أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أيمن زهري - العالم العصري والنزعة الفردانية















المزيد.....

العالم العصري والنزعة الفردانية


أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة


الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 12:04
المحور: قضايا ثقافية
    


منذ أن خرج الإنسان من الكهف، ظلّ سؤال العلاقة بين الفرد والجماعة مطروحًا في قلب التجربة الإنسانية، ففي المجتمعات القديمة، كانت الجماعة هي التي تمنح المعنى والهوية؛ الفرد جزء من قبيلة، أو عشيرة، أو طائفة، يذوب فيها ويستمدّ شرعيته منها. مع الحداثة الغربية، ثم مع التحولات الاقتصادية والثقافية الكبرى في القرون الثلاثة الأخيرة، بدأ ميزان العلاقة يميل تدريجيًا نحو الفرد، وهكذا ولدت النزعة الفردانية، ليس كمجرد موقف نفسي، بل كمنظومة قيمية وفلسفية تحدد طريقة الإنسان في رؤيتة لنفسه وتحكم طريقته في رؤية العالم.

هل الفردانية جديدة على العالم؟
ليست الفردانية اكتشافًا حديثًا، بل هي نتيجة مسار طويل من التحول في الفكر والمجتمع، ففي الفلسفة اليونانية، على سبيل المثال، نجد بوادرها عند سقراط الذي جعل من معرفة النفس طريقًا للحكمة، وكذلك عند أبيقور الذي دعا إلى سعادة الفرد بمعزل عن صخب الجماعة، لكن الفردانية بالمعنى الحديث وُلدت في أوروبا مع عصر النهضة والإصلاح الديني، حين أصبح الضمير الفردي معيارًا للحقيقة، وتبلورت أكثر مع الثورة الصناعية التي فصلت الإنسان عن جماعته التقليدية، وربطته بعالم العمل والمدينة الحديثة (الهجرة من الريف للحضر). إنها إذن ليست وليدة القرن العشرين أو الإنترنت، بل هي حصيلة قرون من التحولات الفكرية والاقتصادية. مع ذلك، فإن صورتها الراهنة في القرن الحادي والعشرين أكثر تطرفًا، إذ تحررت من كل الضوابط تقريبًا بعد أن تحولت إلى فلسفة عامة تتسلل إلى كافة تفاصيل الحياة والعلاقات الاجتماعية.

هل التكنولوجيا هي السبب؟
يمكن القول إن التكنولوجيا ليست السبب الوحيد في انتشار النزعة الفردانية، لكنها المسرّع الأكبر لها. لقد كانت الفردانية تتشكل ببطء عبر الزمن، حتى جاءت الثورة الرقمية لتمنحها أدواتها المثالية: الهاتف الذكي، وسائل التواصل الاجتماعي، الذكاء الاصطناعي، والتسوق الإلكتروني؛ كل هذه الوسائل منحت الفرد إحساسًا بالاستقلال التام عن الآخرين.
لقد أصبحت الشاشة نافذته الوحيدة إلى العالم، وعبرها يدير أعماله، وحياته، وعلاقاته. لم يعد الفرد في حاجة إلى الجار أو البائع أو زملاء المكتب، فكل شيء متاح بكبسة زر. هذه الوساطة الرقمية التي تفصل الأفراد عن بعضهم البعض خلقت ما يمكن تسميته بــ "العزلة المتصلة،" حالة يعيش فيها الإنسان وسط ضجيج التواصل الإلكتروني لكنه أكثر وحدة من أي وقت مضى. إذن التكنولوجيا لم تُنتج الفردانية، لكنها جعلتها نمط حياة عالمي، ونقلت الإنسان من الفرد الحر إلى الفرد المنعزل، المرتبط!

هل الفردانية شيء ضار؟
ليست الفردانية في ذاتها شرًّا مطلقاً، فهي التي حررت الإنسان من سطوة الجماعة، ومهّدت الطريق لحقوق الإنسان وللديمقراطية ولحرية الفكر والإبداع، لكنها حين تتجاوز حدودها، تتحول إلى نقيضها. نتحدث هنا عما يمكن أن نسميه "الفردانية الإيجابية،" تلك التي تعني الاستقلال في التفكير والمسؤولية عن الذات، أما "الفردانية السلبية" فتعني الأنانية والانفصال عن الآخرين. في المجتمعات الغربية المعاصرة، بلغت الفردانية حدًّا جعل كثيرين يعانون من العزلة والاكتئاب وغياب المعنى. لقد صارت الذات مشروعًا استهلاكيًّا؛ الفرد يعرّف نفسه بما يملك لا بما يشارك فيه أو به، وهكذا انقلبت الحرية إلى عبء، والمسؤولية إلى قلق دائم.

الديمقراطية والفردانية: علاقة جدلية
قد يبدو أن الديمقراطية والفردانية وجهان لعملة واحدة، إذ تقوم الأولى على مبدأ "صوت لكل فرد،" في حين تؤكد الثانية حق الإنسان في الاختيار الحر، غير أن العلاقة بينهما أعقد من ذلك. فالديمقراطية تفترض وجود مجتمع من الأفراد الأحرار، لكنها في الوقت ذاته لا تقوم إلا بالتعاقد الاجتماعي وبالمسؤولية المشتركة. حين ينتخب الزوج مرشحًا وتنتخب الزوجة آخر، لا يعني ذلك صراعًا داخل الأسرة، بل تعبيرًا عن نضج سياسي واحترام للاختلاف، غير أن الديمقراطية لا تكتمل إذا تحولت إلى مجرد حساب أصوات فردية بلا قيم جامعة. لذلك، يحتاج المجتمع الديمقراطي إلى حد أدنى من التضامن والهوية المشتركة، حتى لا تتحول الحرية إلى فوضى. إذن، الديمقراطية ليست نقيضًا للفردانية، بل هي نظام يسعى لضبطها ضمن إطار الجماعة السياسية.

الفردانية والدين: هل هناك تعارض؟
السؤال عن تعارض الفردانية مع الأديان من أكثر الأسئلة إلحاحًا، إذ أن الأديان التوحيدية، خصوصًا الإسلام والمسيحية، تقوم على علاقة شخصية بين الإنسان وربّه، أي أن جوهرها في أحد أبعاده فردي، غير أن هذه العلاقة الفردية لا تلغي البعد الجماعي؛ فالصلاة جماعة، والعبادات الاجتماعية (كالزكاة والتكافل) تؤكد أن الإيمان لا يكتمل إلا في الإطار الجماعي. من هنا يمكن القول إن الدين لا يعارض الفردانية من حيث حرية الضمير، لكنه يرفضها حين تنكر مسؤولية الفرد تجاه الآخرين، فالفرد في المنظور الديني جزء من شبكة أخلاقية وروحية، ولعل الأسرة هي التعبير الأسمى عن هذا التوازن: وحدة بشرية صغيرة تحافظ على استقلال أعضائها، لكنها تقوم على المودة والرحمة والتكافل بينهم.

الأسرة في زمن الفردانية
الأسرة هي أول مدرسة يتعلم فيها الإنسان معنى الانتماء والتضامن. مع صعود الفردانية، تعرضت هذه المؤسسة لتحديات هائلة. في المجتمعات الغربية على سبيل المثال، ارتفعت نسب العزوبة وتأخر الزواج وتراجع الإنجاب، في المقابل، أصبحت العلاقات أكثر هشاشة، والالتزام العائلي أقل استقرارًا. حتى في المجتمعات العربية، بدأنا نلحظ مظاهراً مشابهة: انحسار الروابط الممتدة وانشغال كل فرد بعالمه الخاص وضعف التواصل بين الأجيال، لكن هذا لا يعني أن الأسرة تموت، بل إنها تتغير، فالأبوة والأمومة اليوم تُمارس بطرقٍ مختلفةٍ، إذ تحولت الأسر الممتدة إلى شبكات رقمية من التواصل وظهرت المجموعات الأسرية والعائلية على شبكات التواصل الاجتماعي لتحل محل التزاور والانتقال المكاني الفعلي.
إن السؤال الأهم اليوم هو: كيف يمكن الحفاظ على روح الأسرة في عالم الفردانية؟ إن الجواب يكمن في إعادة تعريف العلاقة داخل الأسرة على أساس الاحترام المتبادل لا السلطة والمشاركة لا الإكراه، فالفردانية إذا أُحسِن توجيهها قد تُغني الأسرة لا أن تُضعفها؛ لأن الأسرة القائمة على أفرادٍ أحرارٍ ومسؤولين أقوى من تلك التي تقوم على التبعية.

هل يجب أن نسأل عن التوازن بين الفردانية وقيم الأسرة؟
علي الرغم من أن هذا السؤال يبدو غير ضروري، لأن التوازن يحدث طبيعيًا عبر الزمن، إلا أن التجربة الإنسانية تقول العكس: فحين تضعف الأسرة، يضيع التماسك الاجتماعي وتختل القيم، لذلك من واجبنا أن نسأل ونعيد التفكير في هذا التوازن. الفردانية تذكّرنا بأن لكل إنسان الحق في الاختيار، وقيم الأسرة تذكّرنا بأننا لا نعيش لأنفسنا فقط، الجمع بينهما هو التحدي الأخلاقي الأكبر لعصرنا. يمكن أن نتصور نموذجًا جديدًا للأسرة يراعي الحرية الفردية دون أن يفقد روح الجماعة، أسرة تتشارك القرار لكنها تحافظ على استقلالية أفرادها.

الفردانية وجيل زد وجيل ألفا
من الواضح أن الأجيال الجديدة، خاصة جيل زد (الذين ولدوا بين منتصف تسعينيات القرن العشرين ومطلع العقد الثاني من الألفية) وجيل ألفا (من بعدهم)، يعيشون فردانية رقمية متقدمة، إذ أنهم أبناء الإنترنت، نشأوا في عالم لا يعرف الحدود بين الواقعي والافتراضي، لديهم وعي ذاتي حادّ وثقة كبيرة في النفس، لكنهم أيضًا أكثر هشاشة في العلاقات وأقل ارتباطًا بالمؤسسات التقليدية.
جيل زد يرى نفسه "علامة تجارية"، يعرض ذاته في وسائل التواصل، ويقيس قيمته بعدد المتابعين والإعجابات. جيل ألفا يذهب أبعد من ذلك، إذ يعيش منذ طفولته في بيئة خوارزمية تُفصِّل له كل شيء حسب ذوقه: الأغاني، الألعاب، حتى الأصدقاء الافتراضيون، ومع الذكاء الاصطناعي المتزايد قد يصبح هذا الجيل أكثر استقلالًا عن الجماعة البشرية ذاتها. لكن في المقابل، تظهر بين شباب اليوم حركات مضادة للفردانية المتطرفة، مثل العودة إلى الطبيعة والبحث عن المجتمعات الصغيرة والدعوة إلى الصحة النفسية والتأمل الجماعي، وكأن التاريخ يعيد نفسه: كل موجة متطرّفة تولّد نقيضها.

نحو فردانية إنسانية
ربما لا يمكن وقف الفردانية، فهي نتيجة طبيعية للتقدم والتنوع والحرية، لكن يمكن تهذيبها لتصبح أكثر إنسانية. لا نريد العودة إلى القطيع، ولا البقاء في عزلة الأنا، لكن المطلوب هو وعي جديد يرى في الفرد وحدة فريدة ضمن كلٍّ أكبر، لا جزيرة منعزلة. يمكن للمدرسة والإعلام والفن أن تلعب دورًا في هذا الاتجاه، عبر ترسيخ قيم التعاون والاحترام والمسؤولية، فالمستقبل لا يخص الفرد وحده، بل يخص البشرية التي تواجه تحديات مشتركة مثل التغيرات المناخية والتطور التكنولوجي السريع وقضايا الهجرة والأمن، هذه القضايا لا تُحلّ إلا بعقل جماعي متناغم.

الإنسان في مفترق طرق
الفردانية سلاح ذو حدّين: من دونها لا حرية، ومعها بلا حدود لا معنى. إن التحدي الرئيس ليس في رفضها أو تبنيها، بل في إدارتها، إن العالم العصري بحاجة إلى إعادة تعريف الذات الإنسانية بحيث لا تختزل في الاستهلاك أو الظهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل تمتد لتشمل المسؤولية والتواصل والتفاهم.
ربما يكون مستقبل البشرية مرهونًا بقدرتها على تحقيق هذا التوازن الدقيق بين الأنا والنحن، فكما قال أحد الفلاسفة: "الإنسان لا يصبح أنا إلا عندما يقول أنت". في هذا الاعتراف المتبادل، تكمن إنسانيتنا الحقيقية.



#أيمن_زهري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النبوءة والواقع: قراءة نقدية لأحداث نهاية الزمان
- متى ينقرض البشر؟
- الهجرة النظامية: هل توقف الهجرة غير النظامية؟
- جيل ألفا: جيل المستقبل الذي سيحمل عبء شيخوخة العالم
- بين الماضي والحاضر: هل يصلح حاضر المجتمعات بما صلح به ماضيها ...
- الذكاء الاصطناعي: أداة قديمة في ثوب جديد
- فقه الفضاء وفقه الفقراء: صراع الأولويات في الفكر الإسلامي ال ...
- التجليات الإجرائية للنص القرآني في المجال العام المصري
- التجليات الإجرائية للنص القرآني في المجال العام المصري
- نهاية النمو؟ ملامح التحول السكاني في القرن الحادي والعشرين
- بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: قراءة في تقرير الاتجاهات العا ...
- هل ينجح ترامب في طرد المهاجرين؟
- موسم الرَّد إلى الجنوب
- حكم تارك الصلاة وتطور الحياة بين الثوابت والمتغيرات
- To Migrate´-or-not to Migrate: هل هذا هو السؤال؟
- اللاإنجابية في مصر: قرار فردي أم ظاهرة اجتماعية؟
- الهجرة والتعاون الأوروبي-الأفريقي: بين عملية الخرطوم وعملية ...
- أزمنة التشظّي
- اليوم الدولي للمهاجرين 2024: هل من جديد؟
- مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية 1994 في ذكراه الثلاثين


المزيد.....




- اصطدام وشيك لطائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي مع سيارة على طر ...
- لوحة -انتصار داوود-.. كنز نادر مفقود يعود للحياة في متحف الل ...
- قبل اجتماع ترامب وشي.. قاذفات نووية صينية تُجري -تدريبات موا ...
- إذا قلت -بان أو شوكولا- في بوردو بفرنسا.. فافعل ذلك على مسؤو ...
- أمين عام حزب الله يُعلق على استهداف منزل نتنياهو ودور خامنئي ...
- الأرجنتين.. فوز كبير لميلي في الانتخابات النصفية بعد دعم من ...
- بأكثر من 22 مليون دولار.. المليارديرات يوحّدون جهودهم لإقصاء ...
- واشنطن وبكين تتوصلان لاتفاق مبدئي بشأن المعادن والرسوم
- باريس: محاكمة 10 أشخاص شككوا في الهوية الجنسية لسيدة فرنسا ا ...
- هل يعمل خيار إيقاف التتبع في أجهزة -آبل- حقا؟


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أيمن زهري - العالم العصري والنزعة الفردانية