أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين














المزيد.....

وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختار وزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير" الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وهو أحد أكثر الرموز قداسة في الوعيين الديني والوطني الفلسطيني، ليعلن من داخله، وبكل وقاحة وبحضور مسؤولين من "شرطة الاحتلال وعصابات الجيش"، عن تشكيل وحدة شرطية جديدة تضم أكثر من مئة مستوطن مسلح تحت اسم "وحدة الاستجابة الأولى"، حيث تلقوا تدريبات قتالية وصلاحيات "شرطية"، بهدف فرض "السيادة" على الضفة الغربية المحتلة.

إن ما يجري خطير جدا، حيث يتم تحويل المستوطنين، وهم أصل العدوان اليومي على الأرض والإنسان الفلسطيني، إلى قوة رسمية تحمل صلاحيات "شرطة الدولة"، في إطار خطة مفضوحة لتعزيز الطابع العنصري لنظام الاحتلال، وتحويل الفوضى الاستيطانية إلى مؤسسة رسمية تحظى بالحماية القانونية والدعم المالي والسياسي.

هذه الوحدة ستكون موجودة بشكل دائم في مستوطنات الضفة الغربية، لتعزيز القمع والتنكيل بالفلسطينيين، والتدخل الفوري في أي مقاومة شعبية أو مدنية ضد الاستيطان والتهجير. لا لمكافحة "الجريمة" كما يزعم بيان ما تسمى ب "الشرطة الإسرائيلية"،

"بن غفير" يدفع منذ تسلمه المنصب نحو تذويب الخط الفاصل بين الدولة والمستوطنين، ويريد تحويل الضفة الغربية إلى ساحة تُدار بعقيدة "السيادة الكاملة" وفق مصطلحات اليمين الصهيوني، حيث لا مكان لأي كيان فلسطيني، ولا اعتبار لأي قانون.

والإعلان حين يأتي من قلب الحرم الإبراهيمي الذي يعاني منذ المجزرة التي ارتكبها الإرهابي "باروخ غولدشتاين" عام ١٩٩٤ من سياسات التهويد والتقسيم والإغلاق،فإن ذلك إنما يضفي دلالات عميقة على اختيار الزمان والمكان، بأن المشروع الاستيطاني مستمر تحت حماية الدولة، وتشريع وجوده بقوة السلاح والقانون.

تأتي هذه الخطوة، في وقت تتصاعد فيه عمليات القمع والتهجير في مناطق متفرقة من الضفة، فمن جنين ونابلس شمالا إلى مسافر يطا جنوبا، حيث يشكل المستوطنون رأس الحربة في الاعتداءات، فيما تقف عصابات "قوات" الاحتلال إما متواطئة أو مشاركة في تلك الاعتداءات.

واليوم "بن غفير" يوكل إلى هؤلاء المستوطنين صلاحيات "شرطية" لمضاعفة ما يرتكبونه ضد الشعب الفلسطيني ضمن أطر رسمية، ما يُدخل الوضع الميداني في مرحلة أكثر دموية.

هذه السياسة والتي تعد الأكثر تطرفا في تاريخ الصهاينة، لا ترى في الضفة الغربية إلا جزء مما تسمى ب "أرض إسرائيل الكبرى". وبذلك، فإن كل إجراء يتم اتخاذه في الميدان هو نهج مدروس ضمن مشروع "الضم الزاحف"، الذي يجري تنفيذه ببطء، عبر تحويل الوقائع اليومية إلى سياسة دائمة، وإدماج المستوطنين في جهاز "الشرطة" هو واحد من مراحل هذا النهج.

وهنا لن نراهن على الرد الدولي لمشهد خطير كهذا، فدولة الشتات هي اليوم بفضل الولايات المتحدة الأمريكية وذيولها فوق كل قانون. إنما رهاننا مرتبط بقدرة شعبنا الفلسطينيي على إعادة تنظيم صفوفه، وبلورة موقف وطني جامع قادر على التصدي لهذا الخطر الجديد والفاشي، من خلال الفعل الميداني، الذي يضع الاحتلال أمام كلفة يومية متواصلة، ويرسخ أن السيادة لا تفرض بمرسوم من متطرف، بل تنتزع بصمود شعبي لا ينكسر.

وقد بدأ يتبلور هذا الأمر بالفعل، وهنا لا بد أن نأتي على ذكر العملية التي نفذها مؤخرا ضابطان في الشرطة الفلسطينية وهما محمود يوسف عابد من حلحول ومالك إبراهيم سالم من نابلس. من إطلاق نار وطعن في تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" والتي أسفرت عن مقتل جندي احتياط، والتي كانت دليل قاطع على أن السيادة للشعب الفلسطيني الصامد الذي لا تكسره أدوات الاحتلال القذرة.
وهذه ليست سوى البداية، فالقادم أقسى على عدو زاد علوه في الأرض وصدق أوهامه وخرافاته بأنه قوة لا تقهر.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة
- -الأسد الصاعد اليهودي- ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ل ...
- صواريخ الحاج قاسم تغير معادلة الحرب داخل حدود الاحتلال..الوع ...
- إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني
- -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟


المزيد.....




- جهاز تتبع وكمين مسلح.. تفاصيل إحباط مخطط مراهق واتهامه بحياز ...
- -خطاب انتحار-.. الداخلية المصرية تكشف تفاصيل عن وفاة برلماني ...
- ما الذي يُفاقم العواصف الرملية الخطيرة ويجعلها أكثر خطورة؟
- طهران تستبعد محادثات قريبة مع واشنطن.. وعراقجي يسخر من نتنيا ...
- بميزانية تصل إلى 64 مليار يورو بحلول 2027.. ماكرون يعلن مضاع ...
- إسرائيل: مستشار مقرب من نتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات ...
- الكاميرون ـ أقدم رئيس في العالم يرشح نفسه لولاية ثامنة
- احتفالات بالعيد الوطني الفرنسي.. متى تم إقرارها؟
- طهران غاضبة بعد قصف منشآتها النووية واغتيال علمائها النوويين ...
- الذكاء الاصطناعي يثير توترات في هيئة تحرير مجلة لوبوان


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين