أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال














المزيد.....

صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت إدارة سجون الاحتلال عن إدخال أنواع جديدة من الأسلحة لقمع الأسرى الفلسطينيين، منها الصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي.
والجدير بالذكر أن هذه الأدوات وفقا لتقارير صادرة عن نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، قد بدأت تستخدم فعليا داخل سجن "جلبوع"، حيث يتعرض الأسرى لعمليات تعذيب بشعة تشمل تقييدهم داخل ساحات السجن وصعقهم بالكهرباء، سكب الماء البارد على أجسادهم، ثم تعريضهم لمزيد من الصعق حتى فقدان الوعي.
وتعد هذه الممارسات، وفقا للهيئة، تطورا خطيرا في النهج القمعي الذي يتبعه الاحتلال داخل السجون، ويشكل تهديدا مباشرا لحياة الأسرى، عبر استخدام أجسادهم كحقول تجارب لأسلحة جديدة.

وما يجري اليوم في سجون الاحتلال ما إلا هو امتداد لنمط تاريخي من القمع بدأ مع الانتداب البريطاني على فلسطين. خلال فترة الانتداب ١٩٢٠–١٩٤٨، حيث استخدمت سلطات الاحتلال البريطاني ما عرف آنذاك ب "قوانين الطوارئ والاعتقال الإداري" بشكل واسع لقمع حركة المقاومة الفلسطينية، وأقامت معسكرات اعتقال جماعية مثل معتقل "صرفند" وغيره العشرات، حيث تم اعتقال آلاف الفلسطينيين دون محاكمة. كما مارست بريطانيا التعذيب وأساليب التحقيق العنيفة، بما في ذلك الضرب المبرح، الحرمان من النوم، والعزل الانفرادي، وهي ذات الأساليب التي ورثها الاحتلال الصهيوني عقب إنتهاء الانتداب.

فبعد ١٩٤٨ قامت دولة الاحتلال بتبني ما سمي ب "قوانين الطوارئ البريطانية"، وطبقتها على شعبنا الفلسطيني في الداخل والمناطق المحتلة لاحقا.
وبعد ١٩٦٧ واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة أصبحت السجون الصهيونية مركزا أساسيا في منظومة السيطرة على أصحاب الحق، حيث اعتقل منذ ذلك الحين عشرات الآلاف.

وخلال الانتفاضة الأولى/الحجارة ١٩٨٧، ارتفعت وتيرة الاعتقالات الجماعية، وواجه أسرانا داخل المعتقلات أبشع أشكال التعذيب، من بينها التعليق لساعات طويلة والضرب بالكابلات والتهديدات بالاعتداء الجنسي ناهيك عن التعذيب النفسي.

أما أثناء الانتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠، فقد قامت دولة الاحتلال بإعادة فتح مراكز تحقيق سرية، وطبقت فيها أساليب تحقيق قاسية، شملت الصعق بالكهرباء والحرمان من النوم والعزل الطويل، وكل ذلك محظور دوليا، إلا أن كل شيء مباح لدولة الظلم حتى لو كان من ضمن المحظورات.

ما بعد عام ٢٠٠٥ شهدت سجون الاحتلال تزايدا في استخدام الاعتقال الإداري بدون تهمة أو محاكمة، حيث يتم احتجاز الأسير بناء على "ملف سري"، لا يعرض حتى على المحامي.
وبعد هبة القدس في ٢٠٢١، ثم عملية "طوفان الأقصى" ٢٠٢٣، ارتفعت وتيرة القمع داخل السجون، وتمثلت في الاعتداء الجماعي على الأسرى وسحب الحقوق الأساسية كما تم منع الزيارات، واستخدمت إدارة السجون العزل للأسير كجزء من التعذيب النفسي، والأنكى أنها وسعت استخدام وحدات القمع الخاصة ضد الأسرى مثل وحدة "متسادا".

وبالعود إلى إدخال الصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي المطور مؤخرا، فإن ذلك يأتي كانتقام وتعويض عن فشل "نتنياهو" وجيشه في غزة.

وقد أكدت منظمات ما تسمى ب "حقوق الإنسان" أن الاحتلال الصهيوني، يمارس التعذيب بشكل ممنهج وواسع، مما يعد انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها دولة الاحتلال عام ١٩٩١. وتكشف تقارير مؤسسات دولية، منها الصليب الأحمر، أن ممارسات القمع في سجون الاحتلال، تصل في كثير من الأحيان إلى جرائم حرب، خصوصا حين يتم استخدام أدوات التعذيب ضد الأسرى المرضى أو الأطفال.

وما إدخال أدوات التعذيب الجديدة الآنفة الذكر إلا جزء من البنية الأيديولوجية الذي يقوم عليه نظام الاحتلال، والذي لا يرى في الأسرى إلا "أعداء دائمين"، ويستثمر في قمعهم سياسيا وأمنيا وحتى إعلاميا. فالسجن أضحى بالنسبة لهذا العدو الفاشي أداة من أدوات الحرب النفسية والسياسية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني الصامد.

ومن هنا، فإن استمرار الصمت الدولي والتواطؤ مع هذه السياسات يعزز من ثقافة الإفلات من العقاب، ويشجع الاحتلال على مزيد من الانتهاكات.

ولكن وبرغم التاريخ الطويل لقمع بذرة المقاومة، تبقى السجون الساحة المركزية في المعركة المستمرة لتحرير فلسطين.
يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله تعالى.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية
- *عصا موسى* مقابل -جدعون ٢
- الشيخ رضوان يشهد ليلة دموية وسط صمت العالم
- ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس...جيش الاحتلال ومأ ...
- مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق
- من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟
- قراءة في عملية -جدعون٢
- رؤية يمينية متطرفة..-E1- كأداة لتثبيت واقع استيطاني لا رجعة ...
- اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين


المزيد.....




- حادثة أثارت حيرة عائلة.. -أفعى النحاس- تلدغ طفلًا أثناء تواج ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يقول إنَّ الحرب في غزة يمكن وقفها غ ...
- دراسة: تغيّر الوزن قد يسرّع التراجع الإدراكي لدى كبار السن
- أكبر هجوم جوي روسي يستهدف مقر الحكومة الأوكرانية
- الجيش الإسرائيلي يدمر برجا ثانيا في مدينة غزة ويدعو السكان ل ...
- واشنطن بوست: العقوبات الأميركية على منظمات فلسطينية تهدد الم ...
- لماذا قرر ترامب الآن تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى ال ...
- خطة سموتريتش.. الوعد الإلهي وجوهر العقيدة اليمينية
- قيادي في حزب الله: لن نسلّم سلاح المقاومة والحكومة وقعت بفخ ...
- العثور على جثة جندي كندي مفقود في لاتفيا


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال