بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة
(Badea Al-noaimy)
الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 11:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢٠٢٥
لم تكن ليلة الثامن والعشرين من أكتوبر/٢٠٢٥ ليلة عادية على القطاع المنكوب، فقد عاش واحدة من أدمى لياليه منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي تم برعاية أمريكية.
أكثر من ٦٣ شهيدا، بينهم ٢٤ طفلا، ارتقوا شهداء تحت ركام ما تبقى من منازلهم وخيام نزوحهم، بعدما شنت طائرات الاحتلال الصهيوني غارات متتالية على مناطق مختلفة من القطاع لم يستثنى شمالها من وسطها وجنوبها بذريعة الرد على مقتل جندي صهيوني قنصته مقاومة فلسطينية في رفح.
صهيوني واحد كان ثمنه عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والرجال. فأي منطق هذا؟؟
ليلة الثامن والعشرين كانت مجزرة متعمدة بكل المقاييس، حول فيها العدو الفاشي الليل إلى نهار من النار، وأمطرت غزة بالقنابل المميتة، بينما أعلنت حركة حماس بيانا يؤكد التزامها بوقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية. ولكن ذلك لم ينفع، فالعدو ظالم متعطش لشرب الدم الفلسطيني، يسيره قانون الغاب بدعم وموافقة الراعي الأمريكي،ولا يعرف سوى ما يخدم آلة القتل والإبادة التي يعشقها ويمارسها منذ عقود.
ولم لا والعالم يقف متفرجا كتمثال لا يتحرك فيه سوى محاجر العيون؟
لم لا والدم الفلسطيني لا يشكل بالنسبة له سوى أداة سياسية لتثبيت الردع، واستعراض القوة أمام جمهوره المنقسم؟
لم لا وكل طفل تطايرت أشلاءه، رسالة لاسترضاء "بن غفير" و "سموتريتس" وبقية عفن "اليمين المتطرف"؟؟
لم لا ما دامت الذريعة استهداف مواقع للمقاومة؟
لم لا وهو بعد كل حدث يدعي أنه خطير، يستكمل المجازر والإبادة؟
لم لا ورأس الشيطان يفتح نهرا نجسا من الأسلحة لا ينقطع مجراه للمجرم بذريعة "حق الدفاع عن النفس"؟.
ولكن...برغم الألم والوجع يجب أن نتذكر أن ما يجري اليوم في غزة ليس جديدا، فقد مر المسلمون عبر العصور بمحنٍ أشد وأقسى، لكنهم كانوا دائما ما يخرجوا منها أصلب عودا وأقوى يقينا. والتاريخ علمنا أن قوة الباطل إلى زوال.فخالقنا الذي نصر أصحاب الأخدود، وأنقذ موسى من بطش فرعون، قادر أن ينصر أهل غزة من بطش يهود الشتات. والاستقواء على الأطفال ليس بطولة، ولا شجاعة، بل هو قمة الجبن والانحطاط. وأطفال مجازر مساء أمس هم عند ربهم أحياء يرزقون، يشهدون على خسة القاتل وعظمة المظلوم.
وسيبقى التاريخ يكتب أن غزة صبرت ولسوف تنتصر، وخير الرباط، رباط عسقلان.
فكم من فرعون استعلى فهلك، وكم من مظلوم دعا فانتصر.
وسيأتي يوم يرفع فيه الأذان على أنقاض الباطل، معلنا أن الحق لا يقهر، وأن النصر وعد من الله والله لا يخلف وعدا.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
Badea_Al-noaimy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟