أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إلى مشروع الضم














المزيد.....

إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إلى مشروع الضم


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذكرنا جماعة أطلق عليها "وحوش التلال" وظهرت مؤخرا في تلال الضفة الغربية، بما جرى قبل قيام دولة الاحتلال عام ١٩٤٨ حين نشأت عصابتا "الإرغون" و"شتيرن" المتطرفتان في ظل الانتداب البريطاني، واستخدمتا العنف والتفجيرات والاغتيالات ضد الجنود والضباط البريطانيين لإجبار بريطانيا على الانسحاب وتهيئة الظروف لإعلان الدولة اليهودية المزعومة. مع التأكيد على أن هذا تم برضا من بريطانيا بدليل أنها قبل انسحابها كانت تحمي المستوطنات وأحياء اليهود، كما أنها تركت مستودعات الأسلحة والعتاد والبنايات المهمة لتلك العصابات.

ورغم أن منظمة "الهاجاناه" الرسمية وقتها، كانت تدين هذه العمليات علنا حفاظا على صورتها "النظيفة" أمام العالم، إلا أنها كانت تدعمها في الخفاء بالسلاح والمعلومات لأنها كانت تدرك أن هذا العنف يخدم هدفا سياسيا أبعد، وهو فرض واقع لا يمكن التراجع عنه.

اليوم، التقارير الصهيونية، وعلى رأسها تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بتاريخ ١٠/نوفمبر/٢٠٢٥، تكشف أن "مجموعة من المستوطنين الشباب تطلق على نفسها اسم "وحوش التلال" حولت أراضي الفلسطينيين في الضفة إلى ساحة رعب منظمة".
وتعتبر هذه الجماعة امتدادا أكثر تطرفا لما عرف سابقا ب"فتيان التلال"، وكنت قد تناولت "فتيان التلال" في مقال سابق.
غير أن المجموعة الجديدة هي أكثر تنظيما وعنفا من الفتيان، وتضم عصابة تؤمن بفكرة ما تسمى ب "أرض إسرائيل الكاملة"، وترفض أي سلطة للدولة أو الجيش الصهيوني إذا عارض أهدافهم.

بحسب تحقيق الصحيفة، فإن هذه العصابة تنتقل بين البؤر الاستيطانية غير القانونية في مناطق "بنيامين" وشمال القدس ورام الله، وتنفذ هجمات على المزارع الفلسطينية وتحرق الأشجار والمنازل وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
ويصف مسؤولون أمنيون صهاينة هذه الوحوش في العلن بأنها "خلية إجرامية صغيرة مسلحة" يصعب السيطرة عليها. لكنهم يعترفون أيضا بأن ضعف الملاحقة القانونية وتسامح بعض الحاخامات مع أفكارهم ساهم في تغذية هذه الظاهرة.

غير أن التاريخ علمنا أن الصمت الرسمي لا يختلف عن الموقف القديم من عصابتي "الإرغون" و "شتيرن"، حين كانت القيادة السياسية بقيادة "ديفيد بن غوريون " تندد بالعنف في العلن لكنها تستفيد منه لتحقيق مكاسب ميدانية في الخفاء. وأكبر دليل ما حصل في ٩/نيسان/١٩٤٨ في قرية دير ياسين، التي قال عنها "مناحيم بيغن" بعد المجزرة "لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل". ويقصد أن دير ياسين والمجزرة التي حصلت لسكانها والأخبار المروعة التي نشرتها الإذاعات وقتها قد ساهمت بإخلاء القرى الفلسطينية وفتح الطريق بين القدس و "تل أبيب".

والجوهر واحد في الحالة الجديدة "وحوش التلال" والحالة القديمة "ارغون وشتيرن" وهو استخدام العنف والرعب لتحقيق هدف سياسي. ففي الأربعينيات كان الهدف كما ذكرنا آنفا تسريع الانسحاب البريطاني وإقامة الدولة، أما اليوم فالعنف يخدم هدفا آخر، هو تكريس السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية وفرض سيادة الأمر الواقع عبر طرد أصحاب الأرض الشرعيين تدريجيا من أراضيهم.

ومن هنا فإن هذه الظاهرة الخطيرة المتمثلة في "وحوش التلال" تمثل نسخة حديثة من العصابات الصهيونية الأولى، لكنها تعمل هذه المرة تحت مظلة دولة مجرمة قائمة تتغاضى عن إجرامها.

ويشير تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في نوفمبر/٢٠٢٥ إلى أن تصاعد جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين بدأ يأخذ شكلا منظما ومدعوما سياسيا، ما يجعل الجماعات مثل "وحوش التلال" جزءا من بنية السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية. وهذا ما يسعى لتحقيقه الجميع دون استثناء في دولة الاحتلال، فاليمين لا يختلف عن غيره، ويدعم قولنا، دولة الاحتلال التي قامت على أنفاس "بن غوريون" من حزب العمل والذي لطالما وصف نفسه بالمعتدل الذي يسعى لحفظ حقوق الفلسطينيين، ولكنه ارتكب ما ارتكبه من فظائع عام ٤٨ لم تعد خافية على أحد.

وأخيرا وليس آخرا، إن إسقاط ظاهرة العصابات الصهيونية قبل ١٩٤٨ على ظاهرة "وحوش التلال" هي تحذير سياسي قبل أن تكون مجرد قراءة تاريخية. فكما ساهم إرهاب عصابتا "إرغون وشتيرن" في تغيير ميزان القوى حينها، يسعى اليوم إرهاب المستوطنين لتغيير الجغرافيا والديموغرافيا لصالح مشروع الضم الكامل وإقامة ما تسمى ب "يهودا والسامرة".



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفاق رفح تعيد خلط أوراق الحرب على غزة
- الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.
- الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...


المزيد.....




- ظهور غير معتاد لدلفين يسبح بين القوارب في قنوات البندقية يحي ...
- -بسم الله-.. شاهد ما قاله ضابط أمريكي من أصول عربية ساعد سيد ...
- ترامب يطالب رئيس إسرائيل بمنح نتنياهو العفو في محاكمته الجار ...
- عازفو مزمار القربة في ملبورن يسجلون رقما قياسيا عالميا بعزف ...
- مأساة في البحر المتوسط.. 42 مهاجراً أغلبهم سودانيون يغرقون ق ...
- زين الدين زيدان: سأعود -قريبا- إلى عالم التدريب!
- هجمات 13 نوفمبر الدامية بباريس.. النيابة العامة تفتح تحقيقين ...
- هجمات باريس: -صلاح عبد السلام- يريد لقاء عائلات الضحايا.. ند ...
- الحياة الصعبة في مخيمات غزة.. لا كهرباء وطعام قليل والشتاء ع ...
- في مواجهة التغير المناخي.. مبادرات شبابية أردنية لتحويل الوع ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إلى مشروع الضم