أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض














المزيد.....

الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قيامها، بنت دولة الاحتلال أدواتها السياسية والأمنية على مبدأ تصفية كل من تشعر بأنه يشكل حجر عثرة في طريقها، منذ اغتيال الوسيط الأممي الكونت "برنادوت" في القدس عام ١٩٤٨، مرورا بمطاردة منفذي عملية ميونيخ في أوروبا، فاغتيال الشهيد اسماعيل هنيه في طهران العام الماضي، وصولا إلى التاسع من سبتمبر/٢٠٢٥، حيث سجلت دولة الاحتلال فصلا جديدا في تاريخها الدموي الطويل حين استهدفت اجتماعا عالي المستوى لقيادات من حركة حماس في الدوحة عاصمة قطر.

لكن الضربة التي نفذتها طائرات لا نعلم إن كانت خرجت من مطاراتها ثم مرت بمجالات جوية لدول مجاورة لها أو أنها طائرات أمريكية انطلقت من القاعدة الجوية الأمريكية "العديد" في قطر، خيبت ظن "نتنياهو" و "ترامب" لأنها لم تسفر عن تصفية القادة المستهدفين، لكنها أصابت الدائرة المحيطة بهم.

و"تل أبيب" التي ركلت ما يسمى بمبدأ "حرمة أراضي الوسطاء"، حينما ضربت في عاصمة يفترض أنها أرض محايدة في النزاع، أرادت إيصال رسائل إلى الإقليم بأكمله، بدليل ما صرح به رئيس "الكنيست عن العدوان" حيث قال
" هذه رسالة للشرق الأوسط بأسره ".

غير أنها ليست المرة الأولى التي تخرق فيها دولة الاحتلال "حرمة الأراضي والعواصم". ففي بيروت، اغتيل عباس الموسوي وعماد مغنية. وفي دمشق، استهدفت عشرات الشخصيات. وفي تونس، اغتالت خليل الوزير (أبو جهاد) عام ١٩٨٨، في عملية إنزال بحري وجوي على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها. وفي كل مرة تكون الدروس واضحة، فبالنسبة ل "تل أبيب"، لا توجد مسافة آمنة بين الهدف الذي تحدده والصاروخ، ما دامت هناك ولايات متحدة أمريكية تعطيها الضوء الأخضر وتوفر لها الأغطية والذرائع والدعم، بل والمشاركة الفعالة.

ولكن هذه العملية تختلف من حيث التوقيت والسياق. فنحن لا نتحدث هنا عن هدف عسكري على جبهة مفتوحة، بل عن مجموعة قيادات سياسية تجتمع تحت مظلة تفاوضية، في عاصمة حليفة لأمريكا والغرب، وعلى أرضها تتواجد أكبر قاعدة أميركية في المنطقة. وهذا إن عنى شيئا فإنما يعني أن الضربة بالإضافة إلى استهداف القادة فقد استهدفت فكرة التفاوض نفسها، كما استهدفت أي مسار سياسي لا يشرف عليه ميزان الردع الصهيوني.

والضربة وإن فشلت في تصفية القادة الأساسيين في الحركة، لكنها أثبتت أن دولة الاحتلال مستعدة لتقويض أي مسار تفاوضي لا يرضخ لشروطها هي، وعلى كل الأحوال فالحقيقة واضحة وما عادت تخفى على أحد وهي أن "نتنياهو" لا يريد إنهاء هذه الحرب، يدعمه "ترامب" الذي يظن نفسه في لعبة إلكترونية وضع لها عنوان "أنا قائد العالم المطلق ضد الشر". أو ربما تخيل نفسه بطل فيلم "حرب النجوم" وأنه يسيطر على العالم فيدمر ويقتل كما يشاء.

ولن نتسائل عن مشروعية الضربة، ولا عن تبعاتها، ولا عن تورط دولة الاحتلال في عمل عسكري مباشر على أرض دولة ذات سيادة في قلب الخليج؟ ولا كيف يستهدف التفاوض، وما الذي بقي من مفهومه إذا كانت الطائرات هي السباقة في هذا المضمار؟ ولن نسأل أيضا عن الثروة التي نهبها "ترامب" من دول الخليج في زيارته الأخيرة لها، لأن الإجابات على هذه التساؤلات معروفة. ولكن التساؤل الأهم هو أين نحن ،شعوب المنطقة؟ فالصمت بات مخزيا ووصل حد الشراكة في التواطؤ؟ نعم نحن مشتركون للأسف في هذا العار الذي وصل حده وأغرقنا في أتونه.أما اغتيال الشخصيات فهو لم يغير مجرى التاريخ يوما، وخاصة الفلسطيني.
فعندما خيل ل "شارون" أن اغتيال الشيخ أحمد ياسين سيلجم حماس، خرجت الحركة من قلب الرماد أكثر تنظيما وبأسا. واليوم، قد تتصور دولة الظلم، أن قصف القيادات في الدوحة سينهي التفاوض لصالحها بإخضاع الحركة دون أن تدرك أنه قد يقويها ويزيد من بأس المقاومة في الميدان، حتى تغرق الجيش الشاذ في أوحال غزة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية
- *عصا موسى* مقابل -جدعون ٢
- الشيخ رضوان يشهد ليلة دموية وسط صمت العالم
- ثلاثية أمنية في الزيتون والصبرة وخان يونس...جيش الاحتلال ومأ ...
- مستشفى ناصر يُقصف… والعرب في سبات عميق
- من التحذير إلى الاعتراف.. ماذا بعد إعلان المجاعة في غزة؟
- قراءة في عملية -جدعون٢
- رؤية يمينية متطرفة..-E1- كأداة لتثبيت واقع استيطاني لا رجعة ...
- اغتيال الحقيقة..أنس الشريف وشهداء الكلمة في غزة
- إنها -حرب دينية-..قالها -آريه إلداد-
- غزة لا تُحتل مرتين..التاريخ يُعيد دروسه لمن لا يقرأ
- من -الثورة- إلى -الإرهاب-..كيف يُزوَّر التاريخ وتُقلب الرواي ...
- زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا
- عسقلان موعدنا..والأكلة على القصعة
- من سرق البيت لا يحق له ادعاء ملكيته
- غزة بين فصول المجاعة وأبواب الموت الجماعي
- يحيى لم يمت وحده..هذا العالم كله يحتضر
- غزة ومعضلة الاحتلال..من نصر ١٩٦٧ إلى مأز ...
- -المدينة الإنسانية-.. سجن جماعي بمباركة دولية


المزيد.....




- -فقط 100 شخص بالعالم قادرون على دفع ثمنه-.. أمريكا تصادر يخت ...
- فيديو منسوب لـ-تهديد محمد بن سلمان برد عسكري- بعد هجوم الدوح ...
- محلل يقارن استهداف إسرائيل لحماس بالدوحة باغتيال هنية في طهر ...
- ضربة قطر وفرضية -استحالة- دخول أجواء الدوحة دون رصدها برادار ...
- قبل ضربة قطر.. مصدر لـCNN: حماس كانت على وشك الرد على مقترح ...
- أول زعيم عربي يصل قطر بعد الضربة الإسرائيلية في الدوحة.. وال ...
- كيف تبدو المشاركة الخليجية في قافلة الصمود العالمية؟
- هل ما زلنا بحاجة إلى درس في التخريب؟
- فرنسا: -تعيين صديق ماكرون يصب مزيدا من الزيت على نار الشارع ...
- تحرك اجتماعي وغضب شعبي في فرنسا والسلطات تعلن توقيف نحو 200 ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض