أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الجديدة بالإرادة والثبات














المزيد.....

كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الجديدة بالإرادة والثبات


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عملية مركبة مساء السابع من يوليو ٢٠٢٥، وجهت المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديدا كتائب القسام، ضربة قاسية لقوة راجلة من كتيبة "نتسح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال في منطقة بيت حانون شمال القطاع، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان بها، ما أسفر عن سقوط عدد منها ما بين قتيل وجريح. ولاحقا أثناء عملية الإخلاء من موقع الانفجار، تعرضت قوات الإنقاذ لإطلاق نار ما أسفر عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى وأصبحت عملية الإخلاء معقدة وطويلة، وتم استدعاء قوات إضافية.
حدث بيت حانون أضاف دليلا جديدا على تآكل قوة الردع الصهيونية برغم ما تمتلكه دولة الاحتلال من أسلحة متقدمة ودعم متواصل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب.

هذه العملية إنما تكشف عن تحول في فلسفة الاشتباك لدى المقاومة، التي باتت تعتمد في الأشهر الأخيرة على "الكمائن الصلبة" لا "الضربات السريعة والفرار".

وبحسب "قادة عسكريين كبار" في غزة فإن أكثر من ٧٠% من قتلى الجيش منذ استئناف العمليات في مارس ٢٠٢٥ سقطوا بفعل العبوات الناسفة. الرقم الذي يبلغ ٢٧من أصل ٣٨ قتيلا، يترك أثرا واضحا في فشل المنظومة الاستخباراتية والعملياتية في التعامل مع التهديد الأكثر إلحاحا على الأرض.

جيش الاحتلال، الذي شن حملة جوية مكثفة على بيت حانون خلال الأسابيع الماضية ضمن عمليات تهيئة قبل الهجوم البري، ظن أن هذه “التهيئة للأرض” كافية لبدء مناورة برية آمنة. إلا أن الواقع خالف التوقعات. العبوات كانت قد زُرعت بدقة لحظة مرور القوة، ما يعني إما خرقا أمنيا، أو تفوقا استخباراتيا لدى المقاومة. في الحالتين، النتيجة واحدة هي فشل ذريع في فرض السيطرة.

والأخطر، وبحسب جيش الاحتلال، أن مقاتلي القسام لم يفروا بعد تنفيذ الكمين كما كان معتادا، بل ظلوا في محيط الاشتباك واشتبكوا مع قوات الإخلاء، مدفوعين برغبة واضحة في تسجيل إنجازات نوعية، ليست عسكرية فقط، بل إعلامية أيضا. فقد أصبحت عمليات التصوير جزءا لا يتجزأ من معادلة الردع لدى القسام، حيث يُنتج المحتوى عالي الجودة وينشر لاحقا ليقلب السردية ويزرع الإرباك لدى الجمهور في دولة الاحتلال.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال أيضا جاء أن "بيت حانون نفسها تحولت إلى نموذج للفشل الاستراتيجي الإسرائيلي في التعامل مع الجغرافيا المتحركة للمقاومة. بيت حانون، الواقعة على بعد أقل من ٣ كيلومترات من "سديروت"، احتُلت مرارا وتكرارا خلال السنتين الماضيتين. ومع ذلك، في كل مرة ينسحب فيها الجيش، تعود حماس وتعيد تموضعها، مدعومة بشبكة أنفاق تحت الأرض، تسمح لها بنقل القوات والمعدات وتفادي نيران الاحتلال".

الرسالة التي بعثتها المقاومة الفلسطينية بما فيها كتائب القسام من بيت حانون واضحة ومباشرة، الردع للجيش الذي لا يقهر، انهار، والمعركة باتت تُخاض بقواعد جديدة تكتبها المقاومة، لا ما تسمى ب "المؤسسة العسكرية الصهيونية". وليس هناك ما يسمى بـ"منطقة مطهرة" في قطاع غزة، وليس هناك "احتلال آمن". وطالما بقيت الإرادة، بقيت المعركة.

وإذا كانت ما تسمى ب "النخبة السياسية الصهيونية" ما زالت تراهن على أن الزمن والتفوق التكنولوجي كفيلان بإنهاك المقاومة، فإن حادثة بيت حانون تنسف هذا الوهم بالكامل. فالمسألة باتت حرب إرادات متجددة، أثبتت فيها المقاومة أنها قادرة على امتصاص الضربات، وإعادة التموضع، والضرب في اللحظة التي يظن فيها العدو أنه انتصر.

حدث بيت حانون مساء أمس شكل رسالة واضحة بأن النصر لمن يستطيع الثبات في الميدان أطول، ويملك القدرة على الخروج مرارا وتكرارا من وسط الركام وأسفله...



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة
- -الأسد الصاعد اليهودي- ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ل ...
- صواريخ الحاج قاسم تغير معادلة الحرب داخل حدود الاحتلال..الوع ...
- إيران تكسر وهم الحصانة الصهيونية....الوعد الصادق٣...
- تفكيك المكان لا يُفكك الهوية..مخيم جنين لن ينحني
- -لافندر- و-أين أبي-.. أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟
- رغم القهر.. العيد يولد في غزة..


المزيد.....




- -لا تُنسى-.. سعد لمجرد يحتفي بأصداء حفله الجماهيري في المغرب ...
- بسبب الوضع في غزة.. مظاهرة في بروكسل للمطالبة بوقف اتفاقية ا ...
- طهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ ال ...
- فرنسا: بايرو.. إجراءات بالجملة لتقليص الدين
- السويداء: من يقف وراء الاشتباكات وماهي الأسباب؟
- بلجيكا: مدينة بروج تتخذ إجراءات لمواجهة ظاهرة -السياحة المفر ...
- خبيران: التطهير بالضفة يستدعي محاكمة سموتريتش كمجرم حرب
- القسام تعلن استهداف ناقلة جند من طراز -نمر- شمال خان يونس
- تركي آل الشيخ يكشف عن مفاجأة في موسم الرياض المقبل
- اشتباكات السويداء.. بيان رئاسي بمحاسبة -من يثبت تجاوزه مهما ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الجديدة بالإرادة والثبات