أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الوطن و الوطنية !














المزيد.....

الوطن و الوطنية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 21:28
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



سؤلان يلحّان على المرء المهمّش ، سواء كان في البلاد التي ولد فيها أو التي هاجر إليها مدفوعا تحت ضغط مسبٍبات ليس "التهميش " بالضرورة بينها ، وهذا في مختلف الأحوال ليس موضوع هذا البحث الذي يحتوي في لبه على ملاحظات تتعلق بالمسألة الوطنية في بلاد الشام والعراق على وجه الخصوص ، التي لم تلق حلا إيجابيا لها و لكنها ازدادت تعقيدا إلى حد أن الأمل بنشوء كيان و طني في لبنان و سورية و العراق يكاد أن يكون مستحيلا فما هي أسباب ذلك ؟
1ـ يتناول السؤال الأول الأساليب و الوسائل التي اعتمدت ، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية و ربما طيلة فترة الانحطاط التي سبقت هذا السقوط ، لإخفاء معطى لم يعد بالإمكان في الحاضر ، التغاضي عنه يتمثل بالدور الفاعل للاستعمار ، حيث صار بعد حرب 1973 ، الاعتراف بوجوده مطلوبا من نظام الحكم في البلدان المشار إليها و إجباريا و شراكته في الحكم مقبولة وشرعية . فليس خافيا أن الاستعمار وضع خريطة المنطقة في سنة 1916 ، وانه استطاع بعد 1990 و انهيار الإمبراطورية السوفياتية ، أن يستولي على " ميراثها " كما استولى في السابق على ميراث " الإمبراطورية العثمانية . يتجسد ذلك اليوم في تحول شراكة المستعمر في الحكم إلى " التفرد بممارسته " فعليا ، بواسطة و كلاء محليين يختارهم بنفسه .
مجمل القول أن الدولة الوطنية ، في لبنان و سورية و العراق ، فشلت في انشاء الامة الوطنية في هذه البلدان ، بما هي ضرورة وجودية ، و مرد ذلك من و جهة نظرنا إلى أن " الاستعمار " كان شريكا كبيرا في رسم سلوكها و في اختيار " الشركاء المحليين" الذين انقادوا في الواقع لأوامره عن وعي أحيانا و عن جهل أحيانا أخرى . نجم عنه أن " الدولة " كانت في أفضل الأحوال ، تدار مناصفة بين الحكام المحليين و بين الاستعمار ، فهذا الأخير كان قادرا دائما على خلق القلاقل و صولا إلى قلب نظام الحكم و استبدال الوكلاء المحليين بآخرين . الفرق بين الامس و اليوم هو " القطبية " الواحدة التي مكنت الاستعمار من استخدام ادواته ، بحرية مطلقة ، جهرا .
اللافت للنظر أن هذه الأدوات لم تتغير في جوهرها عما كانت عليه فيما مضى ، كما لو أن هذا الاستعمار ، طور أدواته ، و لكنه لم " يتحضّر " . نجم عنه أنه صار أكبر خطرا . لا حاجة هنا إلى التوسع ، نكتفي بالقول أم ما جري في قطاع غزة في العامين 2024 ـ2025 ، يتجاوز بمعيار التوحش البشري ما جرى في الحرب العالمية الثانية من جرائم إبادة بشرية كانت بدورها اشد شناعة على الاطلاق ، نوعيا وتقنيا ، من العبودية و محو وجود شعوب أصلية بالكامل ، في أميركا و استراليا ، و إفريقيا .
استنادا إليه ، لم تكن الدولة وطنية في و قت من الأوقات ، في لبنان و سورية و العراق ، و إنما كانت أداة طيعة بيد المستعمر راضية أو خائفة ، نجم عنه استحالة نشوء الأمة الوطنية .
2ـ السؤال الثاني هو عن تأثير أساليب التضليل و التعمية ضد تنامي الوعي بغية حرف الأنظار عن ضرورة تمتين النسيج الاجتماعي الوطني الجامع بين الأفراد و الجماعات الوطنية ، على اختلاف أصولهم و معتقداتهم ، في إطار كيان وطني واحد ، يضمن وجودهم و حريتهم ، على قاعدة المساواة في الحقوق و الواجبات .
ولعل إعاقة الاتحاد الاجتماعي الوطني عائد إلى "الدولة اللاوطنية" الخاضعة للاستعمار عن طريق تعميق الخلافات و التناقضات بين سكان البلاد انطلاقا من تعدد الأديان و المذاهب و الأعراق .
خذ إليك مثال على ذلك ، الإسلام السياسي و مشروعه إحياء الخلافة الإسلامية ، او دولة " الحاكمية " الإسلامية باسم " الامة الإسلامية ، فهو في جوهره مناقض "للدولة الوطنية " . فوحدة المعتقد الديني ، إذا افترضنا أنها معطى موضوعي و ملموس ، ليست كافية لتوحيد أتباعه في أمة واحدة .
و لا حرج في هذا السياق من القول بأن "دولة القومية العربية " هي أيضا مناقضة للدولة الوطنية ، استنادا إلى أن وحدة اللغة ليست شرطا لازما و كافيا ، لجعل الناطقين بها ، أمة وطنية واحدة .
خلاصة القول أن الأمة الوطنية ليست مفهوما ثابتا موجودا قبل الدولة الوطنية ، بل هي في الواقع حاجة وضرورة ، توجد و تبقى ، طالما استمرت في عطائها لتغطية الحاجة إليها بدرجة مقبولة بحيث لا يضطر المرء إلى الخروج منها و الهجرة إلى " أمة وطنية " إذا جاز التعبير ، يجد فيها عملا و مدرسة و مصحا و أمنا !




#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هياج حكام الغرب !
- فائض المرتزقة !
- المسألة اللبنانية
- الشيعة و جبل عامل
- هيروشيما : الابادة في غزة و المجازر في سورية
- الصيادون و رعاة البقر
- خدعة -شرم الشيخ -
- الشارع الغربي و الشارع العربي
- شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -
- الحملات الصهيونية
- حزب الولايات المتحدة الأميركية !
- دولة واحدة لا دولتان !
- دولار النفط و الجيل الثالث
- زعامة الراسب في صفة !
- المجال الحيوي !
- معادلات عبثية !
- الطائفة الدينية السياسية و الإبراهيمية
- معجزة في لبنان ؟
- اختلط الحابل بالنابل (2)
- اختلط الحابل بالنابل (1)


المزيد.....




- الرئيس اللبناني يشدد على التزام بلاده الصارم بمكافحة تبييض ا ...
- السودان: ناجون من الفاشر يتحدثون عن هجمات عرقية نفذتها قوات ...
- اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على إنهاء أطول إغلاق حكوم ...
- -الشيوخ الأميركي- يصوت على مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكوم ...
- ترامب معلقاً على استقالة المدير العام والرئيسة التنفيذية للأ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة
- استقالة المدير العام لبي بي سي وسط جدل بشأن وثائقي عن ترامب ...
- شويغو يرأس وفدا روسيًا إلى مصر لإجراء محادثات عسكرية
- الانتخابات العراقية.. وعود متكررة وتراجع في نسب المشاركة
- السودان.. بين فبركة الصور وفرص وقف الحرب


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الوطن و الوطنية !