أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القضية الفلسطينية














المزيد.....

من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القضية الفلسطينية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية عن جنود وضباط في جيش الاحتلال كشفوا عن مقاولين مدنيين يعملون مع جيش الاحتلال في غزة كمقاولين ويحصلون على آلاف الشواكل مقابل كل هدم منزل في غزة وأن كل دقيقة تمر دون تنفيذ هدم تعتبر "خسارة مالية".
كما كشفت الصحيفة بأن في جباليا الصورة أوضح من كل تقرير، فما يجري فيها هو تدمير ممنهج وتهجير قسري للمدنيين دون تمييز أو إنذار بل بشهية مقتوحة نحو الخراب.

ما جاء في التقرير يعكس أن هذه الحرب لم تعد حربا هدفها كما ادعت دولة الاحتلال ولا زالت "حرب دفاع عن النفس" ولا فعلا عسكريا، بل إنها باتت حربا من نوع آخر، إنها حرب "التجارة المربحة".
وكأننا أمام شركة مقاولات لا جيش، شركة هدم لا بناء، جنود يأمرون ومقاولون ينفذون.

ولا غرابة في الأمر، فهذا ديدن دولة الاحتلال منذ عام ٤٨، فمشروعها قام في الأصل على فكرة الإزاحة، على فكرة كيف نخرج الفلسطيني من المشهد؟ كيف نقتلعه من أرضه؟ بالسلاح، بالحصار؟ عن طريق إغراقه في اليأس؟. كل الوسائل استخدمت قبل عقود ولا زالت تستخدم إلى يومنا هذا. جرافات تهدم، وطائرات ومدافع تقصف، وحصار خانق، وعالم متفرج، وإعلام مشغول بتبرير ذلك كله.

إن ما يحصل في غزة لهو فضيحة أخلاقية كبرى، سقوط كامل للقيم والتشييع للضمير الإنساني إلى مثواه الأخير. فحين يرسلون المقاولين للتدمير بأجر لجعل غزة جحيما، لمحو المكان وطمس الذاكرة وبالتالي دفع أهلها للهجرة هي الفضيحة والوجه القبيح لاحتلال يجب اقتلاعه من جذوره.

أن تجعل للهدم سعر وللدقيقة ثمن، وللركام وظيفة وأن تتحول البيوت إلى صفقات فهي مصيبة كبرى، لأن هذا ما هو إلا مشروع تدمير شامل يحاول اقتلاع فكرة الشعب من جذورها لكيان قام في الأساس على الإقصاء.

فما يحصل في غزة لا ينفصل عن عقيدة "بتسلئيل سموتريتش" وغيره من المتطرفين وغير المتطرفين، فعندما يصرح "سموتريتش" مؤخرا بكل وقاحة قائلا "آن الأوان لتحرير الشرق الأوسط من كونه رهينة لما يسمى القضية الفلسطينية وقيادة مسارات سلام مبنية على الحقائق التاريخية والدينية" فهو إنما يعكس رؤية عنصرية تنكر الحق الفلسطيني، وتتعامل مع القضية على أنها "رهينة"، ما يعني تجاهلها كأبرز وأهم القضايا. وهذا التصريح يعبر أيضا عن نهج إقصائي يشرعن الاحتلال تحت غطاء ديني.
وما يسمى بدين اليهود يعطيهم حق التصرف بممتلكات الغير، من تخريبها وتدميرها إلى الاستيلاء عليها.

وما نشرته صحيفة "هآرتس"، من إرسال دولة الاحتلال لمقاولين للهدم، ما هو إلا عقيدة حث عليها كتبة "سفر التثنية" وغيرها من كتب التهريج الخاصة باليهود، ومما جاء في "التثنية" نذكر..

"حين يأتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها، ويمتلك شعوبا كثيرة من أمامك..سبع أمم أكثر وأعظم منك..تدمرهم تدميرا، ولا تقطع لهم عهدا".

فما يجري هو مشروع اقتلاع ممنهج تتوارى خلف أقنعة زائفة. فحين يتحول الهدم إلى وظيفة، يصبح الاحتلال أكثر عريا من أي وقت مضى. تكشفها صفقات مستمرة على حساب البشر والحجر. أما المدعو بالمجتمع الدولي فهو شريك في الجريمة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة
- -الأسد الصاعد اليهودي- ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ل ...
- صواريخ الحاج قاسم تغير معادلة الحرب داخل حدود الاحتلال..الوع ...
- إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني
- -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟
- رغم القهر.. العيد يولد في غزة..
- التجويع كسياسة..والكرامة كعقيدة..لن نرفع الراية البيضاء..
- *ما تعالجني يا دكتور*...حينما يصبح الوجع أكبر
- -مسيرة الأعلام-...طقوس رعب أم احتفال نصر؟
- مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانك ...
- الخبز الممنوع.. مصطفى صرخة لن تهدأ في زمن الخذلان


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القضية الفلسطينية