أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟














المزيد.....

سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العالم يوم ١٣/أكتوبر/٢٠٢٥، واحدة من أوسع عمليات تبادل الأسرى بين الحركة الإسلامية حماس ودولة الاحتلال منذ سنوات، في خطوة تعد جزءا من اتفاق تهدئة شامل تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية أمريكية.
بدأت العملية بتسليم حماس دفعتين من الرهائن الصهاينة الأحياء، والذين بلغ عددهم ٢٠، إلى "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، التي قامت بنقلهم إلى الأراضي المحتلة لتلقي العلاج والرعاية. الرهائن الذين تم الإفراج عنهم كانوا على غير المتوقع في حالة صحية جيدة بعد عامين من الحرب والمجاعة، وتم إدخالهم مباشرة إلى المستشفيات لتقييم حالتهم.

في المقابل، أفرجت دولة الاحتلال عن ما يقارب ٢٠٠٠ أسير فلسطيني متعبين ومرهقين جراء التعذيب في المعتقلات الصهيونية، بينهم نحو ١٧٠٠ تحت مسمى معتقل إداري، من غزة كانوا محتجزين دون توجيه تهم رسمية، إضافة إلى ٢٥٠ مدانا بما يسمى "قضايا أمنية"، وبعضهم محكوم بالسجن المؤبد.
تم ترحيل ١٥٤ منهم إلى خارج الأراضي المحتلة، خصوصا إلى مصر ودول ثالثة. ووزع الباقون بين الضفة الغربية وغزة، حيث تم استقبالهم رغم أنف الاحتلال باحتفالات جماهيرية واسعة. خرج الآلاف في مناطق مثل خان يونس وجنين ورفح لاستقبال أبنائهم، بينما عمت الفرحة مخيمات اللاجئين وأحياء القدس الشرقية، وسط رفع الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى.

الصفقة حملت أبعادا سياسية عميقة، إذ جاءت كجزء من خطة أمريكية أوسع لإحياء ما تسمى ب "عملية السلام" في المنطقة، وقد شملت أكثر من ٢٠ بندا للتنفيذ التدريجي، منها انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من مناطق في غزة، وفتح ممرات إنسانية، وتسهيلات اقتصادية محددة.
إلا أن البعض في دولة الاحتلال رأى أن الصفقة تضمنت تنازلات كبيرة، وخاصة في ظل ضغوط عائلات الرهائن وغياب الوضوح حول مصير بعض القتلى حيث قامت حركة حماس بتسليم ٤ واعتذرت عن الباقي لظروف ميدانية.

إعلاميا، حاولت دولة الاحتلال الحد من تغطية المشاهد التي تظهر فرحة ذوي الأسرى من الفلسطينيين، وأطلقت تحذيرات ضد أي مظاهر احتفال، وهددت باتخاذ إجراءات ضد من يظهر دعما للمفرج عنهم ممن تعتبرهم "مدانين بالإرهاب". في المقابل، بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد لحظة وصول الأسرى المحررين، ولقاءاتهم المؤثرة مع عائلاتهم بعد سنوات من الفقد والحرمان، الأمر الذي عزز من رمزية الحدث وعمق آثاره في الوعي الجمعي الفلسطيني.

أما عن تسليم الرهائن لدى الحركة، فلم تكن هناك أية مظاهر كالتي شهدناها في عمليات التسليم السابقة وقد تعهدت حماس بذلك للوسطاء. إنما ما حصل أنها سمحت للرهائن بالحديث مع عائلاتهم عبر اتصالات والحديث معهم صوتا وصورة، وقد ظهر إلى جانب الرهائن عناصر من كتائب القسام، ربما لإرسال رسالة إلى "نتنياهو" أننا لا زلنا هنا وسنبقى.

ولكن....
رغم ما تحمله الصفقة من بنود تبدو للوهلة الأولى وكأنها بوادر انفراج، فإن احتمالية صمودها تبقى موضع شك في ظل تاريخ حافل من نكث هذا الاحتلال للاتفاقات والعهود. وهي ليست المرة الأولى التي توضع فيها الأوراق على الطاولة، لكن في كل مرة كانت دولة الاحتلال توظف الوقت والمفاوضات لفرض وقائع جديدة على الأرض، لا للالتزام بما تم التوقيع عليه.

وما يثير القلق أكثر، هو ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في "الكنيست" الصهيوني يوم أمس، والذي حمل بين سطوره إشارات رمزية كثيرة. فقد استخدم عبارات استحضرت نبوءات توراتية عما تسمى "إسرائيل الكبرى" حين تكلم عن "إسرائيل عظمى"، كما وتحدث بإيحاءات عن "دورها القيادي في العالم الجديد".

خطاب "ترامب" لم يكن سياسيا، بقدر ما كان عقائديا يستدعى عادة في لحظات مفصلية. هذه اللغة ليست بريئة، بل قد تشير إلى أن ما يخطط له يتجاوز مجرد صفقة مؤقتة، إلى مشروع توسعي طويل المدى، تسعى فيه دولة الاحتلال لتثبيت هيمنة جيوسياسية ودينية على حساب شعوب المنطقة. وربما ما يراد تمريره اليوم تحت غطاء "السلام"، قد يكون نواة لتحولات عميقة في شكل الصراع ومآلاته في قادم السنوات.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت
- وحدة -الأشباح-..مرتزقة الغرب في حرب الإبادة على غزة
- الصليبيون الجدد في غزة برعاية أمريكية
- كي الوعي والقصف المتعمد..الأبراج في غزة


المزيد.....




- -حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها
- وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة ...
- زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على ...
- قافلة مساعدات أممية تتعرض لهجوم في خيرسون وأوكرانيا تتحدث عن ...
- مدغشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة بعد عزل -الج ...
- لوكورنو يعلن في خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية تعليق إص ...
- ما أهم ما جاء في خطاب لوكورنو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية؟ ...
- النزوح والعودة: شمال غزة بلا حياة تقريبا.. دمار هائل ولا مكا ...
- القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
- شاهد.. ذيل طائرة يرتطم بالمدرج أثناء الهبوط والطيار ينقذ الم ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟