أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - شكرا -عيران-














المزيد.....

شكرا -عيران-


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت منظمة "عيران" قبل أيام في خبر نقلته القناة العبرية"١٣" عن عدد مكالمات الاستغاثة التي تلقتها المنظمة منذ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ ، حيث تجاوزت ال ٦٣٧ ألف اتصال استغاثة تم توثيقه فقط خلال عام واحد، وأشارت أن مكالمات مثل هذا النوع في ارتفاع غير مسبوق يعكس مدى التدهور في البنية النفسية والاجتماعية داخل المجتمع الصهيوني، بسبب الحرب.

كنا نقلت القناة بيانات عن نفس المنظمة عن زيادة بمقدار ٢,٥ ضعف في شعور الوحدة بين الجمهور،وهو مؤشر دقيق على تفكك داخلي آخذ بالتصاعد في دولة طالما تفاخر قادتها بصلابة الجبهة الداخلية. لكن هذا الانكشاف النفسي الجماعي هو نتاج السياق السياسي الذي قاد إلى هذا الانهيار. فالحرب التي اندلعت على خلفية أزمة سياسية داخلية غير مسبوقة، عمقتها حكومة يمينية متطرفة، أنتجت حالة من فقدان الثقة بالقيادة، وزعزعت الركائز التقليدية للأمان الشخصي والجماعي لدى جمهور الشتات.

والأخطر من الأرقام هو ما كشفته نوعية المكالمات التي وردت للمنظمة، فقد كان نصفها تقريبا بحسب الخبر، يتناول القلق، الصدمة، والفقدان، وهو رقم قياسي منذ تأسيس المنظمة. ما يشير إلى انهيار مفهوم "الدولة الحامية"، وهو من المبادئ المؤسسة للصهيونية السياسية. في اللحظة التي يجد فيها المستوطن في دولة الاحتلال نفسه بلا أمان لا في الملاجئ ولا في الحلبة السياسية ولا حتى في نسيج المجتمع، تبدأ عملية تقويض خطيرة للهوية الجمعية. ولو أن عملية السابع من أكتوبر لم تفعل غير هذا، لكفى.

كما صرح المدير العام لمنظمة "عيران" حتى في السنوات القادمة سيواصل المجتمع الإسرائيلي دفع ثمن نفسي باهظ".
وبناء على ذلك فإن المعادلة باتت مرتبطة بقدرة النظام السياسي والاجتماعي على الصمود أمام نتائج قراراته. والقرار السياسي في دولة الاحتلال اليوم، المستند إلى ائتلاف هش ومتطرف، يراكم الخوف لدى جمهوره وفقدان الأمان، وهذا طبيعي بالنسبة لشعوب جاءت من أقاصي الأرض وأصبحت أسيادا وملاكا في أرض لا يملكون فيها شبرا واحدا. لذلك فأنا أقوم باستبدال كلمة مواطن بمستوطن لأن الأول من مكونات الدولة الشرعية فقط، ودولة الاحتلال التي قامت على حساب شعب أصيل هي دولة غير شرعية ولن تكون كذلك يوما.

أما هذا الانكشاف الجماعي الذي أفرزته عملية السابع من أكتوبر المباركة فهو يمتد ليطال ما تسمى ب "النخبة السياسية" نفسها، والتي باتت تواجه أزمة شرعية حقيقية في إدارة شؤون الدولة الدخيلة وقت الأزمات. فحين تتحول الجمعيات غير الحكومية إلى خط الدفاع الأول عن صحة المستوطنين النفسية، فإن ذلك يفضح غياب استراتيجية حقيقية لإدارة المجتمع في أوقات الحرب.

والمجتمع الصهيوني، الذي طالما تباهى بـ"جبهته الداخلية الموحدة"، يواجه اليوم انقساما نفسيا قبل أن يكون سياسيا. فالأزمة التي تكشفها أرقام منظمة "عيران" ما هي في الحقيقة إلا نقطة تحول قد تعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين المستوطن ودولته التي كان يتبجح بها. إنها أزمة ثقة شاملة، يتصاعد فيها ما يسمى ب "الخطاب القومي" ويغيب فيه الأفق السياسي.

فالقلق والخوف والصدمة لم تنتج من فراغ أو من الصواريخ وغيرها ولكنها نتجت عن شعور عميق بأن الدولة لم تعد قادرة على حمايتهم، أو أسوأ من ذلك هي لم تعد راغبة بذلك في ظل انشغالها بإعادة تشكيل نفسها على أسس أيديولوجية متطرفة.

إن المعركة داخل دولة الاحتلال اليوم وبعد السابع من أكتوبر تحديدا، باتت في جوهرها معركة تسعى للحفاظ على تماسك مجتمع الشتات، واستعادة الثقة المفقودة بين المستوطنين ومؤسساتهم.
فشكرا "عيران" على الأرقام والبيانات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على اقتراب زوال هذا الكيان الذي ظن يوم قيامه بأنه أسس لدولة راسخة غير قابلة للانهيار...



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة
- الصليبيون الجدد في غزة برعاية أمريكية
- كي الوعي والقصف المتعمد..الأبراج في غزة
- الضربة في الدوحة..صاروخ صهيوأمريكي على طاولة التفاوض
- صواعق كهربائية مطورة ورصاص مطاطي في سجون الاحتلال
- لا مجاعة في غزة..-غوغل و-إكس- في خدمة البروباغاندا الصهيونية


المزيد.....




- كيف تغيرت حياة الفلسطينيين الأمريكيين بعد 7 أكتوبر؟
- غارات إسرائيلية على جنوب لبنان تُسفر عن قتيل وجرحى.. عون يند ...
- هل يترك الألمان للذكاء الاصطناعي مهمة تسوق أكلهم ولبسهم؟
- قوات أمريكية إلى إسرائيل.. ما دور مركز تنسيق اتفاق غزة؟
- منظمة محلية: 30 قتيلا على الأقل في قصف لمركز إيواء في الفاشر ...
- تصاعد -الاستيطان الرعوي- يهدد وجود التجمعات البدوية الفلسطين ...
- مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غز ...
- مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب بمحاسبة إسرائيل
- 30 قتيلا بقصف للدعم السريع على الفاشر
- اتهام رئيس مجلس القضاة في روسيا بالفساد والدعارة


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - شكرا -عيران-