أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.














المزيد.....

الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كانت المياه وسيلة استراتيجية للسيطرة على الأرض، إذ إن التحكم في مصادرها يعني التحكم في حياة سكان تلك الأرض واستقرارهم.
في فلسطين، استخدمت المياه كأداة للهيمنة، حيث حرم أصحاب الأرض الشرعيين من حقوقهم المائية للضغط عليهم وإضعاف قدرتهم على الصمود.
لأن الماء بالنسبة لهم شريان الأرض والزراعة والبقاء.
واليوم، يطالعنا العديد من التقارير عن قيام الجيش الصهيوني بردم الآبار في عدد من قرى الضفة الغربية،وخير مثال ما حصل في بيت دجان شرق نابلس، والكرمة جنوب الخليل، وعين سامية شمال رام الله، والعوجة في أريحا.

فتحت ذرائع "عدم الترخيص" أو "وجودها في منطقة تدريب عسكرية"، تقوم "قوات" الاحتلال بإغلاق أو تدمير الآبار الارتوازية التي تخدم مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بالخضروات والقمح، ففي بيت دجان أواخر يوليو ٢٠٢٥ أغلق بئران بصب الخرسانة فيهما، ما أدى إلى ذبول المحاصيل. أما في الخليل، فقد هدمت بئران في الكرمة مطلع العام، وفي عين سامية قطعت خطوط الضخ بفعل هجمات المستوطنين.
والنتيجة واحدة هي جفاف الأرض، وتهجير المزارعين، وتحويل المساحات الخصبة إلى أرض بور بعد أن كانت مصدر رزق لعشرات العائلات.

ما يحدث هو استغلال الماء من طرف الدولة الزائلة كوسيلة ضغط اقتصادية واقتلاع. فالسيطرة الصهيونية على أكثر من ٨٠% من موارد المياه في الضفة الغربية، وفق تقارير منظمات حقوقية، تجعل القرى الفلسطينية رهينة للصنابير التي يتحكم بها الاحتلال بهدف قطع صلة الفلسطيني بأرضه.

وهذا ليس بالأمر الجديد ففي عام ٦٧ فرضت دولة الاحتلال أوامر عسكرية تمنع الفلسطينيين من حفر أي بئر جديدة دون ترخيص من "الإدارة العسكرية"، ولم تمنح تلك التراخيص إلا نادرا، بينما استمر المستوطنون في حفر الآبار العميقة داخل المستوطنات التي تقام على الأراضي ذاتها. أما في التسعينيات، حين وقعت "اتفاقية أوسلو"، فقد جرى تأجيل ملف المياه إلى مفاوضات الوضع النهائي، لكن دولة الاحتلال حافظت عمليا على سيطرتها الكاملة على الموارد المائية في الضفة، بما في ذلك الأحواض الجوفية الرئيسة، ما أدى إلى ترسيخ السيطرة أكثر على موارد المياه.

وإذا ما رجعنا إلى الوراء وتحديدا إلى مطلع القرن العشرين، فقد كانت ما سميت بمشاريع "استعادة صهيون" مرتبطة بخطط لتحويل مجاري الأنهار وحفر القنوات لري المستعمرات الزراعية الأولى.

واليوم، بعد أكثر من مئة عام، لا تزال المعادلة نفسها قائمة "من يملك الماء يملك الأرض". لذلك فإن الآبار التي تغلق تمهد لتوسع استيطاني جديد أو منطقة تدريب عسكرية جديدة. وفي المقابل، يجد المزارع الفلسطيني نفسه عاجزا أمام قوانين الاحتلال الجائرة. غير أن الظلم لا يدوم، والقوة التي يتبجح بها الاحتلال لا تصنع شرعية على ما ليس له. وكل ردم بئر أو مصادرة أرض ما هو إلا دليل على ضعف منظومته لا على قوتها.
والمعادلة القائمة ستتبدل، لأن الأرض لأصحابها، والحق لا ينتظر محاكم ولا قرارات دولية كاذبة، والصمود هو الحكم.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-


المزيد.....




- تجمع بين الفن والعلم.. أعمال تجذب السياح والشعاب المرجانية ت ...
- كريس جينر تتألق بفستان -جيفنشي- أحمر اللون في عيد ميلادها ال ...
- أنور قرقاش: الإمارات -على الأرجح- لن تشارك في القوة الدولية ...
- الإمارات تستبعد انضمامها لقوة الاستقرار الدولية في غزة.. ما ...
- زغلول النجار: من عالم الجيولوجيا إلى -الإعجاز العلمي- في الق ...
- فنزويلا تعتقل مشتبها به في تفجير طائرة ركاب بنمية عام 1994 ن ...
- بعد 40 يوما.. اتفاق مبدئي في الكونغرس الأمريكي قد ينهي الإغل ...
- جدل في ألمانيا بسبب تعاون جامعة ميونخ التقنية مع شركات إسرائ ...
- -وحوش التلال-.. جماعة إرهابية ترعب الفلسطينيين وتقلق إسرائيل ...
- دعوى قضائية تتهم منصة -سبوتيفاي- بالاحتيال في البث الموسيقي ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.