أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية














المزيد.....

-المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أشد الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، تروج سلطات الاحتلال لمشروع يعرف ب "المدينة الإنسانية" كحل مؤقت لسكان القطاع. إلا أن ما يبدو في ظاهره ملاذا آمنا للمدنيين، يخفي في جوهره مساعي لإعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في غزة، ضمن خطة ترحيل قسري مقنعة تحت غطاء الإغاثة.

وزير الدفاع الصهيوني، "إسرائيل كاتس"، أعلن عن نية إقامة المدينة في منطقة رفح المدمرة جنوب القطاع، بهدف استيعاب نحو مليوني فلسطيني بعد "فحص أمني" شامل، مع فرض قيود على حرية التنقل، إذ لن يسمح لمن يدخل المدينة بمغادرتها. وأشار إلى أن إدارة هذه المدينة ستسند إلى جهات دولية، واصفا المشروع بأنه "طوعي".

لكن هذا الطابع "الإنساني" المزعوم، يخفي أبعادا سياسية وأمنية خطيرة. فالمدينة، بحسب عدد من المحللين الحقوقيين، تمثل محاولة لتجميع السكان في منطقة مغلقة ومحاصرة، في انتهاك واضح لمبادئ ما بسمى ب "القانون الدولي الإنساني".

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" رفضت المشاركة في هذا المشروع، معتبرة إياه "إهانة للكرامة الإنسانية"، في حين وصفت منظمات حقوقية دولية الخطة بأنها قد ترقى إلى "جريمة ضد الإنسانية"، لما تحمله بين طياتها من تهجير قسري وتغيير للطبيعة السكانية في القطاع.

وهنا لا ننسى أن سلطات الاحتلال لم تحترم في أي وقت سابق تلك المناطق التي أعلنتها "آمنة" خلال العمليات العسكرية، حيث ارتقى آلاف الشهداء في أماكن تم تصنيفها كمناطق "إخلاء إنساني"، بما في ذلك مدارس الأونروا ومستشفيات ومراكز إيواء.

التصريحات الصادرة عن مسؤولين في الحكومة والجيش الصهيوني تكشف النوايا الحقيقية خلف المشروع المزعوم. إذ صرح أحد القادة العسكريين أن "غزة بعد الحرب لن تكون كما كانت"، بينما دعا وزير الأمن القومي المتطرف المدعو "إيتمار بن غفير"، إلى "إعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في جنوب فلسطين بالكامل".

إن هذه التصريحات تؤكد أن "المدينة الإنسانية" ليست سوى أداة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه وإعادة هندسة واقعه الجغرافي والبشري، وهي سياسة تتعارض مع أبسط معايير العدالة والحقوق الدولية الغائبة عن غزة خاصة وفلسطين عامة.

لكن ما يخططون له لن يتحقق، فشعب غزة لم ولن يقبل بمشاريع التهجير مهما اختلفت أسماؤها أو تنوعت واجهاتها. والمقاومة الفلسطينية، التي أربكت حسابات الاحتلال وألحقت بعصابات جيشه الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، ستبقى حائط الصد الأول أمام مخططات الإخضاع والإفراغ السكاني.

غزة العصية على الانكسار، سترفض أن تكون مكعبات ليغو، يشكلها احتلال بغيض مثلما يريد ويديرها الغرب وتتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية، فإرادة الصمود أقوى من جميع أسلحتهم ودباباتهم، وعقيدة المقاومة أعمق من كل المخططات، ومن يراهن على كسر غزة فهو ليس إلا خاسر، والخاسر سيندحر يوما لأن الأرض تتقيأ الغرباء على مر التاريخ، وفلسطين لن تقبل إلا بأبنائها الشرعيين.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة
- -الأسد الصاعد اليهودي- ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ل ...
- صواريخ الحاج قاسم تغير معادلة الحرب داخل حدود الاحتلال..الوع ...
- إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني


المزيد.....




- عشر سنوات على الاتفاق النووي الإيراني.. من أروقة الدبلوماسي ...
- بعد هروبه من السجن داخل كيس غسيل.. السلطات الفرنسية تلقي ا ...
- ترمب يدعو أنصاره إلى التوقف عن نبش ملفات إبستين
- في عيده الـ100... مهاتير يقود دراجته وسيارته ثم يدخل المستشف ...
- اتجاه المصالحة: تفاصيل لقاء سري بين مساعدي تشارلز وهاري
- انتشال 6 جثث بعد غرق قارب قبالة جمهورية الدومينيكان
- إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ص ...
- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع لـ89 قتيلا بينهم 14 من الأمن
- شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها ا ...
- زيلينسكي ناقش مع المبعوث الأميركي تعزيز الدفاعات الجوية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية