بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة
(Badea Al-noaimy)
الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القناة "١٤" تحرض..إعدام أو رصاصة
من المعروف أن تاريخ الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حافل بالانتهاكات الجسيمة منذ ١٩٤٨، حيث اعتقل مئات الآلاف من الفلسطينيين، رجالا ونساء وأطفالا ومورست بحقهم مئات الأساليب الوحشية من التعذيب الجسدي والنفسي من قبل ما تسمى سلطات الاحتلال خلال التحقيق، شملت الضرب، الشبح، الحرمان من النوم، والعزل الانفرادي وأساليب أخرى أقل ما يمكن وصفها بالسادية. وعادة ما يتم احتجاز العديد من الأسرى إداريا دون تهم أو محاكمات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. يتعرضون خلاله للإهمال الطبي المتعمد، ما أدى إلى استشهاد الكثير منهم داخل السجون.
ولم يعد سرا أن هذه الاعتقالات باتت تستخدم كوسيلة لقمع المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
واليوم وبعد عملية تبادل الأسرى الأخيرة والتي كانت ضمن ما تسمى ب "خطة ترامب للسلام"، بين حركة المقاومة الإسلامية حماس ودولة الاحتلال، يطالعنا خبر على القناة "١٤" العبرية تحرض فيه على الأسرى الذين أفرج عنهم إلى الضفة الغربية، والقدس بشكل خاص ، ويتحدثون في استوديوهات القناة التحليلية عن خيارين، تطبيق قانون حكم الإعدام على الأسرى الفلسطينيين بالتالي لن تكون حاجة لملئ المعتقلات الإسرائيلية بالأسرى. أو القيام بالتخلص منهم برصاصة في الرأس، فهم لن يتحولوا لمزارعين أو للعمل في جمعيات خيرية، "بل سيبقون مخربين أيديولوجيين".
فهل نسي الاحتلال بأنه احتلال؟ وهل نسي بأنه في حد ذاته فعل غير مشروع، هؤلاء الأسرى إنما يدافعون عن أرضهم، والمدافع عن أرضه له الحق في مقاومة هذا الاحتلال وفق المدعو "القانون الدولي"؟. بل إن المحتل البغيض لا يمتلك شرعية أخلاقية أو قانونية لمحاسبته، ناهيك عن التحريض والمطالبة بإعدامه بلصق تهمة الإرهاب والتخريب به لتبرير قمعه له. فأين "ترامب" و "سلامه" المزعوم؟؟
وفي خضم هذا التناقض الفاضح بين المعتدي وصاحب الحق، تتجلى الحقيقة الساطعة التي يحاول المعتدي طمسها وهي أن معاناة الأسرى الفلسطينيين تبقى المرآة الصافية للصراع الأعمق بين مشروع تحرري يسعى إلى الكرامة والسيادة، ومنظومة استعمارية تسعى إلى الإخضاع والطمس. وإن أسرانا الأبطال ، بأجسادهم المنهكة وإرادتهم الصلبة، استطاعوا فضح زيف "الديمقراطية" التي يتغنى بها الاحتلال الصهيوني، كما وأكدوا أن الكفاح المسلح ومقاومة هذا المحتل لاستعادة الحق هو قمة البطولة والبسالة وحب الأرض والتمسك بها حتى النهاية. ومع كل أسير يتحرر ويكسر قيده، يعاد تصحيح النظرية، أن الاحتلال زائل، وأن الحق قادم لا محالة.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
Badea_Al-noaimy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟