بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة
(Badea Al-noaimy)
الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 18:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر عرب المليحات أحد العشائر البدوية الفلسطينية التي كانت تسكن منطقة الأغوار الفلسطينية، خاصة غور المليحة جنوب غرب أريحا، وفي محيط القدس قرب مناطق مثل النبي موسى والبحر الميت والعيزرية. اعتمدوا على الرعي والزراعة البسيطة، وقد تعرضوا للتهجير القسري على مدى العقود الماضية، وخاصة بعد ١٩٦٧.
واليوم يعيش المليحات تحت تهديد دائم بالتهجير القسري وهدم مساكنهم. فمنذ أسابيع وهذه العشيرة تواجه تصعيدا غير مسبوق من قبل المستوطنين المدعومين من عصابات جيش الاحتلال ضمن مشروع التوسع الاستيطاني الذي يتخذ شكل الهجوم الهادئ والمتكرر على الوجود الفلسطيني.
فمع حلول الأسبوع الأول من شهر يوليو/٢٠٢٥، شرعت نحو ١٤ عائلة من أصل ٨٥ بتفكيك خيامها ومغادرة أراضيها بعد ازدياد هجمات المستوطنين الذين أقاموا خياما وبؤرا عشوائية تبعد عشرات الأمتار فقط عن مساكن الأهالي.
وقدد أقدم المستوطنون في إحدى الحوادث على اقتحام منزل وسرقة أكثر من ٦٠ رأسا من الماشية بحماية عسكرية، بهدف تحويل حياة التجمعات البدوية الفلسطينية إلى معاناة يومية.
ويذكر أن منظمة البيدر لحقوق الإنسان التي تتابع ملف التجمعات البدوية في الضفة الغربية، قد وثقت ست بؤر استيطانية جديدة، أقيمت في نطاق التجمع خلال شهر واحد فقط.
كما سجلت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ٤١٥ اعتداء للمستوطنين في شهر مايو الفائت،ما بين اقتحام للقرى وقطع طرق وتخريب للمزروعات واعتداء جسدي في محاولة لإخضاع السكان وإجبارهم على الرحيل، تحت وطأة الخوف والعزلة الاقتصادية.
وبالنسبة لعرب المليحات، فقد تحولت الحياة اليومية إلى صراع مفتوح مع الاحتلال والمستوطنين، حيث منع السكان من الوصول إلى أراضيهم ومصادر مياههم. وذلك عن طريق تقطيع أوصال المنطقة بطرق عسكرية مغلقة ونقاط تفتيش غير نظامية.
والخطير فيما يحصل هو تحويل التهجير القسري إلى أمر واقع عبر أدوات استيطانية غير رسمية، بالتعاون مع عصابات الجيش ضمن مخطط مدروس لتفكيك التجمعات البدوية في الأغوار تمهيدا لتوسيع البؤر الاستيطانية وربطها بمستوطنات كبرى.
ورغم ما يحصل فالصوت الفلسطيني لعرب المليحات لا يزال يصرخ في وجه الصمت الدولي، الصوت الذي لن يخمد لشعب يطرد من أرضه عبر مخططات سياسية خبيثة تشرعن الاستيطان.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
Badea_Al-noaimy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟