أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الروايات














المزيد.....

من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الروايات


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من "الثورة" إلى "الإرهاب"..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الروايات.


في كتابه سلام بيغن/قصة الأرغون الصادر عن دار الشجرة للنشر والتوزيع/دمشق، يطرح "مناحيم بيغن" زعيم منظمة "الأرغون الصهيونية الإرهابية" وأحد مؤسسي دولة الاحتلال، سؤالا فلسفيا يحاول من خلاله التوفيق بين الأحداث التاريخية وصانعيها. ويتمثل السؤال ب "هل الرجال هم من يصنعون الأحداث، أم أن الأحداث تصنع الرجال؟". لكنه ما يلبث أن يقر بأن الفكرة، حين تتجسد، تخلق الرجال الذين يحملونها إلى نهاياتها، ويضيف بثقة "إذا قبض علينا أو أسرنا أو قتلنا... فإن آخرين سيأخذون مكاننا ويحاربون النظام حتى يهزم". ويفصد هنا بالنظام، الاستعمار البريطاني، الذي سار مع الحركة الصهيونية جنبا لجنب في مراحلها جميعا إلى يوم قيام دولة الاحتلال، إلا أنه لم يكن بالنسبة ل "بيغن" سوى عقبة في طريق مشروعه الاستيطاني.

وإن ما يثير الدهشة لا يكمن فقط في التوصيف الذي منحه "بيغن" ل "الارغون"، تلك المنظمة التي ارتكبت مذبحة دير ياسين والطنطوره وغيرها من المذابح، باعتبارها طليعة "ثورة"، ولكنه التواطؤ العالمي الذي شرعن لهذا المشروع اللاشرعي ومنح قياداته غطاء سياسيا وقانونيا، كان من نتيجته إقامة دولة على أنقاض شعب بأكمله.
هذا الشعب، الذي كان ضحية لما أطلق عليه "بيغن" ثورة" يُطلب منه اليوم أن يتخلى عن سلاحه، وأن يرضخ للاحتلال الذي لم يعترف يوما بحقه في الأرض.

فحين يُطلب من فصائل المقاومة في غزة تسليم سلاحها، فإن الذي يجري هنا هو نزع آخر أدوات المقاومة في وجه دولة إحلالية فاشية، تمارس الحصار والتجويع والإبادة وتفرض العقوبات الجماعية على أكثر من مليوني صاحب حق.
يُطلب من هذا الصاحب، الذي ما زال يعيش تحت وطأة تهجير تاريخي لم يُعترف به، أن يتخلى عن مقاومته، بينما يُحتفى ب "مناحيم بيغن" في الذاكرة الغربية ك "رجل سلام"، ويتسلم جائزة نوبل بعد مجازر يندى لها جبين الإنسانية.

والمفارقة هنا تكمن في النظام العالمي نفسه، الذي ينظر إلى الفعل الفلسطيني المقاوم كشكل من "الإرهاب"، بينما إلى دموية الاحتلال كدفاع عن "الأمن القومي".
وإذا كان "بيغن"، الذي لم يكن يملك "شبرا في فلسطين"، يعتقد أن فكرته "تخلق الرجال الذين يجعلونها تثمر"، فإن الفلسطيني الذي لا يملك وطنا آخر، ليس فقط حاملا لفكرة، بل ساعيا لاسترداد أرض تضرب جذوره فيها لآلاف السنين.

ومن هنا فإن ما ينتظره العالم من غزة إنما هو استسلاما للرواية الصهيونية. تسوية تقوم على إلغاء جوهر النكبة، وتطبيع تاريخ مزوّر، وتجريد الفلسطيني من حقه في مقاومة مشروعة كفلها ما يسمى ب "القانون الدولي" لكافة الشعوب إلا للفلسطيني، لكنه لن يُسلّم ولو اجتمع العالم كله ضده.

وأخيرا فإن كان "بيغن" الإرهابي كتب كلماته من قبو سري، فإن غزة اليوم تكتب خطابها تحت القصف والحصار، وأن من يقاوم اليوم، إن سقط، سيحمل رايته من يأتي بعده، وهذه حقيقة تاريخية يعرفها كل من قرأ جيدا ما كتبه بيغن نفسه.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..


المزيد.....




- يستمتعان بأشعة الشمس معًا.. تعرفوا على الرجل الذي يسبح مع تم ...
- تقرير يكشف ما تفعله إسرائيل بمدارس تستخدم ملاجئا والجيش يرد ...
- كيف لعب الحظ دوراً في نجاة مدينة من القنبلة الذرية مرتين؟
- التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي ...
- خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدني
- عراقجي يُعلّق على قرار الحكومة اللبنانية بشأن السلاح: أُعيد ...
- التهميش المجتمعي
- عُمان .. تسلق الجبال هواية أم تهور؟
- إسرائيل تصادق على مخططات لإنشاء ثلاثة مستوطنات جديدة في الضف ...
- ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الروايات