أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - اللاجئون في العالم: بوادر تراجع بعد عقد من الارتفاع المستمر














المزيد.....

اللاجئون في العالم: بوادر تراجع بعد عقد من الارتفاع المستمر


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 14:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


صدر مؤخرًا تقرير "اتجاهات منتصف العام 2025" عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حاملاً مزيجًا من القلق والأمل في آن واحد، فبعد عقدٍ كامل من الزيادات المتلاحقة في أعداد المهاجرين القسريين، سجّل التقرير بوادر تباطؤ في نمو الأعداد، بل وانخفاضًا طفيفًا في بعض الأقاليم التي كانت بؤرًا ساخنة للنزوح واللجوء. حتى منتصف عام 2025، قُدّر عدد الأشخاص الذين أُجبروا على النزوح قسرًا بنحو 117.3 مليون شخص حول العالم، أي أقل قليلًا من الأعداد المسجلة بنهاية عام 2024. ترى المفوضية أن هذا التراجع النسبي لا يعني بالضرورة تحسنًا جذريًا في الأوضاع السياسية أو الأمنية، بقدر ما يعكس حالة من الجمود في النزاعات وانكماش موجات النزوح الجديدة مع بعض بوادر الاستقرار في مناطق مثل منطقة القرن الإفريقي وأوكرانيا.

رغم هذا الانخفاض المحدود، تظل الصورة العالمية مقلقة، إذ يعيش أكثر من ستين في المائة من اللاجئين في خمس دول فقط، معظمها في العالم النامي، فيما تستضيف تركيا وإيران وكولومبيا وألمانيا وباكستان النصيب الأكبر من اللاجئين على مستوى العالم. أما من حيث بلدان المنشأ، فتأتي سوريا وأفغانستان وفلسطين والسودان في مقدمة الدول المصدّرة للنزوح القسري، ما يعكس استمرار الأزمات البنيوية في هذه المناطق رغم جهود التسويات السياسية والمساعدات الإنسانية.

إن تباطؤ نمو الأعداد يحمل دلالة رمزية على إمكانية التحول نحو مرحلة أكثر استقرارًا، لكنه في الوقت ذاته يذكّرنا بأن العالم لم يصل بعد إلى مرحلة "الحلول الدائمة،" فما زال أكثر من أربعين بالمائة من اللاجئين يعيشون في أوضاع لجوء طويلة الأجل تتجاوز عشر سنوات، وما زالت العودة الطوعية محدودة وإعادة التوطين شبه مجمدة في ظل تشدد سياسات الهجرة في بلدان الشمال وتراجع الدعم الدولي، لذلك يمكن القول أن المشكلة لا يمكن وصفها كمّياً فقط، بل في نوعية النزوح واللجوء: كيف يعيش هؤلاء الناس؟ ما فرصهم في التعليم والعمل؟ وكيف تُدار عمليات العودة وإعادة الاندماج في دولهم الأصلية؟ هذه الأسئلة تتجاوز البعد الإنساني لتلامس جوهر التنمية والأمن البشري في القرن الحادي والعشرين.

في العالم العربي، ولا سيما في مصر، يكتسب هذا التحول بعدًا خاصًا، فبينما تتراجع موجات اللجوء الجديدة، تتزايد في المقابل حالات العودة من مناطق العمل والهجرة المؤقتة، خصوصًا من الخليج العربي. هذه العودة - وإن كانت طوعية – تطرح تحديات مشابهة لتلك التي تواجه اللاجئين العائدين من مناطق الصراع: إعادة الاندماج الاجتماعي وإعادة توظيف المهارات والتكيف مع تغير القيم والتطلعات. إن تجربة العودة، سواء من الحرب أو من الاغتراب الاقتصادي، تضعنا أمام سؤال واحد: كيف نعيد بناء العلاقة بين الإنسان ومكانه؟ فالمهاجر القسري والمهاجر الاقتصادي يشتركان في جوهر التجربة الإنسانية ذاتها - الانفصال عن الجذور والسعي إلى الأمان، ثم البحث عن معنى العودة.

يبدو أن العالم يقف اليوم أمام مرحلة انتقالية جديدة في حركة البشر، إذ لم تعد موجات النزوح واللجوء تتصاعد بلا توقف كما في العقد الماضي، كما لم تظهر بعد حلول جذرية تضمن عودة آمنة وكريمة للملايين، لكن ثمة وعيًا متزايدًا بأن إدارة الهجرة والنزوح واللجوء جزء لا يتجزأ من إدارة التنمية. في ضوء هذه المؤشرات، يصبح من الضروري إعادة التفكير في مفهوم "الحماية" ليشمل، ليس فقط توفير المأوى والغذاء، بل أيضًا تمكين الإنسان من استعادة قراره وحياته وكرامته.

قد لا يكون انخفاض أعداد المهاجرين القسريين دليلًا كافيًا على نهاية الأزمات، لكنه بالتأكيد إشارة إلى أن العالم بدأ يتنفس بعد سنوات من الأزمات الإنسانية العنيفة، يبقى الأمل أن تتحول هذه الإشارة إلى اتجاه مستقر، وأن تُستثمر فترات الهدوء النسبي في بناء سياسات إنسانية أكثر عدلًا وتوازنًا، تضع الإنسان – لا الحدود – في قلب الاهتمام.



#أيمن_زهري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء على زخم افتتاح المتحف المصري الكبير: إعادة بعث الهوية ...
- افتتاح المتحف المصري الكبير: لحظة فرح وطنية في زمن الأزمات
- العالم العصري والنزعة الفردانية
- بين النبوءة والواقع: قراءة نقدية لأحداث نهاية الزمان
- متى ينقرض البشر؟
- الهجرة النظامية: هل توقف الهجرة غير النظامية؟
- جيل ألفا: جيل المستقبل الذي سيحمل عبء شيخوخة العالم
- بين الماضي والحاضر: هل يصلح حاضر المجتمعات بما صلح به ماضيها ...
- الذكاء الاصطناعي: أداة قديمة في ثوب جديد
- فقه الفضاء وفقه الفقراء: صراع الأولويات في الفكر الإسلامي ال ...
- التجليات الإجرائية للنص القرآني في المجال العام المصري
- التجليات الإجرائية للنص القرآني في المجال العام المصري
- نهاية النمو؟ ملامح التحول السكاني في القرن الحادي والعشرين
- بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: قراءة في تقرير الاتجاهات العا ...
- هل ينجح ترامب في طرد المهاجرين؟
- موسم الرَّد إلى الجنوب
- حكم تارك الصلاة وتطور الحياة بين الثوابت والمتغيرات
- To Migrate´-or-not to Migrate: هل هذا هو السؤال؟
- اللاإنجابية في مصر: قرار فردي أم ظاهرة اجتماعية؟
- الهجرة والتعاون الأوروبي-الأفريقي: بين عملية الخرطوم وعملية ...


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN هوية الدولة التي ستنضم الليلة إلى الاتفاقيا ...
- -أصبح متطرفا حديثا-.. وزير الداخلية الفرنسي يكشف معطيات جديد ...
- أنباء عن انضمام كازاخستان إلى -اتفاقات أبراهام- مع إسرائيل
- بشبة العلاقة بحماس.. ضبط أسلحة في النمسا وتوقيفات في لندن وب ...
- غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وحزب الله يرفض التفاوض ويؤكد ...
- لماذا أسقطت واشنطن عقوباتها عن أحد أبرز حلفاء موسكو في أوروب ...
- تطورات لبنان ورسائل حزب الله
- الملل الزوجي.. حين يصمت الود ولا يرحل
- ما رسائل حزب الله وإسرائيل بعد يوم سياسي وميداني حافل؟
- فوضى في قطاع الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أيمن زهري - اللاجئون في العالم: بوادر تراجع بعد عقد من الارتفاع المستمر