أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين














المزيد.....

-سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد المؤسسة العسكرية الصهيونية واحدة من أكثر أزماتها الداخلية تعقيدا منذ سنوات، بعد تسريب توثيقات من داخل معتقل “سدي تيمان” تظهر مشاهد تعذيب وتنكيل بالأسرى الفلسطينيين، ما دفع الجيش إلى الإعلان عن فتح تحقيق في هذه التسريبات، ليس من أجل عيون الأسرى بل قد تكون محاولة لاحتواء الغضب الداخلي والخارجي. وأعلن رئيس الأركان عن إحالة المدعية العسكرية العامة إلى إجازة حتى استكمال التحقيقات، في حين رحب وزير الجيش بالقرار واعتبره خطوة ضرورية لحماية ما تسمى ب "نزاهة المؤسسة العسكرية".

هذا وقد كشفت قضية التسريبات تلك حجم الانتهاكات التي تمارس ضد الأسرى الفلسطينيين، حيث أظهرت التحقيقات الأولية أن عددا من الجنود المتورطين استخدموا وسائل عنف قاسية شملت الضرب المبرح والصدمات الكهربائية، ما أدى إلى إصابات خطيرة لدى بعض المعتقلين. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الحادثة التي وصفت بأنها "تهز جيش الاحتلال من الداخل" تعود إلى أكثر من عام، حين بدأت شبهات حول تنكيل جماعي بأسرى داخل المعتقل، وقد قمت بتناول ممارسات التعذيب والتنكيل ضد الأسرى الفلسطينيين في أكثر من مقال. لذلك فالحادثة ليست شبهات كما يدعون إنما هي حقيقة وواقع تعكس وحشية هذا العدو، بدليل ما ارتكبته إدارة هذا المعتقل من أساليب تعذيب قاسية مع الدكتور عدنان البرش أدت إلى ارتقاءه شهيدا. وقد أفردت لهذا الموضوع أيضا مقالا خاصا.

القضية التي بقيت محصورة ضمن أروقة القيادة العسكرية شاء الله لها أن تنكشف بعد تسريب مقاطع الفيديو مؤخرا. حيث بدأت القنوات بتداولها. فهذه القناة العبرية "كان 12" تورد أن الشرطة العسكرية اقتحمت المعسكر العسكري في "سدي تيمان" لإجراء عمليات تفتيش ومصادرة مواد رقمية، وهو ما أثار أعمال شغب داخل القاعدة واحتجاجات غير مسبوقة من جنود وضباط، تخللتها مواجهات عنيفة وتدخل مباشر من وزراء وأعضاء "كنيست". وفي خضم هذه الفوضى، تم تسريب مزيد من الأفلام التي وصفت بأنها "حساسة للغاية"، وأظهرت تفاصيل ليست بالجديدة، حول ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين، الأمر الذي أدى إلى تصاعد المطالبات بفتح تحقيق عاجل.

وقد أشارت تقارير من العربية نت إلى أن خمسة من مجرمي قوات الاحتياط، وجهت إليهم لوائح اتهام بتهم تتعلق ب "إساءة شديدة إلى أسير فلسطيني"، بعد ثبوت تعرضه لكسر في الأضلاع وثقب في الرئة وتمزقات داخلية في المستقيم، وهي إصابات وصفت بأنها "تهدد الحياة".

كما ذكرت شبكة الميادين أن شهادات من داخل المعتقل تحدثت عن استخدام أجهزة كهربائية للتعذيب، واحتجاز الأسرى لأيام مكبلين ومعصوبي الأعين، في ظل ظروف معيشية وصحية سيئة للغاية.

كما كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن شهادات لضباط صهاينة سابقين أكدوا أن ما يجري في "سدي تيمان" يذكر بالممارسات التي تعرض لها المعتقلين في سجن "أبو غريب" في العراق، من حيث الانتهاكات الممنهجة وغياب الرقابة الفعلية. وأشارت المجلة إلى أن غياب الشفافية داخل المعتقلات العسكرية "الإسرائيلية" يتيح بيئة خصبة لوقوع انتهاكات دون محاسبة حقيقية، وخاصة في ظل القيود المفروضة على دخول "مراقبين دوليين" أو "منظمات حقوق الإنسان".

أما على المستوى القانوني، فقد أثارت خطوة إحالة المدعية العسكرية العامة إلى إجازة تساؤلات واسعة حول استقلالية القضاء العسكري، إذ رأى مراقبون أن الجيش يحاول عبر هذه الخطوة تهدئة الرأي العام دون المساس ببنية النظام الداخلي للمؤسسة العسكرية. وذكرت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير سابق أن التحقيقات العسكرية "الإسرائيلية" غالبا ما تفتقر إلى الشفافية والحياد، وأن القضايا المتعلقة بالانتهاكات التي تمارس ضد الفلسطينيين تغلق دون محاسبة جدية.

ومع كل ما ذكرنا فإن الضغوط الدولية التي يتم تداولها من أن دولة الاحتلال تتعرض لها، ما هي إلا ضغوطات فخرية لا تغني ولا تسمن من جوع.

في النهاية تبقى قضية معتقل "سدي تيمان" من القضايا التي تعكس وحشية وسادية جيش الشتات الذي تحطمت صورته "الأنيقة" بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣. فها هي ما تسمى ب "المؤسسة العسكرية" تواجه أزمة أخلاقية وسياسية غير مسبوقة، قد تمتد آثارها إلى أعلى مستويات القيادة في الأشهر القادمة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟


المزيد.....




- ستة كيلومترات فقط.. سلوفاكيا تفرض حد سرعة المشاة في المدن
- سرقة متحف اللوفر: توقيف خمسة أشخاص جدد وفق المدعية العامة بب ...
- قيادات ألمانية تطالب المدرسين بتجنب الحياد في الحوادث المتطر ...
- إحالة 73 متهما للقضاء بالكويت بتهم فساد تتعلق بسحوبات ترويجي ...
- ليفي: نحن في إسرائيل كلنا بن غفير
- مشوع قانون المالية لسنة 2026 طاحونة الشيء المعتاد
- يشتري الجريدة ويستقلّ التاكسي.. صورٌ نادرة تكشف الجانب -الخا ...
- تحليل تعابير وجه الرئيس الصيني وما التقطه الميكروفون من حديث ...
- قرية إيطالية خلابة تقدّم 23000 دولار للراغبين بالانتقال إليه ...
- -جائحة الوحدة-: لماذا نشعر بالعزلة في عالمٍ فائق التواصل؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين