أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خالص - المغرب – الجزائر: اليد الممدودة ومخاطر الواقعية














المزيد.....

المغرب – الجزائر: اليد الممدودة ومخاطر الواقعية


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي يكثف فيه المغرب إشارات الانفتاح تجاه الجزائر وسكان تندوف الصحراويين، تثير احتمالات إعادة فتح الحدود آمالا كبيرة، ولكن أيضا مخاوف حقيقية. فبين دبلوماسية المصالحة ومتطلبات الأمن القومي، يسير المغرب على خيط رفيع محفوف بالتحديات.
تظل شمال أفريقيا إحدى المناطق القليلة التي ما زالت الجغرافيا فيها تشكل مجالا دائما للتوتر. فالحدود المغربية-الجزائرية، الممتدة على مسافة تقارب 1,427 كيلومترا، تجسد منذ أكثر من ستين عاما حالة الريبة والتنافس بين قوتين إقليميتين تجمع بينهما أواصر كثيرة... إلا التاريخ.
فمنذ استقلال الجزائر سنة 1962، شهدت العلاقات الثنائية سلسلة من الأزمات: حرب الرمال (1963)، المسيرة الخضراء (1975)، طرد أكثر من 45,000 مغربي مقيم في الجزائر في العام نفسه، ثم إغلاق الحدود البرية عام 1994 إثر ما عرف بـ «قضية فندق أطلس آسني». أضف إلى ذلك انقطاع المبادلات الاقتصادية، وإغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية في 22 سبتمبر 2021، ثم وقف أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي في 31 أكتوبر من العام ذاته، فضلا عن الشكوك المستمرة المرتبطة بقضية الصحراء المغربية ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو.
ومع ذلك، جاء في 31 أكتوبر 2025 مؤشر مزدوج على التهدئة من نيويورك والرباط معا. فقد اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2797 الذي مدد ولاية بعثة المينورسو بمدة سنة أخرى، وأكد على وجاهة المقترح المغربي بمنح الصحراء حكما ذاتيا. وفي اليوم نفسه، وجه الملك محمد السادس، في خطاب مهيب، دعوة إلى الصحراويين «المحتجزين» في مخيمات تندوف للعودة إلى الوطن الأم، ومد يده إلى الجزائر في روح من المصالحة تقوم على قاعدة " لا غالب ولا مغلوب "
وبغض النظر عن ردود فعل الجزائر – التي انسحبت من التصويت – وجبهة البوليزاريو التي تغرد خارج السرب، وحتى لو عاد الاثنان الى الصواب، فإن هذا الأفق الواعد لا ينبغي أن يغفل المخاطر الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي قد تنجم عن فتحٍ متسرع للحدود بالنسبة للمملكة المغربية. فهناك ما بين خمسين ومائة ألف نفر يعيشون منذ عقود في مخيمات تندوف، بعضهم ولد على الأراضي الجزائرية ولا يعرف أدنى شيء من مغربيته، وآخرون ينحدرون من موريتانيا أو مالي أو غيرهما ليبقى إدماجهم، إداريا واجتماعيا وهوياتيا، تحديا كبيرا للدولة المغربية الصاعدة والمنخرطة أصلا في ورش واسع للتنمية يشمل كامل التراب الوطني بما فيه الأقاليم الجنوبية.
ويضاف إلى ذلك تحد آخر يتمثل في احتمال تدفق عشرات الالاف من المواطنين الجزائريين نحو المغرب. فالجزائر تمر بأزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، تتجلى في تدهور الدينار، وارتفاع معدلات البطالة، وهشاشة الوضع السياسي وتأزم الحالة الاجتماعية وندرة المواد الاساسية. وفي مثل هذا السياق، قد يجعل إعادة فتح الحدود من المغرب وجهة جذابة للهجرة، بما لذلك من انعكاسات على التشغيل والأمن والتوازنات الداخلية.
إن الواقعية الاستراتيجية تفرض الحذر والتدرج. فسياسة الانفتاح المتحكم فيها – القائمة على آليات مراقبة صارمة، وممرات إنسانية منظمة، وتعاون أمني وثيق – يمكن أن تتيح تجنب الانزلاقات، مع تعزيز الانفراج الدبلوماسي في آن واحد.
فالسلم لا يعلن بمجرد مرسوم، بل يبنى بحذر، خطوة بخطوة، على أساس وضوح المصالح المشتركة وإدراك مواطن الهشاشة المتبادلة. ويبقى فتح الحدود، سواء أمام سكان تندوف أو المواطنين الجزائريين رهانا لا يخلو من المخاطر إذ أن نجاحه يقتضي رؤيةً متبصّرة تُوازن بين الطموح في التقارب والحاجة إلى حماية الأمن والاستقرار الداخلي.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على أمر قاضي المستعجلات بالإذن بالحيازة
- بين مقتضيات التنظيم واحتمال تكريس الإفلات من العقاب: المادة ...
- عودة تجربة – مباراة المغرب ضد نيجير مجمع مولاي عبد الله، 5 ش ...
- عودة تجربة – مباراة المغرب ضد نيجير- مجمع مولاي عبد الله، 5 ...
- حين تطغى الإثارة الرقمية على حرمة الحياة الخاصة: بين الضجيج ...
- الاعتداء المادي: حينما تتجاوز الإدارة الدستور والقانون
- رسالة مفتوحة ردًّا على «لغز محمد السادس»: بين السرد الإعلامي ...
- قرار المحكمة الدستورية… جرس إنذار للتشريع المغربي
- الدفع بعدم الدستورية في المغرب: الحق المعطَّل ومخاطر التشريع ...
- تغييب المحامين عن صناعة التشريع القضائي: قراءة دستورية ومؤسس ...
- صياغة القوانين ودور المؤسسات الدستورية
- المحكمة الدستورية بين القانون بكامله وبين -الجلي- و-البيّن- ...
- مسار صناعة التشريع ودور المؤسسات الدستورية؛ المجلس الأعلى لل ...
- قرار المحكمة الدستورية: صراع خفي بين -رقمنة العدالة- واستقلا ...
- قرار المحكمة الدستورية بشأن المادتين 408 و410… تكريس لاستقلا ...
- المادة 339 من قانون المسطرة المدنية: قرار المحكمة الدستورية ...
- المادة 288 من قانون المسطرة المدنية: قرار المحكمة الدستورية ...
- قرار المحكمة الدستورية بخصوص المادتين 107 و364 : انتصار لحق ...
- قرار المحكمة الدستورية بخصوص الفقرة الأخيرة من المادة 90: بي ...
- قرار المحكمة الدستورية وإشكالية التخطيط التشريعي: قراءة في ض ...


المزيد.....




- سلوكيات سيئة وشوارع مزدحمة.. وجهات شهيرة في آسيا تحت وطأة ال ...
- -دبلوماسية الرهائن-.. تكتيك إيراني يساوم به الغرب
- ترامب: الولايات المتحدة فقدت -شيئا من السيادة- بعد فوز ممدان ...
- رئيسة المكسيك تتعرض لتحرش جنسي أمام عدسات الكاميرا
- إسرائيل تعلن منطقة الحدود مع مصر -عسكرية مغلقة-
- الكاميرون.. بيا يؤدي اليمين لولاية تاسعة وسط جدل انتخابي
- أبرز قيادات قوات الدعم السريع في السودان
- صور أقمار اصطناعية توثق عمليات دفن جماعي في الفاشر
- هندسة التجويع.. كيف يدير الاحتلال فوضى السوق لإدامة إخضاع غز ...
- لوفيغارو: من هو دودو كروس بيتوم المشتبه به في سرقة متحف اللو ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خالص - المغرب – الجزائر: اليد الممدودة ومخاطر الواقعية