أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - وارفة الظلال/ قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان














المزيد.....

وارفة الظلال/ قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


1
منذ سطرها الأول تأخذنا قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان إلى الزمن الفلسطيني الراهن.
ذلك أن الانتقال إلى بيت جديد في حياة الفلسطينيين ليس أمرًا عابرًا، كما أن السكن في بيت تمتدّ أمامه أرض واسعة يعدّ أمرًا في غاية الإمتاع. وحين يُستثمر جزء من الأرض لزراعة الأشجار المثمرة، ويُكرّس الجزء الباقي للعب الأولاد، فهذه متعة ما بعدها متعة.
ومنذ أسطرها الأولى تأخذنا القصة إلى أسرة نموذجية من زوج وزوجة ومن بنت اسمها سناء وولدين هما أحمد وفؤاد. تصف الكاتبة بعض مظاهر الحياة اليومية للأسرة، فنلمس الانسجام الراسخ بين أفرادها، وخصوصًا أثناء جلساتها إلى مائدة الطعام، الجلسات التي يخصص قسط من الوقت فيها لمناقشة بعض القضايا التي تهمّ الأسرة وتعني على وجه الخصوص الأطفال.
2
هذا المشهد البهيج الذي ترسمه الدكتورة روز بلغة سهلة تناسب القاموس اللغوي للأطفال من سن 7 إلى 10 سنوات، وتزيده بهجة رسومات الفنانة التشكيلية منار نعيرات وألوانها المثيرة للفرح وهي تتجسد على الورق الصقيل وعلى الغلاف المقوّى السميك، فيرسخ في وجداننا الإحساس الذي يؤكد على أن من حق الإنسان في هذا الزمن أن يكون له بيت لا يتعرّض للإخلاء أو للهدم، وهو بشكل أو بآخر وطنه الصغير الذي يمنحه الحب والحنان والشعور بالاطمئنان والكرامة.
من حقه كذلك أن تكون له أسرة تبادله المسرّات مثلما تبادله الهموم. أسرة يعيش فيها الأطفال معززين مكرمين، تسمح لهم أمهم ويسمح لهم أبوهم بإبداء آرائهم تجاه مختلف القضايا التي تهمّهم وتعنيهم، فلا يتعرّضون لزجر أو قمع أو حرمان من حقهم في التعبير عن أنفسهم، لكي تنمو شخصياتهم على نحو سويّ صحيح.
3
ولأنّ الأسرة التي تعرضها الدكتورة روز اليوسف شعبان هنا هي أسرة مكتملة الصفات، فلا يندر أن تظهر بعض المنغّصات في مجرى هذه الحياة، لكنها في هذه القصة لا تقع في الأسرة وإنما في بعض متعلّقاتها.
فقد تطرّقت القصة إلى ظاهرة التنمّر وتسلّط القوي على الضعيف، وهي ظاهرة معروفة في مجتمعنا على نحو ملموس، والظاهرة منتشرة في مدارسنا بين الطالبات والطلاب حيث يتنمّر بعض الطلاب على غيرهم من الطلاب، وتتنمّر بعض الطالبات على غيرهنّ من الطالبات.
التنمّر في قصة الدكتورة روز يتجسّد في أشجار الحديقة، ويمكن تأويله وتطبيقه على البشر من دون محاذير أو انتقاص. ذلك أن شجرة التفّاح تأخّر نموّها فبدت أصغر وأقصر من زميلاتها شجرة الخوخ وشجرة البرتقال وشجرة الرمان، اللواتي رحن يتباهين بثمارهنّ الناضجة ويتغامزن في الوقت نفسه على شجرة التفاح، ويعبنَ عليها قصر قامتها فلا تستطيع رؤية المناظر الجميلة التي تراها الأشجار التي حظيت بالقامات الطويلة.
4
بدا فؤاد أصغر الأبناء في الأسرة معنيًّا بأمر شجرة التفّاح، وظلّ يتساءل ويستفسر من أمّه وأبيه عن وضع الشجرة؛ حتى عرف منهما أنّ التفّاحة مريضة، ولهذا السبب تأخّر نموها، وقد تعهّد الأب بإحضار دواء لها، وهذا ما كان، وفي الوقت ذاته تعهّدها فؤاد بالعناية والرعاية حتى ترعرعت ونمت، ولم تحقد على زميلاتها الشجرات الأخريات، بل إنها تسامحت معهن، وحل الوئام بين أشجار الحديقة في محل التنمر والإساءة والخصام.
وبالطبع، هنا دروس تربوية مكرسة لتربية الأطفال على القيم الصحيحة والسلوك الحسن، يمكن استنتاجها بسهولة ويسر، لتسهم في خلق أجيال من البنات والأولاد المحبين للخير الكارهين للشر.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أقمار الأديب فتحي فوراني الخضراء
- صفحات من حيفا للدكتور خالد تركي
- راحوا وما عادوا!؟ كتاب المراثي للدكتور نبيه القاسم
- عين الزيتون... البقاء في الوطن/ رواية : محمد على طه/ محمود ش ...
- عامان على الطوفان... وماذا بعد؟
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير45
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير44
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير42
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير41
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير40
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير39
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير38
- من دفتر اليوميات/محمود شقير37
- من دفتر اليوميات/محمود شقير36
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير35
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير34
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير33
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير32
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير31
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير30


المزيد.....




- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-
- مخاطرة الظهور في -عيد الأموات-
- ليبيا تعلن اكتشاف موقع أثري جديد في مدينة شحات شمال شرق البل ...
- الاستماع أو العزف المنتظم للموسيقى يحافظ على ذاكرة كبار السن ...
- عدي رشيد يدخل هوليوود بفيلم يروي حكاية طبيب عراقي


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - وارفة الظلال/ قصة الدكتورة روز اليوسف شعبان