أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته














المزيد.....

من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتصويت ٧١ عضوا مقابل ١٣ في "الكنيست الصهيوني"، تم مؤخرا، تمرير مشروع قانون ما يسمى ب "فرض السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، فيما يعرف في الخطاب الصهيوني ب "يهودا والسامرة". في خطوة نستطيع أن نقول أنها إعلان سياسي عن مرحلة جديدة من المشروع الاستيطاني تتضمن الانتقال من السيطرة الفعلية إلى ما يسمى ظلما ب "الضم القانوني". وهي خطوة تنسف كل ما تبقى من وهم "الحل السياسي"، وتؤكد أن دولة الاحتلال باتت تمارس مخططاتها الشيطانية في العلن دون خوف.

في تعليقه على التصويت، قال "وزير الأمن القومي" اليميني المتطرف "إيتمار بن غفير" "كل شيء لنا، نحن أصحاب البيت".

تصريح "بن غفير" استعلائي قائم على إنكار وجود الآخر ونزع شرعيته التاريخية والإنسانية، غير ان المفارقة الأكثر سخرية أن قائل العبارة ليس صاحب بيت، بل قادم من شتات الأرض وليس له حق في شبر واحد في البيت الذي يدعي أحقيته، نشأ في ظل أيديولوجيا دينية وقومية متطرفة، تبني هويتها على طرد الأصلاني وتفكيك جغرافيته.

التصويت الآنف الذكر جاء تتويجا لسنوات طويلة من التفريغ الممنهج للضفة الغربية من مضمونها الفلسطيني، الاستيطان الذي تضاعف بعد اتفاق أوسلو من الحواجز إلى جدار الفصل العنصري وتقسيم المناطق، إلى السيطرة الأمنية على نحو ٦٠% من الأرض، وتشريع المستوطنات بأثر رجعي، كل ذلك مهد لقرار التصويت الذي يكتسب خطورته من غياب أي رادع دولي، بل والأنكى، تواطؤ خفي من بعض تلك الأطراف التي لا تزال تكرر جملة "حل الدولتين" كشعار أجوف.

وحيث أن الضفة الغربية هي القلب الجغرافي والديمغرافي لأي دولة فلسطينية، فإن ضمها يعني شطب إمكانية إقامة تلك الدولة، وتحويل الفلسطينيين إلى رعايا في كيان لا يعترف بهم كمواطنين، بل يعتبرهم عقبة ديمغرافية أمام إقامة الدولة اليهودية النقية" التي لطالما حلم صهاينة الشتات بإقامتها.

مقولة "بن غفير" والتي إنما حملت خطابا أيديولوجيا "دينيا" متطرفا،يحظى في دولة الاحتلال بشرعية سياسية واسعة، ويمثل تيارا يزداد قوة داخل المؤسسة الحاكمة، ويؤمن بأن قرار الضم هو "استرداد إلهي" لأرض هي في الأصل من حق اليهود على حد زعمهم.

وهنا يجب التذكير مع علمنا أنه دون فائدة، أن الضفة الغربية ليست "أرضا متنازعا عليها " كما تدعي دولة الاحتلال، بل أراض محتلة وفقا لقرار "مجلس الأمن ٢٤٢" . كما أن كل محاولات تغيير الوضع القانوني أو فرض سيادة فعلية عليها، ما هي إلا انتهاكا صريحا لما يسمى ب "اتفاقيات جنيف الرابعة"، والتي تمنع القوة المحتلة من نقل سكانها إلى الأراضي المحتلة أو تغيير طابعها. غير أن الاتفاقيات والقوانين تسقط دائما عند أقدام الصهيوني المعتدي المحتل.

إن تمرير قرار الضم، وقبله قانون القومية، وما يصاحبهما من تصريحات مثل "كل شيء لنا"، لا يعني إلا شيء واحد هو أن الدولة الزائلة لا ترى في الفلسطيني سوى فائض سكاني على أرض تُعتبر من وجهة نظرها الإحلالية "ميراث توراتي" لا يقبل القسمة.

ولكن تبقى الحقيقة واضحة مثل عين الشمس التي لا يغطيها غربال، وهي أن من جاء بالأمس من الشتات، واستوطن بقرار استعماري، لا يحق له أن يدعي "ملكية البيت" وينفي ساكنه الشرعي. لأن الأرض تتمسك بأبنائها الشرعيين وتلفظ الدخلاء اللقطاء. والمشروع الاستيطاني، مهما بلغ من تشريع وقوة، سيظل مرفوضا من ذاكرة هذه الأرض وأبنائها.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟
- الشجرة..ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت..
- صناع الموت تحت النار..إيران تستهدف مركز الإبادة الرقمية في ب ...
- -سوروكا- يتصدع...ومستشفيات غزة تُمحى
- مصائد الموت في غزة..طوابير الجوع... طوابير الشهادة


المزيد.....




- ما هي الخيارات البديلة لإرجاع الرهائن وإنهاء حكم حماس والتي ...
- اجتماع اسطنبول: إيران تحث الترويكا الأوروبية على عدم تفعيل - ...
- لا يريدون التوصل لاتفاق-.. شاهد ما قاله ترامب عن حركة حماس أ ...
- بيان سوري-أميركي-فرنسي: اتفاق على عقد مشاورات بين دمشق و-قسد ...
- فرنسا تدق ناقوس الخطر.. أول عجز سكاني في البلاد منذ 80 عاماً ...
- ترحيب عربي وتنديد أمريكي باعتراف فرنسا بـ -دولة فلسطين-، و10 ...
- هل تؤثر أحداث السويداء على مسار رفع العقوبات الأمريكية عن سو ...
- طهران بعد اللقاء مع الترويكا الأوروبية: المحادثات كانت -جادة ...
- -اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية-.. هل فقدت طهران السيطرة أمام ...
- ألمانيا -لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمد القريب-


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته