أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة














المزيد.....

الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرقعة الأخيرة..خطاب "نتنياهو" بين الانفجار والعزلة.

في مشهد أقل ما يمكن وصفه أنه استعلاء سياسي، أقدم "بنيامين نتنياهو" أمس ٢٦/سبتمبر/٢٠٢٥ على بث خطابه في "الجمعية العامة للأمم المتحدة" لأهلنا في غزة عبر مكبرات صوت ضخمة وضعتها قوات الاحتلال على طول السياج الحدودي. كما نشرت بعض المواقع أنباء عن اختراق دولة الاحتلال لهواتفهم لبث الخطاب مباشرة داخل أجهزتهم المحمولة، في خطوة ظن "نتنياهو" أنه من خلالها يقوم بحملة "غسيل دماغ جماعي بالقوة".

نتنياهو، الذي لطالما استخدم "المنابر الأممية" لإعادة تدوير خطاباته المستهلكة حول "محاربة الإرهاب" و"حق الدفاع عن النفس"، قرر هذه المرة تصدير خطابه لأهلنا في غزة، لفرض الرواية الصهيونية عليهم بالقوة.
ما فعله "نتنياهو" يعيد إلى الأذهان السياسات الصهيونية القديمة في الحرب النفسية، والتي لطالما استخدمت فيها التكنولوجيا والتضليل لبث الذعر أو التحكم في الرأي العام. ولكن أن يصل الأمر إلى محاولة فرض خطاب سياسي على سكان يعيشون تحت الحصار والقصف والتجويع على مدار ما يزيد عن ٧٠٠ يوما، فهو لعمري اختراق معيب لأبسط المبادئ الإنسانية التي هشمتها الحرب الهمجية.

لكن خطاب "نتنياهو" المتعجرف لم يمر مرور الكرام. فقد أظهرت لقطات من داخل قاعة "الأمم المتحدة" انسحاب عدد من الوفود الدبلوماسية فور صعوده إلى المنصة، في موقف احتجاجي جماعي يكشف حجم الغضب من ممارسات دولة الاحتلال في غزة والضفة الغربية. فكان للمقاعد الفارغة لغتها الخاصة، فقد شكلت صفعة معنوية مدوية لدبلوماسية الاحتلال التي تحاول تلميع صورتها البشعة أمام العالم.

ما أراده "نتنياهو" من عرض قوة تحول إلى عرض عزلة. ففي الوقت الذي كان يحاول فيه بث صوته بالقوة داخل غزة، كان صدى الغضب يتردد في أروقة "الأمم المتحدة". فالخطاب الذي غص بالرواية الصهيونية الزائفة ولم يتضمن أي التزام واضح بوقف إطلاق النار، أو حتى اعتراف بما خلفه جيشه من كارثة إنسانية في غزة، لم يترك للوفود الدولية خيارا سوى الانسحاب.

ما فعله "نتنياهو" من بث لخطابه عبر المكبرات لأهلنا في غزة هو انتقال إلى مرحلة فيها من الاستكبار ما فيها، فحين يجبر المحاصرين المجوعين الذين يتعرضون كل دقيقة للإبادة من قبل جيشه اللا أخلاقي، على الاستماع لسرديته الكاذبة مستهدفا وعيهم، فقد وصل إلى قمة الكبر والاستعلاء وتفوق بذلك على فرعون والنمرود.

إن ما حدث يعد جريمة سيبرانية وجريمة حرب في آن واحد. و"نتنياهو"، وهو يعتلي منصة "الأمم المتحدة"، في خطاب هدف به كسر إرادة أهلنا في غزة، لم يدرك أن نهاية أمثاله معروفة على مر العصور.

فهو اليوم يبدو مثل حبة ذرة، تحتوي في داخلها نواة صلبة محاطة بقشرة خارجية محكمة الإغلاق، تظل ساكنة حتى تتعرض لحرارة وضغط عاليين. وعند نقطة معينة، تتراكم الحرارة داخلها لدرجة تفوق احتمال القشرة الخارجية، فتنفجر من الداخل، وتتحول الحبة إلى شكل آخر تماما، منتفخة، لكنها فارغة من الداخل، لا تعود تشبه ما كانت عليه.

نعم "نتنياهو" اليوم يزداد ضغطا داخليا وخارجيا بسبب الجرائم التي تورط فيها، ومن الفشل السياسي والعزلة الدولية المتزايدة، هو بالفعل أشبه بتلك الحبة في ذروة الغليان، يتنقل بتوتر، يتضخم بغرور، لكنه يقترب من لحظة الانفجار التي لا تترك وراءها سوى قشرة هشة ومنتفخة، دون مضمون أو تأثير حقيقي.
وكما أن الفرقعة لحبة الذرة ما هي في الحقيقة سوى إعلان نهاية، فإن ما يفعله نتنياهو اليوم قد يكون مقدمة النهاية السياسية له، فحين تنفجر الأكاذيب تحت ضغط الحقيقة، يظهر خواء السردية الصهيونية التي حاول فرضها بالقوة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة
- الصليبيون الجدد في غزة برعاية أمريكية
- كي الوعي والقصف المتعمد..الأبراج في غزة
- الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض
- صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية
- *عصا موسى* مقابل -جدعون ٢
- الشيخ رضوان يشهد ليلة دموية وسط صمت العالم
- ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس...جيش الاحتلال ومأ ...
- مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق
- من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟
- قراءة في عملية -جدعون٢
- رؤية يمينية متطرفة..-E1- كأداة لتثبيت واقع استيطاني لا رجعة ...
- اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...


المزيد.....




- السيسي: -محدش يطلب مني أراهن بحياة المصريين وأدخل في صراع لإ ...
- وثائق جديدة تكشف أسماء أخرى في علاقات جيفري إبستاين: إيلون م ...
- أيهما أفضل: الاستحمام في الصباح، أم في المساء؟
- عودة العقوبات الأممية على إيران ليل اليوم بعد إخفاق دبلوماسي ...
- اجتماع نادر لكبار القادة العسكريين الأميركيين في فيرجينيا
- الانتخابات البرلمانية بمولدوفا بين التوجه نحو الغرب والحنين ...
- إطلاق 10 قوارب جديدة نحو غزة من إيطاليا
- فيديو غير اعتيادي يظهر دببة قطبية تتجوّل داخل محطة أبحاث سوف ...
- السعودية.. فيديو يكشف ما فعله أشخاص بحدث والأمن العام يباشر ...
- حرب غزة في يومها ال 722: قصف بلا هوادة ونتنياهو أمام -عزلة د ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة