أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية














المزيد.....

مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف الأسير الفلسطيني المحرر أيمن الشرباتي للتلفزيون العربي عن تعرض القائد الأسير مروان البرغوثي لاعتداء وحشي من قبل ثمانية عناصر من شرطة الاحتلال داخل السجن، ما أدى إلى فقدانه الوعي، مؤكدا أن تعذيب البرغوثي يهدف إلى إذلال الحركة الأسيرة.

وتجدر الإشارة أن سياسة التعذيب والتنكيل هي جزء من منهجية ثابتة تتبعها إدارة سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة القيادات المؤثرة في الحركة الأسيرة.

ويعتبر البرغوثي أحد أبرز رموز النضال الفلسطيني في الداخل، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وينظر إليه على نطاق واسع كرمز للوحدة الوطنية وخيار شعبي محتمل لقيادة الشعب الفلسطيني مستقبلا. لذلك فإن تعذيبه اليوم بهذه الطريقة الوحشية ما هو إلا محاولة لكسر إرادة الحركة الأسيرة وتفكيك تماسكها، وهو هجوم مباشر على الحالة المعنوية والسياسية التي يجسدها هذا الرمز الوطني.

"إيتمار بن غفير" وزير "الأمن القومي الصهيوني"، ردا على تعليق التلفزيون العربي لتعذيب البرغوثي، قال "ادعاءات البرغوثي كاذبة ومع ذلك نحن فخورون بتغير ظروف اعتقاله بشكل جذري".

ف "ابن غفير" لم يكتف بإنكار الجريمة إنما ذهب إلى حد التفاخر بتغيير "ظروف اعتقال البرغوثي بشكل جذري"، في تصريح يكشف الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي لا تتردد في إظهار الفاشية السياسية والأخلاقية أمام العالم. فحتى لو اعتبرنا رواية "بن غفير" نفيا للتعذيب، فإن الإقرار بتغيير ظروف الاعتقال الجذرية يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن تلك طبيعة تلك التغيرات التي تفاخر بها؟

ولا يخفى على أحد بأن حقبة "بن غفير "منذ تعيينه وزيرا في حكومة "بنيامين نتنياهو"، قد سجلت آثارا غير مسبوقة للتعذيب الجسدي والنفسي على المعتقلين الفلسطينيين وخصوصا أولئك الذين اعتقلوا بعد حرب غزة. وقد وثق المركز المعروف ب "بيتسليم" في أغسطس/٢٠٢٤ تحول السجون الصهيونية إلى شبكة معسكرات تعذيب، تحت عنوان "أهلا بكم في جهنم"، وقد وثق المركز إفادات عشرات الفلسطينيين بشأن معاملتهم وتوقيفهم في ظروف غير إنسانية، تراوحت بين العنف المتكرر والتعسفي، والاعتداء الجنسي، والإهانة والتحقير، والتجويع المتعمد، والحرمان من النوم، ومنع ممارسة العبادة ،والحرمان من العلاج الطبي وغيرها من الظروف الصعبة.

وهذا هو الثمن الذي يدفعه الأسرى المتمسكون بالثوابت الوطنية، والقائد البرغوثي واحد من هؤلاء المتمسكين والرافضين للمساومة على الحقوق الفلسطينية. وتعذيبه بهذه الطريقة ما هو إلا رسالة إرهاب سياسي لكل من يفكر بمقاومة الاحتلال، ولكل من يجرؤ على حمل مشروع وطني جامع في وجه الانقسام.

وياللعار حين ترفع الشعارات الحقوقية في كل مكان في العالم، وتختفي حينما يتعلق الأمر بالفلسطيني الذي تمارس عليه أبشع أنواع القمع والتعذيب، في قفزات ناجحة كل مرة فوق ما تسمى ب "الأعراف والاتفاقيات الدولية"، وعلى رأسها "اتفاقية جنيف الرابعة".

ولكن برغم كل المحاولات التي تسعى لكسر رموز المقاومة في سجون الاحتلال فإنها لن تزيد الأسرى إلا ثباتا. وأما صمت العالم فهو شراكة في الجريمة، التي لن تمنع صوت الأسرى من أن يكون الطريق الممهد للأجيال القادمة للنضال حتى التحرير.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة


المزيد.....




- طرق الشحن وبيانات الرحلات الجوية.. CNN تحقق في رصد طائرات در ...
- اندلاع العنف في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في برشلونة
- محمد وخليل يعودان إلى والدتهما في غزة بعد أن ظنت أنهما قد قُ ...
- عدوى الرغبة: ما هي الفلسفة التي تفسر هوس لابوبو و-وجه إنستغر ...
- سوريا: خمسة قتلى وعشرات الإصابات في تفجير عبوة ناسفة استهدف ...
- اندلاع احتجاجات في بيرو مطالبة باستقالة الرئيس
- مشروع عملاق بجوار الحرم .. -بوابة الملك سلمان- تتسع لنحو ملي ...
- العولمة منذ كريستوف كولمبس، فاسكو دي غاما و فيرديناند دو ماج ...
- خبراء روس يقيّمون للجزيرة نت زيارة الشرع الأولى إلى موسكو
- ترحيب أممي بوقف إطلاق النار بين أفغانستان وباكستان


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية