أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ














المزيد.....

غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت حكومة الاحتلال مساء أمس السابع من أغسطس/٢٠٢٥ بقيادة "بنيامين نتنياهو"، بمصادقة من "الكابينت"، عن خطة جديدة لاحتلال مدينة غزة بالكامل ضمن حملة عسكرية موسعة، على أن يتم تسليم إدارتها لاحقا إلى "قوات عربية معتدلة" لا تهدد الكيان المحتل.
هذا القرار الذي يأتي بعد ما يزيد عن٦٦٠ يوم من حرب الإبادة والتجويع على غزة إنما يعبّر عن مأزق سياسي وعسكري غير مسبوق. ففي حين تصوّره حكومة الاحتلال كخطوة استراتيجية لحسم الصراع، تتصاعد التحذيرات من كبار القادة العسكريين الصهاينة السابقين والحاليين، الذين يرونه فشلا سيودي بحياة الرهائن المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية ويغرق دولة الاحتلال في مستنقع لا يمكن الخروج منه.

رئيس أركان الجيش الجنرال "إيـال زامير" عارض الخطة علنا، محذرا من أنها "قد تعرض حياة الرهائن للخطر وتدخِل الجيش في حرب استنزاف طويلة، في وقت يعاني فيه هذا الجيش من الإرهاق ونقص الجاهزية". وأكد أن "اقتحام القطاع المكتظ والذي ما زالت حركة حماس متجذرة في أنفاقه وأحيائه، لن يؤدي إلى نصر حاسم، بل إلى مزيد من الفوضى والضحايا".
وليس "زامير" وحده من حذر من ذلك، فشخصيات أمنية تسمى بالرفيعة في دولة الاحتلال ،مثل "إيهود باراك" وغيره، تحدثوا عن أن دولتهم "تقف على حافة الهزيمة"، معتبرين أن "استمرار الحملة العسكرية بهذا الشكل لا علاقة له بما يسمى ب "أمن الدولة"، إنما هو نتاج لتمسك "نتنياهو" بالسلطة على حساب الجنود والرهائن".

والتاريخ يذكر أن تجربة دولة الاحتلال السابقة قبل ٢٠٠٥ كانت سيئة في غزة، وتجربة الاحتلال الأمريكي في العراق كذلك، والاتحاد السوفييتي في أفغانستان، كلّها تؤكد أن الاحتلال الكامل لأرض من قبل قوات معتدية سيؤدي حتما إلى مقاومة طويلة الأمد، وخاصة إذا كان السكان يرون في وجود المحتل سببا رئيسا لمأساتهم وأهل غزة اليوم لا يرون سوى ذلك ويقفون خلف مقاومتهم بصمود.

أما فكرة تسليم غزة لقوات عربية تسميها دولة الاحتلال ب "المعتدلة"، فهي ليست سوى وهم من أوهامها الفاشلة الكثيرة. فمن هي هذه القوى؟ من يضمن أمنها؟ من يمنع أن ينظر إليها كواجهة للاحتلال؟ حتى الأنظمة العربية المطبعة لن تجرؤ على إرسال جيوشها إلى غزة تحت غطاء الاحتلال، خشية أن تكون هذه الخطوة هي القشة التي ستقصم ظهر البعير.

وأما عن مصير الرهائن اليهود والذي كان هدفا أساسيا لدى "نتنياهو" عندما أعلن الحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر فإنه سيكون بسبب خطة الاحتلال التي صادق عليها ليلة أمس على المحك، إذ أن أي تحرك عسكري في عمق غزة، حيث يشتبه بوجودهم، سيعرضهم لنيران جيشهم نفسه، ما يثبت أنهم آخر هم "نتنياهو".

وبحسب تصريحات الجنرال المتقاعد "غادي أيزنكوت"، فإن "الرهان على تحرير الرهائن عبر القتال هو "وهم خطير"، وأي تأخير في التوصل إلى صفقة تبادل يعني المزيد من التعقيد وربما فقدانهم إلى الأبد".

أما بالنسبة للوضع الإنساني في غزة والذي لا يعني "نتنياهو" وزبانيته فإنه لا يحتمل مزيدا من التصعيد. فأهل غزة محاصرون، مجوعون يقتلون على مدار الأربع والعشرين ساعة ، والآن، تهديد بجولة جديدة من الاحتلال، وذلك كله كفيل بأن يغرق المنطقة في كارثة إنسانية وسياسية أكبر، ويزيد من عزلة دولة المسخ دوليا.

إن القرار الجديد ما هو إلا محاولة يائسة لصناعة "نصر وهمي" أمام جمهور داخلي غاضب وانقسام سياسي متصاعد، ثمنه المزيد من القتل بين صفوف الجنود الصهاينة وهذا ما نتمناه إذا نُفذت خطة الاحتلال، بالإضافة إلى المزيد من الكوارث التي نسأل الله أن يجنبها للقطاع، وكلها أثمان إقليمية ودولية لا يمكن لدولة الاحتلال تحملها طويلا.
ونعود للقول بأن الرهان على أي احتلال أثبت فشله تاريخيا، وغزة ستكون النموذج الأوضح، والنصر للمقاومة بإذن الله تعالى وأهلها الصابرين.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية
- وحدة -الاستجابة الأولى-..شرعنة الاستيطان وإرهاب الفلسطينيين
- كمين بيت حانون..المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة الاشتباك الج ...
- جنود العدو ..ما بين الكوابيس والوصايا
- عرب المليحات بين فكي التهجير والاستيطان وصمود في وجه الاقتلا ...
- مجزرة بالتقسيط..برعاية الاحتلال وتواطؤ الأنظمة..
- المخدرات في الطحين.. مؤامرة خبيثة لكسر صمود غزة
- من ذريعة الأمن إلى الإقصاء.. الهدم الممنهج كأداة لتصفية القض ...
- الدم الفلسطيني بين مشروع الإبادة وصفقات الاستقرار الزائف..مج ...
- من النكبة إلى قرية مالك..سياسة ثابتة بوجه متغير
- بين وهم النصر وحقيقة الهزيمة..بن غفير يلوح بفتح أبواب الجحيم
- ما بعد التصعيد..هل يلتزم الجميع أم يشعل الاحتلال الجولة القا ...
- حرب بقرار فردي...هل يجر -ترامب- العالم نحو الهاوية؟


المزيد.....




- بلجيكا تستدعي السفير الإسرائيلي لديها على خلفية -خطة غزة-.. ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: تم الصراخ على رئيس الأركان خلال اجتماع ...
- إدانات أممية وأوروبية لخطة إسرائيل السيطرة على مدينة غزة ودع ...
- مخصص لكشف الأهداف الجوية.. الجيش الروسي يدمر رادارًا إسرائيل ...
- إسرائيل تقرّ خطة -للسيطرة- على مدينة غزة
- قانون دوبلوم: المجلس الدستوري يحظر إعادة إدخال المبيدات المح ...
- الكونغو الديمقراطية تغازل رجال النفط بتكساس لتطوير قطاع الطا ...
- سرايا القدس تقصف حشودا للاحتلال جنوبي غزة
- تقرير -مقلق- للكنيست عن تراجع في عودة الإسرائيليين
- -ادفع لتصبح محمد صلاح-.. هكذا يتلاعب السماسرة بأحلام ملايين ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ