أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر














المزيد.....

الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي يفترض فيه أن تسود التهدئة، وتفتح المعابر لإغاثة المنكوبين في قطاع غزة بعد عدوان دموي دام أكثر من عامين، لا تزال دولة الاحتلال تركل الالتزامات الدولية بعرض الحائط.
فبالرغم من وقف إطلاق النار، نجد أن مدفعيتها لا تتوقف عن قصف المناطق المدنية، كما حدث مؤخرا في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، حيث أطلقت قذائف مدفعية ودخانية على السكان العزل. وبالتوازي، فسحت المجال أمام نشطاء "اليمين المتطرف" لعرقلة مرور شاحنات المساعدات إلى غزة، دون تدخل حقيقي من السلطات الصهيونية، في مشهد يعكس نقضا متكررا للعهود.

ماحدث ليس بالأمر الجديد أو المستغرب إنما هو حلقة من حلقات السلسلة الطويلة من السياسات الصهيونية القائمة على خرق الاتفاقات، والتنصل من التعهدات، وعدم الالتزام ب "القوانين الدولية". فمنذ قيامها، لم يعرف عنها أنها احترمت عهودها، بل إن ما عرفناه عنها، قدرتها على الالتفاف على هذه العهود، واصطناع الذرائع لتفريغها من مضمونها.

والتاريخ مليء بالأمثلة على ذلك. وفي كل مرة كان يتم فيها توقيع اتفاق، تتبعه عملية توسع أو انتهاك جديد. فمثلا "اتفاق أوسلو" في تسعينيات القرن الماضي، الذي وصف حينها بأنه بداية لمرحلة جديدة، لم تلتزم به دولة الاحتلال سوى شكليا، بينما كانت على الأرض تكرس احتلالها، وتضاعف المستوطنات، وتراوغ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، أما النتيجة المخزية فكانت تفريغ الاتفاق من مضمونه، ودفن عملية ما يسمى ب "السلام" تحت أقدام الاستيطان.

وما يحدث اليوم على المعابر،صورة أخرى من هذا النهج. فعلى الرغم من الحديث عن السماح بدخول المساعدات إلى غزة بعد شهور من الحرب والحصار، تتم مكافأة نشطاء "اليمين المتطرف" بإعطائهم الضوء الأخضر لقطع الطرق، ورشق الشاحنات بالحجارة، وتحريض السائقين على عدم إيصال المساعدات، بحجة أنها "تخدم العدو". تحريض يتم في العلن، وبتغطيه من وسائل الإعلام العبرية، دون تحريك ساكن من قبل سلطات الاحتلال، ببساطة لأنها الراعي الرسمي لذلك.

هذه السلوكيات اعتادت الدولة الزائلة ممارستها لتحقيق أهدافه دون أي اعتبار لأي أخلاقيات أو التزامات، لأنها تعلم بأن زوالها اقترب. والحقيقة أنها، على مدار عقود، أثبتت أنها دولة لا تؤتمن على عهد، ولا تنفذ إلا ما يخدم مشروعها الاستيطاني التوسعي، وهي تتراجع عن أي اتفاق إذا شعرت أنه يكبل يدها عن ذلك، أو يمنح الشعب الفلسطيني أي جزء من حقوقهم.

كما أن التاريخ علمنا أن هذه الدولة تستغل فترات التهدئة، لإعادة تموضعها. فالهدن بالنسبة لها أداة من أدوات المعركة، تنهيها حين تشاء، وتخرقها متى أرادت، دون خشية من محاسبة لأنها من وجهة نظرها فوق القوانين بل فوق العالم كله.

فأي سلام هذا الذي تم وضع لافتة كبيرة له في شرم الشيخ فوق رؤوس المفاوضين تحت مسمى "سلام ٢٠٢٥" مع دولة تخطط منذ عقود لالتهام المنطقة بأكملها؟؟ أما كان الأجدر وضع لافتة تحمل صورة لحذاء كبير على مقاس أمريكا للدلالة على من يتحكم فعليا بمسرحية "السلام"، ويملي شروطه بما يخدم مصالحه وأدواته في المنطقة؟؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت
- غزة تنزف... ونحن نختنق بالصمت


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر