بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة
(Badea Al-noaimy)
الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 14:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك في غزة فقط تُصادر الحياة عن قصد.
ما نشره الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة على حسابه في منصة إكس بتاريخ ٢٣/يوليو/٢٠٢٥، شهادة في زمن اختفى فيه صوت العدالة وغادرت الأخلاق والإنسانية إلى غير رجعة.
فالقطاع بأكمله يواجه عدوا خطيرا ولا أخلاقي، امتدت يده منذ بداية الحرب وإلى اليوم إلى أدوات الحياة ذاتها، الأكسجين، الوقود، الطعام وحتى الماء.
فحين وصلت منظمة الصحة العالمية كما نقل الدكتور منير البرش، صباح ٢٣/يوليو، ومعها شحنة وقود لإنقاذ ما تبقى من حياة، كان رد هذا العدو هو "المنع"، هذا الرد الذي يهدف إلى خنق غزة حتى الموت.
وبالفعل فقد كانت نتيجة هذا "المنع" أن توقفت محطات الأكسجين وأغلقت العديد من مراكز العمل الطبي، ولم يبقى في خزانات الوقود ما يكفي لأكثر من يومين، وفي المقابل لم يتوقف تدفق الجرحى، حيث وصل في يوم واحد اكثر من ٦٠٠ مصاب دفعة واحدة، وسط قتال للكوادر الطبية دون أدنى المقومات.
ما يحصل في غزة، إنما هو حصار يلتهم الحياة ويجتثها من جذورها، فمن لم تنهي حياته القنابل، يقتله الجوع وتفتك به الأمراض. تحول مرعب في أعداد الشهداء، فبحسب ما نشره الدكتور منير، بعد أن كان معدل الذين يصلون جراء المجاعة شهيدا أو اثنين، أصبح ما بين ١٥ـ٢٠.
أعداد مرعبة بالفعل، تتصاعد كلما تصاعدت درجات العجز العالمي، والأخيرة في تصاعد مخيف للأسف. هذا العجز الذي يساهم في إذكاء نار هذه المجاعة التي يفرضها عدو لا يشبع من القتل ولا من شرب الدم الفلسطيني.
واليوم كما جاء في منشور الدكتور منير، التقارير الدولية تصنف المرحلة الحالية بالمرحلة الخامسة من المجاعة، مرحلة الموت الجماعي.
وقد وصفها القرآن الكريم بأربع مراحل، الخصاصة ثم الجوع فالمخمصة وأخيرا المسبغة. مراحل يعيشها اليوم أهلنا في غزة جميعهم دون استثناء.
توصيفات حقيقية لمأساة، حتى الكلمات لم تعد قادرة على احتوائها. مأساة كشفت انعدام القيم للمدعو النظام الدولي، حين أثبتت أن الإنسانية لديه ليست أكثر من شيء انتقائي.
وقد ختم الدكتور منير منشوره بقوله *أقول هذا ليس من باب الترف، بل لأخاطب المسلمين عسى أن يتحركوا*.
إن هذا النداء الذي أطلقه الدكتور البرش هو صوت الحقيقة الأخير لمن أراد أن يسمع قبل إغلاق الباب بشكل نهائي، هو صوت لليقظة لمن بقي لدية ذرة ضمير أو قدر من المسؤولية.وتلبية النداء اليوم ليس دعما اختياريا بل فريضة شرعية لمنع هذا الموت الجماعي تنفيذا لأمر الله.
فمتى يتحرك العالم الإسلامي؟؟؟؟
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
Badea_Al-noaimy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟