السفر الى الماضي والى الحاضر - كتاب يضلّ الفكر باسم المعرفة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو – وللوهلة الأولى - أن كتاب «السفر إلى الماضي وإلى المستقبل» للكاتب رزاق إسماعيل محمد يحمل عنوانًا يوحي بطابع علمي، غير أن القراءة المتأنية تكشف عن خلطٍ بيّن بين المفاهيم العلمية والدينية واللغوية، الأمر الذي أفقده التوازن المنهجي الذي يجب أن يتسم به أي عمل يُقدَّم بوصفه علميًا. فالكتابة العلمية تقوم على البرهان والتوثيق والدقة في التحليل، لا على العاطفة أو المبالغة الخطابية. وحين يدرج المؤلف مقولات غير موثقة أو عبارات مستمدة من الخطاب الوعظي والخيال الشعبي داخل نص يُفترض أنه علمي، يتحول العمل إلى مزيج مضطرب من الوعظ والإنشاء، بدل أن يكون حوارًا بين الفكرة والدليل.
ففي الصفحة الثالثة والعشرين، يورد المؤلف قولًا غريبًا مفاده “العلم بدون تقوى هو أخطر من قنبلة نووية… ولا أرى فرقًا بين الدين والعلم”. وهذه العبارة تحمل تناقضًا جوهريًا، لأنها تخلط بين مجالين متباينين في المنهج والغاية. فالعلم قائم على التجربة والبرهان وإمكانية التحقق والتفنيد، بينما الدين يقوم على الإيمان والتصديق بالغيب والاتباع. والمجتمعات الغربية التي تتقدم علميًا ليست متدينة بالضرورة، ومع ذلك لا يمكن إنكار ما بلغته من رقيٍّ أخلاقي وإنساني وتنظيمي. فالتقوى ليست شرطًا لإنتاج العلم، بل الأمانة الفكرية والدقة المنهجية. ولو كان امتلاك العلم مقترنًا بالتقوى لما وُجدت عقول نزيهة في بيئات لادينية، ومع ذلك نراها أكثر التزامًا بالإنسانية من بعض البيئات التي ترفع شعار الدين. والفرق بين الدين والعلم هو كالفرق بين ما يُعبد وما يُكتشف؛ بين المطلق والمتغير، بين الإيمان والاختبار، فهو فرق واسع لا يمكن ردمه بعبارة عاطفية.
وفي الصفحة السادسة والعشرين يورد الكاتب أن “الشمس وتوابعها ليست ثابتة ولا مستقرة وإنما تسير وتدور”. وهذه الجملة تكشف سوء فهم للمفاهيم الفلكية. فالشمس، نعم، تتحرك في مجرتها، لكنها مستقرة نسبياً في نظامها بفعل الجاذبية المتبادلة بينها وبين الكواكب، ولا “تسير وتدور” بهذه الصيغة الإنشائية التي توحي بالحركة العشوائية. فالعلم لا يستخدم مفردات غامضة مثل “تسير” بل يتحدث عن مدارات منتظمة وسرعات محددة وقوانين تحكم حركة الأجرام. إن سوء الصياغة هنا ليس مجرد خطأ لغوي، بل تشويه لمعلومة فلكية راسخة.
أما في الصفحة التاسعة والعشرين، فيقول الكاتب إن “للجن عقلًا كما هو عند البشر”، وهو قول يفتقر إلى أي مصدر علمي أو منطقي. فالعلم التجريبي لا يعرف كائنًا اسمه “الجن”، ولا يمكن إثبات وجوده بأدوات الرصد أو القياس. ما ورد عن الجن في النصوص الدينية لا يدخل في ميدان العلم أصلاً، لأنه غيبي لا يُبحث بالأدوات التجريبية. وعليه فإن إيراد مثل هذا القول في كتاب علمي يُعدّ خرقًا منهجيًا، لأنه يخلط الغيب بالمعرفة المادية، ويستبدل البرهان بالموروث.
وفي الصفحة التاسعة والثلاثين يرد قول “الخلاف يقع أسيرًا بين الفاسدين”، وهي صياغة غريبة من حيث المعنى، فكيف يكون الخلاف “أسيرًا”؟ وهل يمكن أن يقع “بين” الفاسدين إذا كان أسيرًا؟ العبارة مكسورة منطقياً ونحوياً. ولعل المقصود أن الخلاف لا ينتج إلا بين الفاسدين، لكن الأسلوب الملتبس جعل المعنى باهتًا لا يقوم على ترابط لغوي.
وفي الصفحة الحادية والأربعين يكتب: “كل إنسان يولد موحدًا، لكن أبواه يحرفانه عن جادة التوحيد”. هذه الجملة مأخوذة من حديث نبوي، لكنها وُضعت هنا على نحو يثير الالتباس، لأن المؤلف يطرحها في إطار فكري عام دون أن يميز بين النص الديني والمفهوم الإنساني الكوني. إن الميلاد ليس فعل توحيد أو شرك، بل ولادة فيزيولوجية، وما يُغرس في الإنسان من عقيدة لاحق لتكوينه البيولوجي. لذلك كان الأجدر بالكاتب أن يوضح السياق العقدي للعبارة، لا أن يُسقطها في كتاب يُزعم أنه علمي.
وفي الصفحة السادسة والأربعين يُعرف الروح بأنها “طاقة من قوة الله ليست مادية أي لا تلمسها حواسنا الخمس”. وهذا القول تأليف شخصي بلا أساس ديني أو علمي، لأن النص القرآني نفسه يقرّ بأن “الروح من أمر ربي”، أي أنها شأن إلهي غيبي لا يحق لأحد أن يصفها أو يحدها. فكل محاولة لتعريف الروح بلغة الطاقة أو الفيزياء الماورائية هي تجاوز على حدود النص الديني. فإذا كان الله نفسه قال “وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا”، فكيف يجرؤ إنسان على تحديد طبيعة الروح بمفردات بشرية؟ هنا يظهر الخلط بين التصوف والعلم، وبين الإلهام والمعلومة.
وفي الصفحة السابعة والأربعين يكتب: “أبونا آدم أول مخلوق من صلصال من حمأ مسنون”، بينما الأبحاث الأنثروبولوجية تثبت أن الإنسان الحديث عمره أكثر من مئتي ألف سنة، وأن قبله أنواعًا بشرية متعددة. بعض المفسرين، ومنهم كمال الحيدري كما أشرت، يفرق بين “آدم الإنسان” و”آدم النبي”، وهذا التمييز يُجنّب التناقض بين النص الديني والعلم التطوري. لكن الكاتب أغفل هذه النقطة، وجعل القول بنشأة الإنسان من طين مسألة علمية، بينما هي قضية إيمانية رمزية. خلطه بين الخطاب القرآني والبحث التطوري أوقع الكاتب في تناقض معرفي فادح.
وفي الصفحة الرابعة والخمسين يقول: “إن عالم المادة هو عالم بالغ الصغر بحساب عالم الملكوت”. وهذه عبارة شعرية أكثر منها علمية. فالعلم لا يقيس “الملكوت”، لأنه ليس موضوعاً علميًا، كما لا يقيس “الصغر والكبر” في العوالم الغيبية. إن إسقاط المفاهيم الفيزيائية على الماورائيات خطأ منهجي جسيم، لأن المقاييس المادية لا تصلح إلا لما هو مادي.
وفي الصفحة السابعة والخمسين يدّعي أن الإسلام وحده هو الدين، وأن ما عداه من ديانات ليست إلا “رسالات”، في حين أن علم الأديان المقارن يؤكد أن جميع الديانات، منذ الوثنية الأولى حتى التوحيدية الحديثة، تمثل أشكالاً من التجربة الدينية للإنسان، وأن الفصل بينها على أساس “دين” و”رسالة” لا أصل له في التاريخ ولا في علم الأديان. فهناك أكثر من أربعة آلاف ديانة ومعتقد، بعضها قائم وبعضها منقرض، وكلها تحمل سمات الدين من طقوس ومعتقدات وأخلاق ونصوص مقدسة. فأن تقزيمها إلى “رسالات” هو تجاهل للتاريخ البشري وتبسيط ساذج.
أما في الصفحة الثالثة والستين فيذكر أن “الرسول عرج إلى السماء مئة وعشرين مرة”، وهي دعوى بلا سند من التاريخ أو الرواية الصحيحة من مصدر موثوق. فالراجح في السيرة النبوية أن المعراج وقع مرة واحدة، واختلف العلماء هل كان بالجسد أم بالروح. أما تكرار المعراج مئة وعشرين مرة فليس له أثر في أي مصدر معتمد، ويُعدّ تضخيمًا لا يليق ببحث يُفترض أن يستند إلى التوثيق.
وفي الصفحة التاسعة والثلاثين، وتحت عنوان “مكونات الإنسان”، يكتب أن “العلمانيين يعتقدون أن الإنسان هو ببدنه ولحمه وشحمه، وإذا مات انتهى كل شيء”. وهذا خطأ مفهومي فادح، لأن العلمانية ليست مذهبًا أنثروبولوجيًا، بل نظام فكري – سياسي يقوم على فصل الدين عن الدولة، ولا علاقة له بموقف الإنسان من الروح أو البعث. إن الخلط بين “العلماني” و”اللاديني” تكرّر في نصه أيضًا في الصفحة الرابعة والعشرين حين قال إن “العلمانيين يرون الأديان أفيون الشعوب”، بينما هذا القول أصله ماركسي فلسفي، قاله كارل ماركس في سياق نقده للدين، وليس للعلمانية علاقة به. هذا الخطأ يشي بضعف ثقافي في فهم المصطلحات الفكرية الحديثة.
أما الأخطاء اللغوية والإملائية فهي كثيرة إلى حد يبعث على القلق. فالكلمة “ظن” بمعنى “اعتقد” كتبها مرارًا “ضن”، أي بمعنى “بخل”، فغيّر معناها كليًا. حيث تتكرر هذه الفوضى في الصفحات 24، 25، 28، 30، 36، 38 وغيرها. هذه ليست زلة مطبعية بل جهل بالمعنى. فالكاتب الذي لا يميز بين “الظن” و”الضن” لا يمكن أن يُؤتمن على تأليف كتاب علمي، لأن اللغة هي وعاء الفكر، وإذا فسد الوعاء فسد المضمون. أضف إلى ذلك الركاكة النحوية وتفكك الجمل واستخدام مفردات عامية في سياق يُفترض أنه أكاديمي.
إن مثل هذا الكتاب، رغم نية صاحبه ربما في التنوير، ينتهي إلى نتيجة عكسية؛ فهو لا يثري القارئ بل يربكه، ولا يرفع الوعي بل يخلط عليه المفاهيم. لا يكفي أن تجمع كلمات في كتاب وتطلق عليه صفة “علمي”، لأن العلم التزام بالمنهج لا بالأمنية. إن من يكتب في موضوعات تمس الكون والإنسان والدين عليه أن يحيط علمًا بأسس الفيزياء والفلك والبيولوجيا، وأن يفرق بين الرأي والمعلومة، وبين النقل والاجتهاد، وبين النص المقدس والفرضية العلمية. والكاتب هنا أخلّ بكل ذلك.
بالنتيجة، الكتب التي تمزج بين الخرافة والموعظة وتدّعي العلمية تُلحق ضررًا بالقارئ وبالثقافة معًا. فالقارئ البسيط قد يظن أن ما يقرؤه حقيقة، بينما هو كلام بلا سند. وكان الأولى بالكاتب أن يعرض أفكاره على متخصصين في اللغة والدين والعلم قبل أن يدفع بها إلى الطباعة. أما أن تُنشر بهذه الصورة المليئة بالأخطاء، فذلك يعني غياب المراجعة وانعدام المسؤولية الأدبية. إن الكتابة ليست حقلًا للتجريب العشوائي، بل فعل مسؤول يستدعي الدقة والوعي والصدق مع القارئ.
ولذلك فإن الكتاب “السفر إلى الماضي وإلى المستقبل” لا يمكن اعتباره كتابًا علميًا، بل تجميعًا لمقولات متنافرة ومفاهيم مغلوطة. هو أقرب إلى خواطر دينية أو تأملات شخصية كُتبت بلا مراجعة ولا تحرير لغوي. وما ورد فيه من أخطاء علمية ولغوية ومنهجية يجعله نموذجًا لما يجب أن يُحذر منه في ميدان الثقافة العلمية. إن العلم لا يحتاج إلى تقوى بل إلى عقل، ولا إلى الخيال بل إلى الدليل، ولا إلى الموعظة بل إلى المنهج، ومن يجهل ذلك فليس من أهل العلم ولو كتب ألف صفحة.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة من العيار الثقيل تهز المشهد الثقافي
- ما عاد لي وطنٌ
- صوتي ليس للبيع…لهذا لن أنتخب
- رؤية الحيدري.. التشيع كاجتهاد مفتوح نحو الحقيقة
- كمال الحيدري كما أراه
- الحيدري: هل الله موجود أم وجود؟*
- كمال الحيدري: آدم أول نبي لا أول مخلوق
- رؤية كمال الحيدري في شمولية الحقيقة الدينية وتعدد طرق الوصول ...
- اعترافات المطر الخجول قراءة في نص لرنا جمال
- وجع مؤجل
- مفهوم العقل الفقهي عند كمال الحيدري
- كمال الحيدري وخصومه
- كمال الحيدري.. الفيلسوف الذي أشعل نار العقل في محراب المقدس( ...
- نهاية الإنسان تبدأ حين ينتمي إلى القطيع
- تزوير وجهي الرّسمي
- عبرتُ لأنكِ لم تمسكي بيدي
- مَن رجل الدين؟
- المرأة في فلسفة شوبنهاور: نظرة دونية تشاؤمية
- سقوط النجمة في جيب الزورق
- خلاصة كتابي (اعترافات) قيد النشر


المزيد.....




- السودان.. لماذا عاد الإخوان للعب على وتر -استعداء الخارج-؟
- الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزلا جنوب المسجد الأقصى
- من-فتيان- إلى -برابرة-.. الإرهاب اليهودي في الضفة يربك مؤسسة ...
- مصر.. ضجة قراءة آيات قرآنية عن فرعون أمام المتحف الكبير وتلم ...
- ادعاء -طلب السعودية دعم أمريكا ضد صدام حسين-.. جدال فقهي بين ...
- المنتخب الايراني لكرة الصالات يتوج ببطولة دورة الالعاب الاسل ...
- سيطبق على العرب دون اليهود.. الكنيست يقر القراءة الأولى لمشر ...
- محافظة القدس: اقتحام مقبرة باب الرحمة محاولة لطمس الهوية الإ ...
- تفاقم الصراع بين الكنيسة والحكومة إلى أين يقود أرمينيا؟
- فتوى للتعامل مع أمريكا.. مفتي هيئة تحرير الشام: داعش خوارج و ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - السفر الى الماضي والى الحاضر - كتاب يضلّ الفكر باسم المعرفة